في الوقت الذي يعيش فيه المجتمع بمختلف مؤسساته انفتاحا ايجابيا لا تزال اهم فئة في المجتمع تشكو التجاهل والحرمان من غياب آليات الحوار معهم وتجاهل طاقاتهم المهدرة بسبب هذا التجاهل اوالغياب.. (الشباب) تسالوا عن الغياب الواضح لآليات الحوار الحقيقية في مختلف مؤسسات المجتمع من جامعات ومدارس واندية ادبية ومراكز دعوية وغيرها. اما المفكرون والدعاة ورجال المجتمع فطالبوا باعادة تفعيل هذا الحوار للقرب اكثر من فئة الشباب لاحتوائهم وتوجيههم حتى لا يقعوا في براثن الضياع والانحراف ومن لا تتخطفهم الجهات المضللة التي تسعى لانحرافهم واستخدامهم لاغراض لا تليق بهم. @ الشاب مسفر المسيفر قال ل(اليوم): ان هناك تجاهلا كبيرا من بعض مؤسسات المجتمع للحوار مع الشباب.. والمؤسسات التربوية اول هذه المؤسسات فالمدارس والمعاهد والكليات والجامعات تتجاهل ذلك وهي تعلم ان المنتسبين اليها من الشباب يمتلكون طاقات هائلة تبحث عن الاستثمار ولديهم الكثير من الافكار والاقتراحات والتي هي بحاجة فقط الى من يستمع اليها ويأخذ بها حتى نشعر كشباب اننا اصحاب قيمة في المجتمع. @ الشاب - نايف النفيعي: تحدث ل(اليوم) قائلا ان كثيرا من الشباب بحاجة لمناقشة افكارهم ومقترحاتهم واستماع الاخرين لهم وواجب هذه المؤسسات العمل على تفعيل لغة الصراحة والوضوح مع الشباب مثل الجامعات, الهيئات المختلفة, المؤسسات الدعوية, هيئة كبار العلماء وغيرها كذلك الجهات ذات العلاقة بمشاكل الشباب وحاجاتهم المباشرة كالقبول في الجامعات وجهات التوظيف في ظل تزايد ارقام البطالة وتراجع ارقام القبول في الجامعات. @ ويرى الشاب - هلال العتيبي ان فتح آفاق اوسع للحوار بين الشباب ومختلف فئات المجتمع هو الحل الامثل للخروج من كثير من المآزق التي تحاصر المجتمعات, والحوار سلوك حضاري وقيمة اجتماعية هامة, في تعزيزها تعزيز للفكر القويم والشخصية الجادة الواثقة ونبذ لكل هدم وفرقة قد تعصف بالمجتمع لا سمح الله ولكن وبكل صدق هناك غياب واضح لكثير من المؤسسات في تفعيل لغة الحوار. @ ويشاركه الحديث الشاب - محمد عالي الذي يؤكد ان كثيرا من اللوائح والانظمة الاساسية لعدد من المؤسسات تدعو الى دعم الشباب وتوجيههم واحتوائهم ولكن لا يوجد تفعيل يذكر! اين الاندية الادبية؟ اين الاندية الرياضية حتى الانشطة الاخرى؟ المدارس والجامعات لم نسمع عن اقامة ملتقيات تذكر فيها ولم نسمع عن لقاءات شهرية او اسبوعية لمثل هذه الحوارات وهذا خلل كبير يجب تداركه والعمل على تصحيح مساره لخدمة المجتمع. @ الشاب - عبدالعزيز السحيمي قال ل(اليوم) انه كشاب مثل غيره من الشباب يشعر ان بداخله طاقة بحاجة الى من يستثمرها ولا يشعر ان مؤسسات المجتمع تعمل على استغلال طاقات مثله من الشباب.. واضاف: نحن بحاجة الى كثير من الدعم لاستغلال طاقاتنا لخدمة هذا الوطن ونتمنى انشاء مزيد من الدورات والمراكز الاجتماعية والرياضية التي تحتوي الشباب وتوجههم الى صقل قدراتهم وتطوير مهاراتهم في الحياة. @ د. عادل غباشي عميد كلية خدمة المجتمع بجامعة ام القرى بمكة المكرمة تحدث حول هذا الموضوع قائلا ان تعزيز لغة الحوار بين الشباب وفئات المجتمع من اسس ديننا قال تعالى (وشاورهم في الامر) وكلنا يذكر قصة غزوة احد بالخروج لملاقاة الجيش وكيف اخذ الرسول (صلى الله عليه وسلم) بأخذ الرأي الغالب وهم الشباب ومع هذا نجد ان الله يخاطبهم ويأمرهم بالمشورة وهذا يؤكد تلاحم القيادة والشعب والسيرة النبوية مليئة بمثل هذه الشواهد ولو طبقنا هذا على حياتنا المعاصرة نجد ان الشورى ولغة الحوار بين العلماء والمثقفين واصحاب الفكر والرأي في المجتمع هي المنهج الصحيح وهذا ليس بجديد وهو مطبق من خلال عملنا في الجامعة. ولكن بطبيعة الحال هناك بعض الشباب فقدوا هذه الصلة مع العلماء واهل العقد والحل وعلماء النفس والتربويين