أبدى الرئيس الاميركي جورج بوش امس الخميس تفاؤله بالتوصل الى اتفاق حول الدستور العراقي في المهل المحددة، كما وجه تحذيرا جديدا لايران من استئناف نشاطات التخصيب النووي. وقال بوش في مؤتمر صحافي عقده في مزرعته في كروفورد في ولاية تكساس ان صياغة الدستور «مرحلة اساسية» نحو استقرار الوضع في العراق وتشكيل حكومة دائمة وعودة القوات الاميركية الى بلادها. وتابع بوش في ختام اجتماع لمسؤولين في ادارته مكلفين ملف السياسة الخارجية على راسهم وزير الدفاع دونالد رامسفلد ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس «نعتقد ان الدستور يمكن ان يكون جاهزا في الخامس عشر من آب/اغسطس الجاري، وسيكون كذلك» مضيفا «انا اعمل على هذا الاساس». ولا تزال المحادثات قائمة بين كبار القادة العراقيين منذ ايام عدة للتوصل الى تسوية حول مسودة الدستور وتجاوز نقاط الخلاف التي تتركز بشكل خاص على الفدرالية ودين الدولة. وبموجب قانون ادارة الدولة في العراق يجب تسليم مسودة الدستور الى الجمعية الوطنية العراقية بحلول الخامس عشر من آب/اغسطس قبل عرض الدستور في استفتاء شعبي في منتصف تشرين الاول/اكتوبر المقبل. واضاف بوش «هناك مسائل صعبة مثل الفدرالية ودور الدين» مضيفا «الا اننا نأمل في ان يتفهم الذين يعملون على صياغة الدستور موقفنا الحازم من ضرورة التعامل مع النساء على قدم المساواة مع الرجال في المجتمع العراقي». وتابع بوش «ان هذه المسائل يجب ان تجد طريقها الى الحل، ويبدو ان هناك روح تعاون ورغبة عميقة في العمل معا» لدى العراقيين. وردا على سؤال حول احتمال زيادة عدد القوات الاميركية في العراق قال بوش «لم يتخذ اي قرار حول زيادة او خفض القوات». وتابع بوش «اعرف ان هناك الكثير من التكهنات والشائعات حول هذه النقطة» مضيفا «لقد زدنا عدد الجنود للانتخابات العراقية والافغانية ويبدو ان هذا الامر عزز الامن. اعرف ان وزير الدفاع يدرس هذا الاحتمال». وينتشر حاليا في العراق نحو 138 الف جندي اميركي.وقتل نحو 1830 جنديا اميركيا منذ بدء الحرب على العراق في اذار/مارس 2003. وتابع بوش «من المهم جدا ان يفهم مواطنونا مهما كانت آراؤهم السياسية ان مهمتنا حيوية، ولن نتمكن من القيام بها في حال لم نحقق اهدافنا التي هي مساعدة العراقيين». حول ايران اشاد بوش بقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يطالب طهران بوقف انتاج الوقود النووي ووصفه بانه «خطوة ايجابية». واضاف ان «استراتيجيتنا هي العمل مع ترويكا الاتحاد الاوروبي (فرنسا وبريطانيا والمانيا) لكي يستمع الايرانيون الى صوت واحد يتحدث اليهم عن طموحاتهم النووية». وقال «اقدر مبادرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكما تعلمون سيتم اعداد تقرير وساكون سعيدا بمعرفة ما يقول. الا ان النقطة الاساسية هي ان العالم متفق على انه يجب الا يكون للايرانيين وسائل وامكانية صنع سلاح نووي». كما أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش ان بامكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الحضور الى نيويورك للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول/سبتمبر المقبل، بموجب الاتفاقات القائمة بين الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة. وقال بوش في مؤتمر صحافي عقده في مزرعته في كروفورد بولاية تكساس «لا نزال نحقق في الاتهامات التي تشير الى احتمال ان يكون هذا الشخص شارك في عملية احتجاز الرهائن» في السفارة الاميركية في طهران عام 1979. وتابع قائلا «لدينا اتفاق مع الاممالمتحدة يسمح للناس بالقدوم والمشاركة في الاجتماعات، واعتقد انه سيكون هنا للمشاركة في اجتماعات الاممالمتحدة». وجاء كلام بوش ردا على سؤال حول احتمال ان ترفض الولاياتالمتحدة منح الرئيس الايراني الجديد تاشيرة دخول الى الولاياتالمتحدة للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة في ايلول/سبتمبر المقبل، بسبب مشاركته المحتمله في عملية احتجاز الرهائن الاميركيين عام 1979. من ناحية اخرى أكد الرئيس الاميركي دعمه لخطة الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة معتبرا ان تنفيذها سيكون في صالح اسرائيل. وقال بوش «اعتقد ان القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء ارييل شارون وسيطبقه سيكون في صالح اسرائيل». واضاف بوش في حديث الى القناة الاولى للتلفزيون الاسرائيلي «قبل كل شىء النظام السابق لم يكن يعمل بشكل جيد. حدثت انتفاضة وسقط قتلى وجرت عمليات قتل. والان تلاحظون ان هناك هدوءا في الهجمات». وتابع «اعتقد ان الدولتين ستعيشان جنبا الى جنب في سلام على المدى البعيد وان ذلك سيكون الحل الدائم لامن اسرائيل». وتابع «اعتقد ان هذا الامر سيتيح الفرصة لظهور الديموقراطية، والديموقراطيات تكون مسالمة».