عندما يكون الحديث عند الأزمات نجد الكثير من التحليلات التي كل منها يمثل صاحبها غالبًا وقد تصيب توقعاتهم وقد تخيب وإن أصابت فقد نجد من خلفها طبولًا وكرنفالات لإثبات القدرات الخارقة التي يتمتع بها وذلك أمام الجميع ولكن العكس غير صحيح، فإن جاءت مسيرة الأسعار على عكس توقعاته فيتناساها وكأن شيئًا لم يحدث وما يضيف على الموضوع سوءًا أن ذاكرة المتعاملين مرهقة جراء ما تشاهده من تقلبات حادة في الأسعار وسرعان ما يغيب عنهم اسم من اكتووا بناره سابقًا ويعودون مجددًا ليسمعوا له بعد القليل من التلميع لاسمه مع أي تحرّك إيجابي للسوق.. إن ما يعفينا كمتعاملين من اللجوء واختبار تلك الأمور هو تعلم أحد أنواع التحليل والاعتماد على الذات بعد الله «عز وجل» في اتخاذ القرار الصحيح. الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني أغلق الدولار الأمريكي عند مستويات 76.94 أمام الين الياباني في ختام تداولات الأسبوع الماضي الذي انحصرت حركته الإجمالية بتسع وثلاثين نقطة فقط ولكن المكاسب الأسبوعية التي بلغت أربع نقاط فقط لم تكن كافية لحدوث أي تغيّر في سلوك السعر واتضاح أي رؤية قد تكون في طور الظهور إلا أن المريح في الأمر أن السعر الآخر وحسب آخر إغلاق يقع في منطقة الوسط، حيث إن أقرب دعم له عند مستويات 75.56 والمتمثلة بقاع الموجة الهابطة الحالية وأدنى قاع للزوج منذ عقود طويلة والتي بكسرها سوف تفتح الأبواب للهبوط إلى ما دون ذلك وقد يصل انزلاق السعر من مائة إلى مائتي نقطة والتي لها بالتأكيد قيمة كبيرة عند هذه المستويات أما عن المقاومة الأولى فتتركز على منطقة التقاء السعر مع خط الميل السعري الهابط وذلك بالقرب من مستويات الثمانية والسبعين ين لكل دولار والتي يؤدي اختراقها بلا أدنى شك إلى إعطاء المتعاملين دفعة معنوية كبيرة حول الاتجاه الصاعد مما يزيد من عمليات الشراء الأمر الذي يدفع بالزوج إلى استهداف مستويات قد تصل إلى مناطق المقاومة الرئيسية الثانية حاليًّا والواقعة على مناطق 87 ينًا لكل دولار والمتمثلة بحاجز 23.6% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري والتي لابد أن نكون حذرين للغاية مع اقتراب السعر منها حيث إنه قد يتعرّض لعمليات بيع عنيفة خصوصًا أنه يكون قد قطع ما يزيد على الألف نقطة بين القاع الأول وبين تلك المستويات. الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري بعد اختراق الدولار الأمريكي خلال تداولات الأسبوع ما قبل الماضي لمستويات المقاومة السابقة التي أصبحت دعمًا جيدًا أمام الفرنك السويسري والواقع على مستويات 0.9421 والمتمثل بحاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي عاد السعر ليختبر تلك المستويات حيث إنها دعمه الأول حاليًّا وقد واجه عندها سيلًا من الأوامر الشرائية دفعته مجددًا للصعود لمستويات إغلاقه الأخيرة عند 0.9520 لينهي تداولاته الأسبوعية بخسارة مقدارها 52 نقطة ولكنه على الرغم من تراجعه إلا أنه لا يزال في مساره الصاعد ويبدو أنه يستهدف مستويات المقاومة التالية التي أشرنا إليها منذ عدة أشهر والواقعة على مناطق 0.9966 والمتمثلة بحاجز 61.8 بالمائة من الموجة السابق ذكرها والتي يبدو أنه سيصلها خلال فترة ليست بالبعيدة وهذا مبدئيًّا حيث من المحتمل أن يتخطى هذه المستويات ويخترق مستويات الواحد دولار لكل فرنك سويسري وإلى ذلك الوقت يجب الانتباه جيدًا في حال التفكير بالدخول الشرائي حيث من الممكن أن يدخل السعر في مرحلة تصحيحية في أي وقت كان وعليه فإن الدخول يجب أن يكون من مناطق دعم رئيسية مع أمر لوقف الخسارة تحسُّبًا لأي طارئ. إن مؤشر ال MACD على الإطار الزمني الأسبوعي يدعم استمرار الصعود ولكن كما يعلم الجميع أن المؤشرات تتبع السعر وليس العكس. اليورو مقابل الجنيه الإسترليني