أقام نادي المنطقة الشرقية الأدبي، أول أمسية شعرية له خارج مبنى النادي منذ تسلم إدارته الجديدة. وانعقدت الأمسية مساء الثلثاء الماضي، في مدينة سيهات (محافظة القطيف)، وتميّزت بكونها الفعالية الأولى التي يقيمها النادي خارج الدمام إذ سبق للنادي أن شارك مع جهات أخرى في إقامة فعاليات ثقافية أخرى داخل الدمام. وبدأت الأمسية التي استضافها نادي الخليج الرياضي في سيهات، بكلمة لرئيس اللجنة الثقافية في نادي الخليج عبدالرؤوف الرميح، متمنياً أن تشكّل الأمسية «باكورة للتعاون الثقافي والأدبي بين الناديين، وبين مؤسسات المجتمع المدني الأخرى». وألقى مدير نادي الشرقية الأدبي جبير المليحان، كلمة عبّر فيها عن سعادته بإقامة أمسية النادي الأولى خارج مبناه، في سيهات التي وصفها ب«مدينة البحر والنخيل والإبداع». وتزامن التنسيق للأمسية مع مطالبات من قبل عدد من الأدباء للنادي، بإقامة فعالياته في فترة الصيف بأماكن تواجد الجمهور، وهو الأمر الذي حققته الأمسية والتي سجلت تواجداً كثيفاً من فئات عمرية واجتماعية متفاوتة، على رغم اقتصار الحضور على الجانب الرجالي. وتوقّع عدد من الحضور أن تسهم مثل هذه الأمسيات في تعريف أنشطة النادي لقطاع أوسع من المواطنين. وأدار الأمسية التي أحياها الشاعران حسن السبع وجاسم الصحيح، الشاعر عبدالله السفر، الذي تجنب قراءة سيرة الشاعرين، نافياً أن يكون للشعراء سيرة، واصفاً حياة الشعراء ب «محض شعر». وابتدأت أولى جولات الشاعرين، بالصحيح، الذي تلا قصيدته «لجوء جمالي»، إلا أنّ نفسه الجمالي تراجع في جولاته اللاحقة، لصالح الحزن والحيرة والقلق في قصائده «غرابٌ على شجرة الميلاد»، و«في برج وحدتي»، و«هواجس الأربعين». ولم يتجاهل الصحيّح الغزل، الذي عاد إليه في قصيدته «زينب في مجازات بلا حدود»، قبل أن يعود إلى هواجسه وقلقه في قصيدتيه «في سقطة السهو الأخيرة»، و«الخلاص»، اللتين ختم بهما مشاركته في الأمسية. واحتلّت سيهات الصدارة من إلقاء الشاعر حسن السبع، إذ قدّم لشعره بنص نثري، وجهه إلى مسقط رأسه (سيهات)، قائلاً: «إنّ مولدي كان في بيت قديم يقبع «على مرمى وردة» من مكان الأمسية». ثم تلا في جولاته الثلاث، قصائد متفاوتة، حفلت بتعليقاته الظريفة والمتداخلة مع المكان والزمان ونصوص التاريخ. وابتدأ السبع بقصائد «ما أجملك»، و«القرين»، و«لنا والهوى»، وتبعها بجملة من قصائده القصيرة، التي علّق على سبب اختياره لها ب«خلق التوازن مع قصائد الصحيح الطويلة»، ومنها قصيدة «ذات نوّار»، واشتملت قصائد السبع على معارضات واقتباسات، من قصائد ونصوص تاريخية ذات شهرة، كما في قصيدتيه «تباريح سوق العطش»، و«أرض السواد». واعتذر عن حيرته في اختيار القصائد التي يلقيها، لكثرة إقامته للأمسيات، مع حرصه على عدم تكرار القصائد، وحرصه على مناسبة القصائد للجمهور، حتى لو لم ترض الشعر. وقرأ في جولته الثانية «شحاذ باب الذهب»، و«الجارية»، و«دموع دوما». وختم في جولته الثالثة ب«النهر»، و«شهرزاد»، و«الأرشيف».