طهران، لوكسمبورغ - أ ب، رويترز، أ ف ب - تحفّظ الغرب أمس، عن مطالبة إيران بإدخال «تعديلات مهمة» على مشروع أعده المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لنقل غالبية مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب الى الخارج من أجل الحصول على وقود لتشغيل مفاعل طبي، على رغم تأكيد طهران قبول «الإطار العام» للخطة. وشدد نائب إيراني بارز على رفض طهران ما وصفه بخيار «الوقود مقابل الوقود». واعتبر البرادعي ان شحن اليورانيوم الإيراني الى الخارج، «سيتيح سنة للتفاوض بسلام وهدوء»، فيما شدد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا على ان المشروع «لا يتطلب تغييرات جوهرية». واتهم وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير طهران بالسعي الى إعادة صوغ خطة البرادعي. ونقلت قناة «العالم» التلفزيونية الإيرانية عن مصدر مقرب من المفاوضات ان «إيران تقبل الإطار العام لمشروع الاتفاق، لكنها تريد إدخال تعديلات مهمة» عليه، مضيفاً أنها ستسلّم ردها رسمياً الى الوكالة الذرية «خلال 48 ساعة». وأوضح أن «التعديلات المهمة» تشمل على الأرجح معايير نقل اليورانيوم وكمياته، إذ ان مسؤولين إيرانيين بارزين رفضوا فكرة تسليم 1200 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المئة، من اصل 1500 كلغ تمتلكها إيران. وينص مشروع البرادعي على تسليم هذه الكمية دفعة واحدة بحلول نهاية 2009، لتخصيبها بنسبة 19.75 في المئة في روسيا قبل ان تحوّلها فرنسا الى قضبان وقود نووي تُستخدم في تشغيل مفاعل للبحوث الطبية في طهران. وأفادت قناة «برس تي في» الإيرانية بأن طهران تعارض إرسال معظم مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج لمزيد من المعالجة، في دفعة واحدة، معتبرة ان ذلك «يتعارض مع المصالح القومية» لإيران. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى (البرلمان) علاء الدين بروجردي: «بإمكان إيران ان تسلم اليورانيوم على مراحل، من اجل الحصول على الضمانات اللازمة لتزودها بالوقود». أما النائب إسماعيل كوثري نائب رئيس اللجنة فأكد رفضه مشروع البرادعي، مرجحاً ان يرفضه البرلمان أيضاً. ورأى أن «عدم وجود ضمانة وثقة بالأطراف الأجنبية لتأمين اليورانيوم المخصب اللازم لمفاعل طهران، في إطار خيار الوقود مقابل الوقود، يشكل السبب الأهم في عدم رغبة إيران به» (المشروع)، مضيفاً ان «السبيل الأفضل لضمان هذا الوقود، هو شراؤه من الدول المالكة». لكن البرادعي تمسك بمشروعه، وقال لمجلة «لكسبرس» الفرنسية: «هذا مهم بالتأكيد. هدفنا خفض التوتر وإيجاد مناخ من الثقة. ان نقل هذه المواد سيتيح سنة للتفاوض بسلام وهدوء». وأضاف: «ذلك سيسمح للإيرانيين بإثبات انهم صادقون، ويخصبون اليورانيوم لأغراض سلمية». أما سولانا فاعتبر أن مشروع «الاتفاق جيد»، وقال على هامش اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في لوكسمبورغ: «أعتقد بأنه لا يتطلب تغييرات جوهرية من حيث المبدأ». واتخذ كوشنير موقفاً اكثر حدة، إذ أكد أن إيران تحاول الدفع في اتجاه «العمل مجدداً» على صوغ مشروع البرادعي، منبهاً الى ان «التعديلات المهمة» التي تطالب بها إيران «مؤشر سيئ». وقال على هامش الاجتماع ذاته ان «إيران تهدر الوقت. هذا الامر لن يستمر الى الأبد. نحتاج الى أجوبة»، وزاد: «هذه المنطقة ملتهبة. إنها دائرة متفجرة وأعتقد بأنه ليس بإمكان الإيرانيين في مثل هذا السياق اللعب من أجل كسب الوقت. هذا خطر جداً (...) إذا كانت هناك ضرورة، سنبدأ العمل لفرض عقوبات جديدة، لكن ربما لا نرى ذلك قبل نهاية السنة». أما وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتّيني فقال إن الغرب «اعتاد هذا السلوك الإيراني»، مؤكداً في الوقت ذاته انه «لا يزال هناك مجال للمحادثات، ولكن يجب أن تكون جدية وأن ترتبط في شكل مباشر ببرنامج (إيران) النووي». الى ذلك، نسبت وكالة «اسوشييتد برس» الى ديبلوماسي فرنسي توقعات بأن تسعى إيران الى خفض كبير لكمية اليورانيوم الذي سينقل الى الخارج.