مشاورة الرئيس الأمريكي قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبيل شرح خطته لمكافحة داعش تدل بوضوح على أهمية رأي المليك لمكافحة الارهاب حيث إنه «يحفظه الله» على رأس زعماء العالم الذين أعلنوا أهمية محاصرة الارهاب وتقليم أظافر الارهابيين، وليس أدل على ذلك من اعلانه انشاء المركز العالمي لمكافحة الارهاب، ولا شك أن تلك المشاورة خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأمريكي مع المليك توحي للوهلة الأولى بأهمية ثقل المملكة السياسي وأهمية الحصول على رأي قيادتها في موضوع حيوي كموضوع مكافحة الارهاب ليس من قبل الولاياتالمتحدة وحدها بل من قبل سائر دول العالم. لقد تنادت أربعون دولة في العالم لانشاء التحالف الدولي لمكافحة داعش، ولا شك أن اجتماع جدة بمشاركة أمريكية وتركية يؤكد عزم المملكة على العمل بجدية لمكافحة الارهاب مع سائر دول العالم المحبة للسلام والعدالة والحرية بمن فيهم دول التحالف وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، فالخطر الناجم عن الحركات الارهابية لا يهدد دولة بعينها ولكنه يهدد سائر دول العالم ويقض مضاجع أبنائها ويهدد بالتالي السلم والأمن الدوليين. لقد دعت المملكة دائما بقيادتها الرشيدة العالم للالتفاف حول مبادرتها الرائدة عند قيام المركز الدولي لمكافحة الارهاب لأن الخطر الداهم لا يهدد جماعة بعينها أو دولة بعينها وانما تهديده يصب في روافد مصالح العالم كله واستقراره وأمنه، ويبدو واضحا للعيان أن وضع الاستراتيجية الدولية للتصدي للارهاب أضحى مطلبا ضروريا للغاية، كما أن التعامل مع تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الارهابية أضحى يشكل عملية محورية أساسية لا بد من انفاذها على أرض الواقع بزخم دولي شامل. وتبدو المكافحة الدولية للارهاب عملية ضرورية للمحافظة على مكتسبات الشعوب الحضارية، وللمحافظة على استمرارية صناعة الغد الأفضل للأجيال القادمة في أي مكان على ظهر هذه المعمورة. لقد تبين بوضوح أن التدخل لمكافحة ظاهرة الارهاب واحتوائها لابد أن يتحول الى عمل دولي مؤثر، وهذا ما يحدث اليوم على أرض الواقع، فالخطر الداهم يهدد البشرية بأسرها، والعمل الدولي الجماعي هو السبيل الوحيد لمكافحة ظاهرة تهدد الانسانية وتهدد أمن الشعوب واستقرارها وسلامة مواطنيها.