لم تجد "سارة" ترددا كبيرا في البوح عن تفاصيل اقترانها من زوجها " فهد " السعودي والذي تزوجت منه منذ أكثر من سبع سنوات لتنجب ثلاثة أطفال اختلطت ملامحهم بين الملامح الأندونيسية وبين الملامح السعودية. فتجربتها بالزواج من رجل سعودي، منحها الكثير من الاستقلالية المادية وأعاد إليها كينونتها المفقودة خاصة بعد رحلة الشقاء التي قضتها في عملها في موطنها، والذي كانت تعمل فيه موظفة استقبال في أحد الفنادق، "سارة "غادرت موطنها لتسكن موطن زوجها العربي الذي وجدت فيه مجتمعها الجديد وعلى الرغم من أنه هذا المجتمع يبدي الكثير من الدهشة من ذلك النوع من الزيجات، إلا أنها تلمح في أعينهم الكثير من الإعجاب بأمورها الخاصة التي جاءت بها وتفاصيل تعاطيها مع الحياة. وتحلقن أعين النساء من حولها ليسألنها وبكل وضوح ماذا نفعل لنبدو أكثر نضارة وجمالا ليتعلق أزواجنا بنا كما تفعلن أنتم الأجنبيات، على الرغم من أن "سارة" لا تشعر بأن هناك اختلافا كبيرا في تعاطي زوجها معها عن غيره من الرجال، إلا أن تجربة الزواج من الرجل السعودي باعتقادها تجربة جيدة خاصة بأن زوجها يقوم بتكاليف أسرتها المادية في موطنها الأمر الذي يجعلها تشعر بالراحة حتى بعد أن اضطرت إلى تغيير أسمها الأندونسي الصعب إلى "سارة" الاسم الذي اختاره لها زوجها "فهد" ليسهل تعاطي الآخرين معها. هالة اجتماعية حول الاجنبية تختلف تجارب زواج الأجنبيات من السعودي عن "قصة"سارة" إلا أن هناك هالة اجتماعية دائمة حول ذلك النوع من الزواج الذي يفضل فيه بعض الشباب أن يقترنوا بزوجة أجنبية تتنوع جنسيتها بتنوع أسباب الشاب، إلا أن ذلك الشاب يبدي الكثير من الإعجاب بذاته والافتخار بكون زوجته أجنبية غير سعودية كنوع من الشيء المميز غير المتاح للكثير من الشباب في مثل وضعه، أما أسباب الزوجة الأجنبية فمختلفة تماما عن أسباب الشاب السعودي. الزواج بسبب الفقر وتزوجت "سماح فؤاد" من رجل سعودي يكبرها ب 15 سنة وعلى الرغم من أنها كانت الزوجة الأولى في حياته إلا أن أسرتها " التي تقطن في أحد أرياف "مصر" وافقت على تزويج سماح البالغة من العمر " 17" سنة من زوجها البالغ من العمر " 40 " سنة لتنتقل للعيش مع زوجها في موطنه ولتدخل مجتمعه الكبير الذي بدا الكثير من هالة الاستغراب وربما الفضول تجاهها، فسماح تزوجت بسبب ظروف أسرتها الفقيرة والتي كانت تحوي سماح وسبع بنات غيرها في البيت وقد كانت سعادة أسرتها كبيرة حينما وجدت رجلا خليجيا يطرق بابها ليطلب الزواج من ابنتهم، خاصة بأن هناك اعتقادا سائدا أن الرجل الخليجي غالبا ما يكون وضعه المادي جيد، إلا أنها تفاجأت بأن زوجها يعتبر وضعه المادي أكثر من بسيط وربما ذلك ما أضطره إلى البحث عن فتاة مصرية تحمل من الصفات ما يرغب ويحلم بها وبتكلفة أقل ، مشيرة " إلى أن زوجها يعتبر جيدا مقارنة بغيره، حيث أنجبت من زوجها طفلين وتجد من زوجها الكثير من الاحترام والمحبة كما أنها تشعر بأنه سعيد دائما بأنها "مصرية الجنسية" حتى أنه يذكر ذلك كثيرا بين أصدقائه وأسرته، وذلك يشعرها بالكثير من الغبطة. الزواج من سعودي وبخلاف المسكنة والهدوء الذي كانت تتحدث فيه "سماح" عن الموضوع التقطت أطراف الحديث بزهو شديد "كلثم صالح" التي تحدثت عن تجربة اختيار زوجها السعودي لها من بلدها "تونس" والضجة الكبيرة التي حدثت من قبل أسرته، حيث ترى "سماح" بأن الزواج من الشاب السعودي أمر جيد وقد حقق لها كل ما تتمناه على الرغم من أنها الزوجة الثانية في حياة زوجها، إلا أنه كثيرا ما تحدث المقارنات بينها وبين الزوجة الأولى على مستوى المظهر الخارجي، موضحة " إلى أن هناك حالة من الانبهار ليس فقط من قبل الشباب المقبل على الزواج من الفتاة غير السعودية بل كذلك من النساء أيضا، حيث كثيرا ما يبدين علامات الإعجاب وأيضا من أسرة زوجها خاصة شقيقاته وأمه من خلال تقديمها للأخريات في الأوساط النسائية بافتخار شديد وإعجاب أكثر فلا تنس أن تقول " هذه زوجة ابني التونسية " وكأن في بعض البلاد من الهيبة والتميز ما يضفي على فتاته تميزا كبيرا وذلك ما لاحظته، حيث ترى عدم قبول المجتمع السعودي لبعض الزيجات