ضيفنا لهذا الأسبوع شاعر وإعلامي قطري تواجد واهتم بالشعر منذ ما يقارب الأربعين عاماً قدّم من خلالها الكثير من الأعمال الشعرية والبرامج التي تخدم الموروث الشعبي في شتى دول الخليج وللمهتمين بالشعر, إنه حمد بن محسن النعيمي.. فمع الحوار.. نرحّب بك في صفحات «في وهجير».. - وأنا أبادلكم الترحيب وأدوّن لكم الشكر.
ربع قرن مضى والربع الآخر آتى، وأنت متواجد في الساحة قدّمت خلالها الكثير، فماذا قدّمت الساحة لك؟ - قدّمت لي الكثير ومعرفة الأخيار، وهو كنز لمن يكنُّ للناس ما يكنه لنفسه مثلي.
أنت شاعر وإعلامي.. أين تجد نفسك أكثر؟ - الشاعر والإعلامي من الألقاب التي تُمنح لكل مجتهد في عمله، وكل مبدع وأنا لا أوليها شيئاً من الاهتمام، ولا شك في أن مهنتي في الإعلام غلبت عند الجماهير على موهبة الشعر وليس لي خيار في ذلك.. أما الأقرب إلى نفسي فهو اسمي حمد بن محسن المزايدة النعيمي.
ما آخر أعمالك الشعرية والإعلامية؟ - آخر أعمالي الشعرية بطاقات لا تذكر رغم إعجاب البعض بها.. والإعلامية برنامج «حصاد الفكر» الذي تعرض حلقاته مساء كل ثلاثاء أسبوعياً عبر قناة تليفزيون قطر الفضائية. الشعر العربي الفصيح هو الأصل والأوّل حتى ولو طغت طفرة الشعر النبطي في دول الخليج العربية.. وكلي أمل أن يجد الفصيح من ينقذه من ركوده بتشجيع مواهبه وكتابه والأخذ بأيديهم في جميع وسائل الإعلام المهتمة بذلك.
أشرت في أحد حواراتك إلى أنك «ابتعدت عن الصحافة وعُدت بشوق وبحذر» فلماذا العودة بعد الابتعاد؟ - ابتعادي عن الصحافة في ذلك التاريخ عندما حكّمت قناعتي على أن جوّ الساحة السائد لا يتماشى مع رسالة خدمتي التي قدّمت نفسي من أجلها وأجل خدمة الموروث.. أما العودة فكانت بعد عامين ونصف العام بشوق، كما ذكرت في سؤالك وبدعوة وإلحاح من عميد الصحافة الأستاذ ناصر العثمان رئيس تحرير جريدة «الشرق» الذي كان أيضاً له الفضل في دعوتي إلى جريدة «الراية» في العدد الأول عام 1979م ومطالبة الأعزاء المتكررة.
هل ترى أنك ما زلت تعطي وتقدّم للجمهور كما كنت في السابق؟ - في قرارة نفسي نعم.. والرأي متروك لمن يتابع ما أقدّمه في برنامج (حصاد الفكر) بالتليفزيون و(أثير القصائد) بالإذاعة ومنبري (واحة الشعر) و(قطوف من التراث) بجريدة الشرق القطرية.
من خلال المنابر الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية التي ظهرت لنا منها.. ايّها الأقرب إلى قلب حمد بن محسن.. ولماذا؟ - لكل منبر من المنابر الثلاثة أهميته ودوره الذي عُرف به حمد النعيمي بجهده المتواضع المستمر.. والاذاعة هي بداية الانطلاق إلى المعرفة.
صرّحت كذلك بأن الشعر الفصيح هو الرائد دائماً ولكننا نشاهد العكس في قطر وخارج قطر فكيف يكون ذلك؟ - صرّحت وأؤكد أن الشعر العربي الفصيح هو الأصل والأول حتى ولو طغت طفرة الشعر النبطى في دول الخليج العربية.. وكلي أمل أن يجد الفصيح من ينقذه من ركوده بتشجيع مواهبه وكُتَّابه والأخذ بأيديهم في جميع وسائل الإعلام المهتمة بذلك.
أين يقف الشاعر القطري بين الكم الهائل من الشعراء؟ - الشاعر القطري مع مَن هم في المقدّمة دائماً.
قدّمت خلال مسيرتك الإعلامية والشعرية أسماء لامعة وبارزة، وهم الآن يعتلون منابر الأمسيات..فهل تنكّر لك احد وكيف تواجه ذلك؟ - أنا.. لا أدّعى ذلك والخدمة بيننا متبادلة.. ولولا مشاركة المبدعين من الشعراء لما رأيتني مستمراً مع هذه المنابر على مدى أكثر من أربعين عاماً.. وتبادل المحبة الدائمة هو السبب في ذلك.
صدر امر أميري في دولة قطر بتعيينك بوزارة الفنون والتراث والثقافة كخبير بنفس الوزارة.. ما مدى استفادة المهتمين بالشعر من قرارات توظيف خبرة الشعراء والإعلاميين من ذلك؟ - لا أخفي عليك سعادتي المتكررة كلما التقيت بقائد مسيرة التطور والازدهار في قطر الشيخ أبو مشعل.. وهو حريص كل الحرص على تكريم أبناء الوطن.. ولا شك في أن نقلي كخبير في وزارة الثقافة ونشاطى مستمر بالاذاعة والتليفزيون كما كنت.. دليل على ذلك.. ولا شك في أن تواجد أهل الخبرة في الثقافة وغيرها التي تحتاج إلى ذلك أمر مهم يصبُّ في صالح الوطن ومواطنيه.
