بدأت المملكة الخطوات العملية للرد على المخطط الإيراني الذي كشفته الولاياتالمتحدةالأمريكية لاغتيال السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير. وقالت بعثة المملكة الدائمة لدى منظمة الأممالمتحدة في نيويورك في بيان صحفياليوم السبت أنها طلبت رسمياً من الأمين العام للأمم المتحدة أن يحيط مجلس الأمن بشأن المؤامرة البشعة لاغتيال سفير المملكة لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية. ووصف البيان المؤامرة بأنها تمثل انتهاكاً للقوانين الدولية وقرارات الأممالمتحدة وكل المواثيق والأعراف الإنسانية. وأضاف البيان أن جميع من لهم علاقة بهذه المحاولة المشينة يجب تقديمهم للعدالة. وعلى صعيد الإجراءات الأمريكية، اعلن ديفيد كوهين مساعد وزير الخزانة الأمريكي امام الكونغرس يوم الجمعة ان الولاياتالمتحدة تسعى لحشد تأييد اطراف عدة لفرض عقوبات على البنك المركزي الايراني، لمعاقبة طهران على إقدامها على التخطيط لاغتيال السفير عادل الجبير في الأراضي الأمريكية، مع ما يتضمن ذلك من استهداف مواطنين أمريكيين، والاستخفاف برد الفعل الامريكي. وقال كوهين "بدأنا مساعي لتطوير الدعم المتعدد الاطراف الذي سيكون اساسيا لعمل فعال ضد البنك المركزي الايراني". وقد ادرجت الولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة في لائحتها السوداء، اغلبية المؤسسات المصرفية الايرانية، ولا تجري، كما قال كوهين، اي اتصالات بالبنك المركزي. ويمنع من جهة اخرى على الكيانات والمواطنين الاميركيين التعامل مع هذا البنك. لكن ادراج البنك المركزي الايراني نفسه في اللائحة السوداء، من شأنه ان يرغم كل شركة اجنبية على الاختيار بين التعامل مع البنك او مع الولاياتالمتحدة. وطلب الرئيس الأمريكي باراك اوباما ردودا على اعلى مستوى من الحكومة الايرانية بشأن المؤامرة مؤكدا ان حقيقة الخطة ليست موضع جدل. وقال اوباما ان المؤامرة مرتبطة "بافراد في الحكومة الايرانية" وطالب بمحاسبة شخصيات رفيعة في السلطة الايرانية. الا ان أوباما رفض الافصاح عن ما اذا كان المسؤولون الاميركيون يعتقدون ان المخطط حصل على موافقة من اعلى المستويات في النظام الايراني، مع انه قال ان المخطط هو "جزء من نمط سلوكي خطير ومتهور من قبل الحكومة الايرانية". وكان وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل قد أعرب عن غضب المملكة من التصرفات الإيرانية الخرقاء والخطيرة. وقال ان المملكة سوف ترد على المخطط الإيراني الذي يمثل «خرقا للقوانين والمواثيق الدولية». المرشد يتحدث وكما هو متوقع كرر النظام الإيراني نفيه أن يكون أقدم على التخطيط لمحاولة الاغتيال، ونقل التلفزيون الايراني عن مرشد إيران علي خامنئي قوله أمس السبت ان الاتهامات الامريكية «لا معنى لها» على حد قوله. وكان خامنئي يتحدث أمام حشد في اقليم كرمانشاه الإيراني، وأضاف خامنئي بنبرة تحد «يقولون اننا نريد ان نعزل ايران /لكنهم/ يعزلون انفسهم». ويحاول الزعماء الإيرانيون هذه الأيام التقليل من التحديات التي تواجههم منذ فشل تدخلاتهم في البحرين في فبراير الماضي، ومخاوفهم من انكفاء نفوذهم في العالم العربي بسقوط النظام الحاكم في دمشق الذي يواجه ثورة شعبية عارمة، وقرب رحيل معظم القوات الامريكية من العراق، وهي القوات التي ضمنت لإيران والاحزاب الموالية لها سيطرة مطلقة في العراق على الرغم من الخلافات بين طهرانوواشنطن. وزعم المرشد أن علاقات بلاده و المملكة مبنية على ما قال انه «الاحترام المشترك». ولا يرى السعوديون في السياسة الإيرانية أي احترام لبلادهم، فمنذ سنين وإيران تمول حرباً إعلامية لتشويه صورة المملكة وتجند الموالين لها لشتم المملكة وقيادتها، واختلاق التهم والصاقها بالمملكة، إضافة إلى المحاولات الإيرانية المستمرة للاضرار بأمن المملكة والعبث بأمن المملكة وأمن دول الخليج. وحذرت المملكة إيران مراراً من هذه السلوكيات العدوانية، وقد اضطرت المملكة ودول الخليج إلى إرسال قوات إلى البحرين لحماية المراكز الحيوية ودعم سيادة البحرين في وجه التدخلات الإيرانية. تأكيد اتصال مباشر و في جانب آخر اكدت واشنطن مجددا يوم أمس انها عقدت لقاء مع ايران بشأن المؤامرة على الرغم من نفي ايران هذه المعلومات. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند «اؤكد من جديد اننا التقينا فعلا مع الايرانيين» موضحة ان الاجتماع عقد يوم الثلاثاء وليس الأربعاء كما ذكرت من قبل. واضافت "انهم يعرفون ذلك جيدا واي جهد من جانبهم لانكار ذلك يكشف مدى مصداقيتهم في مثل هذه القضايا". ورفضت نولاند الكشف عن مكان انعقاد الاجتماع. وفي طهران، ذكرت وكالة الانباء الطلابية ووكالة فارس الايرانيتان ان البعثة الايرانية في الاممالمتحدة نفت اي "اتصال مباشر" بين مسؤولين ايرانيين واميركيين. وكانت نولاند قالت للصحافيين يوم الخميس ان واشنطن "اجرت اتصالا مباشرا مع ايران" بشأن المؤامرة. وقالت ان اللقاء قد عقد لكن ليس في ايران.