مع اقتراب السنة من نهايتها ودخولنا في الشهر الأخير منها ينتابني قلق شديد حيال المتعاملين الجُدد خصوصاً وهم الذين لم يتعاملوا بعد مع السوق في مثل هذه الأوقات حيث تكون طبيعة الحركة شرسة للغاية ونجد أن بعض أزواج العملات التي تسير في العادة مئتي نقطة نجدها تسير لأكثر من ثلاثمائة وهذه المفاجآت قد تؤدي إلى كارثة لمن لم يسبق له مشاهدتها حيث إن البعض يقول إن الهبوط أو الصعود استنفد طاقته ويبدأ بالدخول عكس الاتجاه العام فقط لهذا السبب ولكنه يفاجأ بصعود أو هبوط إضافي قد يخسر به جزءاً كبيراً من حسابه إن لم يكن كله ولذلك أشدّد دائماً على أمر وقف الخسارة الذي لطالما وضع في مكانه الصحيح فإنه يساعد في حماية المحفظة من التبخر. اليورو مقابل الدولار الأمريكي أغلق اليورو شمعته الشهرية الماضية عند مستويات 1.3445 خاسراً بذلك 410 نقاط، وهو ما نسبته 2.9 بالمائة من أسعار افتتاحه التي كانت عند مستويات 1.3855 حيث انخفض السعر إلى مستويات الدعم الأول الواقع عند مناطق 1.3170 والمتمثل بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الشهري والذي فشل في تجاوزه ليرتد ويغلق عند المستويات المذكورة أعلاه ومع بداية الشمعة الشهرية الجديدة انخفضت الاسعار إلى مستويات الإغلاق الأخيرة عند مناطق 1.3404 دولاراً لكل يورو، ومن المتوقع أن يتراجع اليورو مجدداً إلى أن يصل إلى مستويات الدعم الأول المذكور أعلاه ومن ثم يجب مراقبة سلوكه عند أول اختبار فإن كان الارتداد قوياً فهذا يعني أن طلبات الشراء كانت كبيرة وبالتالي سوف تكون محط اهتمام البائعين لأخذ الحذر مما يؤدي إلى فشل الكسر، أما إن كان الارتداد ضعيفاً فسوف تزيد من طمأنينة البائعين مما يجعلهم يستمرون في الضغط البيعي إلى أن يتم كسر الدعم وبالتالي التقاط أوامر وقف الخسارة القابعة دون الدعم مما يؤدي إلى مزيد من الهبوط. إن القلق البالغ أشده في منطقة اليورو حول مستقبل تلك المنطقة قد يكون في صالح البائعين الذين استطاعوا منذ منتصف العام 2008 قراءة الوضع الاقتصادي للمنطقة وجاء الفشل في تحقيق قمم جديدة وذلك في فشل السعر في تجاوز مستويات 1.6019 ولمدة أربعة شهور متتالية والتي كانت كافية لإعطاء الإشارة للدخول في موجة تصحيحية لا يزال السعر يترنّح بداخلها. اليورو مقابل الجنيه الاسترليني لو عُدنا قليلاً إلى الوراء لوجدنا أن اليورو انطلق بشكل عنيف أمام الجنيه الاسترليني وذلك مع بداية العام 2007، حيث واصل ارتفاعاته إلى نهاية العام 2008 ليكون بذلك قد صعد ما قيمته 3234 نقطة وهو ما يشكّل 49 بالمائة من سعر بداية الموجة الصاعدة التي كانت عند مستويات 0.6571 حيث صعد إلى أن حقق أعلى قمة سعرية عند مستويات 0.9805 والتي تلقى عندها ضربة بيعية موجعة كانت كفيلة بدخوله في الموجة التصحيحية التي يسير بها متذبذباً منذ ثلاث سنوات تقريباً حيث كان آخرها إغلاق شمعته الشهرية الماضية دون مستويات الدعم الذي تحوّل إلى مقاومة، حيث جاء الإغلاق عند مستويات 0.8560 بدون مستوى المقاومة الواقع عند 0.8570 والمتمثل بحاجز 38.2 بالمائة، فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الشهري وعلى الرغم من الارتفاع البسيط والعودة فوق المستوى المذكور في اليومين الماضيين من الشهر الجديد إلا أن توقعات الكثير من المتعاملين تتمركز حول التوجّه الهابط للزوج خصوصاً أن ما يدعم هذا التصوّر اقتراب مؤشر ال MACD من الوصول إلى منطقة الصفر وهي ما تدفع المتعاملين إلى حالة من القلق تجعلهم يتدافعون للخروج من اليورو ببيعهم إياه مما يدفع بالزوج للهبوط إلى مستويات الدعم الرئيسي التالي الواقع على مناطق 0.8188 نقطة والمتمثلة بحاجز50 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه لذا يجب الانتباه بخصوص أي عقد شرائي أو بيعي، حيث يجب أن يترافق بأمر لوقف الخسارة تحسُّباً لأي انزلاق سعري قد يحدث خصوصاً بالأزواج التي يمثل اليورو أحد أطرافها. الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي لا يزال الدولار الأمريكي طيلة السنتين الماضيتين يسير في ذات المسار العرضي الواقع بين مستويات الدعم الرئيسي المتمثل بقاع العام الحالي عند مستويات 0.9405 وبين مستويات المقاومة الأولى الواقعة عند مناطق 1.0708 والمتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الشهري والتي حاول أن يصعد