ولكنك اشرت إلى أن وجودك خلف الكواليس يحزُّ في نفسك.. فما المانع من التواجد امام الكواليس؟ - لعل إجابتي عن السؤال السابق دليل على أنني لستُ خلف الكواليس.. ولو حصل ذلك بالتأكيد فإنه سيحز في نفسي.. وما اشرت إليه سابقاً هو من باب المزاح عندما بلغت بتعييني كخبير فقط.
ما آخر إصداراتك وأعمالك الإعلامية؟ - آخر إصدار هو كتاب بعنوان (نخبة من شعراء الوطن.. رحلوا إلا أنهم باقون) صدر بمناسبة استضافة قطر الدوحة عاصمة الثقافة العام الماضي 2010م عن تسعة شعراء من الجيل الماضي بالإضافة إلى الشاعرة صدى الحرمان «رحمهم الله».
اسمك يُعدُّ من الأسماء المعروفة والمرتبطة بالشعر.. فلماذا لا نرى لك تواجداً في برامج المسابقات الشعرية الضخمة؟ - دُعيت للعديد من البرامج وكرّمت بشاعر المليون وشاعر العرب واعتذرت للبقية لكثرة مشاغلي وللجميع الشكر. وما رأيك في شعراء تلك المسابقات؟ - منهم مَن يقف الشعر له احتراماً.. ومنهم مَن هو دون ذلك.
لماذا لا نرى لك تواجداً أو تعاوناً مع وكالة أنباء الشعر؟ - لعدم توافر الخبرة الكافية لدي لاستخدام الانترنت.
وماذا عمّا نسمع من خلاف بينك وبين الوكالة؟ - ابداً.. لا يوجد بيني وبينهم أي مشكلة أو خلاف سوى أني لا املك الخبرة في استخدام الانترنت كما اسلفت.
قلت في حوار اجري معك انه «كلما مات شاعر مات ابداعه معه» هل ذلك ينطبق على الشعراء المعاصرين في ظل تواجد الثورة الالكترونية؟ - لا اذكر أنني قلت ذلك.. وفعلا الكثيرون من شعراء الأجيال الماضية مات شعرهم معهم إلا ما ندر منهم.. أما هذا الجيل فالوضع مختلف تماماً. هل أنت راضٍ عن وضع الساحة في الوقت الراهن وأيهما أفضل.. في السابق ام ما هي عليه الآن؟ - قيل في المثل (رضا الناس غاية لا تُدرك) وأنا واحد من الناس.. هناك ما يزعجني وهناك ما يرضيني في الحاضر والسابق ولكل جيل محاسنه وما هو عكس ذلك. هناك شعراء معروفون أحيوا القصائد الهجائية رغم قلة تواجدها الإعلامي في السابق فما هو رأيك في ذلك؟ وماذا يوجه حمد بن محسن لهؤلاء الشعراء؟ - الهجاء باب من أبواب الشعر لا أحد يستطيع إنكاره.. إلا أن الرابح منا نحن الشعراء من هو ملغيه من قاموسه لكونه لا يعود على ناظمه إلا بكُره البعض له والوقوع فيما ينهى عنه الدين من قذف وذم وإجحاف في حق الآخرين.. وقال المثل: (زين لسانك وخل الناس خلانك) وأنا اقتدي بهذا المثل وما يماثله.
وما صفات الشاعر الذي يرتقي لذائقتك؟ - الشاعر هو الذي يشهد له نقاد الشعر (الشعراء) بأنه فعلاً يستحق لقب الشاعر وعلى قدر كبير لمحبة الناس والبعيد كل البُعد عن كل ما يؤذيهم صاحب الرصيد الأكبر في هذا المجال هو الشاعر فعلاً وهو الذي تدخل معزته قلوب الناس. لماذا لا نرى مهرجاناً خليجياً واحداً يهتم بالشعر يكون فيه تعاون بين رموز الشعر في دول الخليج؟ - الإجماع في ذلك صعب.. خاصة في جيلنا هذا.. وما أراه أن تواجد بعض رموز الشعر في العديد من المهرجانات التي تعتني بالشعر دليل على استعدادهم للتعاون لو طلب منهم.
حورِب الشعر الحر في بداياته ولكننا نراه الآن ونرى له جمهوراً كبيراً.. فما تعليقك؟ - حُورٍب (الشعر الحر) كما يسمّونه عند ظهوره وما زال الاعتراف به عند القلة من كتاب الشعر العمودي في الجزيرة العربية والخليج.. وما أراه الخلاف على تسميته بمسمى الشعر.. وحسب اطلاعي أن بريقه السابق قل والدليل واضح بتخلي العديد ممن يجمعون بين كتابة العمود والحرّ عنه.
ثلاث رسائل لمن يوجّهها حمد بن محسن؟ - الرسالة الأولى: إلى من انعم الله عليهم بموهبة الشعر أن يحمدوا الله على ذلك بحسن التصرّف والابتعاد عن كل ما يخالف طاعته وبعدم ذم الناس. الرسالة الثانية: إلى باعة الشعر.. فالشعر ليس بضاعة.. الشعر أحاسيس ومشاعر.. وبيعه لمن لا يكتبه جريمة في حق الشعر والشعراء.. ولنبقِ الشعر نزيهاً كما كان والرزق عند الخالق «سبحانه وتعالى». الرسالة الثالثة: إلى زملاء المهنة في وسائل الإعلام الخاصة بالشعر.. والمحكّمين فيه.. ابتعدوا عن المحاباة واعطوا كل ذي حق حقه. كلمة أخيرة؟ - شكراً لكم ولقراء جريدة «اليوم» السعودية الرائدة.. ولصفحات «في وهجير» والقائمين عليها.