قبل أن تعم الفوضى ( قناة الجزيرة) دراسة موثقة بداية لست يمينياً و لا يسارياً و لست سلفي أو حزبي و لكني أعيش كيفما يحلو لي أحب من هذا أشياء و أكره منه أشياء و انتقي ما يناسبني و أدع ما لا يناسبني، و قد أنسى كل شيء ولكن دوما أذكر شيء واحد فقط أنني مسلم عربي و من ثم أردني، و لا علاقة محبة أو عداء بيني و بين قناة الجزيرة و لست موظفا حكوميا فأنا أدفع الضرائب و الرسوم و أكابد صعوبة العيش كما يكابدها الآخرون ان لم يكن أكثر . و لا شيء غير ضميري أملى علي ان أكتب هذه الصفحات. فلكي لا تعم الفوضى و نصبح على ما فعلنا نادمين ، فانني اتمنى ان يطلع الجميع على الحقائق التالية عن قناة الجزيرة : الحقيقة الأولى : ان قناة الجزيرة ليست عربية و لا يمكن أن تكون عربية بأي حال من الأحوال. فحقيقة الأمر ان قناة الجزيرة هي امتداد لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية المعروفة بقناة ال BBC و يتضح ذلك من خلال ما يلي: 1-تزامن إنشاء الجزيرة تقريبًا مع إغلاق القسم العربي لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (المنشأة بالاشتراك مع السعودية) في نيسان/أبريل 1996، بعد سنتين من قيامها بسبب الرقابة التي طالبت بها المملكة العربية السعودية، وهذا التزامن لا يعقل ان يكون صدفة ، ففي تلك الفترة سعت هيئة الاذاعة البريطانية للوصول الى المشاهد و المستمع العربي باي شكل من الأشكال ، و لكن انعدام ثقة العرب و المسلمين بالغرب في تلك المرحلة قد دفعهم الى فتح قناة بستارٍ عربي مسلم حتى تتمكن من الوصول الى أهدافها وكان الحل الأمثل ان تفتح في دولة قطر لصغرها و تلاصقها و قربها من العديد من دول الخليج فبالامكان نقل البث التلفزيزني العادي الى كل من قطر و البحرين و الكويت و السعودية و الامارات و ايران دون حاجة لقمر صناعي خاصة وانه في تلك الفترة لم تكن الأقمار الصناعية متوفرة كما هو الحال الان و لكن الحظ لعب سريعا مع الجزيرة بالاشتراك في قمر النيل والذي سخر لخدمة المنطقة العربية و الشرق الأوسط و الذي بدأ العمل في عام 1998 م . 2- أن هناك تشابه واضح ما بين قناة البي بي سي و قناة الجزيرة ابتداء من خبرة موظفيها السابقة في قناة البي بي سي و تظهر في صياغة و اعداد تقاريرها الداخلية و الخارجية و لم يحصل بتاريخ الجزيرة ان حصلت مصادمات او خلافات بينهما ، و كذلك هناك تشابه كبير في الية الخبر فيما يتعلق بالخبر الداخلي . 3-أن مجموع دخل قناة الجزيرة من الاعلانات و الانشطة التجارية الأخرى لا تساوي 40% من مصروفاتها و يقال انها بدأت بمنحة بمقدار 150 مليون دولار من حكومة قطر و قد قررت الحكومة لاحقا استمرار دعمها بمبلغ ثلاثين مليون دولار سنويا و تقول مجلة الايكونوميست ان أمير قطر قد قرر دعمها سنويا بمبلغ 400 أربعمائة مليون دولار سنويا اعتبارا من سنة 2010 هذا على الرغم انه لا يوجد بند في ميزانية دولة قطر يشير الى هذا الشيء ، و بنظرة نجد ان تكلفة تشغيل القناة من يومها حتى الان قد زادت على المليارات و لا يعقل ان دولة قطر لديها أهداف استراتيجية و تنوي استعمار دول الشرق الأوسط لتدفع مثل هذا المبلغ فقط لشبكة تلفزيونية لا تعنى بالشأن الداخلي البتة ، و لا يعقل ان تكون نية قطر من هذه القناة اشاعة الفوضى في المنطقة حتى تتمكن من بيع الأسلحة للأطراف المتناحرة ، و لا يعقل ايضا ان قطر تنوي غزو دول المنطقة غزوا ثقافيا لنشر ثقافتها و ديموقراطياتها بين الشعوب فلا يخفى على احد البعد الشاسع لدولة قطر عن الديموقراطية ، فمثل هذه الاهداف هي فقط لدول عظمى و لا يضيرها ان تدفع المليارات بيدها اليمنى لتحصل على عشرات اضعافها باليد الأخرى. 4-أن الشرط الوحيد على قناة الجزيرة هو عدم الإسائة للشأن الداخلي القطري و هو تماما ما لا تتعرض له ال بي بي سي في بريطانيا ، فهناك الكثير من الأمور الكارثية التي تحجم الجزيرة عن نشرها مثلا عن حقيقة انقلاب أمير قطر على والده و مثل وجود أكبر قاعدة أمريكية في منطقة الشرق الأوسط داخل قطر و مثل بحث العلاقات الوطيدة مع تل أبيب و الزيارات العلنية و السرية لضيوف شرف اسرائيلين و الأكثر من ذلك علاقة نفس مدير القناة باسرائيل ، و غيره من الفضائح مثل إلغاء جنسية عشيرة آل غفران من قبيلة آل مره ردا على محاولة انقلاب فاشلة تورط فيها عناصر من عشيرة آل غفران للانقلاب على نظام الحكم في قطر، و الذي لم تتعرض له قناة الجزيرة و لم تشر له بتاتا ، و اذا كان هم الجزيرة نشر الديموقراطية في الشرق الأوسط فلماذا لا تنشر الديموقراطية في قطر فقد كتب " روبير مينار "فرنسي الجنسية" الذي حضر الى قطر ليتولي إدارة مركز الدوحة لحرية الإعلام وذلك بعد ابعاده عن منظمة "مراسلون بلا حدود". فقد كتب مينار رسالة مفتوحة للشيخة موزة ضمنها انتقادات كثيرة للوضع في قطر قال فيها ان البلاد تعاني من غياب حرية الصحافة وعدم وجود نقابة للصحفيين وكذلك الحاجة لتغيير القوانين المنظمة لحرية الصحافة والإعلام" و اذا كانت قطر لا يوجد فيها نقابة للصحفيين فكيف نتكلم عن حرية صحفية و ديموقراطية . 