مرة أخرى، يحتل ملف زواج السعوديين من أجنبيات، والسعوديات من أجانب، مكانه البارز، ضمن الملفات، التي تحظى باهتمام رسمي، قد يسفر عن إجراءات جديدة وحاسمة، تحد من هذا النوع من الزواج، الذي بدأ ينتشر في المجتمع، مدعوماً بجملة من الأسباب الاجتماعية والاقتصادية..وبينما دافع البعض عن هذا الزواج، واعتبروه أمراً طبيعياً، رفضته الأكثرية، ورأت فيه جريمة كبرى، تُرتكب في حق الفتاة السعودية، التي من حقها أن يكون لها الأولوية على الأجنبيات، في التقدم للزواج منها، وطالب الرافضون بإيجاد حلول، تقضي على هذه الظاهرة، أو تقلل منها قدر الإمكان.. احدى النساء اثناء تواجدها في مكتب من المكاتب الخاصة بالزيجات من الاجنبيات( اليوم ) زواج السعودي عدّ متابعون، موافقة الهيئة العامة لمجلس الشورى، في اجتماعها الخامس من أعمال السنة الثالثة للدورة الخامسة، برئاسة الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، على دراسة مشروع تنظيم زواج السعودي بغير السعودية، والسعودية بغير السعودي، بانه «فأل خير» عليهم، ويؤكد الباحث المهندس علي القريني أن «هناك إقبالاً من بعض المواطنين في محافظة الأحساء، يرغبون في الزواج من غير السعوديات أو العكس، تتراوح أعدادهم بين 150 و200 طلب سنوياً في الأحساء فقط، رغم أن الدولة ممثلة في وزارة الداخلية، قد وضعت تعليمات وضوابط وشروطاً لهذا النوع من الزواج، لعلمها بالمشاكل التي ستحدث جراءه، ذلك لأنه ارتباط بين طرفين مختلفين في العادات والتقاليد، ومن مجتمعين متباينين، مما سيولد خلافات وسوء فهم، ينتج عنه ما لا تحمد عقباه، وقد يصل الأمر إلى الطلاق، وما يترتب عليه من مشاكل متعلقة بالنفقة والحضانة ورغبة الطرف غير السعودي بالبقاء في المملكة، وخلاف ذلك. الأمراض الوراثية وقال المهندس القريني انه «للأسف، نلاحظ أن من يقدمون على هذا النوع من الزواج، لا ينظرون إلا من زاويتهم هم فقط، تلك الزاوية الضيقة، ويضعون لأنفسهم مبررات واهية وغير مقنعة»، مضيفاً «هناك عينة من المجتمع تحتاج للزواج، ويتعذر عليها ذلك من السعوديات، مما يضطرهم للزواج من الخارج، وهذه عينات محصورة في ذوي الاحتياجات الخاصة أو أصحاب الأمراض الوراثية أو العقلية، وبعض الحالات الأخرى، التي لا يسع المجال لسردها»، موضحاً «كنت على الدوام في تلك الفترة، أحاول بطريقة ودية مع بعض المراجعين أن أثنيهم عن هذا الزواج، ولكن نادراً ما تنجح محاولاتي هذه». نلاحظ أن من يقدمون على هذا النوع من الزواج، لا ينظرون إلا من زاويتهم هم فقط، تلك الزاوية الضيقة، ويضعون لأنفسهم مبررات واهية وغير مقنعة
مسؤولية الزواج ويرى الشاب علي حسين الناصر انه ومن أجل أن يعيش الإنسان حياة سعيدة، عليه أن يختار زوجته بنفسه، ولا يدع أي شخص آخر يختار له الزوجة، لأن هذا خطأ نتائجه سيئة، لأن أكثر حالات الطلاق، تكون بسبب الوالدين الذين يختارون الزوجة لابنهما»، مضيفاً «ما دام الإنسان هو الذي سيتحمل مسؤولية الزواج، فليكن القرار قراره، وهذا لا يعني ان الإنسان لا يستشير أحداً في اختيار الزوجة، ولكن لابد أن يتزوج الشاب الفتاة التي يريدها، ويجب على الإنسان أن يتخلص من العواطف في اختيار شريكة الحياة». ويرفض الناصر الزواج من