أنهى اكثر من الف مندوب من كل المناطق العراقية مساء أمس الاربعاء اعمال المؤتمر الوطني في بغداد بعد اربعة ايام من المناقشات انتهت بانتخاب 81 عضوا في المجلس الوطني المؤقت الذي سيقوم باعمال البرلمان حتى الانتخابات العامة المقررة في كانون الثاني يناير 2005، في الوقت الذي أعلن فيه الزعيم الجنوبي مقتدى الصدر قبوله شروط المؤتمر من أجل نزع سلاحه وانسحاب العناصر المسلحة من النجف. وسمى المندوبون مساء الاربعاء المجلس الوطني المؤقت المؤلف من 100 عضو والذي يتمتع بصلاحيات تشريعية محدودة. وسيقوم هذا المجلس باقرار موازنة 2005 ومراقبة تطبيق القوانين. وبين الاعضاء المئة، هناك 19 عضوا من مجلس الحكم الانتقالي العراقي السابق اعضاء حكما في المجلس. بينما انتخب اعضاء المؤتمر لائحة الوحدة الوطنية العراقية بالتزكية بعد انسحاب لائحة التجمع الديموقراطي، بحسب ما اعلن رئيس جلسة الانتخاب في المؤتمر وليد شرتك. واعلن رئيس التجمع الديموقراطي اسماعيل الزاير، رئيس تحرير صحيفة الصباح الجديد، سحب لائحته لاسباب تتعلق بالاجراءات المعتمدة، الامر الذي تسبب باعتراض عدد كبير من مندوبيه. وهذه اللائحة المنسحبة تضم ممثلا عن تيار الزعيم الجنوبي مقتدى الصدر. وبحسب نظام المؤتمر، يتم التصويت لاختيار الاعضاء البالغ عددهم واحدا وثمانين، عبر لوائح مغلقة، على ان تفوز اللائحة التي تنال 51% من اصوات اعضاء المؤتمر. واعترض عدد كبير من المشاركين في المؤتمر على آلية التصويت هذه، متهمين الاحزاب السياسية الكبرى بالهيمنة على المؤتمر وفرض لائحتها. وقد سيطرت ازمة النجف على اعمال المؤتمر الذي تم تمديده يوما اضافيا اكثر مما كان محددا، منعقدا وسط اجراءات امنية مشددة. وقد وافق الصدر على الشروط التي حددها المؤتمر الوطني حول نزع اسحلة جيش المهدي وانسحابه من النجف، بعد ان هددت الحكومة العراقية بشن هجوم حاسم بدعم الجيش الأمريكي ضد المسلحين واقتحام مرقد الإمام علي بن أبي طالب. واكد احمد الشيباني الناطق باسم الصدر أن الأخير وجه رسالة الى المؤتمر الوطني يؤكد فيها موافقته على كل شروطه، غير انه يجب احلال وقف اطلاق نار لتنفيذ الاجراءات المقررة. وكان جليل الشمري من حزب الدعوة اعلن في وقت سابق وسط موجة من التصفيق امام المؤتمر المنعقد في بغداد بحوزتي رسالة موافقة التيار الصدري والسيد مقتدى على النقاط الثلاث التي حددها المؤتمر. واوضح للصحافيين لقد قدمني المؤتمر كاحد اعضاء التيار الصدري لكن في الحقيقة انا انتمي الى حزب الدعوة واقيم علاقات جيدة مع التيار ومقتدى الصدر. واجرى مكتبهم اتصالا هاتفيا اليوم طالبا مني توجيه هذه الرسالة الى المؤتمر حيث اشارك كمندوب. ووافق المؤتمر الاثنين خلال عملية تصويت برفع الايدي على قرار يطالب بانسحاب جيش المهدي من مرقد الامام علي في النجف ونزع اسلحته وتحويله الى تنظيم سياسي. واضاف الشمري منذ اليوم الاول، اطلق المؤتمر الوطني مبادرة لوقف المعارك في النجف وافق عليها رئيس الوزراء (اياد علاوي) وتوجه الاشقاء امس الى النجف حاملين رسالة المؤتمر لكنهم لم يتمكنوا من لقاء الصدر لاسباب امنية. وتابع يقول لكن اليوم، ابلغ موافقته على النقاط الثلاث لوقف اراقة دماء العراقيين وتاكيد رغبته في المشاركة في عراق جديد. دبابات أمريكية تتمركز في احد شوارع النجف على بعد 700م من ضريح الامام علي حسين الصدر ورجا الخزامي بعد عودة وفد الوساطة الى بغداد