تحولت مواقع التواصل الاجتماعي الى مسرح لانتهاكات الخصوصية وسرقة الحسابات مع تزايد اعداد المستخدمين وتنوع توجهاتهم الفكرية. ويقول خبراء إن سرقة الحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي باتت احد أهم خمسة تهديدات تواجه المستخدمين بمنطقة الشرق الأوسط خلال العام الحالي، لاسيما مع الزيادة المطردة في أعداد من يعتمدون على مواقع التواصل الاجتماعية في حياتهم اليومية, بل وتزايد اعتماد الشركات العالمية عليها كوسيلة لتعزيز حضورها وحصتها السوقية عبر استقطاب المزيد من العملاء المحتملين. ووفقا لموقع سوشيال بريكارز فان عدد مستخدمي موقع فيسبوك الشهير في المملكة تجاوز 4.5 مليون مستخدم ،أي ما يعادل 17.13 بالمائة من السكان، وهي تحتل المرتبة الثانية في عدد المستخدمين بعد مصر التي بلغ عددهم فيها 8.7 مليون شخص. ويوصي خبراء المستخدمين بأخذ الحيطة والحذر من أي رسائل غير معتادة أو طلبات غير مألوفة تصل عبر أحد الأصدقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعية، ويذكرون أن الوصلات المندسة التي تقود إلى مواقع زائفة باتت إحدى أهم الوسائل التي يعول عليها مجرمو الإنترنت لإيهام ضحاياهم والإيقاع بهم. ويقوم سارقو الحسابات باستخدام إحدى الطرق المعتمدة لديهم لنشر واستدراج الضحايا عبر موقع الفيسبوك, إما أن تكون عبر الوصلات التي تقودك إلى أفلام فيديو أو الطلبات التي تصلك لإرسال أموال أو انك ربحت مبلغا كبيرا من المال, وأيضا باستلام رسائل تبدو من أصدقاء موثوقين لكن عند فتحها قد تتعرض حساباتهم للسرقة واستخدامها لإرسال الرسائل الاحتيالية بعد أن تحولت حساباتهم إلى صفحات إعلانية تستهدف الأصدقاء, وبمجرد فتح تلك الروابط أو الرسائل حتى دون اختيار أي من موادها، يتم اختراق الحسابات, أي بمعنى اخر يقوم الحساب بنشر العدوى لدى الأصدقاء المضافين، وهي الوسيلة التي باتت الأكثر شيوعاً لنشر البرمجيات الخبيثة. ومع تزايد أعداد المستخدمين الذين يعتمدون على هواتفهم النقالة أو الذكية للاتصال بالإنترنت فإن كثيرين منهم لا يعرفون التهديدات الجدّية التي تحيط بهم في حال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي دون أخذ الحيطة اللازمة, فالكثير من المخترقين يعتمدون على طريقة الكشف عن الموقع الجغرافي التي ساهمت في انتشاره تقنية «GPS»، والتي توفرها أجهزة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية, فمن الخطر الكشف عن موقعك في مواقع التواصل الاجتماعي، لأن كثيرين قد يتصيَّدون مثل تلك المعلومات لأغراض إجرامية, وحسب إعدادات الخصوصية وطريقة عرض المعلومات الشخصية، قد يتم الكشف عبر تطبيقات فيسبوك تفاصيل موقعه الحالي, وأن مثل تلك المعلومات الحساسة قد تجعل المنازل او المكاتب عرضة للسرقة في حال عرفها مجرمو الإنترنت. مواقع التواصل الاجتماعي باتت الهدف الأول لكثير من المخترقين، إذ يقوم مستخدمون مندسُّون باختلاق فعاليات أو أحداث تسهل عليهم شن هجمات من الرسائل المتطفلة, وقد يقوم بعضهم باستحداث فعالية معيّنة ومن ثم الترويج لها، بالرسائل النصية أو الصور أو الوصلاتوقال الخبير التقني عبدالرحمن المكري ان مواقع التواصل الاجتماعي باتت الهدف الأول لكثيرين من المخترقين، إذ يقوم مستخدمون مندسُّون