قالت الولاياتالمتحدة اليوم الجمعة إنها تريد من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح توقيع الخطة التي قدمها مجلس التعاون الخليجي التي تتضمن استقالة الرئيس. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "ندعو الرئيس صالح إلى بدء انتقال كامل للسلطة والترتيب لانتخابات رئاسية تجرى قبل نهاية العام. الشعب اليمني عانى بما فيه الكفاية ويستحق طريقاً للمضي قدماً عليه نحو مستقبل أفضل". وعاد الرئيس اليمني اليوم إلى بلاده بعد غياب دام ثلاثة أشهر، داعياً إلى إنهاء القتال العنيف، لكن معارضيه قالوا إنهم يخشون من اندلاع المزيد من أعمال العنف في حين طالبته الولاياتالمتحدة بالتنحي. ودعا صالح الذي توجه إلى السعودية للعلاج في يونيو عندما تعرض لحروق شديدة خلال محاولة لاغتياله إلى وقف إطلاق النار بين أنصاره ومعارضيه؛ لإنهاء خمسة أيام من الاشتباكات في العاصمة صنعاء، أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص. ودعا صالح إلى وقف إطلاق النار حتى يمكن إجراء المحادثات. ونقل التليفزيون اليمني عن صالح قوله: "لقد عدت إلى الوطن حاملاً معي حمامة السلام وغصن الزيتون". وتثير عودة صالح للظهور تساؤلات كبيرة بشأن مستقبل اليمن الذي أصابه الشلل بسبب الاحتجاجات ضد حكمه المستمر منذ 33 عاماً والتي بدأت في يناير. ورأى معارضوه في عودته محاولة لإعادة التنظيم للحرب وقالوا إنهم يتوقعون المزيد من إراقة الدماء في حين اتسم رد فعل أنصاره بالفرح وقالوا إنه قد يتمكن من استعادة النظام. وقال أكرم الأغبري الذي يعمل بواباً "أنا سعيد.. إنه رجل شريف وعظيم. أنا أعرف أنه عائد ليوقف هذا العنف الفظيع. الناس هنا من دونه يعرفون فقط كيف يحكمون بالسلاح، لكن بعودته شاهد بنفسك: سيعيد البلاد إلى سابق عهدها". وقال عبد الغني الأرياني المحلل السياسي والمشارك في تأسيس حركة الصحوة الديمقراطية إن العنف قادم. وقال: "هذا نذير شؤم. العودة في وقت كهذا على الأرجح يعني أنه ينوي استخدام العنف في حل الموقف. هذا خطير. مؤيدوه يشعرون بأنهم في موقف أقوى ولن يقبلوا الحل الوسط. وهذا بالأساس يعني أن العملية السياسية ماتت". وألجمت عودة صالح المفاجئة المعارضة السياسية والمحتجين والدبلوماسيين الذين يتوسلون إليه كي يرحل. ونفى اثنان من أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن أن تكون عودة صالح نهاية للخطة الخليجية لنقل السلطة، والتي تتضمن تسليمه السلطة إلى نائبه عبد ربه منصور هادي. وقال ياسر اليماني لتليفزيون الجزيرة إن المبادرة ما زالت فعالة وإن هادي سيواصل الحوار من أجل إنشاء آلية ملزمة لتحقيق المبادرة الخليجية. وتنص الخطة الخليجية على تنحي صالح خلال ثلاثة أشهر من توقيعه إياها. ووافق صالح ثلاث مرات على التوقيع لكنه تراجع في المرات الثلاث في اللحظات الأخيرة. وقال مفاوض رفيع ل"رويترز" إنه لم يتوقع عودة صالح لكنه قال إن التعامل مع الرئيس وجهاً لوجه ربما يجعل الأمور أسهل. ويقول بعض المحللين إن السعودية ربما لم تكن تسمح لصالح بالعودة من دون التوصل إلى اتفاق على الأرجح. وقال غانم نسيبه وهو محلل وشريك في شركة كونرستون جلوبال للاستشارات في لندن: "أنا متأكد أنه تحدث بشأن عودته مع الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية خلال اجتماعهما ليل الاثنين". وأضاف "السعوديون يريدون في حالة رحيله إن يكون أي انتقال للسلطة في مصلحتهم ولا يؤدي إلى تشكيل حكومة مناهضة للسعودية. إذا لم يكن هناك شيء لمصلحتهم ما كانوا سمحوا له بالعودة".