استضاف نادي الاحساء الأدبي في مقره بالمكتبة العامة مساء الثلاثاء غرة صفر اثنين من شعراء المليون .. الشاعر السوري ياسر الأطرش ، ومن مصر الشاعر أحمد بخيت دارت الأمسية في ثلاثة جولات بين الشاعرين قدم الأمسية الشاعر أ. جاسم الصحيح الذي أخذ يسطر كلمات ترحيب و تعريف بالشاعر ياسر الأطرش من مواليد سوريا " سراقب " وعضو اتحاد الكتاب العرب جمعية الشعر منذ العام 1999 أصدر عدد من الدواوين : قش ضفائرها لعشك لمهيار أرجوحة من حمام من القش حتى سقوط الحمام بين السر وما يخفى قصائد حب دمشقية وقلبي رغيف دم مستدير كلا والحائز على عدة جوائز قال مفتتحا جولته الأولى : نشأت بيني وبين أهالي الأحساء محبة من شعر المليون ، ثم أردف .. مخطئ من يظن أن الخليج يخلو إلا من النفط ، ففيه حالة أدبية رفيعة .. ابتدأ جولته بقصيدة : " بحبك لم أزل أعلو وأرقى " إذا هبّ الشقاء علي ّ أغفو وإن مرّ الشقاء عليكِ أشقى تلاهى بقصيدة " غموض التبدي " على كيفك يهطل قطر وجدي وبعدك لست أدري أي بعدي ختمتِ الدفء حتى كدت أنسى على عينيك شباكي وأنسي أيا أم الطفولةِ .. ياشتائي لماذا نمت ِ كالأمطار عندي ؟ ... أتبعها ب قصيدة " لأجلي تكونين أنثى " استفتحها نثرا يقول : كثيرا ماتحملنا الحبيبة جميلا أنها أحبتنا فسطرها أبياتا راائعة سأقتلُ كل الذي يعتريني سأحرقُ مائكِ في نار طيني وأبعد غيمكِ عن صحو سقفي فإمّا هطلتِ .. فلن تمطريني سأمشي إليكِ غريباً كبحرٍ بغير اشتياقٍ ، وغير حنينِ تعبنا من الأمنياتِ القِصارِ ومن خوفنا من ظلام الشجونِ تعبنا .. وآنَ لنا أن ننام كما المتنبيّ ملء الجفونِ أنا كنت طفلاً .. ولكن نسيتُ قبيل الولادة طور الجنينِ تسرّعتُ حين حزمتُ اكتمالي فضيّعتُ في غمرة الكاف نوني وضيّعني إخوتي في الحكايا فلا تتركيني أعاني الشوارعَ لا أرتديكِ ، ولا ترتديني وليس لأجلي احمليني ، ولكنْ لأجل تكونين أنثى .. احمليني * * * انتهت الجولة الأولى لياسر الأطرش لتبتدأ جولة الشاعر أحمد بخيت بعد تقديم يسبقه ترحيب من أ . جاسم الصحيح الذي يصف الضيف بأنه آخر فراعنة الشعر ، وأجمل صعاليك القصيدة من أعماق تجاويف صوته جمالا باحثا عن علامات الكمال أخذ من المتنبي قلقه ومن شوقي ألقه ولد عام 1966 بمدينة أسيوط بصعيد مصر. - درس بالقاهرة ، ثم التحق بكلية دار العلوم وتخرج فيها عام 1989 . - عمل معيداً في قسم النقد الأدبي بكلية الدراسات العربية - جامعة القاهرة - فرع الفيوم، وهو الآن متفرغ للكتابة وقد حبس عمره وقفا للإبداع ، تبقى القصيدة مشروع حياته الوحيد حصد الكثير من الجوائز وسجل العديد من النجاحات دواوينه الشعرية: - لا تسألي 1986 - وطن بحجم عيوننا 1989 - وداعاً أيتها الصحراء 1998 - ليلى شهد العزلة 1998 - صمت الكليم 2000. - مؤلفاته: عبقرية الأداء في شعر المتنبي. ابتدأ جولته يقول : كلما قرأت : وهزي إليك بجذع النخلة تساقط إليك رطبا جنيا " تذكرت الأحساء "مريم البلاد " استهل الشاعر أحمد بخيت جولته ب " الشعر يشبه أن نعيش في غزة لا طفل يرجع مرتين لأمه شعب بوزن الأرض يعدل ميلها سلام لغزة في العالمين لصديقة الموت أم الحياة سلام لها كفؤ أهوالها وتبت يد العار تبت يداها فلسطين نافلة من دم وغزة مفروضة كالصلاة سلام لغزة في العالمين أتبع هذه القصيدة بقصيدة : "لا أفق لي " قصيدة جميلة رنانة التأثر القرآني باد ٍ فيها : إني لفرط حناني ، كلما كذبوا أشفقت منهم ، عليهم ، قائلا : صدقوا مَعِي عَصَايَ، وَأَلْوَاحُ الْعُصُورِ مَعِي بِي -لاَ بِغَيْرِيَ- هَذَا الْبَحْرُ يَنْفَلِقُ وَحْدِي عَلَى صَخْرَةِ الأَعْرَافِ أُشْهِدُكُمْ أَنَّ الْعُصُورَ جَمِيعًا ذَلِكَ الرَّمَقُ .. مَا زَالَ فِي "الْكَهْفِ" سِرٌّ، وَ"الرَّقِيمُ"" "مَعِي طُوبَى لِمَنْ قَالَ: رُوْحُ الْوَردَةِ العَبَقُ ... أُمِّيَّتِي... تَقْرَأُ الدُّنْيَا، وَتَكْتُبُهَا كَأَنَّهَا، وَكَأَنِّي: اللَّيْلُ، وَالْفَلَقُ .... انتهت الجولة الأولى وابتدأ الجولة الثانية الشاعر جاسم الصحيح يقول : كالأبجدية بعد حرف الياء متشرد أنا خارج الأحساء ابتدأ أ. ياسر الاطرش ب" علميني " قصيدته التي قال فيها : علميني كيف أحيا إني ضيعت في الذكرى حياتي ليس ليس لي حبة رمل في غبار النيل أو كوخ فقير في الفرات ليس لي أرض ولا منفى ولا بقعة ضوء من رخام أتبعها بقصيدة " عبير " تلتها قصيدة " جسد " ، ثم قال يستبق قصيدته الأخيرة لهذه الجولة أنها مطلوبة من بعض الأخوة الحضور ، وهو أيضا يطلبها من نفسه معللا أنها رسالته في الحياة قائلا : أنا أكتب رسالتي للحياة سحقا لمن يكتب للموت " ونعيش مادمنا نحب " سنحب مادمنا نعيش ونعيش مادمنا نحب سنظل نكتب فوق أسوار الحياة لنا إلى أيامنا الخضراء درب نستجدي العواصم والقرى حتى يصير في كل عاصمة مكان حجارة الطرقات قلب مادام صدرك نابضا بالدفء .. وجهي لن يموت أنهى أ. ياسر جولته الثانية بامتياز على حد وصف جاسم الصحيح أمسك الشاعر أحمد بخيت راية الجولة الثانية وهو يقول : بناءا على قول أ. ياسر نعيش مادمنا نحب فإني أبتدئ بهذه القصيدة بغير الماء يا ليلي تشيخ طفولة الإبريق بغير خطاك أنت معي يموت جمال ألف طريق بغير سماك .. أجنحتي يجف بريشها التحليق أحبك.. لم يغب مني سوي وجه الفتي العابر .. لأن السر في الطيران لا في الريش والطائر أفي مقدور هذا الماء إلا أن يكون الماء؟؟ ولست أعاتب السكين في ضلعي التي اختارت فلا أحدا يرد الخطو للقدم التي سارت انطلق بعدها الشاعر إلى القصيدة التي عارض فيها " قل للمليحة " القصيدة المعروفة والتي ختمها متيم قلبي بحب محمد لا تفتنيه بحق رب محمد ختم الجولة بالقصيدة المحببة إلى قلبه : " قمر جنوبي " قال إنه يحرص أن يلقيها في كل أمسية يحييها، عرفانا وحبا في والده الذي رثاه بها بلغة حزينة مؤثرة هون عليك فلا هناك ولا هنا وجها لوجه قل لموتك ها أنا ضع عنك عبأك والق خصمك باسما فعلى جسارته يهاب لقاءنا إن لم يكن في العمر إلا ساعة علم حياتك كيف نكرم موتنا يانائيا عني بمتر واحد الآن وسعت المسافة بيننا " لا تقلقوا " وهي القصيدة التي افتتح بها الاطرش جولته الثالثة كل الذين جمعتهم حولي على حب الرصيف تفرقوا لا تقلقوا تلاها بقصيدة : " المعري فلسطينيا " ثم عبر عن وجهة نظر له يقول أنها تخالف وجهات نظر الآخرين : وحدهم أهل فلسطين استقلوا هم يموتون كما يشاؤا ونحن العمر في أعمارنا سجن وذل تلاها ب :" كلا " القصيدة التي حمل الديوان اسمها نحن عبء على الحياة .. وندري نحن لا شيء .. نحن أف وكلا نحن سكان خوفنا ماخرجنا بالادانات لا يرد غزاة ومتى صارت الهتافات خيلا !؟ كافر من يقول إنا بخير أي خير ونحن نشرب وحلا تنكر المرأة البغاء ولكن ليس بالوسع ان تكذب حملا إنما الحل .. أن نفجر حلا ثم أنشد :" أبوس يديك ياوطن اليتامى " ختم الجولة الأخيرة ب: " طيف " أعرب قبل ان ينزل من منبر القصيد عن حبه للأحساء وأهلها قائلا للحضور: أحبكم بعدد حبات النخيل !! ابتدأ أحمد بخيت جولته بطرفة قائلا : أوسعناكم شعرا ً ثم أخذ يتساءل شعرا : لماذا لم نجد في الحب مايكفي من الغفران لماذا لم نجد في الحزن مايكفي من السلوان لماذا ليس في الإنسان مايكفي من الإنسان ومن قصيدة أخرى قال : لا تلقوا السلام علي ّ إني شهيد السلام ومن قصيدة جميلة لا تخلو من العبارات الطريفة قال : وبنت الكلبة الدنيا تسعر خدها الفاتن أما القصيدة الأخيرة فقد كانت قوية جدا بحيث قال : مسى الخوف يا أيها الخائفون أأوجعتكم ؟؟ ..كلنا موجعون لكم صرخة .. لي دمعة لا تسعها العيون انتهت الأمسية بتسليم مدير النادي درعا تذكاريا للشاعرين المتألقين مع تصفيق حار من الحضور الذي استأنس بهذا الابداع المتجدد