أهنئكم جميعا بعيد الفطر المبارك، وعسى الله أن يعيده عليكم وأنتم فرحون بأعمالكم وإنجازاتكم، .. آمين. لعلنا نقيم العيد ونحن: - نؤمن بمعجزة اللحظة ، وأن أعمالنا لله سبحانه وتعالى، ثم لدنيانا، تبدأ الآن وليس لحظة بعد. وجدُّنا وجهدُنا يجب أن يبدآ للتو واللحظة. ومعجزة اللحظة هي التركيز فيها كي لا تفوت بدون أن نستغلها، ومعجزتها أن هذا الاستغلال سيولد لحظات مثمرة كلما طوى الزمن اللحظات بعد اللحظات. .. وألا نهدر اللحظة خاملين، أو متململين، أو شاكين، أو منادين أن ينجز لنا الآخرون، لأنها لحظة كل منا، وليست لحظات الآخرين مهما كانوا.. ولن تكون. عندما نملأ اللحظة بالعمل سيذهلنا عمقها وغناها ومردودها على أنفسنا وقلوبنا وثقتنا بكل وجودنا. - ان اكتمال شعورنا بالسلام والطمأنينة والأمان أن نؤمن أننا الآن نملك الكثير، وهذا الذي نملكه لا يقدر بثمن ولن نجده معروضا في أي مكان في الأرض فإن شعرنا به وتعايشنا معه كانت حياتنا متصلة ومنجزة وتضاعفت قوانا ومقدرتنا وتنوعت مواهبنا، وإن خسرناه فلن نجده في أي مكان.. الكثير الذي نملكه بأثمان لا تعرفها الأرقام هي عائلاتنا، وأصدقاؤنا، ووطننا وهي العمل الذي نقوم به مها تخيلناه ضئيلا فإنه سيغدو كبيرا أمامنا وأمام من يحبنا عندما نخلص في القيام به ونحب أن نؤديه بالقلب لا برهبة النظام.. هذه كلها هي فرصنا للمساهمة في مجتمعنا،إن اكتمال شعورنا بالسلام والطمأنينة والأمان أن نؤمن أننا الآن نملك الكثير، وهذا الذي نملكه لا يقدر بثمن ولن نجده معروضا في أي مكان في الأرض ومساعدة ناسنا، وتطور ذواتنا عندها لن نشعر أننا مجرد كائنات تجري في خطها، أو تسير في نظامها الميكانيكي، بل نحن أرواح وقلوب متصلة بتيار مذهل وهائل الجمال يربطنا ببعضنا، ويضعنا جميعا على طريقنا إلى طموحاتنا وآمالنا وأحلامنا. - ألا تكبلنا آلامُنا، وإخفاقاتُنا، وسوءُ حظنا، وخيبتنا مما حولنا في الحاضر.. وأن نؤمن في أن نترك لأنفسنا وخيالنا أن يحلقوا في سماوات التفاؤل، وأن الدنيا عندما تكون ليلا فإن النهار يأتي بعد الليل، وأن ديجور الظلام كلما اشتد عتما كان هذا نذيرا لإطلالات إشعاعات الفجر. عندما يرتبك الموج ويتمايل القارب بخوف فلأن الساحل قريب. لا شيء يستمر على حاله.. يوم صعب ويوم هنيء. تتقلب الأيام وتتقلب الظروف، ولا تظنن أن ميسور الحال ميسور له السعادة دوما، ولا تعتقد أن ضيّق اليد شقي على الدوام، فلعل للأخير قدرة على السعادة ونبذ القلق أكثر من أخيه الآخر، إنه تناوب الظروف ونسب الشعور، فعندما يفرح عارٍ في الصومال بقطعة مهترئة يستر بها جزءا من جسده الهزيل، فإن أبناء الأغنياء لا يشعرون بهذه الفرحة ولو اشترى ذووهم محلات أفخر الملابس بكاملها، إنها نسبة الفرحة معاكس باطراد مع نسبة توفر المتع والأشياء.. وكلتا الفئتين ستفرح يوما وستحزن يوما.. وألا شيء يبقى جامدا فإن ستارة الظلام ستنفتح متى عززناها بمشعل نور نشغله بأيادينا، هذا المشعل هو التفاؤل. وأن نؤمن أن الله لن يضيعنا خصوصا لما نعمل على ألا نضيع أنفسنا.. - أرجوكم أن نشعر أننا في عيد، وأننا نحب بعضنا جدا.. بل يجب ذلك وجوبا، والا فإن العيد لن يكون معنا وإن قال تقويم الزمن ذلك. [email protected]