قال دبلوماسيون غربيون امس ان ايران أبلغت فرنسا وبريطانيا والمانيا أنها تريد اكثر من وعود بمكاسب في المستقبل اذا علقت برنامجها المثير للجدل لتخصيب اليورانيوم الا أن الاوروبيين رفضوا، وتوصلت الدول الاوروبية الثلاث الكبار الى اتفاق مؤقت مع ايران في باريس هذا الاسبوع توقف ايران بموجبه برنامجا لتخصيب اليورانيوم الذي يمكن استخدامه في انتاج أسلحة نووية مقابل حوافز سياسية واقتصادية. وقال دبلوماسيون مطلعون على المفاوضات لرويترز ان الايرانيين يضغطون من أجل الحصول على شيء ملموس مقدما وليس فقط وعودا بحوافز مستقبلية. وقال دبلوماسي :تريد ايران شيئا مقدما اذا كانت ستعلق التخصيب وليس وعودا فحسب لكن الاوروبيين رفضوا، ووعد الاوروبيون ايران بمفاعل يعمل بالماء الخفيف حيث ان استخدامه في أنشطة تسلح اكثر صعوبة من المفاعلات التي تعمل بالماء الثقيل. كما وافقت ايران على بدء محادثات تجارية مع الاتحاد الاوروبي وتحسين العلاقات السياسية. وتشبه الترتيبات التي أجراها الاتحاد الاوروبي مع ايران صفقة أبرمتها الولاياتالمتحدة مع كوريا الشمالية في اوائل التسعينات لاستبدال تقنية الماء الثقيل بتقنية الماء الخفيف فيما أشرفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تجميد برنامجها النووي. غير أن دبلوماسيين قالوا ان شركات فرنسية والمانية أبلغت حكوماتها بأنها لن تمد ايران بمفاعل في حالة اذا كان هذا سيضر بالتجارة مع الولاياتالمتحدة،وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا اصفي ان طهران ما زالت تبحث الاتفاق الذي تم التوصل اليه في باريس. ونقل عنه التلفزيون الحكومي قوله :من المؤكد أننا كنا سنعطي ردنا لو لم تكن هناك مشاكل في محادثات باريس. من ناحية أخرى ذكر التلفزيون الايراني أن طهران ستعلن خلال ساعات ردها بشأن ما اذا كانت ستقبل الاتفاق مع الاتحاد الاوروبي لتجميد انشطتها النووية التي يحتمل ارتباطها بانتاج أسلحة وذلك في مقابل تجنب احالة ملفها الى مجلس الامن الدولي. ولم يشر التقرير التلفزيوني الذي استشهد بمصادر مطلعة الى ما اذا كانت ايران ستقبل الصفقة أم سترفضها. وكان مصدر ايراني مطلع قد قال في وقت سابق لرويترز ان قادة ايران سيقبلون الاتفاق الحاسم على الارجح. وقال وزير خارجية المانيا يوشكا فيشر للبرلمان الالماني ان المحادثات مع ايران (لم تكن سهلة على الاطلاق). وأضاف: يمكن أن يفتح تعليق ايران الكامل والمستمر لانشطة التخصيب الطريق لمحادثات يمكن أن تسفر عن نتائج على المدى الطويل للتعاون. وتابع قائلا: انه لا يريد التشكيك في حق ايران في استخدام الطاقة النووية لاغراض سلمية وأضاف: لكن الواضح ايضا أن ادخال أسلحة نووية للجيش في ايران سيكون تطورا خطيرا في ما هي بالفعل واحدة من أخطر المناطق في العالم. وتنفي ايران الغنية بالنفط أنها ترغب في الحصول على تكنولوجيا نووية لاي غرض سوى توليد الطاقة. وقال دبلوماسي اخر ان الوقت المتاح لقبول ايران الاتفاق الذي سيجنب طهران الاحالة الى مجلس الامن الدولي حين يجتمع مجلس محافظي وكالة الطاقة في 25 نوفمبر تشرين الثاني بدأ ينفد. وقال دبلوماسيون انه اذا رفضت ايران الاتفاق فستحال على الارجح الى مجلس الامن الدولي هذا الشهر. وتريد واشنطن التي تقول ان البرنامج الايراني للطاقة النووية واجهة لتطوير قنبلة احالة ايران الى مجلس الامن لحجبها برنامجها لتخصيب اليورانيوم عن وكالة الطاقة لنحو عقدين. وتتعلق احدى النقاط العالقة في المحادثات مع ايران باعداد اليورانيوم لعملية التخصيب. ويريد الاوروبيون وقف جميع أنشطة التخصيب فيما ترغب ايران في استمرار بعض أعمال التحويل.