أعلن حزب "نداء تونس" فوز مؤسسه ورئيسه الباجي قائد السبسي بالدورة الثانية لانتخابات رئاسة الجمهورية على منافسه الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي الذي رفض إعلان غريمه قائلا : "لا أساس" لإعلان فوز قائد السبسي. وأورد محسن مرزوق القيادي في "نداء تونس" ومدير الحملة الانتخابية للباجي قائد السبسي في تصريحات للصحفيين: "بعد غلق مكاتب الاقتراع، المؤشرات التي لدينا تفيد بفوز الاستاذ الباجي قائد السبسي في الانتخابات الرئاسية". من ناحيته قال عدنان منصر مدير الحملة الانتخابية لمحمد المنصف المرزوقي في مؤتمر صحفي : "لا أساس لما صرح به مسؤول حملة قائد السبسي بأن هناك فوزا واضحا" للأخير ، وأضاف : "قد يحتسب الفارق بين الرجلين بآلاف الاصوات وليس بعشرات أو مئات الآلاف من الأصوات". وغالبا ما يكون للأحزاب التونسية مراقبون في مراكز الاقتراع لمتابعة الفرز أولا بأول، ومن المنتظر أن تعلن الهيئة المكلفة تنظيم الانتخابات عن النتائج الاولية لعملية الاقتراع الاثنين. من جهتها، أعلنت رئيسة بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي للانتخابات الرئاسية التونسية أنيمي نيتس أوتبورغ أن نسبة المشاركة كانت حتى عصر أمس 36.8 % من داخل البلاد ، في حين بلغت نسبة المشاركين بالخارج 21.42 % . وأكدت في مؤتمر صحفي من العاصمة تونس أن عملية الانتخابات سارت على أحسن ما يرام ولم يتم تسجيل أية تجاوزات تذكر ، مشيرة إلى أن 70 مراقباً من الاتحاد الأوروبي توزعوا على مختلف مراكز الاقتراع بكامل جهات البلاد . موظفو الانتخابات يقومون بفرز الأصوات عقب انتهاء عملية التصويت ( رويترز ) أدلى الناخبون التونسيون الأحد بأصواتهم في جولة الإعادة من انتخابات الرئاسة التي تستكمل بها تونس آخر خطوات الانتقال إلى الديمقراطية الكاملة، بعد قرابة أربع سنوات من الانتفاضة التي أطاحت بحكم الرئيس زين العابدين بن علي. وبعد إقرار دستور جديد وانتخاب برلمان في أكتوبر الماضي اعتبرت تونس مثالًا للتحول الديمقراطي في منطقة ما زالت تعاني من اضطراب بعد انتفاضات الربيع العربي التي انطلقت شرارتها في 2011. وتجنبت تونس انقسامات مريرة تشهدها ليبيا ومصر، لكن انتخابات الأحد يتنافس فيها الباجي قائد السبسي وهو مسؤول سابق من عهد بن علي والرئيس الحالي المنصف المرزوقي الذي يقول: إنه يدافع عن إرث الثورة. وحصد السبسي الذي كان رئيسًا للبرلمان في عهد بن على 39% من الأصوات في الجولة الأولى في نوفمبر بينما حصل المرزوقي على 33%. وبدأ الاقتراع في الساعة الثامنة صباحًا بالتوقيت المحلي وسط وجود أمني مكثف في لجان الانتخاب حول العاصمة تونس، ولكن جولة في عدة مكاتب اقتراع أظهرت عزوفًا عن الإقبال مقارنة بالدورة الأولى للانتخابات الرئاسية. وبينما لم تجر تونس طيلة عقود من الزمن أي انتخابات حرة وجد التونسيون أنفسهم يقترعون للمرة الثالثة في حوالي شهرين بعد انتخابات البرلمان في أكتوبر الماضي وانتخابات الرئاسة في دورها الأول، ويتوقع ظهور النتائج الأولية اليوم. وقالت وزارة الدفاع التونسية: إن قوات الجيش قتلت فجر الأحد مسلحًا واعتقلت ثلاثة آخرين هاجموا سيارة دورية عسكرية أمام مركز اقتراع بمدينة حفوز في محافظة القيروان في وسط البلاد قبل ساعات من بدء جولة الإعادة. وقال بلحسن الوسلاتي المتحدث باسم الوزارة: إن جنديًا أصيب في الهجوم. ويصف المرزوقي (69 عامًا) وهو ناشط سابق في عهد بن علي رئاسة السبسي بأنها نكسة ل«ثورة الياسمين» التي أرغمت الرئيس السابق على الفرار من البلاد. وقال إبراهيم الكتيتي بعد خروجه من مكتب اقتراع بحي التضامن الفقير في ضواحي العاصمة تونس: «نحتاج رئيسًا ممن يهتم بشعبه وليس بالكرسي والمنصب فقط. لن نسمح للنظام القديم بالرجوع. السبسي لم يكلف نفسه حتى الاعتذار عن عمله مع بن علي وبورقيبة». وقال المرزوقي وهو يدلي بصوته في لجنة بمدينة سوسة الساحلية: إن من الضروري أن تستمر الثورة، وأضاف إن تونس تتبوأ مركز القيادة الديمقراطية في العالم العربي، لكن عودة النظام القديم يمكن أن تنهي هذا المثال.