(سقوط الفلوجة لا يعني نهاية اللعبة) هذا ما كتب على جدار مدرسة قد تكون مكتبا للاقتراع الأحد في مدينة الموصل الشمالية حيث المقاومة السنية تعتزم إسماع صوتها.. ورسالة المقاومين التي وزعت في شكل منشورات او على لسان رجال الدين في المساجد تقول بوضوح (انتخبوا تموتوا). وينشط في ثالث مدينة عراقية الموالون لنظام صدام حسين وإسلاميو أنصار السنة او اتباع الأردني المتطرف أبو مصعب الزرقاوي، زعيم ما يسمى (القاعدة في بلاد الرافدين).. ويؤكد غالبية السكان انهم لن يتوجهوا إلى مكاتب الاقتراع خوفا من عمليات الانتقام أو لانهم لا يعلمون لمن يصوتون نظرا لغياب الحملة الانتخابية عن المدينة. ويعرب بعض آخر عن خيبتهم من السيطرة المقبلة للشيعة على السلطة او يتذرعون بعدم وجود جدول زمني لسحب القوات الأمريكية. لكن على الرغم من كل هذه المخاطر ما زال المسؤولون الأمريكيون والعراقيون يخططون لاجراء عملية الاقتراع. وانطلق رئيس اللجنة الانتخابية في هذه المحافظة التي تعد ثلاثة ملايين نسمة في آخر لحظة في حملة تهدف لجمع 800 موظف انتخابي للإشراف على ثمانين مكتبا انتخابيا. ومن المفارقة ان يكون هناك، غرب محافظة نينوى التي تعتبر الموصل كبرى مدنها، العديد من الأشخاص المتحمسين للمشاركة في الانتخابات ويقول متعب احمد الركان (23 سنة) من بلدة ربيعة ومن افراد عشيرة شمر النافذة التي ينتمي اليها رئيس الدولة غازي الياور ضاحكا مهما كان الامر سننتخب الياور. كذلك هناك تعبئة لدى المسيحيين والاكراد للمشاركة في الانتخابات وقال حنين القدو (54 سنة) المولود في الموصل يجب علينا ان نتحلى بالشجاعة لانقاذ بلادنا من الارهابيين حتى ان كان ذلك بالتضحية بحياتنا. وتبدو الاجراءات الامنية في الموصل اشبه بالتحضيرات للتصدي لعملية هجومية اكثر منها لعرس ديمقراطي ويرتقب ان ينتشر الاف الجنود العراقيين والاميركيين في الشوارع المحيطة بمكاتب الاقتراع، وان تأخذ الدبابات مواقعها اعتبارا من مساء الخميس مع مراقبة جوية وحظر كامل لحركة السير. واكد محافظ نينوى دريد كشمولة (58 سنة) الذي ينتمي الى ابرز عائلات تجار الموصل الذي حل محل ابن عمه الذي اغتاله مسلحون في يوليو نحن مستعدون لأسوأ الاحتمالات.. وقد اغتال رجال المقاومة ايضا ابنه البالغ ثمانية عشر عاما واحد أقاربه. ويعرب المحافظ عن الامل في هجوم شامل على المقاومين المتواجدين في المدينة بعد الثلاثين من يناير.. وقال بلهجة صارمة سنواصل جهودنا بعد الانتخابات للقضاء على الإرهابيين المتواجدين في المدينة وذلك على الرغم من ان الضباط الأمريكيين يشددون على انه لا مجال لشن هجوم واسع النطاق كما كان الحال في الفلوجة غرب بغداد في يناير. وقال الجنرال كارتر هام ان هناك حاليا 12 الف جندي والعدد نفسه من القوات العراقية في المحافظة. وتعتمد المقاومة في الموصل، على العكس مما كان الحال في الفلوجة، على اسلوب الكر والفر، كما تلجأ ايضا الى حرب الاعصاب.. بينما كشف حميد طه (60 سنة) لضابط عراقي يقود دورية مع الجيش الاميركي في حي الرافدين الفقير انهم بعثوا الي من فوق جداري منشورا يقولون فيه انهم سيذبحونني اذا انتخبت.