اجرى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس في لندن مباحثات مع توني بلير رئيس الوزراء البريطاني تناولت الوضع في منطقة الشرق الاوسط. واكد الملك خلال اللقاء على اهمية الخروج من الوضع المتوتر في الشرق الاوسط واستغلال كل السبل المتاحة من اجل وقف دائرة العنف واستئناف عملية السلام، مشيرا الى ان خارطة الطريق مازالت تشكل اساسا مقبولا للحل خاصة وانها حظيت بمباركة دولية. واكد بلير من جانبه دعم بلاده للجهود والتحركات الجارية حاليا لاستئناف عملية السلام على اساس خارطة الطريق. وبالنسبة للوضع في العراق اكد الجانبان تأييدهما للخطوات الهادفة الى تسريع وتيرة منح المزيد من السلطات للشعب العراقى تمهيدا لتوليه شئون وادارة بلاده عبر حكومة وطنية تمثل كافة فئات المجتمع العراقي باقصى سرعة ممكنة. وعقب المباحثات، غادر الملك عبدالله الثاني بريطانيا متوجها الى الولاياتالمتحدة لاجراء مباحثات مع الرئيس الامريكي جورج بوش ونائبه ديك تشينى وكبار المسؤولين تتركز حول الملفين العراقي والفلسطينى.. بالاضافة الى العلاقات الثنائية. ويحمل عاهل الأردن الى الرئيس بوش أفكارا فلسطينية من القيادة الفلسطينية. ويلتقي العاهل الاردني في الزيارة التي تستمر عدة ايام، بنائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ومستشارة بوش لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس ووزير الخارجية كولن باول، حسبما افادت وكالة الانباء الاردنية (بترا). وقال مسؤول في الديوان الملكي لوكالة فرانس برس الزيارة هذه المرة الى الولاياتالمتحدة ستركز فعليا على السلام في الشرق الاوسط وآلية تطبيق خارطة الطريق. ويرافق الملك عبد الله الثاني في زيارته مدير المخابرات العامة الفريق اول سعد خير ووزيرا البلاط الملكي سمير الرفاعي والخارجية مروان المعشر. وكان العاهل الاردني عزز جهوده الدبلوماسية في الاسابيع الاخيرة في سبيل اعادة احياء عملية السلام وطلب من رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع في تشرين الاول اكتوبر تقديم افكار ينقلها الى واشنطن. وقدم قريع وثيقة الى الملك يوم الاحد، قبل يوم من اجرائه مباحثات حاسمة في السفارة الاميركية في عمان مع المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط وليام بيرنز. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني ان الافكار التي قدمها الى الجانب الاردني تهيىء المناخ لاستئناف مفاوضات السلام ومن بينها امكانية التوصل الى هدنة شاملة يتم الالتزام بها من جانب الفلسطينيين لكن بعد التزام مماثل من قبل الجانب الاسرائيلي. غير انه حذر من ان قيام اسرائيل ببناء "جدار الفصل" في اراضي الضفة الغربية والاستيطان الاسرائيلي سيعيقان اي تقدم في هذا الاتجاه. وشدد قريع خلال لقائه بالعاهل الاردني على ضرورة صدور موقف اميركي جدي ازاء اقدام اسرائيل على بناء المستوطنات والجدار الفاصل. وتأتي زيارة العاهل الاردني الى واشنطن بعد زيارة قام بها في منتصف تشرين الثاني نوفمبر الى موسكو حيث بحث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سبل تطبيق خارطة الطريق. كما تأتي الزيارة في حين صادق مجلس الامن في الاممالمتحدة بالاجماع على قرار يلزم بتطبيق خارطة الطريق. وشدد العاهل الاردني مرارا على انه لا بديل عن خارطة الطريق التي اعدها الاتحاد الاوروبي وروسيا والولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة وتنص على قيام دولة فلسطينية بحلول 2005. كذلك، تأتي زيارة العاهل الاردني الى واشنطن في حين وجهت الادارة الامريكية انتقادات قاسية الى السياسات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية. وفي خطاب القاه الرئيس الامريكي في لندن الشهر الماضي، طلب بوش من اسرائيل وقف عمليات الاذلال اليومية للفلسطينيين وعدم استباق النتيجة النهائية للمفاوضات من خلال بناء جدران امنية. وجاء في تقرير نشره اخيرا مكتب الاممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ان حوالي 860 الف فلسطيني في الضفة الغربية سيتضررون من الجدار الامني الذي تبنيه اسرائيل، والذي تتطابق نسبة 11% منه فقط مع الخط الاخضر الفاصل بين الاراضي الاسرائيلية والضفة الغربية.