وجه عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، وللمرة الأولى، انتقادات علنية حادة الى القيادة الفلسطينية بسبب قبولها ما لم تقبله سابقا وطالبها باتخاذ قرارات تقنع العالم بالتعامل معها كقيادة لها رؤية واضحة في ظل وصف بعض المصادر الفلسطينية ما كان يعتبر في الماضي خيانة، إنجازا عظيما.وقال في مقابلة مع قناة العربية الفضائية، نتمنى من القيادة الفلسطينية ان تحدد ما تريده بوضوح ولا تفاجئنا بين فترة واخرى ببعض القرارات والقبول بما لم تقبله سابقا، من المؤسف ان نرى ما كان مرفوضا وما كان القبول به يعتبر خيانة اصبح مع الاسف بنظر بعض الناس انجازا عظيما.وأضاف نجل الملك الراحل الحسين بن طلال الذي حكم الضفة الغربية لنهر الأردن عشر سنين منذ 1957م وحتى سقوطها قائلا، يجب ان يقول الفلسطينيون كيف نساعدهم وبماذا، في البداية كان الحديث عن عودة 98% من الاراضي المحتلة ثم اصبح الحديث عن عودة اقل من 50% من هذه الارض ولا ندري بعد سنة او سنتين عن اي نسبة سيكون الحديث. وبالنسبة لموضوع اللاجئين، قال الملك عبدالله الثاني في المقابلة التي بثت مساء أمس الثلاثاء، لقد كان الحديث يدور عن العودة او التعويض ثم اصبح عن عودة نسبة بسيطة منهم. واوضح العاهل الاردني ان المطلوب من القيادة الفلسطينية في هذه الحالة اتخاذ القرارات التي تقنع العالم بالتعامل معها كقيادة لها رؤية واضحة ومرجعية مؤسسية واحدة ليتعامل معها العالم على انها الشريك الحقيقي للوصول الى تسوية نهائية على اساس مبدا الارض مقابل السلام. وختم قائلا ان القيادة (الفلسطينية) مدعوة الآن واكثر من اي وقت مضى الى اغتنام فرصة تحقيق السلام من خلال خارطة الطريق ودعم العالم لها وهذا يتطلب من القيادة مراجعة شاملة وشجاعة للكثير من المعطيات على الساحة الفلسطينية وتصويب بعض الاخطاء التي يتخذها العالم مبررات لوضع اللوم على الفلسطينيين. وبعد سقوط الضفة الغربية في حرب مع اسرائيل وخسرها العرب جميعا واستغرقت 6 أيام من 4 حزيران يونيو 1967 واشترك فيها الأردن تحت ضغط التيار الثوري العربي رغم محدودية قدراته العسكرية في ذلك الوقت، كان الملك حسين مستعدا لمقايضة اسرائيل السلام مقابل استعادة الضفة الغربية حتى حدود الرابع من حزيران يونيو وهو الأمر الذي وقف ضده التيار القومي الذي كان يقوده أحد ضباط الانقلاب المصري، جمال عبدالناصر الذي دعم الفدائيين الفلسطينيين وساهم بفعالية في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية (1964) التي سعت فيما بعد الى فصل شؤون الضفة الغربية عن الحكم الهاشمي وكان لها ذلك بالإعلان الملكي الذي أطلقه الحسين بن طلال منتصف الثمانينيات يشهر فيه "فك الإرتباط" بين الضفة الشرقية لنهر الأردن وضفته الغربية لصالح منظمة التحرير لتتولى شؤون الشعب الفلسطيني بنفسها. وبعيد بث القناة العربية لفقرات من تصريحات الملك عبدالله الثاني صباح أمس قبل بث المقابلة كاملة في المساء، رفض رئيس وزراء السلطة الفلسطينية احمد قريع انتقادات العاهل الأردني واعتبرها بأنها تفتقر للوحدة والوضوح بشأن النزاع مع اسرائيل. وقال قريع للصحفيين أمام مكتبه في رام الله، لدينا قلق من التصريحات التي صدرت عن الملك عبد الله، وان كان تحدث بما تحدث به فإن معنى ذلك ان لديه معلومات وبالتالي عليه تزويدنا بها. واضاف سنبحث حقيقة هذه التصريحات مع الاشقاء في الاردن خاصة واننا في تنسيق وتشاور دائم معهم في كافة مواقفنا، مشيرا الى أن وفدا فلسطينيا سيتوجه الى عمان لاستيضاح تلك التصريحات. ونفى قريع ان تكون القيادة الفلسطينية قدمت تنازلات عن حقوقها، قائلا لا علم لي ان موقفنا تغير .. موقفنا لم ولن يتغير فنحن نطالب ولا زلنا نطالب باقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة على الاراضي التي احتلتها اسرائيل في العام 1967، بعاصمتها القدس الشريف، وهذا الموقف لم ولن يتغير ابدا.