حتى القلة القليلة من عباقرة الاقتصاد حول العالم لم يستطيعوا الجزم إلى ما ستؤول إليه الأمور لاحقاً وقد تصدق تخمينات البعض رغم استنادها على أسس علمية إلا أن بعضها أيضاً يفشل في ذلك.. استناداً إلى ذلك أيضاً فإن قناعة الكثير من الاقتصاديين أنه يجب للمتعامل أن يكون مُلماً بعلوم الاقتصاد وبالتحليل المالي والأساسي ليستطيع أن يدخل في أسواق المال ويتفادى الخسارة ويبقى السؤال الأهم هنا: هل يمكن أن يحصل ذلك؟؟ بالتأكيد لا.. فغالبية المتعاملين لم يتطرقوا لهذه الأنواع من التحليل والتي تحتاج إلى الكثير من الوقت لإتقانها حيث إنها تعتمد على أسس وحسابات ومعادلات معينة وليست بسيطة كما يحاول البعض أن يروّج لها وعليه فإن الأسهل والأفضل هو التحليل الفني الذي لا يتطلب شيئاً مما ذكر أعلاه، حيث إنه يقوم برصد الحركة الفعلية التي تأتي بفعل رؤوس الأموال الضخمة التي يقف من خلفها هؤلاء المتقنون لعلوم الاقتصاد والتحليل المالي وغيره، وقد يقول البعض إن الدخول أو الخروج يكون متأخراً قليلاً، ولكن الجواب سهل فلو كان متأخراً قليلاً، فليس هناك ما يضرّ طالما كان مع الاتجاه العام وليس ضده. الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري هبط الدولار الأمريكي أمام الفرنك السويسري خلال تداولات الأسبوع الماضي إلى مستويات إغلاقه الأخير عند 0.8928 والتي تأتي بالقرب من مستويات الدعم الرئيسية والواقعة عند 0.8876 والمتمثلة بحجز 38.2 بالمائة، فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي، وعليه يتأكد اختراقها الذي حصل قبل عدة أسابيع ومن المتوقع أن يستمر السعر في التذبذب العرضي في ذات المستويات الحالية إلى أن تنتهي استراحة المحارب والتي تبدأ بعدها رحلة صاعدة أخرى تستهدف مستويات أعلى قد تصل إلى مستويات المقاومة الرئيسية الواقعة عند 0.9966 المتمثلة بحاجز 61.8 بالمائة فيبوناتشي من الموجة المذكورة أعلاه. إن اقتراب مؤشر ال MACD من مناطق الصفر الإيجابي واختراقه يعطي المتعاملين نظرة تحمل بين طياتها الكثير من التفاؤل حول مستقبل الزوج إلا أن ما يجب الانتباه له أن الدخول حالياً عند المستويات الحالية يحمل أيضا بعض المخاطر حيث لا يوجد هناك ما يمنع من العودة إلى مستويات أدنى مما هو عليه الآن وبالتالي فإن الفجوة بين السعر الحالي وبين أقرب منطقة يمكن أن يتمركز عندها أمر وقف الخسارة كبيرة وقد لا يتحمّلها حساب عادي مثل حسابات المتعاملين البسطاء. إن ما يجب التأكيد عليه أنه ليس هناك ما يُجبر المتعامل على أن يدخل في عقود شراء أو بيع إلا إذا كانت من مستويات صحيحة عند أدنى مستوى من المخاطرة. الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني حافظ الدولار الأمريكي لأكثر من شهرين على مستويات الدعم الحالي له أمام الين الياباني والواقع عند مستويات القاع الأدنى له منذ عقود 75.95 ين لكل دولار، وعليه فإن المتوقع أن يدخل الزوج في موجة تصحيحية تستهدف عدة مقاومات رئيسية يأتي أولها عند مستويات تقاطع السعر مع خط الميل السعري الهابط منذ بداية الموجة الهابطة بمنتصف 2007 والذي يأتي بالقرب من مستويات 79.79 تقريباً وهو رقم من السهل حفظه، والذي يؤدي اختراقه إلى توجّه السعر لمستويات المقاومة التالية عند مستويات 87.32 والمتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة، فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري، ولكن هناك احتمالاً خافياً على البعض منا وهو ضغط السعر لكسر حاجز الدعم الحالي واصطياد أوامر وقف الخسارة التي تقع خلفه مما يزيد الضغط على السعر لينحدر بسرعة تعطي فرصة جيدة لكبار محرّكي السوق للاستفادة من زيادة حصتهم من الدولار عند أسعار متدنية قبل الارتداد