نظمت المدينة الطبية في جامعة الملك سعود ندوة بعنوان "الندوة العلمية للزواج الصحي"، وذلك بالقاعة الرئيسية في كلية الطب بمستشفى الملك خالد الجامعي، بحضور وكيل الجامعة للتخصصات الصحية الدكتور عبدالرحمن المعمر، ووكيل كلية الطب لشؤون المستشفيات الجامعية الدكتور عمر العبيد، ورئيس قسم التثقيف الصحي بالمستشفيات الجامعية المشرف على كرسي التوعية الصحية وتعزيز الصحة الدكتور سليمان الشمري، وعدد من الأطباء والمختصين من مختلف القطاعات الطبية في المملكة. وبدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى الدكتور سليمان الشمري، كلمة أوضح فيها أن الدراسات الطبية أثبتت ارتفاع مستوى الوعي الصحي لأفراد المجتمع والاهتمام ببرنامج تعزيز الصحة بينهم بما ينعكس إيجابا على صحة المجتمع كافة، مشيرًا إلى أن نجاح بعض الدول في تخفيض معدلات الأمراض والوفيات بين المجتمعات نتيجة حملات التوعية والتثقيف. وبين الدكتور سليمان أن الممارسين الصحيين والمهتمين بالشأن الصحي وجدوا ارتفاعا في معدلات بعض الأمراض الوراثية في العديد من المجتمعات مثل: الأنيميا المنجلية، والثلاسيميا، وكذلك بعض الأمراض المعدية التي قد تنتقل من الزوجين لبعضهما أو إلى الأبناء. وأفاد بأن تنظيم الندوة جاء استجابة للتوجه السامي الكريم بتنظيم برامج توعوية للتأكيد على أهمية الالتزام بالمشورة الطبية للفحص ما قبل الزواج. ونوه الدكتور سليمان الشمري إلى أنه تم تصميم دراسة علمية لقياس مدى معرفة وميول وممارسة المقبلين على الزواج وأسرهم للزواج الصحي والالتزام بالمشورة الطبية مستثمرين وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة حيث تم توزيعه الكترونيا وورقيا. ومن جانبه، أوضح وكيل الجامعة للتخصصات الصحية الدكتور عبدالرحمن المعمر، أن التوجيهات السامية أكدت أهمية تعزيز مفهوم الفحص قبل الزواج لما له من أهمية كبيرة في سلامة أفراد المجتمع لاسيما الأجيال المقبلة، من خلال اكتشاف الأمراض المعدية التي قد تنتقل بين الأسر، والحد من انتشارها. وأشار الدكتور المعمر الى أنه على الرغم من حملات التوعية الخاصة بالفحص قبل الزواج إلا أن المجتمع لم يرتقِ بعد في تجاوبه وتقبله لإجراء هذا الفحص، مبينا أن الندوة ستركز على توعية الطلاب والطالبات في جامعة الملك سعود ومستشفياتها، ليستوعب المتعلم مدى أهمية الفحص قبل الزواج، وينقل ذلك إلى ذويه، كما سيتم اختيار شريحة عشوائية في الأسواق والشوارع لتوعية الشباب بذلك. ولفت النظر إلى أن الندوة استقطبت خبراء أجانب من مختلف دول العالم للاستفادة من خبراتهم في مجال الفحوصات الطبية، وتبادل المعرفة معهم في ذلك المجال، لتعم الفائدة على الجميع. وأعرب عن أمله في أن تكون الندوة بداية انطلاقة لحملات توعوية وطنية تشمل مختلف شرائح المجتمع للتأكيد على أهمية إجراء الفحص الطبي قبل الزواج، والمحافظة (بإذن الله تعالى) على سلامة الأجيال المقبلة. وتناقش الندوة اليوم من خلال ثلاث جلسات علمية موضوعات تجربة المملكة في الفحص ما قبل الزواج للدكتور محمد الصعيدي، والمشورة الطبية الوراثية للدكتور أيمن السليمان، والأمراض المعدية للدكتور مقبل الحديثي، والجانب الطبي الاجتماعي للدكتور طلعت وزنه، ودور الإعلام للدكتور سليمان العيدي، والجانب الشرعي في الفحص قبل الزواج للدكتور محمد البابطين، والمنظور الدولي للفحص ما قبل الزواج للدكتور أحمد منديل، وأمراض الدم الوراثية الدكتور عبدالكريم المقبل، والجوانب النفسية لفحص ما قبل الزواج للدكتورة فاطمة الحيدر، بالإضافة إلى استعراض رأي المقبلين على الزواج، ومناقشة الخطط المستقبلية لذلك من خلال جلسة مناقشة تبحث كذلك التحديات التي تواجه تنفيذ برنامج الزواج الصحي والتوصيات العامة. ومن المقرر أن تقام على هامش الندوة معارض توعوية في المستشفيات التابعة لجامعة الملك سعود، وفي بهو الجامعة للطلبة والطالبات، ومركز الأمير سلمان الاجتماعي لتفعيل أهداف الندوة الرئيسية التي تسعى إلى الحد من انتشار بعض أمراض الدم الوراثية والمعدية، والتقليل من الأعباء المالية الناتجة عن علاج المصابين على الأسرة والمجتمع. وفي نهاية الحفل كرم الدكتور المعمر، المنظمين للندوة من الأطباء والمختصين في المجال التثقيفي الصحي، وسلمهم الدروع التذكارية.