من أعظم العلاقات بين المرأة والرجل وأقدسها - على الاطلاق وفي جميع الاديان الزواج - فقد كرم الله المرأة والرجل بأن جعل الزواج حلالاً وكان الارتباط الحاصل بينهما سببا في بقاء الجنس البشري. فيعتبر الزواج فرصة لكل فتاة لترتبط بنصفها الآخر .. فلماذا لا تحظى الفتاة الكفيفة بهذه الفرصة؟ ولماذا لم ولن يتقبل المجتمع زواج الكفيف من كفيفة مثله فلو عملنا إحصائية بسيطة لوجدنا نسبة الفتيات الكفيفات المتزوجات 10 في المائة من عدد الكفيفات الكلي، وفي الاغلب متزوجات من مبصرين. في المقابل فان نسبة الكفيفين المتزوجين تفوق 60 في المائة وجميعهم متزوجون مبصرات، فنحن نواجه انعدام فرصة الكفيفة في أن تكون لها حياتها الخاصة وتنعم بحياة أسرية طبيعية ويكون لها أبناء وزوج يقاسمها الحياة. فيجب ان نقوم بتوعية المجتمع بكافة فئاته لضرورة مراعاة حقوق المرأة الكفيفة في الحياة والزواج والانجاب. فقد وصلت المرأة الكفيفة لنجاحات كثيرة وكبيرة إلا ان نظرة المجتمع لها نظرة ازدراء فهي في نظر المجتمع غير قادرة على تحمل أعباء الحياة الزوجية والبيت والأبناء، بل في كثير من الأحيان يتصورون انها لا تستطيع القيام بحوائجها الشخصية، وأنها غير قادرة على الاعتناء بزوج وأطفال وبيت كونها كفيفة فقط فاقدةً للبصر . تستطيعون القول: إنها نظرة لربما طبيعية لمجتمع المبصرين فماذا ستقولون لو أخبرتكم بأنها نظرة الكفيف للكفيفة ايضاً وهذا الاكثر إيلاماً فاذا كان الكفيف الذي من المفترض انه يفهمني ويعرف وجعي ومتيقن من مواطن قوتي وقدراتي ومن الواجب ان يحتوي ضعفي كوننا نحمل نفس الاعاقة اكتشفت ان الكفيف يرفض الزواج من كفيفة لاعتقاده في عدم كفاءتها وأهليتها لقيادة الحياة ويتزوج مبصرة لتحمل عنه جزءا من أعباء الحياة والسبب الحقيقي - في نظري ونظر كثير من الكفيفات - أننا نعاني نفس الاعاقة. فالكفيف يخاف من ان تتفوق الكفيفة عليه بقيادة الحياة، وقد تصبح أفضل منه فيزدرئها ويرفضها. أتمنى ان نقوم بتوعية الكفيفين أولاً والمجتمع ثانياً بان هناك فرصة كبيرة لزواج الكفيفة من كفيف وفرصة نجاح هذا الزواج كبيرة اذا تغيرت نظرة الكفيف والمجتمع للكفيفة، فمنا الاكاديمية والمعلمة والرسامة والكاتبة والمدربة. والأهم أننا نساء نتمتع بكل ما تتمتع به النساء المبصرات من جمال وتربية وأخلاق ودين، وقادرات على تحمل مسؤولية بيت وزوج وأطفال. فأنا ومن منبري هذا أناشد جميع المسؤولين تبني قضية توعية وحث الكفيفين على الزواج من كفيفات شاكرةً لكم ما تقدمونه من جهود تصب في مصلحة الكفيف والكفيفة، والشكر موصول لمن أعطانا من وقته وجهده. * (كفيفة)