5-أن قناة الجزيرة لا يمكن أن تكون قناة قطرية فهناك فارق شاسع ما بين الية عمل التلفزيون القطري و غيرها من قنوات قطر و التي كلما قام الشيخ و قعد رحبت و هللت ، بعكس الجزيرة التي مذيعوها أحيان يخطئون حتى بأسمه ، حتى أن شهرة هيكل هي أشهر بكثير من حاكم قطر! 6-في قطر يوجد أكبر قاعدة أمريكية و التي تشغل اكثر من ربع مساحة قطر و تُعتبر القاعدة الامريكية الاكبر عل وجه الكرة الارضية ، وكذلك يوجد فيها مكتب تجاره اسرائيلي ويوجد فيها أكبر قناة تلفزيونية اخبارية في الشرق الأوسط كل ذلك في نفس المكان فهل هذه كلها لا علاقة لها ببعضها البعض ؟ 7-لو كانت قناة الجزيرة قناة عربية اسلامية كما تدعي و لو كانت تعادي أمريكا و اسرائيل و لو كانت تدعم حماس و تدعم الحركات الاسلامية فلماذا لم تشمل أمريكا هذه القناة مع باقي القنوات التي صنفت على انها ارهابية كونها تعادي اسرائيل و أمريكا، ففي شهر ديسمبر 2009 صدر القرار رقم 1308 الذي تقدم بمشروعه النائب الجمهوري "جيمس بيليراكيس" و يقضي بمعاقبة مشغلي الأقمار في حالة تعاقدهم مع قنوات فضائية التي تعتبرها الولاياتالمتحدة مناهضة لأمريكا وإسرائيل وتحرض على العنف ضد الأمريكيين، وقد خص القرار بالذكر قنوات مثل "المنار" و"الأقصى" و"الرافدين" و"الزوراء" و"العالم" و كذلك شمل اثني عشر قناة ايرانية ، فلماذا شمل القرار كل هذه القنوات العربية الاسلامية و استثنى الجزيرة ، فالقاسم المشترك بين جميع هذه القنوات هو معاداة امريكا و اسرائيل و لو كانت الجزيرة كذلك لشملها القرار و لكن الأمر واضح فالجزيرة " منهم و فيهم" . الحقيقة الثانية : قناة الجزيرة و جر البلاء للعرب و المسلمين : فبعد أحداث 11 سبتمبر تمكنت الجزيرة من تحقيق صفقتها الكبرى و شل العرب و المسلمين ، فقد تبنت الجزيرة مباشرة و فور وقوع الحدث ان المسلمين هم من ارتكبوا هذا العمل و خاضت مباشرة في تعداد الاسباب دون البحث بأي سيناريوهات أخرى و لم تلتفت بتاتا لعلاقة اليهود بهذا العمل و لم تفترضه مطلقا ، و الأشنع من ذلك ان الجزيرة من ذاك الوقت قد بدأت بفبركة الأمور و اخترعت موضوع القاعدة و تنظيم أسامة بن لادن ، لدي العديد من الأدلة التي تبرر وهمية موضوع القاعدة وهي ليست على سبيل الحصر : أولا : ان قناة الجزيرة قد أجرت العديد من المقابلات مع اعضاء تنظيم القاعدة ( مع عدم التسليم بوجود هذا الشيء) و تعرف مخابئهم جميعا و أماكنهم و تحركاتهم و أسرارهم ، فاذا كانت أمريكا قد حاربت الدنيا و أحرقت الأخضر و اليابس و دمرت شعوب و دول و جوعتهم و هدمتهم هدمات أبدية ، فلماذا أمريكا تترك الجزيرة و لا تحقق معها ، لماذا تترك الجزيرة التي احد مقار بثها في امريكا و الثاني في بريطانيا و الثالث لا يبعد عن اكبر قاعدة امريكية الا بضعة كيلو مترات ، فبدلا من تلك الطلعات و الحروب التي لا تنتهي و بدلا من اؤلئك الملايين من القتلى و الجرحى و التخريب و التدمير فيكفي ان يحقق مع موظفي الجزيرة الناعمين الهادئين دون ضرب و لا جرح وبكل تأكيد فان الجواب بدقة عالية سيقال خلال دقيقة. ثانيا : ان قناة الجزيرة هي القناة الوحيدة في العالم التي محل ثقة تنظيم القاعدة ، فالأشرطة و الأصوات المسجلة لا ترسل الا الى الجزيرة و تصل خلال ساعات ( الكلام عن سنة 2001) و كأن مكاتب ارامكس منتشرة في خنادق افغانستان و تتولى ارسال البريد السريع للجزيرة ، و هي ليست محل ثقة عادية انما ثقة مطلقة و هي احد معتقدات تنظيم القاعدة فما ان ينشر خبر ( مثل علاقة الجزيرة بمقتل احد اعضاء القاعدة ) يسارع المكتب الاعلامي للقاعدة بتقديم بيان يبيض فيه وجه الجزيرة ، المهم ان قناة الجزيرة هي أقرب من كل القنوات الفضائية الاسلامية حتى الوهابية منها الى القاعدة ، و لم تحظ للان مثل هذه القنوات بشرف ارسال شريط لابن لادن رحمه الله