وغيرهم ولابد من تعزيز هذا الحوار عبر انشطة ودور بعض الجهات مثل الاندية الادبية الجامعات المدارس الثانوية وغيرها. @ الاستاذ محمود شهاب محاضر بكلية المعلمين بالطائف تحدث حول هذا الوضوع قائلا ان الحوار الجاد والصريح مع الشباب يعد مسلكا حضاريا لابد من تعزيزه فبالحوار نقضي على كل فكر شاذ ومتطرف وبالحوار البناء ندرك مطالب واحتياجات الشباب ونعرف ماذا يدور باذهانهم, واقولها ان تعزيز لغة الحوار مسؤولية المجتمع بكل مؤسساته وفئاته بدءا من الاسرة والمدرسة ومرورا بالجامعات والكليات والمؤسسات الاخرى. ولابد من اقامة الملتقيات الاسبوعية والحوارات المفتوحة في هذه المؤسسات ودعوة الشباب الى المشاركة والاجابة عن اسئلتهم بكل شفافية وتبني المفيد من اقتراحاتهم فبذلك نقضي على كثير من الشذوذ او النزعة الى العنف والتطرف ويكون مجتمعنا بمختلف فئاته اكثر وعيا واكثر ادراكا. @ الاستاذ جلال بن سعد الخليفة مدير مركز الاشراف التربوي بغرب الدمام اجاب عن هذا الموضوع قائلا: الشباب يحتاجون الى من يعيش قريبا منهم, بل يدخل في اعماقهم ليسمع منهم ويسعى الى مساعدتهم وتقديم النصح والمشورة لهم ويكون ذلك بتكثيف البرامج واللقاءات الحوارية معهم من قبل المعلمين ومدير المدرسة والمسؤولين وكذلك من قبل الاباء والامهات في البيوت وقد تكون اللقاءات والمتابعات الفردية ابلغ في كثير من الاحيان من اللقاءات العامة بحيث يعبر الشاب عن همومه ومشاكله بشكل خاص الى ادبيه او استاذه او المرشد الطلابي في المدرسة وعلى الجهات المسؤولة في التربية والتعليم ورعاية الشباب والموهوبين ان ينظموا الحوارات البناءة والمفيدة ويثيروا الموضوعات والقضايا ويفتحوا الباب امام الشباب لاثراء الحوار والتعبير عما يجول في اعماق نفوسهم من خواطر وافكار. اما عن كيف تستثمر طاقات الشباب بشكل افضل فقد تحدث قائلا: ارى ان افضل الطرق لاستثمار طاقات الشباب هي ملء اوقات فراغهم بالانشطة الرياضية والثقافية وعمل برامج للزيارات المتبادلة بين الشباب في مختلف مناطق المملكة تحت اشراف جهات مسؤولة في رعاية الشباب او التربية والتعليم, وكذلك اقامة الرحلات العلمية والترفيهية الى مختلف مدن ومناطق المملكة وتستثمر الطاقات ايضا بفتح النوادي امام الشباب بحيث يتم تفعيل جميع الانشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية وكذلك استثمار طاقاتهم في التدريب على برامج الحاسب والانترنت ودورات اللغة ومهارات الحياة. @ الاستاذ عبدالرزاق عبدالله البابطين مدير مركز التقنيات التربوية تحدث قائلا: الحوار مع الشباب ضرورة تتطلبها المرحلة الراهنة من حياتنا حيث تتعدد وسائل الاتصال وقنوات الاعلام ويستطيع الشاب التعامل معها دون قيود, ليس مثلما كانت في السباق, الذا يجب ان نوفر خيارات اعلامية بنفس الجودة والمرونة في القنوات الاخرى, ولكن ضمن اطار قيمنا وثوابتنا الاخلاقية. واعتقد ان من الخيارات الاعلامية المناسبة منتديات الانترنت واندية ثقافية ينتخب الشباب اعضاء مجلس ادارتها واذاعة ثقافية يختار الشباب انفسهم ما يبث على الاثير ولقاءات مباشرة يتحاور فيها الشباب مع المسؤولين وصناع القرار. اما عن كيف نستثمر طاقات الشباب فتحدث قائلا: ينبغي علينا طرح هذا التساول على الشباب انفسهم وندعهم يتحدثون بحرية عن طموحاتهم ورغباتهم, وعلينا نحن ان نراجع المخطورات غير المبررة شرعا مثل قراءة مجلات السيارات والصحف الرياضية في المكتبات المدرسية. وعند الحديث عن استثمار طاقات الشباب يجدر بنا طرح مبادرات جديدة وغير تقليدية, بحيث تلبي اهتمامات الشباب بجميع مستوياتهم الفكرية, ومن الامثلة على تلك المبادرات: مجلة ذات طابع تجاري يحررها ويديرها الشباب وتصميم وانتاج البرامج الحاسوبية من قبل الشباب وبيعها لصالحهم واسناد الاندية الرياضية في فترة الصيف للشباب