رغم تعدد برامج التواصل الاجتماعي وأهميتها، إلا أن منها ما يخترق جدران المنازل ويهتك الخصوصية. فبعد الفيسبوك وتويتر والانستجرام، يطل «السناب شات»، وهو عبارة عن برنامج يمكن للمستخدمين التقاط الصور، وتسجيل الفيديو، وإضافة نص ورسومات، وإرسالها إلى قائمة من الأشخاص الذين يتلقون الرسالة المصورة، ويتم منح المستخدمين مهلة زمنية لعرض لقطاتهم من ثانية واحدة إلى 10 ثوان، وبعد ذلك سوف تكون مخفية من جهاز المستلم وتحذف من الخوادم الخاصة بسناب شات أيضا. ووفق إحصائية محلية لشركة سماءات الإلكترونية فقد وصلت نسبة استخدام السناب شات لدى السعوديين 94.98%، وأن أكثر الفئات استخداما له الفئة العمرية ما بين 15 و21 سنة بنسبة 44.3%. وحول ذلك أشار المهندس هاني مختار الخبير السعودي في إدارة تقنية المعلومات بشركة أرامكو أن برامج التواصل الاجتماعي وتطبيقاته أصبحت كثيرة ومتعددة نظرا لسهولة الحصول عليها مجانا من التطبيقات، فلو أن هذه التطبيقات وضعت برسوم لما قام بإنزالها الأغلبية، فنجد تطبيق السناب شات قد حمّله خلال الأشهر الماضية حوالي أكثر من مليون مستخدم، إضافة إلى أننا شعب غير قارئ، مما جعل نسبة كبيرة تستخدمه. فحوالي 90% من شبابنا من الجنسين يستخدمون تطبيق السناب شات إضافة إلى أنهم لا يقرأون نص الاتفاقية قبل تحميله، فيحملونه دون الاطلاع على الشروط والاتفاقية، ومنهم من يسيئ الاستخدام لعدم وجود عقوبات رادعة رغم وجود قانون الجرائم المعلوماتية أو لجهل منهم بالعقوبات مما جعل البعض يخترق خصوصية الآخر خاصة من المراهقين وصغار السن، وللأسف على الرغم من أن هذه البرامج يمكن تسخيرها للفائدة إلا أن الغالبية أساء استخدامها لغرض التسلية والاطلاع على خصوصيات الآخرين. وتقول المستشارة الأسرية الدكتورة فاطمة الجاوي إن برامج التقنية أصبحت تطل علينا سريعا مما جعلنا نشعر بعدم الأمان، لأن أي شخص معرض أن يتفاجأ بصورته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة وأن هذه التطبيقات والبرامج أصبحت محملة في الأجهزة الإلكترونية والتي يعبث بها الجميع، لعدم وجود رقابة من بعض الأسر على أبنائها ومعرفة ما تحتويه أجهزتهم من تلك التطبيقات التي لا نستطيع مجاراتها بسبب سرعة إنزال برامج وتطبيقات بعد كل فترة متقاربة. وقد ظهر مؤخرا السناب شات الذي أصبح وباء منتشرا في كل منزل، فنجد الجميع يتعامل معه وكأنه شيء واجب، فالفتاة تصور نفسها وهي ذاهبة لحفلة بكامل زينتها والأم تصور سفرة طعامها والأب يصور نفسه وهو بحفلات الزواج وغيرها من المقاطع التي نراها، لهذا لابد أن كل أسرة تكون بمثابة منبر دعوي للتنبيه من مخاطر هذه التكنولوجيا، خاصة بعد أن تم اختراق هذا التطبيق وتسريب عدد كبير من الصور لمستخدميه. ومن جهة أخرى تشير نحن دائما نلتفت إلى فئة الشباب والمراهقين دون الالتفاف إلى الأطفال صغار السن من عمر العامين والثلاث وهم الأخطر في استخدام هذه التقنية بسبب ترك هذه الأجهزة بين أصابعهم لتعبث بها فكم من صورة أرسلت بالخطأ وكم من مكالمة أجريت دون قصد من أجهزة الأمهات بسبب ترك هذه الأجهزة بين أطفالهم من أجل أن يلتهوا أو أن تقوم الأم بشراء جهاز للطفل وتتركه دون مراقبة، إضافة إلى أن معظم الأطفال من سن 5 سنوات أصبحوا يمتلكون خبرة في التعامل مع الأجهزة وعلى علم بجميع البرامج، فكثيرا ما نرى أن الأطفال يلتقطون صورا دون أن نعير هذا الموضوع أهمية بحجة أنه طفل صغير، ولكن الخطر يكمن في كون هذا الطفل قد يقع جهازه في أيدي غريب يتلصص على ما فيه، وهو ما دعا وزارة التربية إلى إقامة حقائب توعوية بمخاطر وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها لطلبة المدارس مؤخرا، لهذا لابد من تكاتف الأسر لتوعية أبنائها من خطر هذه البرامج، فليس كل فعل لابد أن ننشره للجميع ونجعل من منزلنا وخصوصيتنا طاقة مفتوحة كي يطل الجميع على ما بدخلها. بينما ترى ريما الرابغي أن السناب شات تطبيق جديد ولا يعيبه شيء من حيث المشاركة في الصور مع الصديقات من أجل المتعة والتسلية. وتوافقها الرأي تالة المسعودي «طالبة جامعية»، فتقول: السناب شات وغيرها من التطبيقات التي أطلت علينا تطبيقات مسلية وقاتلة للفراغ تجعلك تعيش اللحظة وسط الأصدقاء وتشركهم معك لكن في حدود، وليس كل شيء مشاع للعوام.