قال محتجون ومسعفون: إن مخيم الاحتجاج الرئيسي « ساحة التغيير» التابع للمعارضة في العاصمة اليمنية صنعاء تعرض لهجمات عنيفة بالمورتر ورصاص القناصة السبت بعد ساعات من عودة الرئيس اليمني علي عبد الله الى البلاد بعد غياب دام ثلاثة اشهر. واعلنت مصادر طبية السبت ان سبعة عشر شخصا قتلوا وأصيب 54 آخرون في الهجمات ، وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن خمسة قتلى ثم 16 في هذا الهجوم الذي شنته قوات الرئيس علي عبدالله صالح على المكان الذي يعتبر رمز حركة الاحتجاجات التي تطالب برحيله. وقال شاهد: إن القوات الموالية لصالح شنت هذا الهجوم وأعدت آلاف المحتجين من المخيم وهو قلب انتفاضة تدعو الى تنحي صالح. ولم يتسن التأكد من هذا التقرير. وأضاف الشاهد الذي يعيش قرب المخيم: إن القوات الحكومية//استخدمت عربات مدرعة وأسلحة ..بنادق. لقد كان قتالا كثيفا..منزلي كان يهتز ..لا يوجد محتجون الآن ..مجرد أشخاص مسلحين.// وقال الطبيب محمد القباطي- في مسجد يستخدم كمستشفى ميداني في الميدان الممتد لمسافة أربعة كيلومترات ،والذي يطلق عليه المحتجون اسم//ميدان التغيير// // -لدينا شخص قتل شخصا بطريقة بشعة بنيران المورتر ..ليس لدينا سوى نصف جثمان.// وقال محتجون في الميدان: إن النار اشتعلت في الخيام في مخيم المعارضة وإن هناك أيضا هجمات يشنها قناصة. وقال صالح لدى عودته الى اليمن الجمعة: إنه يريد رؤية هدنة لإنهاء أيام من القتال العنيف في صنعاء ،ولكن المعارضين قالوا: إنهم يخشون من إراقة مزيد من الدماء وطالبت الولاياتالمتحدة صالح بالتنحي. ونقل التلفزيون اليمني عن صالح قوله: //لقد عدت الى الوطن حاملا معي حمامة السلام وغصن الزيتون.// وكان صالح توجه إلى الخارج للعلاج في يونيو عندما تعرض لحروق شديدة خلال محاولة لاغتياله. وقال صالح: إن وقف إطلاق النار سيتيح إجراء محادثات سلام . وتثير عودة صالح للظهور تساؤلات كبيرة بشأن مستقبل اليمن الذي أصابه الشلل بسبب الاحتجاجات ضد حكمه المستمر منذ 33 عاما والتي بدأت في يناير . وفي واشنطن، قال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني: //ندعو الرئيس صالح إلى بدء انتقال كامل للسلطة والترتيب لانتخابات رئاسية تجرى قبل نهاية العام. //الشعب اليمني عانى بما فيه الكفاية ويستحق طريقا للمضي قدما عليه نحو مستقبل أفضل.// واندلعت أعمال العنف في العاصمة اليمنية الأسبوع الماضي عندما تحولت الأزمة المستمرة منذ شهور بين القوات الموالية لصالح وقوات منشقة عليه تدعم الاحتجاجات المطالبة بسقوطه الى مواجهة عسكرية مفتوحة اسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص في خمسة ايام. وتنص الخطة الخليجية على تنحي صالح خلال ثلاثة أشهر من توقيعه إياها. ووافق صالح ثلاث مرات على التوقيع لكنه تراجع في المرات الثلاث في اللحظات الأخيرة.كما يواجه اليمن تمردا متفاقما تشنه القاعدة وهدنة غير مستقرة مع الحوثيين في الشمال الى جانب التيار الانفصالي في الجنوب. وفي غضون دقائق من إعلان نبأ عودة صالح من الخارج دوت اصوات النيران والألعاب النارية في شوارع العاصمة. كما تواصل القصف في حي الحصبة في صنعاء. ورأى معارضوه في عودته محاولة لإعادة التنظيم للحرب وقالوا: إنهم يتوقعون المزيد من إراقة الدماء في حين اتسم رد فعل انصاره بالفرح وقالوا: إنه قد يتمكن من استعادة النظام. وقال عبد الغني الارياني المحلل السياسي والمشارك في تأسيس حركة الصحوة الديمقراطية: إن العنف قادم. وقال: //هذه نذير شؤم. العودة في وقت كهذا على الأرجح يعني أنه ينوي استخدام العنف في حل الموقف. هذا خطير. //مؤيدوه يشعرون أنهم في موقف أقوى ولن يقبلوا الحل الوسط. وهذا بالأساس يعني أن العملية السياسية ماتت.// وانتشى انصار صالح وانطلقت محطات الإذاعة في بث أغنيات احتفالية وتجمع الآلاف في مظاهرة مؤيدة لصالح ولوّحوا بالأعلام وقرعوا الطبول وأطلقوا أبواق سياراتهم. وحذر التلفزيون اليمني الناس من إطلاق النار في الهواء احتفالا خوفا من إصابة المارة. وفي ساحة السبعين بصنعاء مركز تجمع انصار صالح وصف الإمام الذي القى خطبة الجمعة صالح بأنه نبض قلب اليمن والسعد والحب والعقل ورحب بعودته. وتصور يمنيون كثيرون اأنهم شهدوا نهاية صالح عندما سافر الى الخارج في يونيو لتلقي العلاج بعد انفجار قنبلة في قصره الرئاسي وإصابته بحروق شديدة. ويشارك صالح بالفعل في المحاثات التي يتوسط فيها مجلس التعاون الخليجي من اجل رحيله عن السلطة وسبق ان وعد اكثر من مرة بالتنحي لكنه تراجع عن وعوده. وقالت الولاياتالمتحدة يوم الجمعة: إنها تريد من صالح توقيع الخطة التي قدمها مجلس التعاون الخليجي والتي تتضمن استقالة الرئيس. ونفى اثنان من اعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن أن تكون عودة صالح نهاية للخطة الخليجية لنقل السلطة والتي تتضمن تسليمه السلطة الى نائبه عبد ربه منصور هادي. وقال ياسر اليماني لقناة الجزيرة: إن المبادرة ما زالت فعّالة ،وإن هادي سيواصل الحوار من أجل إنشاء آلية ملزمة لتحقيق المبادرة الخليجية. وتنص الخطة الخليجية على تنحي صالح خلال ثلاثة اشهر من توقيعه إياها. ووافق صالح ثلاث مرات على التوقيع لكنه تراجع في المرات الثلاث في اللحظات الأخيرة. وزار الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني صنعاء الاسبوع الماضي في محاولة لإحياء الاتفاق لكنه غادر بعد يومين دون إبداء أية علامة عمّا أسفرت عنه جهوده.