ودَّع إعلاميو المنطقة الشرقية- عصر أمس- أقدم المراسلين الصحفيين الميدانيين في المنطقة عبدالله الغشري، الذي وافته المنية مساء أمس الأول، إثرعارض صحي مفاجئ، عن عمر ناهز الثامنة والستين. وتبادل الصحافيون في المنطقة التعازي في رحيل الغشري الذي أمضى أكثر من أربعين عاماً من العمل الصحفي اليومي عبر الزميلة صحيفة «اليوم». محرر أجيال وسجَّلت شخصية عبدالله الغشري حضوراً صحفياً متواصلاً في مناسبات المنطقة الشرقية وأحداثها الرسمية على امتداد أكثر من أربعة عقود. وعرفه الوسط الإعلامي راصداً لأحداث الأجهزة الحكومية، وناشراً لتصريحات مسؤوليها في حضور يوميّ لفت أجيالاً من المحررين والمراسلين في الصحيفة التي أمضى حياته فيها. وعلاوة على نشاطه الصحفي، رسم الغشري لنفسه صورة ودودة بين صحفيي المنطقة، بفضل بساطته وتلقائيته وهدوئه. ويؤكد هذه الصورة الكاتب محمد العلي، الذي درّس الغشري طالباً في منتصف ستينيات القرن الماضي، كما زامله، لاحقاً، في «اليوم» حين شغل العلي منصب مدير التحرير. وحين اتصلت «الشرق» مغرب أمس لاستطلاع رأيه في الراحل؛ استقبل العلي نبأ الوفاة بدهشة عبَّر عنها بجمل قصيرة جداً «لا يا شيخ.. يا الله.. الله يرحمه». وبعد صمتٍ قليل استجمع العليّ نفسه معلقاً «نحمل لهذا الرجل ذكريات الطيبة، والتصرف العفوي، وكل المعاني الجميلة»، واعتذر العلي عن الإكمال لأنه لم يكن يعلم بنبأ الوفاة. وأكد الصورة رئيس تحرير «اليوم» الأسبق خليل الفزيع؛ الذي زامله لأكثر من 30 سنة، وقال عنه «حفر اسمه في الصخر، واشتغل في الصحافة منذ بدايات صدور «اليوم». وكان يلاحق الأخبار والتصريحات في ركض مهني دؤوب صنع اسمه بين مسؤولي المنطقة». وأضاف الفزيع «عرفته منذ أن كان مبنى الصحيفة مقابل الجوازات، في عمارة بغلف. وفي حقبة الستينيات كان كلّ شيء بدائياً وصعباً، وصناعة الخبر تتمّ من خلال الزيارات الميدانية اليومية». زميل راكض أما رئيس تحرير «اليوم» الحالي محمد الوعيل، فقد أبَّن الراحل واصفاً إياه بأنه «لوحة ممزوجة بكل الأشياء الجميلة، خلقاً وابتسامة». وأضاف «التزم الوسطية في كل الأمور.. كان إنساناً رائعاً.. عرفته منذ 35 سنة صديقاً وزميلاً وابن مهنة راكضاً». وأثنى الوعيل على حرص الراحل على العمل «حتى آخر يوم من حياته، حيث كان أمس على رأس العمل، وحرّر الخبر الذي ننشره اليوم باسمه في الصفحة الخامسة». وبدوره، قال نائب رئيس تحرير «اليوم» عتيق الخمّاس إن الغشري «كان أخاً وصديقاً للجميع في الجريدة، ووفاته مثلت ألماً لنا». شيخ الصحفيين ومثلهم، قال رئيس تحرير «اليوم» السابق، سلطان البازعي، عن الغشري إنه كان «شيخ الصحفيين في المنطقة»، مركزاً على «صداقاته وأريحيته وبساطته وحرصه ودقته في عمله». وأضاف «في فترة رئاستي لتحرير اليوم كان «أبو شيخة» شخصاً مميزاً في فريق العمل، ملتصقاً بالناس، إنسانياً بطبعه وعفويته». كما ركز رئيس تحرير «الوطن» الأسبق طارق إبراهيم على الحس الميداني لدى الزميل الراحل، وقال «كنا نقرأ اسم عبدالله الغشري في كل صفحات اليوم، وحين التحقتُ بها متعاوناً اكتشفتُ أن الرجل لديه علاقات متشعبة في المنطقة جعلت من كلّ المسؤولين في المنطقة مصادر صحفية له». وأضاف «عانينا كثيراً في بناء قاعدة من المصادر، وربما حقدنا عليه، أو حسدناه على ذلك، لكنّ الزمن أثبت أنَّ الغشري صحفي ميدانيّ محافظ على لياقته اليوميَّة بشكل يكاد يكون نادراً في صحافتنا». رفيق درب وأعرب رئيس تحرير صحيفة «الحوار»، فالح الصغير، عن حزنه لرحيل الغشري. ووصفه بأنه «رفيق درب»، في إشارة إلى سنوات عمل الصغير في «اليوم» حتى تقاعده، وهو في منصب مدير تحرير. وأضاف «عاصر الغشري كل رؤساء تحرير الصحيفة، وبدأ عمله في المطابع، لكن الصدفة قادته إلى الصحافة. وفي ستينيات القرن الماضي كان عبدالله يستخدم دراجة هوائية لزيارة الأجهزة الحكومية، والبحث عن الأخبار». إحدى المناسبات التي كُرّم فيها الراحل (الصورة من الزميلة «اليوم»)