التعامل في أسواق العملات يختلف بعض الشيء عن التعامل مع أسواق الأسهم حيث يتطلب الأخير دراسة القوائم المالية للسهم المراد الاستثمار به ورصد القيمة الحقيقية للسهم وقيمته السوقية الحالية والفرق بينهما، ومن ثم البحث عن أفضل مناطق الشراء من خلال التحليل الفني للرسم البياني للسهم والذي يمثل حركة السعر خلال الفترة الماضية التي شكّلتها تداولات المتعاملين أنفسهم بينما التعامل مع سوق العملات يكفي أن يكون المتعامل على إلمام جيد بالتحليل الفني لرصد أفضل مناطق الدخول، سواء أكان بيعًا أم شراء، حيث إن عمليات البيع متاحة وما على المتعامل سوى تحديد الاتجاه القادم على الإطار الزمني الذي يتبناه في تعاملاته مع السوق وهذا لا يعني ألا يأخذ المتعامل في بعض حساباته الأمور الاقتصادية التي تحرّك العملة وسيكون من الأفضل الاعتماد على تلك الجزئية ولكن الدراسة الأساسية والمالية لعملة ما تتطلب فهمًا اقتصاديًا واسع النطاق ودراسة مستفيضة لاقتصاد الدولة صاحبة العملة وهو ما يصعب على الكثير من المتعاملين بحثه والخروج بنتيجة جيدة نسبيًّا. اليورو مقابل الين الياباني خالف اليورو غالبية التوقعات التي قدّرت بأنه سيكمل انخفاضه أمام الين الياباني خلال تداول الأسبوع الماضي، حيث عاكس الاتجاه العام وصعد خلال الجلسات الخمس الماضية بما قيمته 220 نقطة من سعر افتتاحه الأسبوعي الذي كان عند مستويات 97.34 ين لكل يورو، حيث افتتح يومه الأول على هبوط بسيط ثم تدارك الأمر لينطلق بثلاث شمعات يومية صاعدة وأنهى الخامسة على انخفاض طفيف وكان آخر تداولاته عند مستويات 99.54 وعلى الرغم من صعوده المذكور الذي بلغت نسبته 2.2 بالمائة من سعر افتتاحه الأسبوعي المذكور أعلاه إلا أن ذلك لا يعني انعكاس الاتجاه العام فلا يزال المسار إلى هذه اللحظة هابطًا وأن أي تفكير بالدخول الشرائي أشبه بالمجازفة خصوصًا أنه لا وجود لأي مؤشرات توحي بتغيّر المسار الهابط وعلى الرغم من ذلك فإن أي عقد شرائي يجب أن يكون قريبًا من مستويات القاع الحالي الواقع عند مستويات 97 ينًا إضافة لإقرانه بأمر لوقف الخسارة أسفل هذه المستويات ببضع نقاط خوفًا من استمرار الهبوط والتوجُّه لما هو أدنى من ذلك حيث إن اليورو بشكل عام يواجه ضعفًا شديدًا بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعصف بأوروبا بشكل عام وبالرغم من البيانات التي تصدر بين حين وآخر لطمأنة الأسواق إلا أن ثقة المتعاملين باليورو لا تزال مهزوزة ويستغلون أي فرصة لارتفاعه لبيع ما لديهم من عملة اليورو وإلى أن تتغيّر هذه القناعة يحتاج السوق إلى مزيد من الوقت لبث الهدوء والطمأنينة في نفوس المتعاملين للعودة مجددًا لاقتناء اليورو على أساس أنه عملة رئيسية آمنة، وهنا أود الإشارة إلى أن اليورو بدأ بالتراجع الفعلي منذ مستويات القمة الأخيرة الواقعة على مناطق 170 ينًا لكل يورو في منتصف العام 2007 والمستمرة إلى هذه اللحظة ولو رصدنا نسبة الهبوط من تلك القمة لوجدناها وصلت إلى 41 بالمائة من قمة ال 170 ينًا. الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي انخفض الدولار الأمريكي مقابل نظيره الكندي خلال تداولات الأسبوع الماضي بما قيمته 114 نقطة وهو ما نسبته 1.1 بالمائة من سعر افتتاحه الأسبوعي عند مستويات 1.0244 نقطة، والتي جاءت دون مستويات المقاومة الأولى له والواقعة عند 1.0297 نقطة والمتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والممتدة منذ بدايات العام 2009 إلى قاع العام 2010 الذي كان عند مستويات 0.9444 تقريبًا والتي ارتد منها إلى مناطق 1.0656، حيث فشل في الوصول إلى مستويات المقاومة حينها الواقعة على حاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة السابق ذكرها والواقع على مناطق 1.0826، حيث ارتد ليدخل في مسار جانبي طيلة الأسابيع الخمسة عشر الماضية ويأتي إغلاقه الأخير دون مستويات المقاومة الحالية، ولأكثر من أربعة أسابيع إشارة إلى فشله في الاستقرار فوقها وهو ما يُعطي مبررًا واضحًا للمتعاملين للتوجُّه إلى عمليات البيع خوفًا من استكمال الهبوط، مما يدفع بالسعر للهبوط فعلًا بدافع ارتفاع العرض عن الطلب ولكن المريح في الأمر قليلًا هو سلوك السعر الذي يميل إلى تشكيل قاعدة لموجة صاعدة