ولد الشاعر إبراهيم عبداللطيف الحدّاد في حي النعاثل بالهفوف، عام 1378ه، وهو حي عريق، يعجّ بالشعراء والرواة والمشايخ والمفكرين، وفي عام 1399ه بدأ ينظم الشعر الشعبي بسلاسة، وقبل هذا التاريخ كان مولعا بسماع الشعر والأغاني الشعبية القديمة، وكانت له محاولات شعرية في تلك الفترة. الحداد مارس الصحافة المكتوبة، غير انه هجرها، بعد ان جحده أهلها، كما يقول، ليتفرغ لأنشطة أخرى. عبر هذا الحوار يتناول الحداد عددا من الموضوعات التي تهم الساحة الأدبية والفكرية والثقافية. جحدوني فهجرت الصحافة @ لماذا هجرت الصحافة؟ لظروف عائلية عشتها خلال المرحلة الزمنية الماضية. وأيضا لجحود عدد من الذين قدمت لهم أطيب الخدمات، غير انهم نسوها أو قل تناسوها. @ ماذا تذكر من الحوارات الصحافية التي أجريتها؟ قمت بعمل حوارات عميقة مع شعراء الأحساء. والفنانين والمطربين من الكويتوالبحرين، ونشرت عبر الصحف والمجلات، كما بث بعضها من خلال الإذاعة. إذ قمت بالتنسيق بين شعراء الأحساء وفنانيها الغنائيين، أمثال الشعراء خليفة العبدالحي، سلمان البوناصر، المرحوم محمد المسفر وغيرهم. والفنانين خالد الشجار وسلمان العبدالله وبين إذاعة البحرين، للاستضافة في برنامج (نسايم الريضان) الذي يقدمه الشاعر والمذيع عبدالله الدوسري. كما تعاملت مع الشاعر الشاب الكويتي خلف العنزي في إذاعة البحرين أيضاً، عبر برنامجه (سواري الليل). ولي كتابات قديمة في جريدة (اليوم) ومجلة عالم الفن الكويتية، تتعلق باللقاءات والحوارات التي يطول الحديث عنها. وكان ليّ دور كبير في تنقيح قصائد الشاعر المرحوم محمد المسفر وطبع ديوانه. بين الفصحى والنبطي @ كيف تنظر لظاهرة ابتعاد الشعراء الشعبيين عن (الشعر الشعبي) والارتماء في حضن الشعر (الفصيح)؟ لعلك تقصد تأثر الشعراء النبطيين بالفصيح نظراً للبيئة الأحسائية، التي يكثر بها شعراء الفصحى، الذين لا يعدون إلا بالمئات. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ الشاعر عبدالله ناصر العويد يعاتب دائماً شعراء النبط، وربما يعلّق عليهم، ويتفكّه بهم مزحاً، لاستثارتهم وتحميسهم لكتابة الشعر الفصيح. ولا يكتفي بهذا، بل إنه يرتجل أبياتاً في بعض الجلسات، ليرغمهم على الرد. لذا لا غرابة أن يتحول الشاعر عبداللطيف الفضلي وأخوه وليد ومحمد السالم وعبدالرحمن الغريب وحمد السبيعي وصلاح التركي.. وغيرهم إلى شعراء فصيحين، من خلال المساجلات الورقية والجوال والارتجال. وفي الاحتفال ب (ابن عويّد)، بمناسبة حصوله على جائزة (راشد بن حميد النعيمي) في الإمارات سمعنا من شعراء النبط قصائد فصيحة عصماء، حيث إن بعض قصائدهم تبزّ قصائد المتمرّسين على كتابة الفصيح، فلقد رعى هذا العرس عمدة الخالدية وتوابعها المربي أحمد المظفر، وحضره أكثره من 250 باحثاً وأدبياً ومفكراً، منهم المشايخ أحمد المبارك وعبدالمحسن البنيان وعبدالله الرومي.. إلخ. أنا من قدم الجنوبي @ ما علاقتك بالشاعر الأحسائي الكبير محمد الجنوبي؟ بدايتها عام 1404ه، حيث قدمت له ترجمة وافية في برنامج (نسايم الريضان)، بعنوان (شاعر وقصيدة)، في إذاعة البحرين، من تقديم المذيع الشاعر عبدالله الدوسري. التهمتني الحيتان @ ما موقعك من خارطة الشعر؟ شاعرٌ يكتب القصيدة الشعبية بصدق ومعاناة منذ عام 1399ه (عام الطفرة)، وفجأة التهمتني حيتان مشاغل الحياة ومشكلاتها!! @ لماذا ابتعدت عن جمعية الثقافة والفنون؟ أنا عضو فيها منذ عام 1401ه، وقد تعاملت مع أناس معظمهم من ذوي الذوق الرفيع والوفاء.. أمثال المديرين السابقين (صالح بوحنية وعبدالرحمن الحمد). إضافة إلى المشرف الثقافي والمسرحي آنذاك عبدالرحمن المريخي (مدير الجمعية الحالي)، فكانوا يستثيرونني في اجتماعاتهم، ويضعونني ضمن لجان الفعاليات، ويستأنسون برأيي المتواضع. لكني توقفت عن المشاركة أيام عمر العبيدي (مدير الجمعية سابقاً)، لتركيزه على التمثيل والمسرح أكثر. العودة للأمسيات @ متى تعود للأمسيات الشعرية؟ أنا متواجد ولله الحمد منذ العام الماضي، حيث إن أخي المشرف التربوي بإدارة التربية والتعليم عبدالله العويد يدعوني دائماً لحضور المجالس الثقافية. ويذكرني بها عبر الجوال، لاسيّما اثنينية النعيم وأحدية المبارك، كما أن لي حضوراً في المجالس الأخرى بمدن الأحساء وقراها، كمجلس الشاعر راشد القناص من العيون، ومجلس الشاعر الراوي علي العساف، ومجلس الشاعر سعد الثنيان، وكذلك مجلس الشاعر الكبير المعروف محمد الجنوبي. وغيرهم. لن أبيع قصائدي @ هل لك نيّة في بيع قصائدك؟ لا.. وألف لا.. مهما كان الإغراء، فبنات أفكاري غالية عليّ، ولن أفرّط فيها، ولكن هذا لا يمنع من الكتابة للبعض في مناسبات كالزواج، أو التنازل عن قصيدة لشخص يعزّ علي دون مقابل. تعاون مع فنانين @ من هم الفنانون الغنائيون الذي غنوا قصائدك؟ كثير من الفنانين الشعبيين الأحسائيين غنوا قصائدي. فعلى سبيل المثال الفنان سلمان العبدالله، عيسى السنين، الفنان والملحن خالد الشجار أكثر تعاونا معه، والذي غنى ليّ الكثير، لقد سجل ليّ أغنية وطنية من ألحانه وأدائه في إذاعة الرياض، وتم بثها آنذاك عام 1404ه تقريباً، حيث أقول فيها: بلادي فيها نخل وزيتء والجنءد تخدم في البيت الدين فيها له صيتء بسم الله يحيي ويميت وكذلك الفنان الراحل أحمد القصيمي (أبو وديع) رحمه الله. وأيضاً الفنان الشعبي عبدالله الطعيمة، وهو آخر فنان تعاونت معه، الذي غنى ليّ هذه القصيدة الغنائية من ألحانه وأدائه، وسجلها في تلفزيون قطر في برنامج نادي الهواة، ونالت أصداء شعبية كبيرة آنذاك عام 1406ه تقريباً، حيث أقول فيها: ودي انك يا حياتي تصارحيني وارحميني يوم كبرت بلوتي ان سمحتي يا حياتي كلميني جددي لي يا منايه فرحتي في وصالك يا مناتي ساعديني لا تزيدي في عذابي لوعتي لو دقيقة في غيابي اذكريني واذكريني يا حياتي بغربتي من وصالك يا غناتي واصليني طالبك بالله فكي كربتي ابتعدوا عن الخلافات @ ماذا عن منتدى الأحساء الشعبي؟ وما موقفك منه؟ هو منتدى يستظلّ تحت مظلّة جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، وكان للشاعرين عبدالرحمن الغريب وراشد القناص دور كبير في المطالبة بإقامته وتأسيسه. بتعاضد جمعية الثقافة والفنون، والمنتدى يضم شعراء طيبين من بيئات شتى. ومدن وهجر وقرى مختلفة، وأنا أنصحهم بالتعاون ونبذ الخلاف (إن وُجد)، فهناك منتديات هءوت على عروشها في بعض المناطق، لضيق النفوس وقصر النظرة. فالشعر الصادق الهادف النبيل يحثنا على ذلك، تيمناً بالكتاب والسنة، وأعد بالحضور فيه.. وآمل أن أكون مقبولا. تنازلت عنها فسرقوها @ ما صحة سرقات الشعراء لقصائدك؟ لا يخلو أي شاعر من السطو والتجنّي على مشاعره وفكره. اذكر أني كتبت قصيدة وأهديتها لشخص، بعد أن تنازلت عنها فنُشرت باسمه بعد موافقتي، لكن بعد مدة وجدناها باسم شخص آخر. وهذا من ألطف المواقف في حياتي وأضحكها. ظلم شعراء الأحساء @ هل صحيح ان الشعراء الشعبيين في الأحساء يعانون الظلم؟ نعم.. فلا نجد لهم دعوات في الجنادرية، أو المهرجانات كمهرجان الطائف وغيره، رغم أنّ لدينا في مدينة العيون شعراء قلطة مبدعين، أمثال الشاعر الكبير حسين العساف الجمالين (رحمه الله)، والشاعر الكبير الراحل سعود الكويتي، والمرحوم الكبيسي (رحمهما الله)، والشاعران الكبيران علي الجمالين العساف وسعد علي الثنيان، ولا ننسى أن الأحساء هي موطن الشعراء الكبار على مستوى جزيرة العرب، أمثال سليم عبدالحي. ومحمد بن مسلم وحمد المغلوث والعفالق.. وغيرهم. أما في الشعر الفصيح فلا يختلف اثنان على ان شعراء الأحساء الشعبيين المعاصرين هضموا من الإعلام بشكل واضح، حيث ان هؤلاء هم المصدر الأساسي للشعر الشعبي، ونلاحظ في السنوات الأخيرة ان الصحف المحلية والمتمثلة في صفحات الشعر الشعبي اهتمامها بعدد محصور من الشعراء، ولا نحصر بالاسم هؤلاء الشعراء، ويبدو ان المشرفين على هذه الصفحات يهتمون بالشعر المتجدد من الجيل الحالي وتناسوا الموروث القديم للشعر الشعبي، الذي يجسد تاريخ وبيئة المنطقة التي عالجها الشعراء المعاصرين في الكثير من قصائدهم، وأناشد المهتمين بالشعر الشعبي ان يخصصوا في الصحف المحلية الاهتمام بهؤلاء الشعراء. رحلات أدبية @ حدثنا عن رحلاتك الأدبية في دول الخليج؟ زرت الكويت عدة مرات قبل الغزو. وشاركت في برنامج (ديوانية شعراء النبط)، الذي يقدمه الشاعر الراحل سلمان الهويدي. كما زرت تلفزيون الكويت والتقيت بالفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر. وزرت مجلة عالم الفن والتقيت بمحرر صفحة (عالم البادية) السابق الشاعر محمد السعيد. وكذلك زرت جمعية الفنانين الكويتيين. والتقيت بالفنان (شادي الخليج) والشاعر الكبير الراحل عبدالله عبدالعزيز الدويش (شاعر الزهيريات) وساجلته شعراً، وكان هذا عام 1406ه تقريباً. ولي ذكريات في البحرين، حيث حضرت تسجيل أحد البرامج الشعبية، الذي تقدمه فاطمة الدوسري والشاعر عبدالله الدوسري، واسم برنامج (نسايم الريضان). وزوّدت برنامج (استراحة للجميع) اليومي الذي تقدمه المذيعة عائشة عبداللطيف بمجموعة من المشاركات الشعرية والنثرية والمقالات، التي تفاعل معها المستمعون. كما زرت إذاعة الرياض وجمعية الثقافة والفنون بالدمام، وهذه الزيارات كانت قبل غزو الكويت. كتاب شعراء الأحساء @ ماذا عن كتابك الجديد؟ كتابي بعنوان (شعراء من الأحساء)، تم الانتهاء من تصميم غلافه وترتيباته وإخراجه، والذي يحتوي على 400 صفحة تقريباً، وتم تسليم نسخة للشاعر الأديب أحمد إبراهيم الديولي، ليكتب المقدمة. وقد ركّزت فيه على الشعراء المغمورين الأحياء والأموات أمثال محمد المسفر، حمدان بن ناصر (رحمهما الله)، وعلي الجمالين العساف، سعد الثنيان، خليفة سلمان آل سليم العبدالحي، ولم أنس الشعراء الشباب أمثال الشاعرين المبدعين راشد القناص وعبداللطيف الفضلي، إنما يحتوي على 16 شاعراً، بالإضافة إلى قصائدي، وأعتبر هذا الكتاب على مستوى المحافظة ومرجعاً للشعراء، حيث يحتوي على بعض القصائد الغنائية القديمة مجهولة من مؤلفه، وتم البحث والتعرف على قائلها. بل إنني حاولت أن أقنع شعراء الفصحى، ممن لهم قصائد يجدون إحراجاً في نشرها، أمثال الشاعر عبدالله العويّد، لكونه تربوياً، يتحاشى الأدب الشعبي، مائلاً أكثر للشعر الفصيح عبر مشاركاته وبحوثه المتعلقة بفرسان التربية والتعليم من معلمين وطلاب وغيرهم. هدية لقراء (اليوم) @ ماذا تهدي من شعر لقراء (اليوم)؟ هذه القصيدة الغنائية عنوانها (وين يا بنيّه)، التي أتباهى فيها بعروس دول الخليج العربي، ولأول مرة تنشر هذه القصيدة، حيث أقول فيها: يا ناس أنا شفتء حوريّهء حلوه ومكحولةَ الأعيان الخشم خنجر يمانيّهء والخدّ طيفٍ يلوح ألوان عيونها ناعسه فيّهء يا ليتها لي من الخلان سألتها.. وين يا بنيّه نورك تشعشع على الأوطان قالت.. أنا بنت بريّهء أرعى الغنم.. حولي الغزلان أنا حسبتك كويتيّهء قالت لي.. حنّا من البدوان أنا يا خلّي سعوديّهء قلت.. الله يجزيك بالإحسان أن قلت أني خليجيّهء تراهم الأهل والإخوان تربطنا عاده قبيليّه ونعيش دايم على اليمان أحبّكم يا الحسَاويّهء واموت في النخل والريحان بلد على الخير مبنيّه رجال ما عندكم نقصان كلامها ذرب. وشويّهء منطوقها شهد. له ميزان جمالها مثل اللّدميّه أصيلةٍ. أهلها شجعان مدير الأحوال: اتهامات المراجعين غير صحيحة عرضنا ما طرحه المراجعون من هموم وشكاوى على مدير الأحوال المدنية في محافظة الأحساء محمد العواص، الذي استنكر جميع ما قالوه، ووصفه بأنه لا يمت الى الحقيقة بأي صلة.. وقال: لدينا كادر وظيفي جيد، وذو خبرة عالية، وكفاءة ليس لها نظير، رغم الضغط الهائل من المراجعين في الإجازات، إلا انهم يعملون بجد واجتهاد، ولساعات طويلة. وأضاف العواص: ينبغي ل (اليوم ) ان تطلع على دورة العمل في القاعات وأروقة الأحوال، وتتحقق، ومن ثم تحكم إذا ما كان هناك تقصير من الموظفين، ومع احترامي للأشخاص التي قابلتهم (اليوم) لا يوجد لديهم أي إثبات على ما قالوه، وأرى انهم من المخالفين للأنظمة. ونرى ان (اليوم) محل الحياد في هذا الموضوع لتطلع وتحكم، فليس من المعقول ان يهدم هؤلاء ما بنيناه في السنوات التي عملت بها الأحوال بجد واجتهاد من أجل المواطن أولا، وتماشيا مع التطور الذي تسعى له حكومة خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله). إبراهيم الحداد