ذكرت دراسة قامت بها شركة "نورتن" عن وجود أكثر من 28 مليون مستخدم لموقع الفايسبوك في منطقة الشرق الأوسط، وأن هؤلاء يبدأون يومهم بتصفح هذا الموقع ويختمونه به، سواء عبر الهاتف الجوّال أو عبر كمبيوتر المنزل أو المكتب. وقد أصبح الموقع بالنسبة للكثيرين الوسيط المفضل لمشاركة الأفكار والتواصل مع الأصدقاء، فضلاً عن كونه أداة تسويقية بالنسبة للآخرين، إلا أن هذا الدور المتنامي لفيسبوك جعله أيضاً بيئة خصبة وبوابة تنطلق منها البرامج الضارة والمتخصصون في عمليات الاحتيال الإلكتروني. وتعليقاً على ذلك قال بولينت تيكسوز، كبير خبراء الإستراتيجيات الأمنية في شركة "سيمانتك" للأسواق الناشئة، وهي الشركة المنتجة لبرامج شهيرة مثل نورتن، إن المتخصصين يقومون بعمليات الاحتيال الإلكتروني باستغلال ثقة المستخدمين في تعاملاتهم عبر موقع فيسبوك، وذلك لنشر الشيفرات البرمجية الخبيثة والرسائل المزعجة التي تصل المستخدمين بمجرد النقر على بعض العناوين الموجودة في صفحات الأصدقاء. وقد أخذت شركة نورتن النقاط السابقة كلها بعين الاعتبار، وأعدّت معلومات بيانية تساعد المستخدمين على فهم طبيعة الرسائل المزعجة والحيل التي ترد عبر الفايسبوك لتجنّبها، وللتصدي لأية محاولة يقوم بها المخترقون "الهاكرز" للوصول إلى قائمة الأصدقاء والصور والمعلومات الشخصية وأبرز خمسة تهديدات تواجه مُستخدمي الفايسبوك حسب ذات الدراسة فإنها تكمن في الإعجاب أو المشاركة، حيث قد يقوم المخترق بالطلب من المستخدم إبداء الإعجاب بإحدى الصفحات على الفايسبوك أو مشاركتها، وذلك بغرض الحصول على صلاحيات معينة أو الوصول إلى محتويات غير متوفرة من صفحة الفايسبوك أو من موقع آخر، وعند إبداء الإعجاب بهذه الصفحة يتم تحويل المستخدم إلى صفحة أخرى تحتوي على استطلاع للرأي يهدف إلى جمع المعلومات الشخصية الخاصة به، إذ يحصل المخترق على عمولة على كل مرة يتم فيها عرض الصفحة المشبوهة بالإضافة إلى الإعجاب بشكل خفيّ إذ تقوم بعض الصفحات الخبيثة بإخفاء الزر الخاص بالإعجاب، مثل مقاطع الفيديو المثيرة التي يقوم المستخدم بعرضها، إلا أنها عوضاً عن ذلك تقوم بنشر نفسها كما لو أن المستخدم أبدى إعجابه بها. كما قد تطلب بعض الصفحات من المستخدم النقر بالماوس عدة مرات، مما يتسبب بالإعجاب غير المقصود بالصفحة أكثر من مرة. أما العامل الثالث فهو التطبيقات الخبيثة، حيث يقوم المستخدم بتثبيت أحد التطبيقات الخاصة بصفحة الفايسبوك، إلا أنها قد تكون تطبيقات خبيثة تسيطر على حساب المستخدم على فيسبوك، مما يمكن المخترق من نشر ما يريد عليها والوصول إلى رسائل المستخدم ومحادثاته الخاصة. وهذه إحدى أقدم الحيل في الفايسبوك وأكثرها انتشاراً، وآخر عامل لتهديد مستخدمي الفايسبوك هو هجمات الشيفرات البرمجية من نوع "نسخ - لصق"، وفي هذه الحالة يتم الإشارة إلى مقاطع فيديو أو مواقع إنترنت مثيرة، مع الطلب من المستخدم نسخ عنوان هذه المقاطع أو المواقع ولصقها في شريط عناوين متصفح الإنترنت، وعندها سيتم نشر الرسائل المزعجة بالنيابة عن المستخدم الذي ساهم في ذلك دون أن يشعر. وتوفّر "نورتن" حاليا أداة مجانية هي "نورتن ساف واب" تقوم بفحص التحديثات الحالية على فيسبوك للتأكد من سلامتها وخلوّها من الروابط غير الآمنة، فضلاً عن تزويد المستخدمين بطريقة سهلة لحماية أنفسهم دون التأثير أو الحدّ من أنشطتهم اليومية عبر الشبكات الاجتماعية.