خصوصًا إن نظرنا إلى الرسم البياني الشهري لوجدنا أن نموذج Double Bottom قيد التشكّل وأن مستويات 0.9444 تعتبر الآن من أخطر الدعوم التي من الممكن أن يواجهها السعر في مسيرته الهابطة ولكن لا أحد يستطيع الجزم بصمودها أو كسرها والأمر متروك لسلوك السعر عند الوصول إليها، أما عن المسار الصاعد فهناك العديد من المقاومات يأتي أولها مستويات 1.0297 التي باختراقها سوف تفتح الباب للوصول إلى مستويات 1.0656 ومن ثم 1.0826 ولكن وجود السعر في مناطق الوسط يجعل من الدخول الشرائي أو البيعي عند هذه المستويات أمرًا فيه مخاطرة عالية جميع المتعاملين بغنى عنها، حيث إن السوق مليء بالفرص التي يمكن استغلالها بأقل نسبة مخاطرة ممكنة. مؤشر الداو جونز الأمريكي ارتفع مؤشر الداو جونز الأمريكي خلال الأسبوع الماضي بما مقداره 269 نقطة حيث كان افتتاحه عند مستويات 12423 نقطة، وانخفض في اليوم الأول ليتدارك ذلك في نهاية تداولات الفترة ليغلق على انخفاض بسيط ومن ثم اتجه في مساره الصاعد طيلة الأيام الأربعة التالية ليغلق آخر تداولاته عند مستويات 12692 نقطة مغلقًا الأسبوع الثالث من العام الجديد على ارتفاع ليقترب بشكل واضح من مستويات قمة الموجة الصاعدة الأخيرة على الإطار الزمني الشهري الواقعة على مستويات 12875 نقطة، والتي من المتوقع اختراقها والتوجّه إلى المقاومة التالية والواقعة على مستويات 14198 نقطة، والتي تعتبر أعلى قمة حققها مؤشر الداو جونز خلال مسيرته وهنا أود الإشارة إلى أن الارتفاع الذي حققه المؤشر خلال العام الجديد بلغ حسب مستويات الإغلاق الأخيرة 471 نقطة وهو ما نسبته 3.8 بالمائة من قيمة افتتاحه السنوي عند 12221 نقطة، وهذا يدل على زخم شرائي واضح الأمر الذي يوحي بأن المقاومة الأولى له والتي تبعد 183 نقطة حاليًّا قد لا تستطيع كبح صعوده خصوصًا أن الزخم المذكور ليس وليد اللحظة بل إنه مستمر منذ أربعة أشهر، كما هو واضح بالرسم البياني المرفق حيث إن الشمعات الأربع الشهرية الأخيرة أغلقت في كل منها أعلى من التي سبقتها وإجمالي مكاسبه منهم بلغ 1780 نقطة وهو ما نسبته 16.3 بالمائة، وعليه فإنه يجب أن ننتبه من أي قرار بيعي يتم اتخاذه وفقًا لهذه المقاومة فالأجدر أن يتم التريث قليلًا وانتظار رؤية سلوك المؤشر عند وصوله إلى مستويات المقاومة فإن كان الارتداد عنيفًا يتم ترجيح دخول المؤشر في موجة تصحيحية أما إن كان ضعيفًا فيتم ترجيح اختراق المقاومة وبكل الأحول فإنه يجب أن يتم وضع أمر وقف خسارة أعلى من مستويات المقاومة ببضع نقاط في حالة البيع تحسُّبًا لأي سلوك غير متوقع. الذهب ارتفع الذهب خلال تداولات الأسبوع الماضي إلى مستويات 1666 دولارًا للأونصة كاسبًا واحدًا وثلاثين دولارًا، وهو ما نسبته 1.8 بالمائة من سعر افتتاحه الأسبوعي الواقع عند مستويات 1635 دولارًا حيث صعد بشكل متذبذب إلى أن وصل إلى أسعار إغلاقه الأخيرة التي تقع أعلى من مستويات المقاومة السابقة والتي عادت لتصبح دعمًا جيدًا حاليًا والمتمثلة بخط الميل السعري الصاعد منذ بداية العام 2010 إلى الآن ولكن هذا لا يجزم بأن المنطقة أصبحت آمنة والدعم سيبقى صامدًا فعلى الرغم من صعوده وإغلاقه الإيجابي خلال الأسابيع الثلاثة الماضية والتي كسب بها ما يقارب 103 دولارات وهو ما نسبته 6.5 بالمائة إلا أن الحركة السعرية للذهب توحي بأنه لا يزال ضمن الموجة التصحيحية التي بدأت بعد فشله في تجاوز القمة الكبرى الواقعة عند مستويات 1921 دولارًا لكل أونصة والتي دخل بعدها في تصحيحه المستمر إلى هذه اللحظة والتي لا أتوقع أن تنتهي عند هذا الحد بل من المحتمل أن يتراجع السعر إلى مستويات 1482 دولارًا الواقعة على حاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي وربما إلى مستويات 1379 الواقعة على حاجز 61.8 بالمائة من ذات الموجة المذكورة أعلاه ولكن أيضًا لا أحد يستطيع الجزم بذلك وكل الخيارات تحت نطاق الترجيح ولكن من المعطيات التي أمامنا نكاد نستطيع ترجيح خيار عن آخر ولكن يبقى الدعم الرئيسي والمقاومة الرئيسية الأولى للسعر واختراقهما هو الذي يحدِّد الاتجاه القادم حيث ان الدعم الرئيسي حاليًّا يقع عند مستويات 1522 دولارًا أما عن المقاومة فمستويات 1714 تليها مستويات 1802 هي الأقوى حاليًا.