انخفض اليورو إلى أول مستوى دعم رئيسي له أمام الجنيه الاسترليني خلال تداولات الشهر الحالي فقد توجّه إلى مستويات 0.8229 الواقعة على حاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الشهري والممتدة منذ منتصف العام 2000 والتي كان قاعه حينها عند مستويات 0.5680 إلى قمته الكبرى التي وصلها في الشهر الأخير من العام 2008 عند مستويات 0.9805 والتي بدأ منها موجته التصحيحية التي أكملت ثلاث سنوات إلى الآن وهي مستمرة كما ذكرنا في عدة تحليلات سابقة وأشرنا صراحة إلى أن الزوج يستهدف بشكل واضح المستويات الحالية وقد وصلها وأشرنا إلى ما أبعد من ذلك فقد كان الكلام فيما سبق عن الوصول إلى مستويات 0.7742 الواقعة على حاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من الموجة السابق ذكرها ولكن شريطة أن يكسر السعر مستويات 0.8066 والتي تتمثل بقاع العام 2010 والتي تعتبر صمام أمان أمام الاتجاه الصاعد والتي لا أتوقع أن تصمد كثيرًا أمام الضغط الهائل الذي يتعرّض له اليورو خلال الفترة الحالية وهنا أود الإشارة إلى النظر بتمعّن إلى مؤشر ال MACD، حيث إنه أضحى واضحًا أن لحظة الكسر باتت أكثر قربًا من ذي قبل. مؤشر الداو جونز الأمريكي ارتفع مؤشر الداو جونز خلال تداولات الأسبوعين الماضيين بما يقارب المائة وواحدًا وتسعين نقطة، حيث كان افتتاحه السنوي عند مستويات 12221 لينطلق بشكل مباشر إلى أن وصل إلى مستويات 12514 نقطة قبل أن يتراجع قليلًا إلى مستويات إغلاقه الأخير عند مناطق 12412 نقطة، ويأتي هذا الإغلاق بمنطقة الوسط بين أقرب مقاومة التي يستهدفها حاليًّا والواقعة على مستويات 12875 نقطة والمتمثلة بقمة الموجة الصاعدة الأخيرة على الإطار الزمني الشهري الذي يُعتبر أيضًا قمة العام 2011 التي انخفض منها إلى مستويات 10428 نقطة والمتمثلة بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من تلك الموجة المذكورة أعلاه قبل أن يصعد للشهر الرابع على التوالي ليكسب ألفي نقطة منذ ارتداده من تلك المناطق ولكن الدعم الأول حاليًّا يأتي عند مستويات 11363، وهنا أود التأكيد على أمر في غاية الأهمية أن مستويات القمة الأخيرة الواقعة على حاجز 12875 تعتبر قمة عنيفة لا يمكن اختراقها بسهولة وإن تمّ اختراقها فسوف تستهدف مستويات القمة الكبرى للمؤشر والواقعة على 14198 نقطة والتي ليس من المنطقي وفي الأوضاع الطبيعية أن يصلها ويخترقها دون تصحيح. الذهب كسب الذهب خلال تداولات الأسبوع الماضي بما يقارب 21 دولارًا لكل أونصة حيث كان افتتاحه عند مستويات 1616، وانطلق بشكل واضح إلى أعلى حيث وصل إلى مناطق 1661 والتي تمّ كبح صعوده منها وساعد في ذلك مستويات خط الميل السعري الصاعد والقادم منذ بدايات العام 2010 والذي تم كسره قبل شهر من الآن تقريبًا وهو لا يزال في طور إعادة اختبار تلك المناطق ويدعم ذلك الإغلاق الأخير عند مستويات 1637 دولارًا للأونصة، حيث إن فشله في العودة أعلى المقاومة الحالية يعطي انطباعًا أكثر ترجيحًا من غيره وهو العودة إلى الشموع الهابطة إما خلال الأسبوع القادم أو الذي يليه.. إن مؤشر ال MACD اقترب جدًا من خط الصفر متجهًا إلى المناطق السلبية وهو ما يدفع بالمتعاملين إلى المزيد من عمليات البيع فتنخفض الأسعار أكثر فأكثر، وهنا نعلم جيدًا أن العرف القائم لدى الكثير من المتعاملين أن ارتفاع الدولار الأمريكي يعني هبوط الذهب وعليه فإن الأخبار والتوجّهات الحالية للدولار تعتبر إيجابية صاعدة وهو ما يدفعهم بشكل نفسي أكثر مما هو عليه علميًّا للتخلي عن الذهب. إن ما يساعد قليلًا في عدم انزلاق الأسعار أن الأزمة الحالية في أوروبا دفعت البعض لبيع اليورو خوفًا من انهياره واللجوء إلى الذهب وهو ما حافظ ولو بشكل بسيط على مستوياته الحالية خلال الأسابيع الأربعة الماضية.