الذي لا يثق بها كونها قد تكون متطرفة ! فهل يحتاج الى قناة غير منحازة مثلا ؟! ثالثا: ان العلاقة وطيدة ما بين رئيس قناة الجزيرة وزير خارجية قطر و مديرها وضاح خنفر مع دولة اسرائيل كما وان هناك علاقة وطيدة ما بين رئيس قناة الجزيرة و ما بين شخص يهودي من اصل مصري اسمه حاييم صبان و هو أحد الأثرياء اليهود المهتمين بالشان الاعلامي و الذي يعشق اسرائيل و صبان هو مؤسس مركز صبان لسياسات الشرق الاوسط التابع لمعهد بروكنغز Brookings Institution ومن الجدير بالذكر أن مركز صبان لسياسات الشرق الاوسط قد أقام برعاية وزارة الخارجية القطرية حمد بن جاسم رئيس قناة الجزيرة اول مؤتمرات مايسمى (منتدى الولاياتالمتحدة والعالم الاسلامي) في الدوحة، وهو مؤتمر يبحث في كيفية (القضاء على الارهاب الاسلامي) كل ذلك يبرهن على اتفاقات سرية تعقد خلف الستائر بشأن الترويج لفكرة ربط الاسلام بالارهاب بطريقة مباشرة احيانا و غير مباشرة احيانا أخرى مثل فبركة موضوع وجود القاعدة و ربطه أحيانا بالمناضلين الفلسطينيين ، و من الأمثلة على ذلك " 2002 بثت الجزيرة شريطا يظهر فيه الحزنوي (وهو احد المفترضين مرتكبي 11 ايلول) وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية، في خضم المأساة التي كان يتعرض لها الشعب الفلسطيني من ابادة ودمار، ليربط بين الكفاح الفلسطيني و(القاعدة)." رابعا : ان اعضاء القاعدة هم ممثلين من داخل القناة و الدليل على ذلك ان مقابلاتهم يكونوا فيها ملثمين و يتم تغيير أصواتهم بكبسة زر، فشجاعة المسلم الحق تجعله يقبل التلثم حماية من البرد ولكن لا يقبل التلثم خوفا و رهبة. خامسا : ان هناك أهداف لا يمكن حصرها من اثبات نظرية القاعدة بالنسبة لأمريكا والغرب و اسرائيل ، اولها بالنسبة لأمريكا و الغرب فاحتلال دولة افغانستان التي تعتبر مقتل الاتحاد السوفييتي و بالتالي شل هذه الامبراطورية الى الأبد شللا تاما و هو حلم ما كانت تحلم به أمريكا و الغرب لولا نظرية القاعدة ، هذا عدا عن جغرافية افغانستان التي تجاور ست دول و هي ايران و باكستان و تركمنستان و اوزبكستان وكازخستان و الصين ، أما بالنسبة لاسرائيل فتحويل كل مخالف مسلم الى ارهابي في نظر العالم هو هدف لا يقدر بثمن و هدم العراق و ايران و تحويل النضال الفلسطيني من نضال الى ارهاب هي لكمة لا يمكن التصدي لها. سادسا : ان ظاهر الجزيرة توحي بتعاطفها مع المسلمين السنة لدغدغة المشاعر و لاثارة الفتن بين صفوف المسلمين ، و هو حقيقة مبدأ لا تطبقه على نفسها فلا زي مذيعاتها يتفق مع ذلك و لا استقبال بعض اليساريين و الملحدين و تمجيدهم يتفق مع ذلك ، فهل يقبل اسامة بن لادن الوهابي ان تنشر صورته بجانب امرأه متعرية حسب معتقداته ، ام سيختار شيخا جليلا من قناة اسلامية ، فكل تطرف أسامة بن لادن لا يقبل منه عقلا و منطقا ان يكون متعاونا مع قناة علمانية أبرز أعلامها من الطائفة الدرزية مثل فيصل القاسم أو من النصارى مثل سامي حداد و جميل عازر و جيفارا البديري و غيرهم ، فهو أمر غير مقبول لا عقلا و لا منطقا. سابعا : تقول الكاتبة عشتار العراقية من شبكة البصرة في مقال بعنوان لمصلحه من تعمل قناة الجزيرة " في كل المناسبات التي كانت تستضيف بها الرأي والرأي الآخر او وهي تناقش بيانات بن لادن وغيره، لم تأت بأحد يقول أن القاعدة وهمية وانها من صنع مخابرات. كانت تأتي بأشخاص مع القاعدة وأشخاص ضد القاعدة. ولكن لم أر - وربما اكون مخطئة - احدا يدحض وجود القاعدة او وجود الزرقاوي او البغدادي او المصري. كانت تأتي بمن يدحض وجود الله مثل وفاء سلطان ولكنها لا تناقش وجود القاعدة." فالجزيرة عندها كل شيء محل شك سوى القاعدة لا شك في وجودها حتى رب العالمين سبحانه و تعالى . الحقيقة الثالثة : الجزيرة و فتنة السنة و الشيعة المقتل الثاني الذي قتلت فيه الجزيرة العرب و المسلمين هو ذاك الشريط المفبرك المنسوب للظواهري ففي تلك المرحلة كل المسلمين كانوا ينادون بوحدة الصف بسبب الخطر الداهم و أكثر فئة كانت بحاجة لباقي المسلمين هي تنظيم القاعدة ( مع عدم التسليم بوجودها ) و بعكس التيار يظهر الظواهري فجأة من رحم الجزيرة ليتحدث عن خطر الهلال الشيعي و عن رحمة القمر السني و عن بلاد الفرس و خطرها ، و سبحن الله مجرد وصول الشريط للجزيرة اذاعته الجزيرة مع خريطة قديمة لبلاد فارس مجهزة و معدة سلفا و مع صوت الظواهري ، فبركة و لا أروع ! ، و متى كانت الجزيرة نزيهة و في صبيحة