ضيفنا لهذا الأسبوع شاعر جميل وصحفي قدير بدأ مشواره في أواخر التسعينيات عمل في مجال الصحافة الشعبية وبرز من خلال حرصه على تقديم القصائد الجميلة بدون مجاملة لأحد .. يعجبك في طرحه وفي قصائده، له وجهات نظر حول الساحة وما يحصل فيها نكتشفها وإياكم من خلال حوارنا معه الشاعر والإعلامي .. محمد بن فرزان .. نرحب بك في هذا الحوار؟ - أنا من يتشرف بصفحات «في وهجير» لتميزها بين قريناتها.
متى خطا محمد خطواته الأولى في عالم الشعر؟ - البدايات كانت قديمة جداً ولكن إعلاميا فأنا انتمي لأواخر جيل التسعينيات.
وماذا عن الكتابة في المجلات المهتمة بالشعر وهل تذكر أين أول قصيدة نشرتها؟ - بلا شك الكتابة بالمطبوعات المهتمة بالشعر لها طابع ووقع خاص في نفس الشاعر كشاعر وككاتب أيضا فهي تعتبر من أهم النوافذ للوصول للجمهور المهتم بالشعر الشعبي , وبالنسبة لأول قصيدة نشرتها إذا لم تخني ذاكرتي فكانت من خلال صفحة خزامى الصحاري وكانت تلك الفترة تحت اشراف مجموعة من الزملاء الاعزاء : فارس النداح ومحمد علي الحربي وعبدالله ناصر العتيبي ومعوض العطوي ومن خلال «في وهجير» أبعث لهم تحية ود وتقدير. لديك بعض الكتابات في مجلة فواصل والمختلف لماذا لم تستمر في ذلك؟ - المختلف لم يكن لي تواجد بها نهائياً مع أنهم طلبوا مني أكثر من نص من خلال مكتبهم بالرياض ولكن لم تر النور من خلال صفحات مجلة المختلف لأسباب أجهلها وبالتأكيد لا يجهلها أخي ناصر السبيعي وكذلك الأخ نايف الرشيدي, وبالنسبة لمجلة فواصل والمطبوعات الأخرى فالتقصير مني في هذا الجانب لكثرة الارتباطات وكذلك الغزو الفضائي رغم اختلاط غثه بسمينه والذي سحب جزءا كبيرا من البساط من الإعلام المقروء وحضوري في تلك الفترة كان فقط من خلال «في وهجير» و»مدارات شعبية» ولكن على استحياء.
وهل كانت تجربة إشرافك على الملف الشعبي بمجلة خليجية مثمرة وأضافت لك؟ - بكل تأكيد كانت تجربة مثمرة وأضافت لي الكثير رغم قصر المدة التي قضيتها بخليجية حيث مارست العمل بالمجلة كإشراف عام ولكن من خلف الكواليس في ظل كثرة سفريات وارتباطات رئيس مجلس الإدارة الأستاذ فلاح السبيعي.
توقفك عن الإشراف بها أتى متزامنا مع توقف المجلة ام انه قبل توقفها عن الإصدار؟ - خرجت من مجلة خليجية قبل توقفها عن الإصدار بعام ونصف تقريباً وكان خروجي منها رسمياً لعدم تفرغي التام لأن العمل الصحفي يحتاج لتفرغ شبه تام لتحصل على مادة دسمة تستحق النشر وتكون داعمة للاستمرارية.
وهل كان لكم دور في إبراز شعراء للساحة من خلالكم؟ - أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا ضد مقولة اني أبرزت فلانا أو فلان أبرز فلانا ولكن نحن أصحاب مكان نفتح النافذة ليأتي الضوء من خلالها ولكن هناك أسماء على سبيل المثال لا الحصر : الشاعر الجميل فلاح العماش والجميل أيضاً عبدالله الدواس وكذلك المشرف على هذه الصفحة الأستاذ القدير: عبدالله بن شبنان وهم من أتذكّرهم حالياً حيث كانت شواطىء خليجية من النوافذ التي طلوا بنورهم للساحة من خلالها , وللأمانة لو لم يكن لديهم مادة تستحق أن ترى النور لما حرصت أن يكونوا على صفحات خليجية لأنني أحرص في المقام الأول أن تكون المادة المقدمة تضيف للصفحة كما تضيف لشاعرها.
