ضيفنا لهذا الأسبوع شاعر جميل، لقّبه احد شعراء الساحة ب «هداج»، أقام العديد من الامسيات وله الكثير من القصائد الجميلة والمنشورة على صفحات المجلات والجرائد والمواقع الالكترونية، نجد في كلماته اصالة وجمالاً بروعة وجمال حوارنا معه.. إنه الشاعر ناصر بن علي الحارثي.. فمع اللقاء.. نرحِّب بك في صفحات «في وهجير». - أبقاكم الله.. وعلى طاعته احياكم.
بداية نودُّ أن تحدّثنا عن بداياتك الشعرية؟ - البداية كانت في المرحلة المتوسطة، والحقيقة كانت بعد ان انتقلت للعمل بالدمام ووجدت المجتمع الشعري بمختلف الثقافات.
لماذا «هداج».. وهل أنت من لقّبت نفسك بذلك؟ لست من لقّب نفسي وإنما كان لقباً من الاخ الشاعر نواف الدبل، وبه اشتهرت في بداية الكتابة في منتديات الانترنت. انت تعتبر من الاعضاء السابقين الاوائل لمنتدى شعراء المنطقة الشرقية.. كيف وجدت هذه التجربة؟ - أعتبرها تجربة ناجحة ومفيدة اكتسبت منها اشياء كثيرة وكذلك معرفة رجال وشعراء اضفتهم لرصيدي الشخصي، وما زلت على تواصل بهم الى الآن. ولماذا ابتعدت عن المنتدى بعد ذلك؟ - لم أبتعد عن المنتدى كوني احد الاعضاء ولكن ظروف انتقال عملي لمحافظة بيشة هي ما جعلتني اكون بعيداً عنه.
بمن تأثر ناصر الحارثي شعرياً؟ - بكل شاعر تحرّك قصائده مشاعري، واجد فيها ما يجعلني استلذ الشعر بغض النظر عمّن يكون وقديماً قال احد الشعراء: إذا الشعر لم يهزّك عند سماعه فليس حريّاً ان يقال له شعراً
لك تواجد في الشبكة العنكبوتية ومن خلال المنتديات اكثر من المنابر الإعلامية الأخرى ولكنه قل ذلك التواجد فما السبب في ذلك؟ - بالنسبة للشبكة العنكبوتية.. ما زلت اكتب فيها على فترات ولكنها ليست كتواجدي في بداية طفرة الانترنت، وذلك لوصولي الى مرحلة التشبّع من النت.. اما الإعلام الآخر فهو تواجد قد يكون قليلاً بحكم بُعد مدينة بيشة عن الإعلام.. إلا على فترات كبعض الامسيات او اللقاءات والشاعر يحتاج لتكثيف تواجده الاعلامي حتى يصل للشهرة المطلوبة، ومن ثم يكون هو صاحب الاختيار في الظهور متى اراد. في أي غرض من اغراض الشعر تجد نفسك مُبدعاً .. ولماذا؟ - اجد نفسي في شعر النظم بشكل يرضيني، أما الاغراض الاخرى فهي كمشاركات متى سنحت الفرصة.
أشرت في احد حواراتك إلى أن الشاعر الذكي هو من يفرض نفسه فكيف يكون ذلك؟ - كنت اقصد اما ان يكون الشاعر بدهاء ماجد عبدالله الكروي او بفنيات الثنيان المهارية او بعزف الموسيقار الهريفي فإن لم ليكن له من ذلك شيء فلن يكن بذكاء سامي الجابر. «التقصير مشترك وان كان الاعلام له النصيب الاوفر» هذا ما صرّحت به فهل ما زالت تلك فكرتك بالرغم من الطفرة الإعلامية في الساحة؟ - ما زلت عند قناعتي بأن الإعلام يبحث عن اشياء اولها التسويق وآخرها الشعر.
