قال حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري انه سيسعى الى ان تعيد قناة الجزيرة الفضائية الاخبارية النظر في تغطيتها الاوضاع في العراق بعد ان شكت واشنطن من انها غير دقيقة ومعادية للامريكيين، وزعم وزير الخارجية القطري :انا لست مسؤولا عن "الجزيرة" المحطة التلفزيونية التي تتخذ من قطر مقرا ويذكر ان قناة الجزيرة مشروع حكومي يتبع مباشرة وزارة الخارجية القطرية. وقال حمد بعد محادثات في البيت الابيض مع ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي ودونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي ولكننا سننقل هذا القلق الى الجزيرة وعليهم ان يعيدوا النظر فيها لاننا نريد من الجزيرة ان تكون احترافية ولا نريد من احد ان يرسل اكاذيب او ان يرسل معلومات خاطئة. ويتهم كثير من العرب حكومة بوش باستخدام معايير مزدوجة من خلال السعي الى تكميم وسائل الاعلام وما يرونه انتقادات مشروعة بأن القوات الامريكية تستخدم قوة مفرطة في العراق في الاحتلال الذي تعارضه كثير من الحكومات. وقد دأبت حكومة الرئيس بوش التي يجري مسؤولوها غالبا مقابلات مع الجزيرة على انتقاد القناة التلفزيونية الا انها لم تشتك الى حكومة قطر بمثل هذه الصورة العلانية من قبل. وقال مسؤول من وزراة الخارجية الامريكية طلب الا ينشر اسمه انه في وقت سابق من الاسبوع الجاري سعت الولاياتالمتحدة الى اقناع قطر بقطع التمويل عن الجزيرة واحتجت بأنه ليس من مصلحة الدولة ان تتصاعد المشاعر المعادية للامريكيين في المنطقة. وقال الشيخ حمد : لدينا صحافة حرة في قطر وهذا جزء من الصحافة الحرة. واضاف ان حكومته لا تقدم دعما للجزيرة لترسل معلومات خطأ.. لان هذا لا يحظى بالاحترام عندنا ولا عند العالم اذا فعلوا ذلك. مضيفا :لذا علينا ان نبلغهم وعليهم ان يعالجوا المسألة. ويأتي الضغط على الجزيرة في الوقت الذي تدافع فيه حكومة بوش عن نفسها من الانتقادات بأنها تسعى لحجب صور نعوش الجنود الامريكيين عن وسائل الاعلام الامريكية لتقول ان الحرب في العراق صحيحة ولتوقف تراجع التأييد الشعبي للاحتلال. الى ذلك دعت عدة جهات ونقابات عربية ودولية إلى ضمان حرية وسائل الاعلام ونددت بالحملة التي تتعرض لها قناة الجزيرة القطرية في إطار تغطيتها لما يدور في العراق ومنطقة الشرق الاوسط. وأدانت نقابة الصحفيين المصريين ما وصفته بالتهديدات الامريكية السافرة ضد الفضائيات والصحف العربية مشيرة إلى التصريحات التي أطلقها مسؤولون أمريكيون تحريضا على قناة الجزيرة، وقالت النقابة في بيان صدر أمس الاول إنها تقف بقوة ضد التدخل في حرية الصحافة ولا يمكن أن تقبل أي تدخل أو إملاءات من الخارج. كما طالبت اللجنة العربية لحقوق الإنسان الادارة الامريكية بوقف ضغوطها على الفضائيات العربية وأعربت في بيان لها عن مساندتها للجزيرة. وفي موسكو دعت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها الولاياتالمتحدة إلى ضرورة تأمين الحرية لوسائل الاعلام ليس في العراق فحسب وإنما في كافة أنحاء العالم وأعربت عن قلقها من الحملة التي تتعرض لها الجزيرة في الولاياتالمتحدة. وكان وزير الخارجية الامريكي كولن باول قد قال الثلاثاء الماضي بعد لقائه بنظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إنه بحث مع المسؤول القطري تغطية قناة الجزيرة للاخبار والمآخذ الامريكية عليها بشكل صريح. لكنه لم يوضح ما تريد بلاده من قطر القيام به إزاء هذه القضية. ويزعم مسؤولون أمريكيون أن الجزيرة اختلقت قصصا عن انتهاكات لقوات الاحتلال في العراق مما أشعل غضبا عربيا ضد هذه القوات. وتعرض الجزيرة الكثير من صور المواجهات في العراق بما في ذلك ضحايا الحرب من الاطفال والمدنيين وهي تتفوق في ذلك على وسائل الاعلام الامريكية.