اليوم التالي وضعت استفتاء للتصويت عليه وكان مفاده أيهما اشد خطرا على الاسلام 1- الشيعة أم 2 - اسرائيل و مهما كان فالسؤال ذو خيارين فاسدين يدل على عمق الفتنة المطلوبة و تشبيه الشيعة باليهود من مظمون السؤال ، و فتحت الجزيرة كل أبوابها لكل من هب و دب للحديث عن السنة و عن الشيعة و نسيت حديث الرسول صلى الله عليه و سلم ( من كفر مسلما فقد كفر) لا بل ان الجزيرة قد لعبت بمشاعر اهل السنة و ألهبت مشاعر الشيعة من خلال الندوات والحوارات التي كانت تجريها مع بعض السنيين دون ان تحضر مدافعاً عن الشيعة ، و استهداف هذه الفتنة الطائفية أودى ببعض الشعوب الى الحضيض ، فما كاد ان تهزم أمريكا في العراق من شعبها العظيم ، حتى اشعلت الجزيرة نيران الفتن بين السنة و الشيعة و نسينا كلنا من هو العدو و اصبح المسملين همهم جمع السلاح لقتل و تفجير بعضهم بعضا ، و بعد ذلك الكثير من الندوات و الحوارات و البرامج عن الخطر المحدق عن أيران و عن تسلحها النووي و أنها خطر على السنة ، لقد أتقنت الجزيرة هذا الفيلم و اخرجته ايما اخراج و جعلت كل العرب كما اسقطوا العراق سيسقطوا ايران و هي في نظري الدولة الوحيدة التي تضمن هيبة الأمة الاسلامية و العربية في مواجهة العدوة الحقيقية الذي لا أحد ينكر تسلحها النووي ، فمن هو المجنون الذي يصدق ان ايران تشكل خطر و ان اسرائيل ليست خطر ، و من هو الغافل الذي يعتقد ان الشيعة خطر و اليهودية ليست خطر ، و مهما يكن فالمسلم مسلم و اليهودي يهودي و لايعقل ان نترك كل هذا الدين الكامل الذي نتفق على كل جواهره و نتمسك ببعض المسائل خلافية و نتقاتل من أجلها . الحقيقة الرابعة : قناة الجزيرة و الاغتيالات هم الجزيرة الأكبر حماية اسرئيل ، فظاهر حال الجزيرة يقول انها تؤيد حماس و تؤيد القاعدة و أنها مع الاسلام و المسلمين و لكن الواقع يثبت خلاف ذلك فقد ثبت أن تورطت الجزيرة بالكثير من الاغتيالات الاسرائليلية لقادات الحركات النضالية الفلسطينية و كثير من الاغتيالات لقادة جماعات نضالية اسلامية في باكستان و افغانستان وهناك كلام كثير في مقالة بعنوان تساؤلات عن عمليات الاغتيال بعد حوارات تجريها قناة الجزيرة نشرت على موقع جريدة ايلاف يبين فيه علاقة الجزيرة بالكثير من عمليات اغتيال أو اعتقال شخصيات بارزة تحدث بعد حوارات تجريها قناة الجزيرة القطرية مع تلك الشخصيات، وهي تحمل عدد من الاثباتات التي تدل على أن قناة الجزيرة تتعاون مع الموساد الاسرائيلي من خلال تحديدها لمواقع قياديين في حركة حماس وتقدمهم على طبق من ذهب لقنابل الطائرات الاسرائيلية . و يقول الكاتب محمد العوضي في مقال بعنوان تساؤلات عن عمليات الاغتيال بعد حوارات تجريها الجزيرة حيث يقول " و لم تعد أوساط عربية واسعة النطاق مهتمة بالشؤون السياسية والإعلامية، مضطرة إلى تصديق تبرير فضائية الجزيرة القطرية بتزامن وقائع اغتيالات واعتقالات لنشطاء سياسيين وأمنيين وعسكريين حول العالم بشكل عام، وفي المنطقة العربية على وجه التحديد، بالمصادفة البحتة، لأن المنطق العلمي يقول إن الصدفة المتقنة لا تتاح بهذا الشكل المريب الذي يترافق بشكل يصعب تجاهله بين مقابلة تجريها الفضائية القطرية، واعتقال أو اغتيال من ظهروا في تلك المقابلات، لأن العقل البشري يمكن أن يقتنع بتفسير الصدفة مرة أو إثنتين لكن أن تصبح ظاهرة ، فهذا الأمر لابد أن يتم التوقف عنه، لوضع النقاط على الحروف في ما يخص أداء الفضائية القطرية ودورها الغامض، لأن أوساطا عربية عدة تنظر بارتياب بالغ يصل أحيانا الى مستوى الإتهام للفضائية القطرية التي ترفض لحد الآن تقديم تبريرات مقنعة لما يحدث من حوادث غامضة لمن تستضيفهم على شاشتها." وملخص هذه المقالة ان الشهداء كل من عبد الملك ريغي و خالد شيخ و محمد رمزي بن الشيبة و محمود المبحوح و عبد العزيز الرنتيسي و سعيد صيام أطلوا على شاشتها لعمل مقابلات تلفزيونية ثم تعرضوا للاغتيال مباشرة ، و تقريبا جميعهم كانوا بتوقيت وظروف متشابهة تماما ، و الأدلة كثيرة في المقالة و أترك للقارئ الرجوع لها للمزيد . الحقيقة الخامسة : الجزيرة و اخلاقيات المهنة الصحفية " يشار الى أن فضائية الجزيرة القطرية كانت قد بدأت بثها في أواخر شهر تشرين الثاني (أكتوبر) عام 1996، محدثة صخبا واسعا أقرب الى الفوضى الإعلامية – كما يقول المحلل السياسي سالم جمعة- ، كما أن برامجها قد تعمدت في مرات عديدة الإساءة مباشرة الى دول وحكومات عربية، بما