الكثير من مشرفي صفحات الشعر صرحوا بأن القليل من الشعراء الذين برزوا من خلالهم بادلوهم الوفاء فهل واجهت مثل ذلك؟ - الحمد لله والشكر والمنة هم رجال والرجل كالكتاب يتّضح لك من عنوانه أما أن يجذبك له أو ينفّرك منه وهناك الكثير من الأسماء التي نشرت انتاجها من خلال خليجية لم أقابلها أو أحادثها حتى اليوم حيث كانت موادهم تصل عن طريق البريد أو الفاكس وتأخذ حقها التي تستحق وليس لنا فضل في ذلك فالفضل لنتاجه الشعري بعد الله.
بصراحة .. كيف كانت طريقة قبولكم لنشر القصيدة وهل العلاقات لها دور في ذلك؟ - بكل صراحة كان نسبة 90% تصل بالبريد أو الفاكس كما ذكرت آنفاً وهناك أشخاص اما أن يتصل أو يقوم بزيارة المجلة ونستلمها يداً بيد ولكن أساسيات النشر من خلال الفترة التي عملت بها بالذات كنت أتعامل مع النص وليس الشاعر مع العلم أنه سبق أن قمت بالاتصال بأحد الشعراء البارزين في ما قبل تلك الفترة بطلب نص لنشره لدينا وبعد فترة من الاتصالات (والتغلي) من قبله قام بإرسال نص متواضع جداً يسيء لاسمه كشاعر كبير ولا يضيف للصفحة شيئا فقمت بالاتصال عليه واعتذرت عن نشره وأبلغته بالأسباب وتضايق من ذلك.
يتعذر بعض مشرفي الصفحات الشعبية بضرورة وجود أسماء إعلاميه لتسليط الضوء على تلك الصفحات فما رأيك في ذلك؟ - أنا ضد هذا المبدأ وان كان كذلك كيف للمبتدئين أن يبرزوا ولكن لا بأس من وجود هذه الأسماء حسب المادة المقدمة منه فإن كان اسم مع مادة زيادة الخير خيرين وان كان اسم بدون مادة فلا حاجة لي به.
صرحت في احد حواراتك انك متواجد بالإعلام من خلال القصيد في حدود ضيقة لماذا؟ - بالفعل تواجدي قليل جداً بالذات في السنوات الأخيرة وسبق لي في تصريح من خلال مجلة فواصل أن قلت (الاعلام ان لم تأت له لن يأتي لك) في ظل وجود شلليات تواجدت في الساحة وأنهكت قواها وأخفت بريقها والدليل واضح جداً , لديك الأمسيات ان لم تكن صاحب علاقة فلن تقيم أمسية وقد سمعت الكثير حول بعض الشعراء الذين يهينون أنفسهم لبعض القائمين على المهرجانات والقنوات الإعلامية سواء المرئية أو المسموعة أو المقروءة لكي يظهروا للناس من خلالها وأنا لن أسمح لنفسي أن تمر بتلك المرحلة فكرامتي فوق الشعر فعندما أتيت للدنيا أتوا يبشرون والدي برجل وليس بشاعر.
ماذا عن مشاركاتك في صفحات المواقع الاجتماعية كالتويتر والفيس بوك؟ - لي تواجد هناك ولكن في حدود ضيقة جداً فالوقت لا يسعفنا الوظيفة تحتاج الى وقت ووقت كبير جداً والأسرة كذلك والارتباطات الأخرى وان بقي وقت مررنا مرور الكرام.
نرى أن الشعر يواكب أي تقنية حديثة فهل محمد بن فرزان يستغل تلك النقاط في التواجد الإعلامي بالطرح؟ - بكل تأكيد نسعى لذلك من خلال الوقت المتاح لنا بالتواجد رغم الارتباطات والمشاغل التي لا تنتهي.
يقول الكثير من الشعراء انه في السابق كانت تحتل المجلات المركز الأول وتلتها المنتديات ثم القنوات والمواقع الاجتماعية فهل تعقد انه من الممكن أن تعود تلك المنابر إلى وضعها الطبيعي؟ - ممكن أن يعود الوضع لما كان سابقاً فالناس بدأت تعود للقراءة فكثرة القنوات واختلاط الغث بالسمين بها دعا الكثير للنفور منها وعدم المتابعة وذلك يتضح جلياً من خلال تغيَر نهج الكثير من القنوات وإفلاس البعض وإغلاقها.
في اعتقادك هل تعدد المنابر يخدم الشعر؟ - بلا شك أن تعدد المنابر يخدم الشعر عندما يكون القائمون على تلك المنابر أكفاء ويعملون بكل صدق وأمانة ولا ينجرفوا وراء أهوائهم الشخصية.
