الوسواس القهري هو مرض نفسي يرتبط ارتباطا مباشرا باختلال كيميائي في المخ، والكثير من المرضى بالوسواس القهري لا يدركون هوية المرض ويتصورون أن الجن أو الشياطين يقومون بالتشويش على أفكارهم مما يؤدى إلى تدهور حالة المريض خاصة في العالم العربي نظراً للمعتقدات السائدة والخوف من افتضاح أمر المريض أمام الآخرين مما يسبب له ولعائلته الإحراج والخوف من نظرات الناس ووصفه بالجنون، وقد أثبتت بعض الدراسات أن المرض قد ينشأ في الشخص وراثياً. فالمرض هو نوع من التفكير غير المعقول وغير المفيد الذى يلازم المريض دائماً ويحتل جزءً من الوعي والشعور ومن الممكن أن يصيب هذا المرض الأشخاص في جميع الأعمار . والوساوس هي الأفكار والصور والدوافع الغريزية التي قد تتم بشكل متكرر ويشعر المريض بأنها خارجة عن إرادته فيجد الشخص نفسه مرغماً عليها على الرغم من إحساسه بأن هذه الأفكار لا معنى لها في الحقيقة. ومن أبسط الأمثلة على ذلك أن مريض الوسواس القهري قد يقلق بشكل زائد عن الحد من الجراثيم والأتربة وأحياناً يفكر هؤلاء الأشخاص بشكل متكرر في أنهم قد آذوا شخصاً ما وترتبط بالوسواس أحاسيس غير مريحة مثل الخوف والاشمئزاز والشك. فالأعمال القهرية هى أعمال يقوم الإنسان بعملها بشكل تكراري وعادة ما يتم القيام بهذه الأعمال طبقاً لقواعد محددة ... فقد يقوم الأشخاص المصابون بوسواس العدوى بالاغتسال مرات حتى تتسلخ أيدي هؤلاء المرضى من كثرة الاغتسال فيعاني مريض الوسواس القهري معاناة شديدة من تلك الوساوس التي ينكرها عقله ويستنكرها ولكنه لا يستطيع الخلاص منها. أعراض الوسواس أن معظم الوساوس القهرية لا تمثّل مرضاً فالمخاوف العادية مثل الخوف من العدوى بمرض ما قد تزيد في أوقات الضغط العصبي لا تعتبر مرضاً ما لم تستمر لفترة طويلة، أو تسبب ضغطاً عصبياً للمريض وتحول دون أداء المريض للواجبات المناطة به، لكن على النقيض فإن الأشخاص المصابين بمرض الوسواس القهري في العادة يحاولون أن يخففوا من الوساوس التي تسبب لهم القلق عن طريق القيام بأعمال قهرية يحسون بأن عليهم القيام بها. وتسبب أعراض الوسواس القهري القلق والتوتر وتستغرق وقتًا طويلاً وتحول بشكل كبير بين قيام المرء بعمله وتؤثر في حياته الاجتماعية فيلتصق العقل بفكره أو دافع ما. أسباب قهرية عادةً ما يصاب المريض بهذا الاضطراب منذ طفولته أو مراهقته، ويتساوى الرجال والنساء في نسبة الإصابة به وإن كان يبدأ مبكرًا في العمر في الرجال عنه في النساء، لا يوجد سبب واحد محدد لمرض الوسواس القهري. وتشير الأبحاث إلى أن مرض الوسواس القهري يتضمن مشكلات في الاتصال بين الجزء الأمامي من المخ المسئول عن الإحساس بالخوف والخطر والتركيبات الأكثر عمقاً للدماغ، العقد العصبية القاعدية التي تتحكم في قدرة المرء على البدء والتوقف عن الأفكار. وتستخدم هذه التركيبات الدماغية الناقل العصبي الكيميائي" سيروتونين". ويُعتقد أن مرض الوسواس القهري يرتبط بنقص في مستوي السيروتونين بشكل أساسي. علاج الوسواس يجب أن يكون المريض لديه من العزم ما يكفي للشفاء من هذا المرض حيث تتحسن حالة 80% من المصابين بمرض الوسواس القهري بشكل كبير مع تناولهم العلاج المناسب من العلاج الطبي والعلاج السلوكي، وتعتبر الأدوية الأكثر فعالية في علاج حالات مرض الوسواس القهري هي مثبطات إعادة سحب السيروتونين الاختيارية. وعادة ما يتم إضافة أدوية أخرى لتحسين التأثير الطبى وعلاج الأعراض المصاحبة مثل القلق النفسي. ويحتاج مريض الوسواس القهري للعلاج النفسي لتفسير طبيعة الأعراض كما تفيد العقاقير المضادة للقلق والاكتئاب والأدوية المطمئنة الكبرى في اختفاء التوتر والاكتئاب المصاحبين للوسواس، مما يجعل المريض قادراً على مقاومته راغباً في الاستمرار في نشاطه الاجتماعي.