من جنسيات محددة في حين قد تؤيد وتسعد وتفتخر ببعض الزيجات من بعض الأجنبيات فمن يتزوج بأمريكية غير من يتزوج بهندية، وذلك التناقض اجتماعيا موجود ويفرضه الآخرون فزوجها بالرغم من أن زوجته الأولى ابنة عمه إلا أنه يقدم الكثير من الدلال والتفاني في العطاء معها حتى أنه وفر لها خادمتين بخلاف زوجته الأولى التي تعمل وهذا يدل على أن زوجها يراها بعين الاعجاب والتقدير وربما يكون ذلك بسبب التفاني الذي تقدمه الزوجة الأجنبية مع زوجها فهي تعرف كيف تتعاطى معه بخلاف الفتاة السعودية التي كثيرا ما تتعامل مع زوجها بالكثير من الغطرسة. الجمال دافع عند الشباب وفي مقابل ذلك الاختلاف في تنوع الأسباب والأحوال "يتحدث" تركي عبد الله " عن تجربة زواجه من زوجة "سورية"، حيث يرى بأن هناك الكثير من الفوائد التي يحصل عليها الشاب حينما يختار زوجته من خارج بيئته ومجتمعه، حيث سافر "تركي" خصيصا للزواج من التي يحب أن يذكر دائما بأنها تتمتع بالكثير من الصفات والمميزات مما يشعره بالفخر إزاء ذلك وعلى الرغم من عدم محاولته إظهار ذلك الزهو أمام الآخرين، إلا أنه يشعر بأن هناك بعض الشباب القريبين منه يعتبرون بأن في ذلك وجاهة اجتماعية ، وان المرأة الاجنبية تتمتع بصفات شكلية قد لا توجد بسهولة في الفتاة السعودية حتى أن هناك بعض التعليقات التي قد تشاع لمن يتزوج بأجنبية خاصة على الأبناء فحينما يفعل الطفل الذي ينجب من الزوجة الأجنبية أي سلوك غير خارق للعادة فإنه غالبا ما يقال " ذكي لأنه أبن الأجنبية " وكأن هناك أمرا خارقا للعادة، إلا أنه من جهته يرى بأن الشاب تدفعه ظروف ما للبحث عن زوجة من خارج موطنه خاصة إذا لم يستطع الحصول عليها من داخل بلده كمقومات الجمال وأيضا الرؤية والاختيار قبل الزواج، كما أن الزوجة الأجنبية خاصة من بعض الجنسيات تستطيع أن تستوعب الظروف المادية التي يمر بها الزوج بخلاف " الفتاة السعودية " التي تحلم بزوج يحقق لها رغباتها فالزواج بالمرأة الأجنبية وإن كان فيه شيء من الوجاهة الاجتماعية ويسارع له الكثير من الشباب إلا أنه يجد في زواجه تكافؤا مقبولا حقق له التوازن في حياته. السعودية تفهم ثقافة المجتمع ولا يعتقد " الباحث في علم الاجتماع والجريمة " د. صالح عبدالله العقيل " بأن في ذلك النوع من الزيجات وجاهة اجتماعية لأنه لايوجد مايوازي المرأة السعودية لفهمها لثقافة بلدها وكذلك لاحتياجات زوجها ، وإذا وجد من الشباب السعودي من يفتخر بهذا السلوك فذلك يعتبر نقصا بمفهوم الحياة الزوجية، إلا أنها غالبا ما تكون ناتجة من عوامل اجتماعية كثيرة فهناك ظروف اقتصادية تدفع الشاب بالزواج من خارج موطنه بسبب أنه غير مقبول ماديا لدى الكثير من الأسر السعودية وربما هناك عوامل اجتماعية كأن تكون سمعة الشاب غير جيدة في محيطه وقد تكون كذلك لأسباب ثقافية، وفي مقابل ذلك فالسبب الحقيقي هو بحث الشاب عن الزيجات الرخيصة والتي يتم فيها دفع مبلغ للأجنبية لا يوازي المهر الذي يقدم للفتاة السعودية، وذلك أيضا ما يكشف الأسباب الحقيقية لدى الفتاة الأجنبية التي تقبل بالشاب السعودي والذي في الحقيقة قد لا يتمتع بالكثير من الصفات عن ابن بلدها فليس الشاب السعودي أوسم شاب، وليس أكثر الرجال خبرة، ولكن الأجنبية تقبل به من أجل "محفظته" فهي تعاني من عدم توفر المواد الأساسية في الحياة والذي يعوضها الشاب السعودي الذي يعتقد بأنه يجد امرأة بمستوى الجمال والعصرية التي يرغب بها والتي قد لا توجد ظننا منه لدى الفتاة السعودية، موضحا " بأن هناك الكثير من الشرائح السعودية تنتقد الزواج من الأجنبية ولا تعتبره أمرا جيدا حتى أنها قد تتحاشى ذكره حينما يوجد من أبنائها من تزوج بغير بنت البلد لأنهم يعتبرون ذلك نقصا، وفي مقابل ذلك قد تشعر الزوجة الأجنبية بمحاصرة ذلك النقد الاجتماعي حولها لكنها تتجاهل لأهدافها المادية، أما أسباب إبداء بعض الشباب أمام محيطهم بالزهو بأنه تزوج من أجنبية فذلك نقص في الوعي من قبل الكثير من السعوديين بوهم أن الأجنبية أكثر حظوة بالجمال والمتعة والاستقرار، ولكن سرعان ذلك ما ينتهي بمجرد العشرة الزوجية التي تكشف الحقيقية.