إليها خلال تداولات الشهر ما قبل الماضي إلا أنه تعرّض لموجة بيع كبيرة دفعته للتراجع لأكثر من ستمائة نقطة ليسير بعدها عرضياً إلى أن أغلق تداولاته الأخيرة عند مستويات 1.0181 ليبقى هدفه الأول مستويات المقاومة الأولى المذكورة أعلاه وعليه فإن إغلاقه الأخير يأتي عند مستويات المنتصف حيث إن خطورة الدخول عالية جداً، فالبعد عن أقرب دعم رئيسي قرابة الثمانمائة نقطة، بينما يبعد عن أقرب مقاومة ما يزيد بقليل على 500 نقطة وهنا الكلام عن الدخول الشرائي أو البيعي بناء على الإطار الزمني الشهري ويبقى أن نشير إلى أن مؤشر ال MACD تقاطع إيجابياً قبل أربعة أشهر تقريباً، ولكنه لا يزال دون مستويات الصفر وعليه فإن على المتعامل الذي يقرّر الدخول الشرائي أن يقوم بذلك إما من مستويات الدعم الأول أو بعد اختراق المقاومة الأولى وما يجب ذكره أن الزوج في طور تشكيله للقاع الثاني المكوّن لنموذج ال Double Bottom وهو من أحد أهم النماذج الانعكاسية التي إن تأكدت فهدفها لن يقل عن ألفي نقطة على أقل تقدير. مؤشر الداو جونز الأمريكي ارتفع مؤشر الداو جونز خلال تداولات الأسبوع الماضي كاسباً ما يعادل 787 نقطة بما نسبته 7 بالمائة من قيم افتتاح الشمعة الأسبوعية التي كانت عند مستويات 11232 نقطة، والتي كان من المتوقع أن يكون الارتفاع لمجرد اختبار مستويات المقاومة حينها والواقعة على حاجز 11397 نقطة والواقعة على حاجز 23.6 بالمائة، فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي والقادمة من نهايات الربع الأول من عام 2009، ولكن ما حصل هو اختراق ذاك المستوى بشكل عنيف إلى أن وصل إلى مستويات 12146 نقطة في اليوم الأخير من التداولات قبل أن يتراجع إلى مستويات إغلاقه الأخير عند مستويات 12019 نقطة ومن المتوقع بعد هذا الزخم الصاعد أن يستمر المؤشر في التوجّه نحو المقاومات التي يأتي أولها عند مستويات 12303 نقطة، ومن ثم مناطق المقاومة الكبرى عند المستويات ما بين 12800 نقطة، وبين 12928 نقطة، ولكن يجب على المتعاملين أن يعلموا أن الموجة التصحيحية التي بدأت مع فشل المؤشر في تجاوز مستويات القمة الأخيرة لن تنتهي إلا بعد اختراق القمة المذكورة والدخول في مستويات الثلاثة عشر ألف نقطة وإلا فإن الموجة التصحيحية لا تزال قائمة وسوف تستهدف في النهاية مبدئياً مستويات الدعم الرئيسي الثاني حالياً عند مستويات 10450 نقطة التي لا أتوقع أيضاً أن تصمد في ظل هبوط تصحيحي للموجة الإجمالية الصاعدة. الذهب توقع الكثير من المحللين أن تستمر أسعار الذهب بالهبوط خصوصاً بعد إغلاقه شمعة الأسبوع ما قبل الماضي دون مستويات الدعم الواقع عند 1714 دولاراً للأونصة والمتمثل بحاجز 23.6 بالمائة، فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الأسبوعي، وما حدث خلال الأسبوع الماضي لم يكن حسب التوقعات، حيث ارتفع الذهب عائداً إلى مستوياته السابقة فوق حاجز المقاومة الذي عاد ليكون دعماً، حيث بلغت أعلى تداولات لأونصة الذهب خلال الأسبوع الماضي عند 1762 دولاراً قبل أن يرتد ليغلق عند 1745 دولاراً لكل أونصة وهو ما يدفع للحيرة حول توجّه الأسبوع القادم، حيث إن البعض بدأ يفقد الثقة بمتانة مستوى ال 1714 دولاراً بعد أكثر من كسر واختراق خلال مدة قصيرة وبذلك تتحوّل الثقة إلى مستويات أكثر قوة ومتانة ومنها مستويات الدعم الرئيسي عند 1586 دولاراً المتمثل بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من ذات الموجة المذكورة أعلاه، أما بخصوص المقاومة فهناك اثنتان أولاهما عند 1802 دولار والتي ارتد منها قبل شهر تقريباً والثانية تأتي عند القمة الكبرى التي حققها الذهب في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر عند مناطق 1921 دولاراً لكل أونصة. قد ينصح البعض بالدخول الشرائي للذهب خصوصاًَ بعد الأزمات السياسية والاقتصادية التي نشاهدها حول العالم ومنها أزمة منطقة اليورو ولكن يبقى سؤال في غاية الأهمية: هل سيرتفع الذهب مستقبلاً متأثراً بأزمة اليورو أم أنه سيهبط بناء على العُرف السائد حول الاتجاه المعاكس بينه وبين الدولار الأمريكي، حيث كما يعلم البعض أن هبوط اليورو يعني ارتفاع الدولار الأمريكي وبالتالي هبوط الذهب. أي التوقّعات ستصدق؟ وهل الحل الأفضل هو تحليل الذهب بعيداً عن أي ارتباط له مع العملات. أعتقد أن الأخير هو الأفضل بلا أدنى شك.