كتبت الأستاذة فاطمة الغامدي في جريدة "الرياض" مستعرضة إحدى الاحصائيات الوطنية فقالت: ان ما تنفقه السعوديات على جمالهن أكثر من (1500) مليون ريال سنويا، فهناك ما لا يقل عن ( 160طناً) من طلاء الأظافر و( 350طناً) من الكحل و( 2500طن) من أحمر الشفاه.. وإضافة إلى هذه الكميات الكبيرة وتنوعها فإن لمعظمها أضرارا خطيرة، قد لا تظهر إلا بعد الاستعمال المتكرر، فقد تمضي شهور على استعمال مركب معين دون ظهور أي أعراض، هذا ما ذكر في إحدى الدورات التوعوية البيئية النسائية. وفي دراسة للباحثة الدكتورة ايمان الصالح، قامت بفحص ثمانية وثلاثين نوعاً من كريمات التبييض وقاست مقدار الزئبق فيها وتوصلت إلى نتائج مذهلة بعد دراسة هذه الكريمات المجهولة الهوية، تحوي على تركيز عال من عنصر الزئبق، وهذه التركيزات العالية من الزئبق تؤدي إلى أضرار خطيرة منها الفشل الكلوي الحاد، فشل وظائف الكبد وإصابة مركز الجهاز العصبي إصابة حادة وكذلك فقر الدم.. انتهى.. فكان من ذلك البذخ والإسراف تجملاً، والذي أكدته تلك الدراسات والإحصائيات الوطنية وغيرها أن خلص مركز ستارش البريطاني للأبحاث العالمية في دراسته إلى أن السعوديات الأمل على مستوى العالم، لا لشيء حسب محتوى تلك الدراسة العجيبة المستخفة بالعقول سوى كون السعوديات أكثر نساء العالم صرفاً على المواد التجميلية المتنوعة بغض النظر إن كانت تلك المواد التجميلية المستخدمة في مكانها الصحيح أم لا!!، فكان لزاماً وضع النقاط على الحروف، والتحذير من التمادي بالخطأ، وضرورة التفريق بين الجمال الطبيعي الرباني والتجمل الصناعي المبتذل. السؤال الجدير بالطرح، إلى متى تبقى السعوديات مختبرات لمصانع أدوات التجميل بالعالم؟!، وما الذي يدعو الكثير من السعوديات لهذا التكلف تجملاً حتى وصل بالبعض منهن للوقوع في محاذير شرعية؟!، هل منشأ ذلك الفراغ؟!، أم الإحساس بالنقص؟!، أم لتوفر المادة؟!، أم أن عيون الرجل هي ما جعلت المرأة في حيرة من أمرها؟!، بكل الأحوال، كم أتمنى أن تعلم النساء أن المبالغة تجملاً كان منه أن جعل من الجميل في الأصل قبيحاً، وكم أتمنى أن يعلمن أن جمال الشيء في هدوئه وبساطته وليس في التكلف والابتذال فيه. نعم لقد آن الأوان لوضع حد لهذا الهوس والوهم المتعلق بتجميل الجسد على حساب جمال الروح وذلك عن طريق مواجهة الخيال والوهم بالحقيقة والعقل، نعم آن الأوان للحث حرصاً على الاعتدال تجملاً، كيف لا؟!، وقد قيل "كل شيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده"، ولا أدل على ذلك من كون أمهاتنا وجداتنا كنا من أجمل نساء الكون بذلك التجمل البسيط المكون من الديرم والكحل والحناء والفرقة والجديلتين حين مزجنه بجمال روحهن وطيبتهن. أين الكثير من النساء اليوم عن جمال الروح الذي يكاد يفقد؟!، وذلك حين بالغن وتكلفن تجملاً صناعياً فأطلقن لخيالهن العنان يردن أن يكن بجمال نانسي عجرم شكلاً، والسعوديات في الحقيقة أجمل لو لا يتكلفن تجملاً ومزجنه بجمال الروح الذي يبقى، والذي يضع حول صاحبته روحانية ونورا لا يبلى، نعم كم هي جميلة تلك المرأة المصنفة على أنها عادية الشكل ولكنها هادئة في مكياجها غير متكلفة، مضيفة ومرتدية ما يناسب جسدها، غير مقلدة تقليداً أعمى، على دراية بما يدور حولها، مبتسمة في وجه الصغير والكبير البعيد والقريب.. ختاماً، عزيزتي المرأة السعودية: كوني واثقة من نفسك وجمالك، معتدلة في تجملك غير متكلفة، محافظة على حجابك، متسلحة بالعلم والمعرفة، واعية لمسؤولياتك وحقوقك.. هنا تكوني أجمل نساء العالم شكلاً ومضموناً، وتكوني بالفعل سائرة على الطريق الصحيح، وما يصح إلا الصحيح..