أكدت واشنطن عزمها حشد تأييد واسع لفرض عقوبات على البنك المركزي الإيراني على خلفية الخطة المزعومة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن التي اتهمت فيها طهران في الوقت الذي نفت الأخيرة عقد أي اتصال مباشر مع الجانب الأميركي بخصوص هذه الأزمة. وأعلن ديفد كوهين -مساعد وزير الخزانة العامة الأميركي- أن واشنطن تعمل على حشد دعم دولي لفرض عقوبات على البنك المركزي الإيراني إثر اتهام إيران بالتآمرلاغتيال السفير السعودي في واشنطن. وقال كوهين -في شهادة له أمام لجنة الشؤون المصرفية في مجلس الشيوخ بالكونغرس- إن الجهود المبذولة لتحقيق هذا الهدف قد بدأت فعلا من أجل إجراءات فعالة ضد البنك الإيراني، في إشارة إلى المشاورات الدبلوماسية التي تجريها وزيرة الخارجية هيلاري كيلنتون والمندوبة الأميركية الدائمة في مجلس الأمن سوزان رايس على هذا الصعيد. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد توعد الخميس بتطبيق أشد العقوبات بحق إيران في إطار محاسبتها على ما وصفه تورطها في مخطط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، مشيرا إلى أن كل الخيارات مطروحة في التعامل مع طهران. صورة وزعتها السلطات الأميركية لمنصور أربابسيار المتهم الأول في التخطيط لاغتيال السفير السعودي في واشنطن (رويترز) وقال أوباما -في مؤتمر صحفي عقده الخميس مع نظيره الكوري الجنوبي- إن "أفرادا في الحكومة الإيرانية" كانوا على علم بالمؤامرة المزعومة لاغتيال السفير السعودي عادل الجبير، وينبغي محاسبتهم. وفي أول تصريح علني له بشأن القضية وصف أوباما المؤامرة المزعومة بأنها جزء من "نمط من السلوك الخطير والمتهور"، لكنه رفض الإجابة على سؤال بشأن المستوى في الحكومة الإيرانية الذي تم عنده التخطيط لعملية الاغتيال مكتفيا بالقول "نعتقد أنه حتى لو لم تتوفر معرفة عملياتية عند أعلى المستويات بالمخطط، فيجب أن تكون هناك مساءلة لأي شخص في الحكومة الإيرانية يقوم بمثل هذا العمل". في الاثناء نفت إدارة العلاقات العامة بمكتب تمثيل إيران لدى الأممالمتحدة اليوم الجمعة تقارير أفادت بأن المندوب الإيراني الدائم في المنظمة الدولية محمد خزاعي التقى نظيرته الأميركية سوزان رايس. ونقلت مصادر إعلامية إيرانية عن المصدر الدبلوماسي نفيه القاطع عقد اجتماع أو إجراء محادثات بين ممثلي البلدين لدى المنظمة الدولية، وذلك في معرض تعليقه على ما أوردته وسائل إعلام أميركية الخميس بشأن عقد لقاء بين خزاعي ورايس تبادل فيه الطرفان وجهات النظر في الأزمة الجديدة بين البلدين. وفي طهران تواصلت التصريحات الرسمية المنددة بالاتهامات الأميركية حيث قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) علاء الدين بروجردي إن الاتهامات الأميركية مؤامرة أميركية صهيونية جديدة لتحويل الرأي العام عن الأزمة التي يواجهها أوباما. وأضاف أن الأميركيين يسعون إلى تشتيت الرأي العام عن انتفاضة "احتلال وول ستريت"، مشددا على أن إيران لم تتبع أو تعتمد سياسة الاغتيال بل كانت ضحية الإرهاب واصفا الادعاءات الأميركية بأنها افتراء كبير. وكانت السلطات الأميركية قد أعلنت الثلاثاء الماضي إحباطها لما أسمتها مؤامرة دبرها رجلان على علاقة بأجهزة أمن إيرانية تتضمن استئجار قاتل محترف لقتل سفير السعودية في الولاياتالمتحدة عادل الجبير بقنبلة تزرع في مطعم. وأعلنت السلطات إلقاء القبض على منصور أربابسيار-وهو إيراني يحمل الجنسية الأميركية- واتهمت قائدا في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يدعى غلام شاكوري بالضلوع في المؤامرة.