باختلاق فعاليات أو أحداث تسهل عليهم بعد ذلك شن هجمة من الرسائل المتطفلة, وقد يقوم بعضهم باستحداث فعالية معيّنة ومن ثم الترويج لها، بالرسائل النصية أو الصور أو الوصلات, ومن ثم إرسال كل ما سبق إلى أصدقائه, وقد يرسل مستضيف تلك الفعالية رسائل محدثة لكافة المدعوين, سواء من استجابوا لدعوته أو أولئك الذين أهملوها، مما يعني أن بإمكان مطلقي الرسائل الإلكترونية المتطفِّلة أن يرسلوا المزيد من تلك الرسائل عبر تلك الوصلة رغم عدم الرد على دعوتهم. واشار الى ان أسهل وسيلة لتحصين الحسابات وخصوصيتها في وجه الجريمة الإلكترونية تتمثل في الإحاطة بالمخاطر الفعلية المحدقة, حيث يتعين على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعية ببلدان الخليج أن يولوا الأهمية الكافية لسلامة وأمن معلوماتهم أثناء استخدام تلك المواقع. ويحث عمر محمد المدير المسؤول لتقنية المعلومات في إحدى الشركات المستخدمين باختيار كلمة سر قوية تضمن عدم اختراق حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث تتضمَّن كلمة السر المستخدمة حروفاً وأرقاماً، وربما رموزاً لضمان استحالة معرفتها. ومع تزايد شبكات الجريمة الإلكترونية, يقول عمر محمد إن بعض الهجمات باتت معقدة إلى الحد الذي يجعلها عصية على المتابعة، وتستلزم خبراء مختصين لرصدها, ما يزيد الحاجة إلى حلول أمنية شاملة للحماية من مثل تلك التهديدات، مع التأكيد على الاستفادة من خاصية تحديث الحلول البرمجية الأمنية تلقائيا, ولا يقتصر ذلك على نُظم التشغيل ومتصفِّحات الإنترنت فحسب، بل يمتد إلى البرمجيات المتممة التي تطورها الشركات, مثل مُستعرضات الملفات المخزنة بنسق «PDF», وثمة العديد من الأدوات المجانية التي يمكن الاعتماد عليها في هذا المجال، المستخدمة للتحقق من سلامة الأخبار المتدفقة عبر موقع «فيسبوك» وغيرها ورصد الوصلات المندسة والزائفة، ومن ثم تمكين المستخدمين من حماية أنفسهم وممارسة أنشطتهم اليومية بثقة تامة. فيما رأى الخبير عبدالرحمن المكري ان استخدام العناوين القصيرة كالتي يوفرها موقع «bit.ly» أدت إلى تسهيل شن هجمات من قبل المخترقين, حيث تستخدم لإنشاء مواقع ضارة على شبكة الانترنت وتوجيه الزائرين إليها، مما يعزز فرص الإيقاع بهم وتعريضهم لمخاطر الاحتيال الإلكتروني. وأضاف «وبسبب الروابط المختصرة فإن الفيسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت المكان الأفضل لنشر روابط المواقع الخبيثة، وبسبب ازدياد انتشار الروابط المختصرة حول العالم بشكل كبير فسوف نشهد أيضاً الكثير من الهجمات من خلال البريد الإلكتروني. وتداركت مواقع التواصل الاجتماعي هذه الثغرات الأمنية بتعزيز وسائل حماية خصوصية حسابات مستخدميها، بالاضافة الى تقديم خدمة الرسائل التحذيرية للمستخدمين من خلال البريد الإلكتروني والرسائل القصيرة عبر الهواتف المحمولة. ونصت احدى الرسائل التحذيرية التي أطلقها فيسبوك للمستخدمين المخترقة حساباتهم على ما يلي: «قام جهاز غير معروف جديد بالدخول إلى حسابك في فيسبوك, في حال لم يكن ذلك مسموحا به تحقق من بريدك الإلكتروني للحصول على التعليمات», كما يرسل الموقع رسائل مجانية لمستخدميه على هواتفهم لاستخدام رمز معين لتسهيل دخوله إلى الموقع عبر المحمول.