في ذلك الأنظمة الحاكمة في أكثر من بلد عربي، الأمر الذي وصل مرارا الى حد القطيعة سياسيا بين دولة قطر بوصفها المستضيف للقناة ودول عربية عدة بينها السعودية والأردن وتونس والعراق و الكويت و لبنان و مصر ، إذ اعتبرت أقلام عربية عدة أداء قناة الجزيرة بأنه الأقرب الى أسلوب دق الأسافين، وبث الفتنة والفوضى، وإشعال القلاقل الأمنية في أكثر من بلد عربي." و من المهم هنا سرد ميثاق الشرف المهني لقناة الجزيرة و بيان ان كان الجزيرة تتقيد فيه أم لا حيث سأقدم على كل نقطة دليل يبين ان الجزيرة لا تتقيد فيه . ورد في ميثاق الشرف المهني لقناة الجزيرة البنود التالية : 1( - التمسك بالقيم الصحفية من صدق وجرأة وإنصاف وتوازن واستقلالية ومصداقية وتنوع دون تغليب للاعتبارات التجارية أو السياسية على المهنية.) و بالنسبة لهذا البند فقناة الجزيرة قناة غير صادقة و الدليل ابتكار موضوع القاعدة و علاقة المسلمين بالأرهاب و غيره من الأخبار الكاذبة ، و قد تكون جريئة و لكن بغير حق و انما هو تمادي و عمه في الباطل ، و ليست منصفة لأنها دوما تنحاز الى جانب ضد اخر و تعادي الأنظمة العربية و الاسلامية أشد العداء و هناك الكثير من الشواهد على أشخاص من دول مختلفة يحملون نفس الطابع عن هذه القناة المشبوهة وهي ليست مستقلة و الدليل التمويل الأجنبي سواء أكان عربي أم غربي أو صهيوني ، ولا شك ان الجانب السياسي هو ميزة من ميزات الجزيرة . 2- تقول الجزيرة في ميثاقها " السعي للوصول إلى الحقيقة وإعلانها في تقاريرنا وبرامجنا ونشراتنا الإخبارية بشكل لا غموض فيه ولا ارتياب في صحته أو دقته". اما عن هذا البند فالحقيقة انه بعيد كل البعد عن هذه القناة فالجزيرة نفسها محل جدل و غموض و أخبارها أدهى و أمر و دائما كانت تتسبب الجزيرة في اثارة الفتن و القلاقل بين العرب و المسلمين باثارة الأخبار غير الصادقة و غير الصحيحية و مثال ذلك ما فعلته الجزيرة في بث خبر المشاجرة التي وقعت على أثر مباراة كرة قدم بين فريقي الفيصلي و الوحدات فهي سبقت كل العالم الى نقل خبر وفاة مئتي شخص و بعد ها لا بل عشرين و بعدها لا بل ثم امتنعت عن المتابعة و الاعتذار و الصحيح انه لم يكن هناك اية وفاة، و قد عمدت الجزيرة مباشرة الى اثارة فتنة من خلال الزعم ان المشاجرة حصلت بسبب خلافات عنصرية بين المشجعين و هو أمر لولا نباهة الشعب الأردني لوقع ما لا يحمد عقباه . تقول الجزيرة في البند الثالث من ميثاق الشرف " 3- معاملة جمهورنا بما يستحقه من احترام والتعامل مع كل قضية أو خبر بالاهتمام المناسب لتقديم صورة واضحة واقعية ودقيقة مع مراعاة مشاعر ضحايا الجريمة والحروب والاضطهاد والكوارث وأحاسيس ذويهم والمشاهدين واحترام خصوصيات الأفراد والذوق العام." و ما يهمنا هو جملة لتقديم صورة واقعية ودقيقة و لو كان ذلك صحيحا لما نظرت الجزيرة من ثقب الباب على أحداث مصر بحيث احترمت فقط فئة و أهملت الأخرى أشد الاهمال فكان الاثنين مليون اصدق من ثلاث و ثمانون مليون مع احترامي الشديد لكل فرد مصري من اي الفئتين كان ، و الأمثلة على عدم مطابقة الصورة للواقع كثيرة و أحيل فيها الى ما كتب سابقا و ما سيكتب لاحقا . و تقول في البند الرابع" 4- الترحيب بالمنافسة النزيهة الصادقة دون السماح لها بالنيل من مستويات الأداء حتى لا يصبح السبق الصحفي هدفا بحد ذاته." و هنا في بيان منشور بعنوان " بيان صادر عن ايله نيوز حول قرصنة قناة الجزيرة للوكالة بالادلة" فقد اثبتت تعرضت وكالة ايله نيوز ظهر الخميس اليوم 2011/1/20 لعملية قرصنة منظمة من قبل "هاكرز" محترفين وبعد البحث و التحقق الفني بالاستعانة بشركات متخصصة فقد تبين أن المقرصنيين وعناوينهم الالكترونية ومكان اقامتهم الذي ظهر واضحا من العاصمة القطرية الدوحة و أن السبب الرئيس وراء قرصنة الموقع هو المقال الذي ردت فيه الوكالة ايله نيوز على الافتراءات والأكاذيب التي طالت الاردن وقيادته في برنامج الاتجاه المعاكس و البيان يوضح بالأدلة و البراهين من خلال أدلة فنية و تقارير الخوادم و من عنوان بروتوكول الانترنت ان الضغط على الموقع كان من قبل عنوانين الأول للجزيرة في قطر و الثاني من ولاية فلوريدا في أمريكا و العنوانين مملوكين للجزيرة ، فهل الجزيرة تعتمد على المنافسة الشريفة ؟ أما عن البند الخامس فتقول الجزيرة " 5- تقديم وجهات النظر والآراء المختلفة دون محاباة أو انحياز لأي منها." و الشاهد على كذب هذا المبدأ في الجزيرة ما حصل في مكالمة المواطن السعودي بدر العنزي مع القناة في فترة نقل احداث الثورة المصرية و الذي تكلم فيه عن و جهة نظر مخالفة للجزيرة و انتقد الجزيرة على تحريض الشعب المصري فقام المذيع بقطع الاتصال و المقطع منشور على موقع اليوتيوب. و كذلك هناك استياء الفلسطينين من قناة الجزيرة بسبب تمسكها برأيها في مقال " الجزيرة تذبح فلسطين بسيف الرأي الآخر من الوريد للوريد " . و كتب بهاء رحال الكاتب الفلسطيني مقال أسماه الجزيرة الرأي الحاقد يبين فيه عمق الفتن التي تسعى فيها الجزيرة لشق الصف الفلسطيني ، و في مقال منشور في صحيفة الرأي الأردنية بعنوان كلمه - قناة الجزيرة أي اجندة تخدم؟ يتحدث المقال عن مقابلة تلفزيونية في برنامج اسمه ( في العمق ) استضافت فيه الجزيرة اثنين معارضين فقط ذوي توجه واحد و لم تستضيف شخصا اخر ليقدم الرأي الاخر . و يبدو ان هناك وعي من المشاهد العربي لكذب الجزيرة ففي استفتاء على سؤال موقع شبكة الهدهد من يكذب على المشاهد العربي أكثر؟ فقد بين الاستفتاء لأول 245 شخص ان الجزيرة هي الأكثر كذبا على المشاهد العربي فقد حصلت على 46% من مجموع الأصوات مع العلم ان الخيارات كان عددها ثلاث . 6- التعامل الموضوعي مع التنوع الذي يميز المجتمعات البشرية بكل ما فيها من أعراق وثقافات ومعتقدات وما تنطوي عليه من قيم وخصوصيات ذاتية لتقديم انعكاس أمين وغير منحاز عنها. و هي كلمة حق يراد بها باطل فالجزيرة دوما تعمل على اثارة الفتن بين الطوائف و الملل المختلفة و شأنها في ذلك شأن شاس بن قيس و تذكير المسلمين بيوم بعاث و هو نفس منهج الجزيرة في استخدام عبارة أليس في برنامج الاتجاه المعاكس و في تأجيج اطراف البرنامج . و جميل قول الشاعر في ذلك: فإن النار بالعودين تذكى وإن الحرب أولها كلامُ 7- الاعتراف بالخطأ فور وقوعه والمبادرة إلى تصحيحه وتفادي تكراره. فبالفعل فقد " كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن رسالة رسمية ، حصلت على نسخة منها، وجهها المدير العام لقناة الجزيرة وضّاح خنفر يعتذر فيها لإسرائيل عن ما أسماه انتهاكاً للمعايير الإعلامية والتغطية اللا أخلاقية لحفل استقبال عميد الأسرى سمير القنطار، عقب تهديد المكتب الصحفي الإسرائيلي بمقاطعة الجزيرة ما لم تعتذر عن تغطيتها لاحتفال عودة القنطار" ، و هو ما لا تفعله في حال السب و الشتم للذات الهية أو سب أحد الحكام العرب في شرفه و عرضه و غيره . أما فيما يتعلق بباقي البنود فهي تكرار لما قبلها و لا داعي للخوض فيها فما تقدم يغني عن ذلك و يبقى لي نقطة لا بد من التعرض لها وهي تخالف كل مواثيق الشرف . 8 لا تكتفي قناة الجزيرة بنقل الأخبار و انما تهتم بصناعة الاحداث و من ثم توجيهها الى الاهداف المرسومة من قبل مموليها و يظهر ذلك كمثال في توجيه الشارع المصري باتجاه معين ابان الثورة ضد الرئيس السابق محمد حسني مبارك ففي ذات الوقت كانت تروج لمحمد البرادعي – رئيس سابق لوكالة الطاقة الذرية - فصورت البرادعي بطريق غير مباشر بأنه بطل الثورة و بطل التغيير على الرغم انه لم يصل مصر الا قبيل الثورة حتى بلغ الأمر ان تنشر الجزيرة مقال بعنوان البرادعي و الحمار و هو عن ديوان لشاعر مصري يصور فيه الرئيس السابق لمصر بالحمار بطريق غير مباشر و ان البرادعي باللهجة المصري تقال لصانع البردعة و هي قطعة من القماش توضع على ظهر الحمار ، و ان كان الشاعر قد أخطأ في هذا العنوان فقد كان مشينا على الجزيرة ان تتبع ترهات الشاعر و تسب رئيسا لا زال موجودا و لم يغادر بتاريخ نشر المقال ، و ليس ذلك فقط بل كانت تحارب كل الشخصيات المرشحة لخلافة مبارك مثل عمر سلميان و غيره و تبقي البرادعي وحيدا نظيف الساحة طاهر اليد برغم من انكسار الأمة العربية بسببه عندما كان رئيسا لوكالة الطاقة الذرية فكان بامكانه بجرة قلم ان ينقذ العراق و لكن لولائه لامريكا و اسرائيل أبى ، و على كل فاذا كان توني بلير يحاكم الان على غزو العراق بسبب عدم وجود مبرر لغزو العراق ولعدم وجود السلاح النووي فكيف يعفى مدير الوكالة الذرية المسؤول عن ذلك كله ، و الأسوأ من ذلك هل الشعب المصري بحاجة لتجربة جديدة معه فاذا خسرنا العراق بسببه فماذا سيربح المصريين بعد ان يصبح رئيسا. الحقيقة السادسة: قناة الجزيرة و المهمة الحقيقية : و الحقيقة ان لا شيء دون هدف ، و لكن هناك اهداف ظاهرة و هناك ما يخفى وهو أعظم ، فتتبنى الجزيرة شعار الرأي و الرأي الاخر و