يمثل القلق النفسي المرتبة الاولى في الانتشار بين الامراض النفسية وهناك فرق بين القلق الطبيعي المرغوب كالقلق مثلا ايام الامتحانات وبين القلق المرضي الذي يحتاج الى تدخل الاطباء. وتظهر الاعراض النفسية على شكلين: الشعور بالعصبية والخوف والنرفزة وعدم الاحساس بالراحة, الاعراض الفسيولوجية الجسمية كخفقات القلب او رعشة اليدين او آلام الصدر وبرودة الاطراف واضطرابات المعدة وغير ذلك. ويؤثر القلق النفسي على التفكير والتركيز مما يكون له مردود سلبي على التحصيل الدراسي او العملي. ويعد كل شخص بين اربعة اشخاص يعاني القلق النفسي خلال فترة حياته وان 7ر17 بالمائة في اي وقت في السنة يعانون القلق كما تزيد نسبة القلق النفسي في المجتمعات البسيطة والفقيرة واسباب القلق النفسي عديدة منها: اسباب ناتجة عن الافكار المكبوتة والنزعات والغرائز مما يؤدي الى القلق وهي ما يسمى بالعوامل الديناميكية بالاضافة للعوامل السلوكية باعتباره سلوكا مكتسبا مبنيا على ما يعرف بالتجاوب الشرطي - وعوامل حيوية باثارة الجهاز العصبي الذاتي مما يؤدي الى ظهور زمرة من الاعراض الجسمية وذلك بتأثير مادة الابنفرين على الاجهزة المختلفة وقد وجد ثلاثة نواقل في الجهاز العصبي تلعب دورا هاما في القلق النفسي هي النور ابنفرين والسيروتونين والجابا. وقد اثبتت الدراسات وجود عوامل وراثية واضحة في القلق النفسي لاسيما في مرض الفزع. والقلق النفسي يشمل مجموعة من الامراض وكل مرض يتميز ببعض الخصائص المميزة له ومن هذه الامراض الفزع والخوف البسيط, رهاب الخلاء, الخوف الاجتماعي, الوسواس القهري, قلق الكوارث, حالات القلق الحاد, القلق العام, القلق الناتج عن الامراض العضوية او استخدام الادوية, القلق النفسي المصاحب للاكتئاب. والفزع عبارة عن نوبات من الخوف والقلق الشديد المصحوب باعراض جسمية والتي تحدث فجأة وتصل ذروتها في خلال عشر دقائق, ومن هذه الاعراض خفقان القلب والعرق والرعشة وصعوبة التنفس والاحساس بالاختناق والم الصدر والغثيان واضطراب الهضم والاحساس بالدوخة والصداع والخوف من الموت حيث يعتقد المريض ان تلك النوبة ليست الا اعراض الموت. وكثيرا ما يكون مصاحبا لامراض اخرى كامراض القلب او امراض الجهاز العصبي ورغم انها تعرف بمفاجآتها للمريض الا انها قد تحدث عقب اثارة شديدة او مجهود عضلي او مصحوبة بشرب كميات من القهوة او الكحول. اما الخوف الاجتماعي: وهو الخوف الشديد والمستمر في المواقف الاجتماعية التي لا تثير الخجل لدى الآخرين ويحدث للمريض الارتباك والشعور بالاحراج من تلك المواقف التي تحدث امام الآخرين او مقابلة شخص ذي مسؤوليات اعلى او الاكل والشرب امام الآخرين ويتركز الخوف في الشعور بمراقبة الآخرين وتصل نسبة احتمال الاصابة بالخوف الاجتماعي الى 13 بالمائة من الناس ويؤدي هذا الخوف الى تعريض علاقات المريض الاجتماعية والعملية الى التأثر والتدهور. ويصحب الخوف اعراض جسمية كالخفقان وسرعة التنفس وجفاف الفم ورعشة الاطراف. والوسواس القهري: هو عبارة عن اضطراب في الافكار او الافعال ويستغرق وقتا طويلا من المريض وقد يعيق المريض عن اداء واجباته ومسؤولياته ويظهر على شكلين الاول: وسواس الافكار وهو عبارة عن افكار ملحة ومستمرة او شعور او صورة غير سارة يعرف المريض بعدم وجاهتها ولا يستطيع كبتها. وعادة ما تكون الافكار حول الدين والطهارة او الجنس او المرض. كالتفكير في الاصابة بمرض مثل الايدز او مرض جنسي او مرض بالقلب او السرطان مثلا, وكثيرا ما يتجه المرضى الى العيادات غير النفسية للبحث عن مشاكلهم. وتقريبا 50 بالمائة من مثل هذه الحالات تكون مصحوبة بالاكتئاب النفسي. اما الثاني: فهو وسواس الافعال وهو تكرار افعال معينة كتكرار الوضوء او تكرار الصلاة او اجزاء منها او غسل اليدين او الاستحمام وقد تستغرق وقتا طويلا. واخيرا القلق النفسي العام: وهو التوتر وانشغال البال لاحداث عديدة لاغلب اليوم ولمدة لا تقل عن ستة اشهر ويكون مصحوبا باعراض جسمية كالام العضلات والشعور بعدم الطمأنينة وعدم الاستقرار وبضعف التركيز الشعور بالاعياء وهذه الاحاسيس كثيرا ما تؤثر على حياة المريض الاسرية والعملية والاجتماعية وهذا النوع من القلق قد يحدث في جميع مراحل الحياة وخصوصا في المراحل الاولى للشباب. الدكتور ميلاد ميخائيل اخصائي الباطنة والقلب والسكر مستوصف الدمام الطبي