عرفت المرأة عبر مختلف الازمان بتفننها في زينتها وشغفها المولع لكسب اعجاب وميل الرجل فاتخذت المرأة طرقا عدة لتجميل نفسها في لباسها وحليها ونقش جسمها بمختلف نقوش الحناء والخضاب كذلك الوشم وكل شعب حسب طريقته والشعوب الخليجية كان لها طابعها الخاص في التجميل ما لبث ان تبدل وحلت محله مفاهيم فيما يخص التجميل جلبتها من بلاد اخرى قريبة كالعراق وايران والهند واصبحت المرأة الان مشدودة الى الجديد والتقليعات الحديثة وكادت تلك الاساليب القديمة التي عرفتها جداتنا تندثر وتصبح اشياء اثرية وربما عفى عليها الزمن واصبحت جزءا من تاريخ بلادنا وتطبع بطابعها اوضاع الحياة الاجتماعية انذاك. ويعتبر (الديرم) مادة من مواد التجميل المعروفة انذاك ويتخذ من لحاء شجر خاص يلفظ مادة حمراء ضاربة الى السواد عند ملامسته الشفاه. مضار الصناعية ويستعمل عوضا على قلم حمرة الشفاه المعروفة في وقتنا الحاضر. ام زهير تؤكد ان الديرم لايزال تتناوله النساء سواء كن جدات او حتى نساء صغيرات واعيات لجمالهن وحرصهن للعودة للطبيعة بعد اكتشافهن مدى المضار الناتجة عن مستحضرات التجميل الصناعية فمهما تعددت الماركات وادعاءاتها المزعومة بالحفاظ على البشرة فليس هناك افضل من الطبيعة وتضيف ان (الديرم) نوعان نوع يسمى الحطب يؤخذ من شجر اللوز والنوع الاخر يؤخذ من قشرة الجوز او عين الجمل وهو نوع من انواع المكسرات تشتهر به جميع المدن السورية وايران وبعد اخذ المادة يوضع في قهوة ساخنة ومغلية مسبقا لاكتساب اللون الاحمر الغامق او توضع في ماء حار للحصول على لون مختلف ويوضع فورا على الشفاه وهو حار وتشعر المرأة بحرارة شفتيها قليلا وبعدها تكتسب الشفة اللون وهو شبيه بلون الحناء. مواد طبيعية وعن فوائده تكمل ام زهير حديثها وتقول (الديرم) مصنوع من مواد طبيعية ليس لها اي مضار على العكس (الديرم) يحافظ على الشفاه ويحميها من التشقق والتهيج التي تسببها الحمرة الاصطناعية وهي ترطب الشفاه وتكسبها لمعة ساحرة وقديما كان الديرم تضعه المرأة المتزوجة فقط وتضعه لها امرأة تسمى الداية والتي تلازم الفتاة منذ صغرها وتشرف على العناية بجمالها حتى تتزوج وتمشط لها شعرها وتعمل لها الضفائر المزينة بورق المشموم والرازقي ليعطر الشعر ويكسبه رائحة زكية وتقبل على زوجها بكامل جمالها وحلتها الطبيعية وليس مثل نساء هذه الايام اللاتي تكاد تمحى ملامحهن من كمية البودرة الموضوعة على وجوههن كذلك الالوان الغريبة التي توضع على شفاههن وطريقة وضعها المضحكة وقد تكون هذه هي الموضة الدارجة ولكنها لاشك بنظري تؤذي المرأة على المدى البعيد وتخفي جمالها الحقيقي والطبيعي الذي وهبه الله لها وراء قناع زائف من مستحضرات تجميل تضر بها. مصدر الجمال وتقول ام جاسم وهي متزوجة وفي مقتبل العمر: كثيرات هن من اتخذن الطبيعة مصدرا للجمال خاصة بعد نصائح (مريم نور) وانا لا ابالغ ان قلت ان هناك الكثيرات ممن يستخدمن (الديرم) ويضعنه في شتى المناسبات لفوائده العديدة وكونه لا يمنع الوضوء فهو كالحناء فلا تضطر المرأة لازالته ولونه يظل في الشفاه حسب نوع البشرة و(الديرم) يعتبر موروثا ورثناه عن جداتنا وكان (الديرم) والكحل المستحضرين الوحيدين المتواجدين آنذاك ولكي تحصل المرأة على حمرة في خديها تقوم بدعكها مرارا لتحمر وجنتيها وهذا يساعد على تنشيط الدورة الدموية ويقلل من ظهور التجاعيد مبكرا اما الكحل فالجميع يعرف فوائده الجمة وهو علاج للكثير من امراض العيون اضافة الى التجميل وكان الرجل والمرأة والطفل يضعون الكحل في ذاك الوقت اما (الديرم) فهو يختص بالنساء المتزوجات فقط.