الحقيقة ان هذا ستار تتخفى به هذه القناة فهي دوما تعمل على اشعال الفتن ودق الأسافين وهذه هي مهمتها الحقيقية حتى تتمكن من اضعاف الأمة الاسلامية و العربية ، و هناك دوما نهج محدد تتبعه الجزيرة يظهر جليا في برنامج الاتجاه المعاكس، و فيه تقدم وجهتي نظر و الخطير ان الجزيرة هي من تختار الأشخاص فتختار أشد المعارضين ضراوة و خبرة و تخبره بالاسئلة و المواضيع التي ستطرح و تختار من الجانب الاخر شخصا غافلا هزيلا في القوة للدفاع عن الدين و عن الحكومات و ما ان يبدأ البرنامج حتى يشعل مذيعها النار و يقف مؤيدا لأحدهما فكثير ما يقاطع المدافع بكلمة أليس من قبل المذيع ، و المدافع لا يستطيع في تلك اللحظة ان يقول لا أعلم فما عليه سوى الدفاع بطريقة سطحية تجعله طرفا ضعيفا ، و الأخطر من ذلك في تتبعي في الفترة الأخيرة لمنهج موقع الجزيرة الالكتروني مقارنة مع مواقع الكترونية أخرى نشرت ذات المقال مثل ياهوو ففي معالجة الردود فوجدت ان الجزيرة تنشر نوعين من الردود على المقالات والأخبار الأول الردود المؤيدة لوجهة نظر الجزيرة و الردود السطحية البسيطة المعاكسة و لا يوجد أي تعليق يحوي على وجهة نظر تعاكسها بحجة و منطق وهذا من خلال استقصاء مجموعة من المقالات منها رسالة ليث شبيلات التي جاءت الردود عليها في الجزيرة من هذين النوعين و غلب عليها النوع المؤيد للرسالة بينما تعددت الأنواع على الموقع الاخر و غلب الجانب غير المؤيد و خاصة تلك النوعية من الردود الواعية ووجدت ان هناك تشابه في الردود في كلا الموقعين و يغلب الظن ان الأشخاص هم نفسهم في كلا الموقعين و يستثنى من ذلك ان الجزيرة لا يوجد عليها تلك النوعية من الردود الواعية و هو ما يبعث على الظن ان الجزيرة تحذف بعض الردود التي لا تؤيد وجهة نظرها . لماذا الجزيرة لها هذه الحظوة الاعلامية برغم كل تلك المئاخذ؟ و في نظري ان الجزيرة قد حظيت بكل جمهور المستمعين هذا لا لمصداقيتها و انما بسبب ما يلي: 1 – عظم الدعم المالي المقدم للجزيرة و الذي انعكس على كل نشاطاتها من حيث الجودة الفنية و التدريب و الاعداد و رواتب الموظفين العالية جدا مما اسهم بجعل الموظفين مثابرين على البقاء في القناة بغض النظر عن السياسات و المناهج التي تتبعها القناة و مما جعلهم يبذلون اقصى ما لديهم للاستمرار في العمل فيها. 2- البث المجاني للقنوات الاخبارية ، فبرغم من التكاليف الباهظة التي تتحملها القناة الا انها تقدم خدماتها الاخبارية بكافة اشكالها مجانا للمشاهدين و المستمعين . 3- قلة الدعايات و التركيز على الجانب الاخباري دون الاعلاني مما يجعل المشاهد دوما على تواصل مع الجزيرة دون انقطاع . 4- الاثارة و التشويق الذي تستخدمه الجزيرة في جلب انتباه مشاهديها ، و ذلك من خلال التركيز على الأمور التي تعني المواطن العربي و المسلم و تدغدغ مشاعره مثل الحديث عن فساد الأنظمة و محاربتها و مثل الحديث عن القاعدة و بطولاتها ، و مثل عمل البرامج التي تعتمد على المشاحنات و المجادلات و سب الحكام و الأنظمة . 5- اللعب بعواطف المشاهد و استثارته ، و يظهر ذلك جليا في استخدام العبارات و الكلمات التالية مثلا ( فضيحة ، مقتل ، معارض ، سر ، أسرار ، فساد ، محاربة الأنظمة ، اغتيال ، تفجير و غيره ) و لعل أكثر الجمل التي تهتم بها قناة الجزيرة في هذا السياق مثل تعرض مكتب الجزيرة للهجوم ، تعرض الموقع لهجوم فيروس ، و مثل تعرض بث قناة الجزيرة للتشويش ، و اعتقال مراسل الجزيرة ، كل هذه الجمل عملت على نقل الجزيرة من قناة غير معروفة الى قناة محبوبة متعاطف معها. 6- الدعم المادي الغربي و الدعم الاسرائيلي للقناة و السماح لمواطنيها بمشاهدة هذه القناة دون قيد أو شرط. 7- ضعف الاعلام الاسلامي و العربي و عدم القدرة على منافسة قناة الجزيرة. 8- الامكانيات الفنية الهائلة التي تمتلكها الجزيرة و انتشار مراسليها في كل الأماكن و تنوع جنسياتهم. 9- عدم توافر اليقظة الاسلامية و العربية و انعدام بعد النظر و التحليل للوصول الى حقيقة القناة و معرفة خفاياها و أسرارها. 