العديد من الشعراء الكبار صرحوا بأن قلة المنابر المناسبة هي سبب ابتعادهم فهل توافقهم الرأي؟ - أوافقهم الرأي في ذلك ولكن المنبر منشأة إعلامية والخلل يوجد بالقائمين على ذلك المنبر وخلطوا بين الغث والسمين وأعادوا زمن الشللية من جديد.
بعيداً عن المجاملة ما الموضع الصحيح لقصائد الهجاء وقصائد المدح؟ - الهجاء والمدح من أغراض الشعر وبكل أمانة لهم مواقعهم الخاصة والتي من خلالها نقول للمحسن أحسنت وللمذنب أذنبت ولكن بالأدلة والبراهين.
هل يملك محمد بن فرزان قصائد من ذلك النوع؟ - المدح نعم ومن فضل ربي لم أمدح رجلا قط إلا وهو يستحق المدح حسب منظوري وبالنسبة للهجاء لا يوجد لدي قصائد من هذا النوع ولكن هناك قصائد عتب محب.
لماذا لا نرى هناك مهرجانات شعرية كبرى يتبناها شعراء المناطق؟ - المهرجانات في شتى المناطق تحتاج لدعم مادي وإعلامي وإعلاني كذلك والمسئولية في المقام الأول تقع على عاتق وزارة الثقافة والإعلام وان كانت الوزارة لا تتحمل ميزانيتها ذلك عليها طلب الرعاية من الشركات التجارية مقابل الإعلان لمنتجاتهم.
لك قصائد «رديات» مع شعراء آخرين هل ترى انه من المناسب عمل تلك الرديات بطريقة الفيديو كليب؟ - الفيديو كليب أداة توصيل بلا شك للمتلقي ولكن في ظل الوضع المتردي للقنوات الشعبية لست مع ذلك العمل بتلك الطريقة.
ماذا عن ديوانك الصوتي الذي تأجل أكثر من مرة؟ - ضعف المتابعة من قبل المتلقي في الفترة الأخيرة للدواوين المسموعة هو ما دعاني للتأجيل.
ومتى تعتقد أن الوقت مناسب للشاعر لإصدار ديوان صوتي أو كتابي؟ - بالنسبة للديوان الصوتي ليس له وقت محدد فهو كان وسيلة من وسائل نتاجك الشعري في الفترة التي تعيشها , أما بالنسبة للديوان المقروء فهو يعتبر تأطير تجربة متى ما أحسست أن لديك تجربة تستحق تقديمها للمتلقي فما المانع في ذلك .
من وجهة نظرك متى يكون الشاعر سطحيا في طرحه ومتى يكون عميق الطرح؟ - عدم تنمية الشاعر ثقافته الشعرية وصقلها تجعله ينجرف في دهاليز السطحية والتنحي عن الطرح العميق.
ما استقراؤك للساحة في وضعها الراهن والمستقبلي؟ - الساحة الحالية تحتاج إلى الكثير من الغربلة والفرز بين الجيد والسيئ وقتله في مهده وعودة أصحاب الأقلام الذهبية لنتفاءل بمستقبل مشرق وإلا سنعاني من سنواتٍ عجاف أخرى مع شد لي وأقطع لك.
لو افترضنا أن هناك نقلة نوعية للشعر في الوقت الحالي هي من ساهمت في بروز الشعر وتسليط الضوء عليه فما الاداة لتلك النقلة من وجهة نظرك؟ - هي إعادة هيكلة القنوات الشعبية والقائمين عليها وفرز المادة المقدمة لها لتقديم ما يحترم عقل المتلقي ويثري الساحة الشعبية وعدم السعي وراء الربح المادي المبتذل في ظل دعم وزارة الثقافة والإعلام لهم وتتبع خطواتهم ومحاسبة المقصر. ثلاث رسائل لمن توجهها في نهاية هذا الحوار؟ - الرسالة الأولى : للقائمين على القنوات الشعبية نأمل عدم فتح الباب على مصراعيه لكل من (افتح فمك ويرزقك الله). - الرسالة الثانية : وزارة الثقافة والإعلام متى تعترفي بأن الشعر يقع تحت مظلتك. - الرسالة الثالثة : «في وهجير» أنت إحدى النوافذ التي لازالت تحترم عقلية المتلقي فالشكر للقائمين عليك.