في كل بلاد الدنيا تولي الحكومات القطاع الصحي العناية الكبرى، كونه الضمانة الأكيدة لنجاح الاستراتيجيات المختلفة التي تهدف للتنمية الشاملة في مختلف القطاعات، إذ لا تتحقق أي تنمية ولا تنجح أي خطط لتطوير شتى القطاعات إلا بتأمين بيئة صحية مثالية، تتبلور من خلال تضافر الجهود من مختلف المؤسسات للارتقاء بالوضع الصحي نحو الأفضل. هذه الجهود لا تأتي جزافاً ولا تتبلور من خلال الكلام فقط، بل تحتاج لرجال يؤمنون إيماناً كاملاً بأمن العمل على تحقيق هذه التطلعات والرؤى هو الجزء الأهم في عملية البناء والتطور التقدم، وولاة الأمر أيدهم الله وحفظهم دعموا جميع المؤسسات بكل ما من شأنه تلبية تطلعاتنا وآمالنا، وعليه فإنه يبقى على المسؤولين فقط التخطيط والعمل على التطوير وتطبيق الإستراتيجيات للوصول إلى التكامل في الخدمات. عودٌ على بدء... كنت ذكرت في مقالي السابق «المدارس المعززة للصحة» المدرسية، وهي فكرة خلاقة تحافظ على صحة الطالب، بل وتثقف الطالب تثقيفاً صحياً، وتعلمه كيفية الحفاظ على صحته في مختلف مناشطه الحياتية، وحين يطالب الدكتور أحمد بن عبدالله النشمي مدير إدارة الصحة المدرسية بالمنطقة الشرقية منسوبي المدارس من هيئة إدارية وتعليمية بالتركيز على التثقيف الصحي للطالب، وعقد دورات وحلقات تركز على الثقافة الصحية للطالب، فإنه بذلك يستشعر ما للدور الصحي من تأثير مباشر على الحالة التربوية والتعليمية، وعلى الوصول إلى الغايات المرجوة لتطبيق الاستراتيجيات التعليمية، بل وحتى على مستقبل هؤلاء الطلاب التعليمي والوظيفي. إن مثل هذه الدعوات التي تخرج من مسؤول كهذا وتعزز بالعمل من خلال ذلك المشروع لهي دعوات يجب علينا كلنا دون استثناء كمسؤولين وإداريين ومعلمين وأولياء أمور ومجتمع أن نقف معها وندعمها. رؤية مستقبلية... إن مثل هذه الدعوات التي تخرج من مسؤول كهذا وتعزز بالعمل من خلال ذلك المشروع لهي دعوات يجب علينا كلنا دون استثناء كمسؤولين وإداريين ومعلمين وأولياء أمور ومجتمع أن نقف معها وندعمها، لأنها تمثل الأساس المتين الذي يجب أن ترتكز عليه العملية التربوية والتعليمية، ولأنها تمثل الوضع الطبيعي الذي يجب أن تكون عليه مدارسنا، ولأنها الحلقة الأقوى في عملية بناء رجال المستقبل وتهيئتهم ليكونوا رجالاً بُناة فاعلين، رجالا يمتعون بالصحة الكافية التي تضمن لهم القيام بمهامهم وواجباتهم على أتم وجه دون علل صحية. فلم يعد التعليم في عصرنا الحالي فقط كتابا وقلما وسبورة، بل اتسعت مداركه وتطورت آلياته وتشعبت أساسياته، ومن ضمن هذه الأساسيات الأساس الصحي للطالب، التي تضمن بإذن الله تعالى الاستفادة من مشروع تعليم الطالب في المستقبل. لب مقالي... إن تعزيز الجانب الصحي في العملية التعليمية هي خطوة في الاتجاه الصحيح، من خلال تحسين البيئة المدرسية ونوعية الطعام المقدمة للطلاب، وتحسين التعامل مع الإصابات التي تحدث عادة في المدارس، كل هذه الأمور يجب أن تكون عندنا ثقافة متأصلة نسعى إلى إكسابها الطلاب كونها تنعكس على البناء الجسمي والنفسي للطلاب في الحاضر والمستقبل، ما يعني ضمان الاستفادة من جهود التعليم الحالية مستقبلاً.