10- سبب تغلغل الجزيرة وانتشارها يعود الى بساطة المواطن العربي و المسلم كمتلقي للمعلومة و الذي يعتقد ان كل ما يقال على التلفاز هو كلام صحيح . ماذا دفعني لكتابة هذا المقال قبل أيام كنت أقرأ على قناة الجزيرة مقال بعنوان (نيويورك تايمز: الأردن اضطراب لا ثورة ) وهو منشور في جولة الصحافة ، و اثناء قرائتي للردود قرأت رد من شاب اردني يتهم فيه قناة الجزيرة بأنها قد زورت بالحذف و الزيادة في المقال على لسان ابناء و شيوخ عشيرة الزيودي" و هذا التعليق دفعني للتأكد من هذا الرد فرجعت الى موقع النيويورك تايمز ووجدت ان الجزيرة فعلا تجاهلت الكثير من الجمل المهمة مثل الجمل التالية " The answers began as scripted recitals: “We have absolute loyalty to the Hashemites,” referring to the royal family; “We will never allow instability”; “No Jordanian will ever negotiate against this regime.”. و الترجمة الحرفية لهذه الفقرة ( ان الجواب يبدأ كمقدمة سيناريو ، نحن موالين ولاء مطلق للهاشميين ، و يقصد هنا العائلة المالكة ، و نحن لا نسمح بزعزعة الأمن و الاستقرار ، و لا يوجد اي اردني يعادي نظام الحكم في الأردن) و بالنظر في المقال ايضا وجدت ان التعليق صحيح ، و أن الجزيرة قد انقصت من المقال و أضافت اليه احيانا أخرى حتى انها غيرت اسم العشيرة من الزبيدي الى الزيودي و غيره . وكذلك قرأت مقال (عشائر بالأردن تحذر من ثورة بالمملكة ) المنشور على قناة الجزيرة و يقصد به البيان الذي كتبه مجموعة من الأشخاص بلغ عددهم 36 شخص و لم يكون أي منهم يتكلم بلسان عشيرته و انما بلسان حاله فقط و لا يوجد اي اشارة في البيان انه يحمل اي صبغة عشائرية ولم يصدر اي بيان عن اي عشيرة من عشائر الموقعين على المقال يؤيد ما ورد فيه لا بل ان أكثر العشائر الأردنية قد استنكرته ، فتبدى لي ان الجزيرة تسعى سعيا واضحا لتهويل الامور اشعالا للفتنة. على كل هذين المقالين كافيين لبيان نوايا الجزيرة تجاه الأردن. الخاتمة و التوصيات " إن النفاق اليوم له قيادة، وهذه القيادة تخطط وتنظم حركتهم، ويغذونهم بالباطل والكفر، والقرآن يسمي هذه القيادة بالشياطين وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ قَالُوا ءامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ ، وقادة المنافقين قد يكونون ممن يتسمون بالإسلام وقد يكونون من الكفرة أو من اليهود أو من النصارى أو غيرهم وهم يتصلون بالمنافقين في ديار المسلمين شرقيها وغربيها عبر قنوات خفية مستورة، وبذلك يكون المنافقون أخطر على المسلمين من الكفرة المستعلنين، فقد أثبت التاريخ يوماً بعد يوم أن نكبة الأمة بالمنافقين تسبق كل النكبات وأن نكايتهم فيها وجنايتهم عليها تزيد على كل النكايات والجنايات، فالكفر الظاهر على خطره وضرره يعجز في كل مرة يواجه فيها أمة الإسلام أن ينفرد بإحراز انتصار شامل عليها ما لم يكن مسنوداً بطابور خامس من داخل أوطان المسلمين ويتسمى بأسماء المسلمين، يمد الأعداء بالعون، ويخلص لهم في النصيحة، ويزيل من أمامهم العقبات، ويفتح الأبواب." " لله در الشاعر السعودي طلال السعيد -رحمه الله- حين قال عن قناة الجزيرة بالنبطية الفصيحة: حنا ابتُلينا الجزيرة *** تشب نار و تطفي النار بالنار ما تستريح إلا إن شبت سعيرة *** ترتاح من شوف العلاقات تنهار تبي أحد الأخوين يسحب سفيره *** كلّن يدورله مع الشط معبار و العذر تبحث عن قضايا مثيرة *** على ظهرنا و تكسب أصحاب و أنصار" يقول الخبير عبدالله تركي البكر ان الهدف معروف وهو تأليب الأمم العربية و الاسلامية بعضها على البعض وتشكيك الشعوب بقادتهم وزعمائهم ورؤسائهم, إن الإسلام في نفسه وحقيقته عدو شديد على التعصب الذي يفهمونه ويلهجون به على غير حقيقته ، فالله يقول في كتابه العزيز ((كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين (( و أخير لما تقدم و حيث ان قناة الجزيرة قد انتهكت حرمات المسلمين و أهدرت دمائهم و أموالهم من خلال الفتن التي عملت على بثها وحيث ان قناة الجزيرة هي قناة تعادي العرب و المسلمين فانني أتوجه بالنداء لكل العالم الاسلامي و العربي شعوبا و حكاما و اصحاب قرار لوقف انشطة هذه القناة وذلك من خلال الاليات التالية : 1- توجيه خطاب اسلامي عربي او على الأقل من خلال منظمة المؤتمر الاسلامي و من خلال جامعة الدول العربية الى قطر لحظر بث القناة و بذات الوقت ادانة القناة و اعتبارها قناة فتنة وتحريض. 2- اغلاق مكاتب الجزيرة في كافة الدول الاسلامية و العربية. 3- منع مراسلي الجزيرة من دخول البلاد العربية و الاسلامية. 4- فرض العقوبات الجسدية و المالية الرادعة على كل من يتعاون مع هذه القناة . 5- منع بث القناة على كافة الاقمار الصناعية المملوكة للعرب و المسلمين. المحامي سامي العوض بني دومي عمان 18/شباط/2011