الخارج أو حتى استخدام الطرق الأخرى في اختيار شريك الحياة، ويقول: «للأسف الشديد، في هذا الزمن، عند البعض، أصبح الحب والغرام عبر الانترنت بالتعارف من الماسنجر والدردشة العامة، وتزداد العلاقة بينهما، بل من خارج المملكة، وقد تصل أحياناً إلى انهم قد يتزوجون، ولا يستمرون في العلاقة الزوجية، لأن علاقتهما قائمة على الرغبة المؤقتة»، مبيناً «الحب يكون بالتفاهم بين الطرفين، ففي بعض الدول، يكون الحب من الشارع أو المدرسة، ويركز على جمال الطرفين، ولكنه يبقى مجرد نزوة، سرعان ما تتلاشى»، موضحاًَ «لا أقصد بكلامي عدم الاهتمام بجمال المرأة، فجمال الرجال في عقولهم، وعقول النساء في جمالهن، فلا ينبغي أن يكون جمال المظهر، هو دافع الإنسان الوحيد، عند اختيار شريكة الحياة، بل يجب أن يتعرف على جمال أخلاق المرأة وصفاتها ومدى التزامها بالدين والخلق، وفهمها للحياة، وفي النهاية لا ننسى أن الهدف من الزواج ليس هو الجنس، بل النسل، فاختاروا المرأة ذات الخلق والأصل الطيب، فإن العرق دساس». عواقبه وخيمة ويشير الشاب محمد الجعفر إلى أن الكثير من الشباب يرغب في الزواج من الخارج، من أجل تغيير النسل والابتعاد عن الأمراض. ويقول الجعفر: «ما نشاهده ان بعض الشباب يرغب في هذا النوع من الزواج، من أجل التفاخر بين الناس، وهذا مع الأسف قد تكون عواقبه وخيمة، بعد ان يكتشف ان من ارتبط بها لا تتماشى مع العادات والتقاليد». ظروف الانسان ويري تركي الكليب أن «الزواج من الخارج يعتمد على ظروف الانسان، وطبيعته بالتحديد». ويقول إن «البعض يرغب في هذا النوع من الزواج، نتيجة ظروف معينة، كالإعاقة مثلا أو عدم الكلام، ويجد بالتالي صعوبة في البحث عن شريكة تفهمه وتشاركه همومه وأحزانه».
السعد: هذا الزواج جريمة في حق السعوديات ينبغي وقفه فيما يرفض ابرهيم السعد هذا النوع من الزواج مهما كانت الأسباب، ويقول إن «قيام الشباب بهذا الأمر، يعتبر جريمة في حق بناتنا، إذا ما تركنا الحبل على الغارب، ومن هنا لابد أن تقف الاسر في وجه هذا النوع من الزيجات، حتى تستقر الاسر اجتماعياً ونفسياً». يشار إلى أن وزارة الداخلية في بداية هذا العام 1429ه، أصدرت تعليمات جديدة، تصب في خانة الحد من انتشار زواج السعوديين من الأجنبيات، أو زواج السعوديات من أجانب، وهذه التعليمات عبارة عن تعهد خطي على نموذج رسمي، يوقع عليه من يرغب الزواج من الخارج، يتضمن بعض النقاط المهمة، التي يغفل عنها بعض المواطنين، التي توضح لهم ما وراء هذا الزواج من مشاكل، يمكن أن تحدث مستقبلاً، وذلك مما لمسته الدولة من وقوع خلافات، جراء هذا الزواج، وللحفاظ على مواطنيها وحمايتهم، تهيب بالجميع ممن يرغب بالزواج من الخارج أنها غير مسئولة عن أي خلافات مستقبلية تحدث بين الطرفين، وحرصا من الدولة ألزمت الجميع بالتقيد بهذه التعليمات، واهتمت بنشر هذه الثقافة عبر وسائل الإعلام المتاحة للتعريف بها، وما يترتب على هذا النوع من الزواج، مشيرا إلى أن الزواج من الخارج، لن يتوقف عند هذا الحد وأن البعض مازال يرغب في هذا الزواج، رغم آثاره القاسية ورغم أن النساء في المملكة أكثر عدداً من الرجال».
الانترنت اصبح من اكثر الوسائل شيوعاً في مثل هذا النوع من الزواجات (اليوم)