الذي سيكون بداية الموجة الصاعدة ولكنه يبقى احتمالاً ضئيلاً، وعليه فإن الأفضل أن يترافق أي أمر شرائي مع أمر لوقف الخسارة يكون دون مستويات القاع الحالي ببضع نقاط، وكلما كان مستوى الشراء أقرب إلى القاع كان أفضل تقليلاً لنسبة الخسارة فيما لو حصلت، وتم كسر الدعم الحالي.. إن الزوج الحالي بلا أدنى شك يتحضّر لدخول موجة صاعدة أو حتى تصحيحية لن تقل بأسوأ الأحوال عن ألف نقطة وعليه فإنها تعتبر فرصة جيدة لاقتناصها.. فدعونا نراقب سلوك السعر عند اقترابه من هذه المستويات. مؤشر الداو جونز الأمريكي بعد أن ارتد مؤشر الداو جونز الأمريكي الأسبوع ما قبل الماضي من مستويات الدعم الرئيسي الأول للمؤشر والواقع عند مستويات 10450 نقطة والمتمثلة بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي انطلق المؤشر منذ بداية افتتاحه لتداولات الأسبوع الماضي بشكل متواصل مخترقاً مستويات المقاومة الأولى له عند 11397 نقطة والمتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه ليغلق أسبوعه عند مستويات 11644 نقطة كاسباً بذلك 540 نقطة وهي ما نسبته 4.8 بالمائة من قيمة افتتاحه التي كانت عند مستويات 11104 نقاط، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الإغلاق الحالي يعتبر من الناحية الفنية جيداً كونه جاء فوق مناطق 11400 التي تعتبر الأخيرة قبل المقاومة الأشرس عند مستويات قمة الموجة الصاعدة والواقع عند مناطق 12928 نقطة والتي لا اعتقد أن يكون اختراقها سهلاً، حيث إنها من المقاومات التي ردت المؤشر بما يقارب العشرين بالمائة وبالتالي فإن حجم البيع عندها كان كبيراً مما أدى إلى كبح الصعود شبه المتواصل والذي شهدناه حينها وعليه فإن نفسيات المتعاملين ستكون أكثر حذرا مع كل اقتراب من تلك المناطق ومن الواضح أن اختراقها يحتاج إلى كميات كبيرة من الأوامر الشرائية حيث إنها البوابة الأخيرة قبل الوصول إلى القمة الكبرى للمؤشر وهي قمة 2007 عند مستويات 14279 نقطة. وعلى الرغم من المعطيات الكثيرة إلا أن تداولات المؤشر تنحصر بين مستويين وهما على التوالي 12928 – 10450 وما أن يخرج من إحداهما حتى تتكوّن رؤية أكثر وضوحاً لغالبية المتعاملين. الذهب أنهى الذهب تداولات الاسبوع الماضى عند مستويات 1679 دولاراً للأونصة وذلك بعد أن ارتفع بما مقداره 40 دولاراً وهو ما نسبته 2.4 بالمائة، حيث كان افتتاحه عند مستويات 1639 دولاراً ومن الجيد أن ننتبه إلى مكان الإغلاق الحالي، حيث نتيجة ارتداد من مستويات الدعم الرئيسي الواقع عند 1586 دولاراً والمتمثل بحاجز 38.2 بالمائة، فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي الذي فشل لأسبوعين من الإغلاق دونه الأمر الذي أدى إلى الارتداد الأخير ولكن أيضاً يجب أن ننتبه إلى أن الإغلاق جاء دون مستويات المقاومة الأولى له عند 1714 دولاراً والمتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة من ذات الموجة المذكورة أعلاه، الأمر الذي يجعل السعر في منطقة الوسط، وبالتالي فإن الدخول الشرائي عند هذه المستويات يعتبر خطأ كبيراً كون المخاطرة سترتفع إلى نسب عالية. ومن النظرة الأولى للرسم البياني نجد أنفسنا أمام سيناريو أكثر ترجيحاً عن غيره وذلك طبقاً لما شهدناه سابقاً من نماذج حيث إن أمام الذهب ارتفاعاً قادماً يستهدف المستويات الواقعة بمنطقة القمة الكبرى له بين 1882 - 1921 دولاراً لكل أونصة، وإن فشل في اختراق هذه المستويات بإغلاقات قوية فإن نموذجاً سلبياً سيكون في طور التشكّل وسينتج عنه دخول السعر في موجة تصحيحية تستهدف مستويات 1379 دولاراً كأقل تقدير.. لذا فمن الأفضل الابتعاد عن الذهب في هذه الأوقات والانتظار إلى الوقت الذي يكون فيه السعر في مناطق الشراء.