فور الإعلان عن "عاصفة الحزم" حدث تحول سريع وهام في الموقف التركي تجاه إيران تجاوز دعم الموقف السعودي – الخليجي في اليمن إلى انتقاد موقف إيران من العراق حيث إن عملية "عاصفة الحزم" كانت بمثابة القشة التي كسرت ظهر الصبر التركي من السياسات الإيرانية، وفجرت المكنون التركي الرسمي والنخبوي المشحون غضباً تجاه إيران؛ حيث تنامت رؤية تركية جديدة وصامتة مفادها: انه وبسبب السياسات الإيرانية العدوانية فإن مصير الدول السنية أصبح مرتبطا ببعضه البعض وأن ما يقع من خسائر على أية دولة سيصيب الأخرى والعكس صحيح، وكان القلق في أوجه لدى أوساط الجيش التركي حيث إن قيادته في غاية الانزعاج من تمدد إيران الأخير في العراق واليمن إلى جانب إخفاق تركيا في سوريا. وبعد انطلاق العاصفة بساعات صدر بيان وزارة الخارجية التركية وجاء جزء من نصه كالتالي "نعرب عن دعمنا للعملية العسكرية التي أطلقتها قوات التحالف في مواجهة الحوثيين، والتي تمت بناء على طلب السيد هادي الرئيس المنتخب شرعيا، حيث قامت السعودية بإبلاغ تركيا مسبقا عن العملية العسكرية. ونعرب عن ثقتنا بأن هذه العملية ستساهم في الحد من مخاطر الاقتتال الداخلي والفوضى في البلاد، وفي إعادة سيطرة السلطات الشرعية على زمام الأمور فيها". كما تضمن البيان عبارة مهمة وهي "كما ندعو الحركة الحوثية و(داعميها من الخارج) في إشارة ضمنية لإيران - إلى الابتعاد عن التصرفات التي تهدد الأمن والسلام في اليمن والمنطقة". كما قال الرئيس التركي أردوغان لقناة فرانس 24 "إن بإمكان تركيا تقديم الدعم اللوجستي في عملية "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، والتي تستهدف الحوثيين وانه "ينبغي على إيران والمجموعات الإرهابية الانسحاب من اليمن". وزاد فحذر أردوغان من مغبة سيطرة إيران على المناطق التي يتم تحريرها من عناصر تنظيم الدولة "داعش" بالعراق. وخلال مؤتمر صحفي مع رئيس ساحل العاج ورداً على سؤال حول موقف تركيا من (عاصفة الحزم) قال أردوغان "إن انقلاب الحوثيين مبني على بعد طائفي بدعم من إيران، مُشيراً إلى أن الصراع في اليمن قائم بين الشيعة والسنة. ومؤكداً وقوف تركيا في وجه جميع الصراعات الطائفية. وأضاف "إن التدخل الإيراني بات يقلق جميع دول المنطقة من تركيا إلى السعودية ودول الخليج العربي. مُعلناً أن تركيا مستعدة لتقديم كافة الدعم اللوجيستي والاستخباراتي في العملية العسكرية ضد الحوثيين في اليمن. كما حذر من خطورة التمدد الإيراني في العراق حيث قال "إن الميلشيات الشيعية الإيرانية تسيطر على الأماكن التي تخرج من سيطرة "داعش" في الموصل. لافتاً إلى مساهمة الميلشيات الشيعية في قتل أكثر من 300 ألف شخص في سوريا أيضاً من خلال دعم نظام الأسد. ومشيراً إلى أنه "لايحق لأي أحد يقول أنا مسلم، أن يدافع عن المجرم". واختتم الرئيس أردوغان القول بان الانتشار الإيراني في دول المنطقة وصل لدرجة لا يمكن تحملها، داعياً إياها سحب جميع قواتها وعناصرها من اليمن وسورياوالعراق. الذي يتابع مقالات الصحف التركية منذ أشهر سيعرف درجة القلق التراكمي من التمدد الإيراني في المنطقة والذي أصبح يؤثر على تركيا بشكل واضح ولعل انتصار الحوثيين في اليمن واضطرار السفير التركي لمغادرة صنعاء كان دليلا واضحا لبداية عهد جديد يعني خسارة تركيا جميع ما حققته من مكتسبات سياسية واقتصادية في يمن ستسيطر عليه إيران، فجاءت "عاصفة الحزم" لتمثل نفحة أمل لتركيا مفادها أن الأوضاع تتغير وان القيادة السعودية الجديدة للمنطقة ستوقف المد الإيراني وستعيد التوازن في المنطقة بدءا من اليمن.. وللحديث صلة.