ظهرت (اليوم) في اوائل عام 1384ه إثر صدور نظام المؤسسات الصحفية وانتهاء عهد صحافة الافراد، ليبدأ في المنطقة الشرقية عهد جديد لصحافة لاترتبط بفرد، ولا تخضع لما يطرأ على احواله من تقلبات، لذلك استمرت (اليوم) في الصدور رغم تعثر خطواتها الاولى نتيجة ظروف طباعية في الدرجة الاولى، حيث لم تكن المطابع في المنطقة بهذا المستوى، فكانت بداية الطباعة في الخبر، ثم انتقلت الى الدمام في مطابع الخط، قبل ان تكون لها مطابعها الخاصة، وكانت مكاتبها في عمارة الخريجي مقابل مبنى البلدية في شقة من ثلاث غرف، ثم في عمارة بغلف مقابل البريد القديم في شقتين، ولم تكن النسخ المطبوعة تزيد على كميات الاشتراكات الحكومية .. يضاف اليها عدد من النسخ القليلة التي توزع في بعض مدن المنطقة والرياض وجدة. وفي الدمام كان سعود المريشد يوزع الجريدة بواسطة الدراجة الهوائية، اما هيئة التحرير، فلم يكن احد منهم متفرغا في البداية، المدير العام عبدالعزيز التركي مدير عام التعليم بالمنطقة، نائب المدير العام فهمي بصراوي من كبار موظفي ارامكو، وفي التحرير خزندار رئيس التحرير وهو تاجر بالخبر وماجد ابوشرارة محرر، وهو مدرس في القطيف، وخليل الفزيع محرر وهو موظف بادارة التعليم، ثم بدأت الدائرة تتسع في التحرير والادارة، فانضم الى التحرير عتيق الخماس وشاكر الشيخ في الصفحة الفنية وصديق جمال الليل في الصفحة الرياضية وجبير المليحان وعبدالعزيز المشري في الصفحة الثقافية. ويقود هذه النخبة ما يسترو ماهر يدين له الجميع بالرعاية الاخوية والابوية الحانية هو الاستاذ محمد العلي. بعد ذلك انضم للتحرير محمد رضا نصر الله ومحمد القيسي ومحمد الخالدي ومبارك الحمود ومبارك العوض وصالح العزاز وغيرهم ممن لا تحضرني اسماؤهم لحظة كتابة هذه الملامح عن مسيرة (اليوم). عندما امتلكت "اليوم" مطابعها في مبناها القريب من مبنى السكة الحديد، كانت المعاناة على اشدها، فالمطبعة بالرصاص، وعندما يتعطل فرن صهر قوالب الرصاص، كانت الآلة الكاتبة العادية تنقذ الموقف، وكان رجل المهمات الصعبة في هذه الفترة هو محمد الصويغ، ما ان يغيب احد المحررين حتى يحل محله فهو يكتب في الرياضة وفي الفن وفي السياسة، ويكتب المقالات ويعلق على الصور نثرا وشعرا، كان غزير الانتاج بصرف النظر عن مستوى هذا الانتاج. المشكلة انه كان مزاجيا ويغيب والعمل في امس الحاجة اليه، لكنه عندما يحضر ينجز ما تأخر وما سيتقدم من العمل، ومهارته في النسخ على الآلة الكاتبة اكسبته ميزة لم تتوافر في سواه من المحررين. وبسبب الامكانيات الطباعية المتواضعة كانت الجريدة تتأخر عن مواعيد صدورها بالايام احيانا، ولم يكن هذا الامر يشغل حارس المطبعة سالم الحضرمي الذي كان دائم الانشغال بطبخ (التيوس) لضيوفه المتوافدين عليه من حضرموت، وتوالى على رئاسة التحرير لقمان يونس ومحمد العجيان ومحمد البازعي، ومحمد العلي ومحمد الصويغ وخليل الفزيع وعثمان العمير وسلطان البازعي. وهاهي (اليوم) في عهدها الجديد متألقة تزهو بانجازاتها الكبيرة وبقياداتها التحريرية والادارية الواعية، وبوصولها الى ابعد الاماكن، وتواجدها على الشبكة العنكبوتية، وباصداراتها المتخصصة الجميلة. وبمبناها العملاق، وبثقة القارئ بها، وهذا اهم انجاز يمكن ان تحققه أي مطبوعة، لان ثقة القارئ هي مقياس نجاحها، ومؤشر تطورها.