لادارتها وتشغيلها واقامة مسابقات غير مالوفة على مجتمعنا ولا تتعارض مع عقيدتنا . @ الاستاذ عبدالله الهلال مدير مدرسة جابر بن حيان الابتدائية بالخبر تحدث ايضا حول موضوع الحوار بقوله: اذا بدأ الحوار مبكرا وعلى اسس سليمة وشعر الشباب بان حوارهم له قيمة ويؤخذ به وبدون تحفظات او خطوط حمراء فان ذلك سيكون له ابرز الاثر في بناء الثقة بالنفس والانتماء ومعرفة ميزان الصواب والخطأ اما استغلال طاقات الشباب فلابد من توفير الاعمل اولا ومحاربة البطالة. @ الاستاذ ابراهيم عبدالله الشويعر مدير مدرسة الوحدة المسائية تحدث حول هذا الموضوع قائلا: بالاستماع لهم واتاحة الفرصة كاملة امامهم للتعبير عما يحول في اذهانهم وان لا تكون هناك قيود على ما يتم طرحه, لاننا في زمن يستطيع الشاب منهم ان يجد اماكن للحوار بحرية مع اناس لا نعرف انتماءاتهم او توجهاتهم وذلك عن طريق هواتف الاتصال التي يعلن عنها في الفضائيات او عن طريق شبكة الانترنت. لذا يجب توعية وتثقيف المتعاملين مع الشباب - اولياء امورهم - اقاربهم والمحيطين بهم بطبيعة المراهق والتغيرات الجسمية والعقلية والنفسية التي تطرا عليه ليسهل عليهم التعامل معه. وعن سؤاله عن كيف نستثمر طاقات الشباب بشكل افضل اجاب قائلا ان اعداد الاندية والمراكز الموجودة الان لا تكفي لاستيعاب الشباب بالاضافة الى القيود والعراقيل التي توضع امامهم لممارسة الانشطة الرياضية او الثقافية فيها. لذا ارى ان ايجاد اماكن تهتم بالشباب وتستوعب اكبر عدد منهم في جميع احياء المدن والقرى وان لا تكون مقصورة على شريحة معينة او في احياء محدودة, هو احد الحلول والحل الاخر هو تحويل مدرسة او مدرستين في كل حي الى مراكز شباب طوال العام تكون فيها دروس تقوية للطلاب الضعاف وملاعب لجميع الالعاب وصالات مغلقة ومسابح ومسرح حيث يمارس الشباب هواياتهم ويتمكن القائمون على المراكز من اكتشاف المواهب والقدرات وتنميتها. وفي المانيا يقولون اذا فتحت مركزا رياضيا اغلقت عشرة مستشفيات. @ المشرف التربوي احمد علي الغامدي شاركنا في الحديث في هذا الموضوع قائلا: يبدأ الحوار مع الشباب من خلال الاسرة لكونها قناة الاتصال الاهم حيث يمكنها ان تقرأ فكر الشاب وان تشخص اسلوب الحوار الذي يناسبه وما الصعوبات التي يعاني منها وان تعطيه مساحة من التعبير عن ذاته وان يكون له مجال في اتخاذ قراراته وان يشعر بكينونته داخل اسرته ويأتي في الجانب الاخر دور المدرسة في تهيئة الجو التربوي المنظم الذي يحقق للشباب فرصة الابداع وتلبية حاجاتهم ومشاركتهم همومهم والعمل على مساعدتهم في حلها وكذلك وسائل الاتصال الحديثة من انترنت وخلافه يجب ان نطرح افكارا وموضوعات يجد الشباب نفسه مندمجا فيها كذلك على مستوى المناهج والمقررات الدراسية يجب ان نعيد اسلوب الطرح بما يتناسب وشباب هذا العصر مع المحافظة على الثوابت الاساسية، اما عن استثمار طاقاتهم فيمكننا ان نتناولها من خلال مشاركة المجتمع بكامل مؤسساته سواء الحكومية او الاهلية وايجاد قنوات اتصال مباشرة مع الشباب حيث تطرح مشاريع وبرامج تناسب فكر وطموح ابنائنا الشباب حتى يدلوا بدلوهم في بناء هذا المجتمع ويجدون انفسهم منقسمين في تحقيق طموحهم وآمالهم وذلك تحت اشراف جهات مسؤولة تعي قيمة هؤلاء الشباب تجاه انفسهم ومجتمعهم. @ عبداللطيف السقوفي مدير مدرسة سعيد بن زيد المتوسطة بالدمام قال: ان الحوار مع الشباب فضيلة يجب ان تدعم وذلك بالقرب منهم والاستماع لهم وتلمس احتياجاتهم من قبل جميع المؤسسات الاجتماعية والتربوية واولها المدارس فالمدارس تقع عليها مسؤولية بناء شخصية التلميذ وتعويده على حرية الرأي والحوار. اما استثمار طاقات الشباب فيكون بمزيد من العمل على اتاحة الفرصة لهم في الاعمال الصيفية وتوفير الوظائف ومشاركتهم في الدورات التدريبية والاعمال التطوعية.