ما رأيك في المسابقات الشعرية وما الفائدة التي جناها الشعراء من تلك المسابقات؟ - المسابقات الشعرية ناجحة بكل المقاييس.. فهي ناجحة اعلامياً وناجحة كفكرة، اما الفوائد فهي في وصول الشعراء للنجومية بأقصر الطرق واختصرت عليهم عناء المسافة. في نظرك ما الذي حلّ بالساحة في الوقت الراهن مقارنة بالسابق؟ - حلّ بها ما حلّ بمنتخبنا.. ففي السابق كان لا يدخل تشكيلة المنتخب الا الاجدر اما الآن فهو كالسوق الشعبي اكثر من يرتاده البسطاء. «اصبح الآن في كل بيت شاعر».. مقولة لأحد الشعراء.. فما رأيك في ذلك؟ - نعم وهذا شيء إيجابي والساحة كفيلة بفرز الشعراء، وذلك لأن الذائقة بدأت ترتفع عند المتلقي، ولم يعد ينظر للخلفيات والمحسّنات وما شابهها.
من المعلوم ان النقد كان في فترة من الفترات لا يستسيغه الشاعر.. فماذا عنك؟ - النقد عندما يأتيك بما يقنعك ستستسيغه، اما الفلسفة ومحاولة استعراض القدرات على الفاضي فهذه لا اقبلها بل اقول لصاحبها (شنق فنق بنق). ممَّن يتقبل ناصر الحارثي النقد؟ - اتقبله من الصادق الذي يقنعني بما يقول. إلى أي مدى ارضيت الشاعر بداخلك والى اي مدى ارضاك؟ - لم ارضه حتى الآن، حيث احسّ بأنني احجم قدراته بكثرة الغياب وبالإهمال في بعض الاوقات التي يحتاجني فيها، اما إرضاؤه لي، فلله الحمد اجد الرضا من الناس عما اكتب فيرضيني شعري. متى يكون الوقت المناسب في نظرك للشاعر لإصدار ديوان شعري؟ - يكون بعد ان يكوِّن الشاعر تجربة ثرية تفيد المتلقي بشرط ان تسبقه شهرة تقدّم الديوان لمحبي الشعر والشاعر. ماذا عن بيع القصائد.. هل انت من المؤيدين ام المعارضين؟ - بيع القصائد لا يجوز، في رأيي، على من يملك المشاعر الصادقة ومن يحس بلذة الابداع الشعري لحظة الانتهاء من كتابة القصيدة التي تلامس الابداع.
هل ترى أن الشللية انقرضت ام ما زالت متوغلة الى يومنا هذا؟ الشللية شيء موجود في حياتنا.. لا فكاك منه، بل انه مرّ على الساحة الشعبية وقت كان أصحاب الشللية من شعراء وإعلاميين كالقراصنة.. كل شيء عن طريقهم، البحر بحرهم والمركب مركبهم.
ثلاث رسائل لمن توجّهها؟ - الرسالة الأولى: لمجلة «المختلف» اقول: هل ما زالت على سياستها ام جرفها ربيع اعلام الشعر الحالي. الرسالة الثانية: للقائمين على مسابقة «شاعر الملك» إن كتب الله لها الاستمرار فأرجو أن تكون اللجنة التي تقابل الشعراء لجنة واحدة تتنقل في جميع المناطق نظراً لاختلاف ذائقة أعضاء اللجنة أهل الفصيح عن ذائقة الاعضاء الشعبيين، مما جعل هناك فوارق في لجان المناطق، كان ذا تأثير على اختيار الشعراء. الرسالة الثالثة: للشاعر الكبير محمد بن حوقان اقول له: استشهادك ببيت الشعر الخاص بي في لقاء اعلامي بإحدى القنوات والبيت يقول: لا صرت لا من جيت منته في مقدّمة الصفوف احسن تغيب وتمسح الشرهات في عذر الغياب وذكر جماليته دليل نقائك. كلمة أخيرة.. - لكم اخ علي وللأخ عبدالله الشكر والامتنان على هذا اللقاء.. آمل ان اكون قد وفّقت.