أخيراً .. وبعد طول انتظار بدأ أخضرنا في استعادة شيء من هيبته عقب مرحلة من الاخفاق والتراجع ، بفضل الاداء الباهر الذي قدمه الصقور الصغيرة امام راقصي التانجو . منذ العام 2007 التي خاض فيه الاخضر بطولة كأس الامم الاسيوية وخسر النهائي امام العراق بهدف نظيف ، لم اشاهد المنتخب السعودي يقدم كرة ممتعة . خمس سنوات بالتمام والكمال مرت علينا منذ ذلك التاريخ ، لم نذق فيها طعم الفرحة ولم نشاهد كرتنا الجميلة التي تعودنا على مشاهدتها من المنتخب السعودي على مدار ثلاثة عقود. اكاد اشتم رائحة بداية عودة منتخبنا لفرض هيمنته الخليجية و الاسيوية ، لكننا نحتاج لمزيد من الصبر حتى نجني ثمار ما بدأ يزرعه رايكارد واعتماده على اللاعبين صغار السن يمكنهم خدمة الاخضر ليس لعام او لعامين قادمين بل سيكون بمقدورهم العطاء لعشرة او خمسة عشر عاماً . لاعبونا الصغار في اعمارهم الكبار بموهبتهم ومهاراتهم كانوا نداً عنيداً لرفقاء اسطورة العالم ميسي ، حتى انهم من هول المفاجئة وقفوا عاجزين امام ما يقدمه الصقور الخضر من ابداع ، وكان الاخضر قريباً من فوز تاريخي . لكن ما اخشاه هو ان ينعكس الاشادة بلاعبينا ومستوياتهم في تلك المباريات بنتيجة عكسية وان يصل الغرور الى قلب النجوم الصغار امثال مصطفى بصاص ، وفهد المولد ، وسلطان البيشي ، وغيرهم من اللاعبين صغار السن فتكون بداية النهاية بالنسبة لهم لا قدر الله . الكثير من المواهب مرت على تاريخ الكرة السعودية الا انها سرعان ما تختفي بمجرد تسليط الضوء عليها وبسبب التهافت الاعلامي المفاجئ على اللاعبين ، لكني اعتقد ان الوضع الان اصبح مغايرا لما كان عليه من قبل، واعتقد ان مدربا عالميا بحجم رايكارد لن يترك مجهوده يضيع سدى بعدما توصل الى توليفه هي الافضل في الملاعب السعودية حالياً ، وان كنت اتحفظ على بعض اختياراته عودة الثقة للاعبين لم تكن الفائدة الوحيدة التي جناها الاخضر من مواجهة الارجنتين ، بل ان الفائدة الاكبر كانت حالة الرضا الجماهيري والاعلامي على اللاعبين ، لاسيما وان الجمهور السعودي معروف بمزاجيته و من الصعب ارضاؤه بمستوى غير مقنع . مواجهة الارجنتين التي اعادت ثقة لاعبي الاخضر لانفسهم من جديد بعد فترة عصيبة بسبب الضغط الجماهيري والاعلامي على اللاعبين . عودة الثقة للاعبين لم تكن الفائدة الوحيدة التي جناها الاخضر من مواجهة الارجنتين ، بل ان الفائدة الاكبر كانت حالة الرضا الجماهيري والاعلامي على اللاعبين ، لاسيما وان الجمهور السعودي معروف بمزاجيته و من الصعب ارضاؤه بمستوى غير مقنع . من اهم المكاسب ايضاً هم اختفاء ظاهرة تعصب الجماهير لنجوم انديتها والتفاف الجماهير حول جميع اللاعبين بلا استثناء . اكثر المتفائلين لم يكن يتوقع ان يخرج الاخضر بنتيجة التعادل لا سيما وان نتيجة لقاء الماتادور لازالت ماثلة في الاذهان وكان هناك تخوف جماهيري واعلامي من تلقى منتخبنا نتيجة ثقيلة قد تنال من معنوياته قبل خوض العرس الخليجي ، الا ان نجومنا كانوا في الموعد وخالفوا جميع التوقعات . اخيراً لا تزال هناك اصوات نشاز تصر على التقليل من اي انجاز يتحقق ، فالبعض ذهب بمخيلته الى ان نجوم التانجو تعمدوا عدم اللعب بمستواهم الحقيقي امام منتخبنا ، لنتجنب هزيمة ثقيلة ، ولهؤلاء اقول الله يشفي .