"العالم بين يديك" عبارة تناقلتها كثيراً وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، ومع كل استخداماتها إلا أنه لم يستطع أحد إعطاء العبارة حقها، فالعبارة تدل على أنك تستطيع أن تطلع على ما يحدث في جميع أصقاع العالم وبسرعة وبسهولة، ومن هنا بدأت اساليب جديدة من الأشخاص لمحاولة نقل صورة حقيقية لما يقومون وللأخبار التي تحدث حولهم، فكانت كاميرا الهاتف الذكي هي الأداة التي يستخدمونها في رصد الأحداث، بينما كانت مواقع الفيديو والصور هي المكان الذي يحتوي وينشر ما يحدث. ومع تزايد النشر وزيادة المحتوى صعب على مستخدمي الإنترنت العثور بسهولة على المحتوى، أو بالأصح افتقدت هذه المواقع أسلوب المنصة الشاملة فلا يوجد مكان موحد تستطيع التعرف فيه على القنوات ومن ثم استخدامها، وهذا بحد ذاته معضلة أمام الجميع، إلى أن أتى برنامج "سناب شات" والذي جمع العالم في منصة موحدة سهلة الاستخدام، وبدأ بوضع قنوات خاصة بالأشخاص ومن ثم بالدول والمدن يستطيع مستخدمو التطبيق بث ونشر الفيديوات من خلاله، وبكذا استطاعت منصة "سناب شات" أن تجعل العالم بين يدينا. إلا أن التأخر في إدراج المدن في البث الحي وخصوصاً العربية أخر كثيراً المنصة، وابعد عنها الفكرة الحقيقية للعالم بين يديك، إلى أن أتت دبي كأول مدينة تضاف على منصة "سناب شات"، حيث قدم الشعب الإماراتي لقطات ثابتة ومتحركة من حياة المدينة اليومية، أضهرت للجميع بعض الجوانب الحقيقية في المدينة التي لا تستطيع معرفتها حتى مع زيارة دبي. وبالأمس وتحديداً في صباح الجمعة دخلت مدينة الرياض لتكون ثاني مدينة تضم على البث الحي لمنصة "سناب شات"، حيث شاهد العالم من خلال المنصة جزءا كبيرا وجميلا من المدينة، بمشاركات كانت من أعلى نقطة في مركز الملك عبدالله المالي، وأخريات تنقل جزءا من صلاة الجمعة في جميع مساجد المدينة، وآخرون من داخل المنازل يستعرضون تفاصيل الحياة اليومية للمواطن السعودي. مدينة الرياض والتي يتبادل سكانها عبارة "الله ما أرق الرياض تالي الليل" قدمت جانبا مختلفا عن المدينة لم نعتد أن نشاهده، فحياتنا اليومية مقتصرة على المنطقة التي نكون متواجدين فيها، بينما ناشرو الصور والمقاطع المرئية على منصة "سناب شات" أظهروا جمال ورقة المدينة، وأصبح سكان شمال الرياض يعرفون ما يحدث في جنوبالرياض. هذا الانتشار السريع لمنصة "سناب شات" وهذه الأفكار التي يفعلها مطورو المنصة بين فترة وأخرى، يجيب على التساؤل الأهم الذي طرحه العالم أجمع مع بدايات سناب شات كتطبيق بسيط على الهواتف الذكية وهو "لماذا رفض مطورو التطبيق بيعه لفيسبوك مقابل ثلاثة مليارات دولار؟"، لا توجد حالياً أرقام تظهر القيمة الحقيقية لسناب شات بعد أن تحول من تطبيق بسيط إلى منصة متكاملة، إلا أنه بالتأكيد يبلغ أضعاف الرقم الذي عرضته فيسبوك. جامع الإمام تركي بن عبدالله «الصور من سناب شات»