يواجه أهالي الكفيفات صعوبات عدة، محاولين تحديها، في ظل قلة المراكز المتخصصة في دعم المكفوفين ورعايتهم في المنطقة الشرقية. وأحد هذه المراكز يقع في محافظة القطيف، ويضم 30 كفيفة، تتراوح أعمارهن بين ست سنوات إلى 40 سنة، إضافة إلى 80 كفيفاً، إضافة إلى معهد النور في محافظة الأحساء، الذي يضم نحو 70 كفيفة. وتشير مديرة مركز القطيف أحلام العوامي، وهي أيضاً كفيفة، وتعمل معلمة في إحدى مدارس التعليم العام، إلى الصعوبات الاجتماعية التي تواجه الكفيفات، و»عدم قدرتهن على التواصل أحياناً بسبب نظرة المجتمع لهن، إضافة إلى قلة عدد المراكز المتخصصة التي تُعني في هذه الفئة». وتنسى أحلام وهي تستمع إلى هموم 30 كفيفة، حالها أحياناً، وتعتقد أنها «مُبصرة»، لشدة تعلقها في مشكلاتهن، وعندما تعود إلى نفسها، تتذكر أنها «كفيفة»، وهي تحمل على عاتقها إقامة برامج تدريبية ودورات تأهيلية، كي «تتمكن الفتيات من العمل في مجالات عدة، وربما تتاح لهن الفرصة للتفوق والبروز»، بحسب قولها. وتضيف «الكفيفات في الشرقية يفتقدن إلى التواصل، فالجمعيات الخيرية تقدم لهن مساعدات، إلا أنه لا يوجد مركز متخصص تقام فيه دورات وحلقات تثقيفية وغيرها». وعن أوضاعهن، توضح أن «إحداهن متزوجة، ولديها عدد من الأبناء، وتعيش حياتها في شكل طبيعي، وهي حريصة على متابعة الدورات والبرامج التي ننظمها كافة، وكثيراً ما تبادر إلى التطوع في الأنشطة الاجتماعية، علماً بأنها في العقد الرابع من عمرها». وعلى ذلك تعبر العوامي عن عدم رضاها عن وضع الكفيفات واللاتي «لا ينتابهن إلا اليأس». وتضيف «يأتين أحياناً إلى المركز، والحزن يخيم على بعضهن، وعندما أقترب منهن لمعرفة الأسباب يتضح أنها من أقرب الناس إليهن، بسبب التجريح، أو النظرات السلبية، أو التلميح بكلمة جارحة، ونحاول إخراجهن من هذه الحالة، وبث التفاؤل في نفوسهن». وتلقي العوامي باللوم في تردي وضع الكفيفة على أسرتها، مشيرة إلى أن عدداً منهن «يعانين من عدم السماح لهن بالخروج من المنزل، بسبب خوف الأهالي من تعثرهن، وربما بسبب النظرة السلبية من الآخرين لهن، وتوجد حالات عدة نحاول إقناع أسرهن بتسجيلهن في المركز، والالتحاق بالبرامج التدريبية». وحول زواج الكفيفات، تقول: «إذا توافرت الفرصة فهذا أمر جيد، خصوصاً إذا كان الزوج متقبلاً لوضع زوجته، فهناك مبصرات ارتبطن من مكفوفين، إلا أن عدد الكفيفات المتزوجات قليل جداً». وتوضح مديرة جمعية فتاة الخليج بدرية الدليجان، أن الجمعية «تقوم بدور تعاوني مع المراكز المتخصصة، إذ قرر مركز التعليم الخاص التابع للجمعية إقامة دورة بلغة «برايل» كعمل خيري للكفيفات، تستمر لمدة ثلاثة أسابيع، فهذا ما يمكن أن تقوم به الجمعيات، وأما من الناحية الاجتماعية، فتوجد مراكز تتواصل معهم».