(1) على لوحة الذاكرة الكالحة السواد بحبر ناصع البياض كبياض ذلك الصباح الذي كان الضباب يلف جسد المدينة الرمادية وصوت رصاص بعيد من بندقية آخر المقاتلين المتبقين من زمن البطولات المزيفة يداعب جدران صمتي ويغازل حزني على عتبة رحيل أقسى من الموت كبياض الكفن الذي كان يلف أجساد الحقائق التي غادرتنا في زمن أخذ معه حتى الأصوات بذلك الحبر الساحري أكتب آخر القصائد أسجل آخر إنكساراتي ألتقط آخر لحظات الإنفجار و أرحل أكتب قصيدة شفافة كالماء قصيدة كاللؤلؤ تطفو على سطح المعنى تطفو في مخيلة طريقٍ يبدأ عند كعب حذاء التأريخ أتناول قرصا مسكنا الألم المر وأخلد إلى الخيال و أطير أصحو أكتشف نفسي من جديد أتحسس تضاريس .. داخل فقاعة لا تعترف إلا بتضاريس ما بعد الانفجار فقاعة تنفجر في اللحظة ألف مرة وتشدني من شعري و تمزق أخر فصل من فصول الخيال و تكسر أبواب الحلم و تحرق أخر بساتين العنب الأحمر و تجرني وراءها كغنيمة من معارك الأنفال و الفتوحات و تتركني رائحة كريهة في حقل مسموم بالسيانيد أفقد وعي وأصحو على صوت انفجار فقاعة مفاوضات وهم السلام و التصفيق الذي يدوي في رأسي على شرفة صباح ذهبي في غرفة أشبه بالفقاعة في مدينة في وطن بعيداً عني في قارة تشبه الفقاعة أقف و أرى الأشياء من جديد من اليمين إلى اليسار و من اليسار إلى اليمين أكتب الأشياء ألامس جدران .... الملطخ بالفناء كل الأشياء ملطخة بالمستحيل و النهايات .... كل الأشياء تشبه الفقاعات و الفقاعات في قاموس اللاجدوى على أشكالها تقع (3) تمر الغيوم من أمام عيني دون أن تلقي التحية تنقشع بصمت و تختفي تعلمني فن "الإنتهاء" تسجلني حدثاً عابراً في مذكرات الريح تحكي لي حكاية النهايات .... على جدران الغياب المقدس الحلم فقاعة و حتى اليقظة "الأمس" كان فقاعة و حتى الغد فقاعة الوقت يمتطي اللحظة و القدر يمتطينا و اللحظات تسجلنا مشاهداً في ألبوم الإنفجار الرهيب (4) في ضيافة الماء أجالس المساء و ألقي بشباكي و أصطاد البريق من عيون أسماك لا تتقن فن الموت و لا تجرؤ على الرحيل تطفو أفكاري فوق سطح التذكر كفقاعات ... على ضفة البكاء أقف لا حول و لا قوة تتطاير أوراق الخريف المتساقطة داخل عيني أغدو فقاعة و أنفجر خارج نفسي خارج ال(أنا) خارج كل ما ينتمي إلي أغدو فقاعة مرة أخرى و أنفجر داخل عينيه أنسكب بين يديه و يفاجئني صوت الحرب تمد يدها وأصافح أزيز الرصاص يقطع علي خلوتي تغدو المدينة من حولي فقاعة البيوت فقاعات قاعات الاجتماعات و طاولات المفاوضات و الشعارات و الأناشيد الوطنية المكان فقاعة و اللامكان الحضور فقاعة و حتى الغياب الصوت فقاعة و حتى الصمت أنا و أنت ما نحن إلا فقاعة ننفجر في حضرة .... أحمق في حضرة عدمٍ أصدق من وجود كاذب فقاعات و فقاعات و فقاعات فقاعات، داخل فقاعات، داخل فقاعات يذهب دكتاتور و يأتي آخر و تتساقط الأقنعة كتساقط أوراق التوت عندما يبدأ فصل التعري تقوم في الصباح حكومات على شكل فقاعات و تسقط عند المساء كبصاق مليء بالفقاعات الكريهة و أنا من هنا أزرع نظري في مشهد الانفجار الكبير و أقف في الصف الخلفي في مؤخرة الصف أتراجع و أعود إلى الوراء لعلي أؤخر انفجاري دون أن أدري أني أراقب من زمن ما بعد الإنفجار ما بعد اكتشاف القدر من خارج الفقاعات المتفجرة انفجارات ما بعد انفجار الفقاعات