تصدرت المملكة الترتيب الأول عربياً والثاني عالمياً في استخدام برنامج «سناب شات» حسب ما ورد في استطلاع للرأي حول الأسواق الرائدة في برامج المحادثة والدردشة نشرته جريدة عرب نيوز هذا الأسبوع، ونوه الاستطلاع بأن غالبية المستخدمين في المملكة هم من الفئة العمرية الواقعة بين ستة عشر وعشرين عاما. «سناب شات» لمن لا يعرفه، هو تطبيق رسائل مصورة يمكن للمستخدمين التقاط الصور، وتسجيل الفيديو، وإضافة نص ورسومات، وإرسالها إلى قائمة التحكم من المتلقين. ويحدد المستخدمون مهلة زمنية لعرض لقطاتهم من ثانية واحدة إلى عشر ثوانٍ، وبعد ذلك تختفي الصور والفيديوهات من الجهاز المستلم وتحذف من الخوادم الخاصة بسناب شات كما تدعي الشركة المنتجة لهذا التطبيق. حقيقة الأمر فإنه ليس من المستغرب هنا في المملكة أن نتصدر قوائم الاستخدام الأعلى عالمياً لمواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها وأشكالها، وهي التي غزت وبشكل محموم جميع شرائح المجتمع وبمختلف الأعمار، إلا أن تصدر استخدام برنامج سناب شات تحديداً والفئة العمرية المستخدمة له لفت نظري إلى حد ما. قد يكون الأمر المغري والميزة الفريدة لاستخدام سناب شات هو قصر عمر اللقطة وفنائها والتي أُريد لها بأن تختفي تماماً بعد التقاطها من ذاكرة مستقبليها قبل أن تختفي من أجهزة الهواتف المحمولة خاصتهم وللأبد، وهذا يتعارض مع المفهوم الأصلي للقطة المصورة والتي كانت في بدايتها وبداية اختراع آلات التصوير الضوئي عبارة عن توثيق دائم طويل الأمد لحدث يدور بين شخوص ومكان وزمان! التفريط والتضحية بذاكرة اللقطة هنا ليس نابعاً من الاهمال وعدم معرفة قيمة توثيق الذكريات، بل وبحسب الفئة العمرية المستخدمة للبرنامج وعادات وتقاليد المجتمع التي توصف «بالخصوصية» دائما، يمكننا أن نستشف بأن المغزى هنا هو فناء اللقطة بعد مشاهدتها وضمان عدم استخدامها بصورة سلبية لاحقاً من قبل المتلقي خصوصا بالنسبة للفتيات، حيث إن الثقة بالطرف الآخر قد تكاد معدومة في هذا الشأن بالخصوص حتى من أقرب الصديقات فيما بينهن! هذا فضلاً عن أن المراهقين والمراهقات يحتفظون دائماً بأسرار أو نصف أسرار يحبون إطلاع بعض المقربين من أقرانهم عليها ثم سريعاً ما يندمون على تلك المكاشفة خصوصاً إذا كانت صورا فوتوغرافية يمكن الاحتفاظ بها ونسخها لعدة نسخ، فكان برنامج سناب شات هو الحل الأمثل للمراهقين بالخصوص فمن جانب هم يشركون الأصدقاء معهم في بعض اللقطات الخاصة ومن جانب آخر يضمنون فناء اللقطة بعد مدة زمنية قصيرة جداً. وكما هو معلوم في التقنية أنه لا يوجد برنامج غير قابل للاختراق والانتهاك، فظهرت برامج أخرى تستطيع تخزين وحفظ اللقطة المرسلة عبر برنامج سناب شات في جهاز المستقبل، لذا فإن الممارسة غير المنضبطة للسناب شات مازالت محفوفة بالمخاطر لدى المراهقين والمراهقات، ومن متابعتي المتواضعة لما يجري في عالمهم الخاص أراهم أكثر حذراً وتشكيكاً خصوصاً عندما يتعلق الأمر بإرسال صورهم الشخصية عبر السناب شات أو غيره من البرامج. سناب شات كمفهوم ينص على قصر عمر اللقطة وفنائها قد يكون مبرراً استخدامه من قبل المراهقين للأسباب آنفة الذكر، إلا أن استخدامه من قبل الفئة العمرية الأعلى التي تتراوح من 30 إلى 50 عاماً أو أكثر يحتاج بنظري إلى دراسة عاجلة من قبل علماء الاجتماع في البلد.