حقق منتخبنا السعودي فوزه الأول في نهائيات آسيا، وهو فوز رسم البسمة على وجوه السعوديين كافة وأدخل البهجة إلى قلوبنا، وأعاد لنا الأمل في عودة منتخبنا البطل كبير آسيا وزعيمها، بعد أن تنازلنا عن هذه المكانة لغيرنا وبأيدينا. اتحدت في هذه الفرحة جميع الألوان وتحولت إلى لون واحد هو الأخضر، ورددنا جميعا «حيو السعودي حيوه، أخضرنا ما في زيه»، من قلوبنا قبل حناجرنا، ورقصت قلوبنا فرحاً وسرورا لعودة الجماهير كافة خلف فريقنا، خلف منتخبنا، خلف أبطالنا. فلا هلال ولا نصر ولا أهلي ولا اتحاد ولا شباب ولا... ولا... ولا... «سعودي» فقط، كل من يرتدي شعار المنتخب هو نجمنا وحبيبنا، ونحن نقف بجانبه ونآزره ونصفق له، نسينا لوهله ألوانهم والى أي نادٍ ينتمون، فالمهمة مهمة وطن أكبر واسمى من كافة الألوان. أكثر ما أسعدنا، ونحن نحتضن بعضنا فرحا، ونرقص طربا بما يقدمه نجومنا الكبار بأفعالهم، وما سطروه على المستطيل الأخضر من جهد وقتالية وإصرار. سمات نجوم الأخضر التي غابت لفترة من الزمان بفضل الله عادت في هذا اللقاء ومن الجميع. في عز نشوة الفرحة خرجت علينا أصوات «نشاز» عبر تغريدات متلونة بشعارات الأندية ساعية إلى إعادتنا إلى وحل التعصب والفرقة والبعد عن الالتفاف خلف صقورنا الخضر، وكأن الفرحة والوحدة خلف منتخب الوطن ونجومه أغاظتهم وأيقظت مضاجعهم. حتى أن بعض الصحفيين للأسف تأثر بهذه الأصوات بشكل مباشر أو غير مباشر، بدعمها لبعض العبارات التي تنم عن التعصب والتقليل مما قدمه أحد نجوم منتخبنا، واختيار بعض الصور التي تبرز هذا وتهمّش ذاك، وآخر يدس السم في العسل، لتتشكل بذلك مادة دسمة لقادة التعصب ومتزعميه، ليغردوا بهذه الأشياء وكأنهم غراب تنعق لا عصفور أزرق يغرد. ومما يُؤسف له أن لهذه الأصوات «النشاز» متابعين صموا آذاننا بترديد عباراتهم وأقوالهم التي تفوح منها رائحة التعصب الأعمى «النتن» بعد أن أزكى أرواحنا برائحة الورود والزهور السعودية العطرة، هذه الأصوات لو لم تجد لها أرضية خصبة تزرع فيها سمومها ويغذيها ويسقيها ترديدهم وتناقلهم ما تقوله، هذه الأصوات «النشاز» تنتشر كالنار في الهشيم. بعيداً عن الفوز والخسارة إن كتب الله لنا الفوز على أوزباكستان أو لم يكتب لنا ذلك، فيجب أن نستفيد مما حققناه في مباراتنا مع كوريا الشمالية من فرحة وسعادة عمت أرجاء الوطن، إلا من لا يريد ذلك، ويتغذى على شق الصف، وأن يعيش وسطنا الرياضي وسط وحل التعصب الأعمى. منتخبنا يمر بمرحلة عصيبة تتطلب منا جميعا المساهمة في إعادته إلى توهجه السابق، كلٌّ في موقعه وما يستطيع أن يقدم له، وأن نقف خلفه وخلف نجوم المنتخب جميعاً بعيداً عن الألوان وأن ننبذ أي صوت «نشاز» يبعدنا عن هدفنا الرئيس وهو «عودة الكرة السعودية إلى تزعّم آسيا»، ونحن نردد بصوت وطني واحد برأس مرفوع وروح تملؤها العزة والفخار «حيّو السعودي حيّوه، أخضرنا ما في زيه».