يتعاظم دور الشباب في المملكة العربية السعودية يوماً بعد آخر متخذاً أشكالاً وأساليب عدة تؤكد أن حكومة خادم الحرمين الشريفين حريصة على تعزيز مكانة هذه الفئة وعلى الاستماع إليها وتلبية احتياجاتها. وإيمانا من «اليوم» بدور الشباب خصّصت ندوة هذا الأسبوع لمناقشة احتياجات الشباب ومتطلباتهم، كما رصدت أمنياتهم وأحلامهم، فيما يشبه برلماناً شبابياً، حدّد أعضاؤه مطالبهم بكل دقة وتمنّوا أن يصل صوتهم إلى المسئولين وولاة الأمر. وتوصّلت الندوة التي قدّمها الزميل عوضة الزهراني، وأدارها الزميل عبدالله الشهري، إلى نتائج عدة، وتوصيات مهمة، لعل أهمها إنشاء برلمان شبابي يرعاه مجلس الشورى، ويكون لهذا البرلمان تمثيل مناسب في مؤسسات الدولة، واختتم الضيوف نقاشاتهم بالكشف عن أمنياتهم الشخصية والعامة، متفقين على أن للشباب دوراً كبيراً ومهماً، لابد من القيام به، حتى تكتمل منظومة الازدهار والنماء التي يخطط لها خادم الحرمين الشريفين. قدم الندوة: عوضة الزهراني أدارها: عبدالله الشهري المشاركون أحمد سعيد العجرفي جامعة الدمام عبدالهادي سعيد القحطاني جامعة الدمام ماجد سعود الخليفي جامعة الأمير محمد بن فهد عبدالملك أسامة الكوهجي جامعة الأمير محمد بن فهد مهند مصطفى سعود محروس جامعة الأمير محمد بن فهد هشام هاشم المنهالي جامعة الأمير محمد بن فهد علي محمد الكديسي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ياسر حسين قابس جامعة الدمام صقر سالم الربيعي جامعة الدمام مبارك سعد الدوسري جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالأحساء ماهر يحيى الفقيه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالأحساء سعدون إبراهيم السعدون كلية الجبيل الصناعية خالد يحيى الفقيه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالأحساء عوضة الزهراني: بداية أرحّب بجميع ضيوفنا من الشباب الذين حرصوا على حضور ندوة هذا الأسبوع التي تركّز على اهتمامات الشباب وتطلعاتهم وأمنياتهم، كما ترصد احتياجاتهم وتسجّل اقتراحاتهم وأفكارهم وآراءهم في كثير من الأمور الحياتية التي نعيشها حالياً، سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية وغيرها من المجالات، هذا إذا وضعنا في الاعتبار أن الشباب هم جزء مهم جداً من نسيج المجتمع، وعلى أكتافهم تقام الحضارات وتشيّد الانجازات ولن ننسى في ندوتنا أيضاً أن نتعرّف على مطالب الشباب المهمة والعاجلة فيما يخصّ حياتهم مثل توفير الفرص الوظيفية وفرص الدراسة وغيرها واضعين في الاعتبار أن احتياجات الشباب في العصر الحالي تختلف اختلافاً كلياً عن احتياجاتهم في الماضي في ظل تطوّر التكنولوجيا وأدوات الاتصال وعوامل التقنية الحديثة، ومن هنا رأينا أن تكون ندوتنا اليوم هي أشبه ببرلمان الشباب والوصول إلى بلورة كاملة لأفكارهم وأطروحاتهم والوصول بها إلى صانعي القرار لدراستها واعتماد الصالح منها، ويسعدني أن اترك الزميل عبدالله الشهري مهمة إدارة الندوة. عبدالله الشهري: في البداية أثني على ما قاله زميلي عوضة الزهراني وأرحّب بكم ثانية في جريدتكم "اليوم" التي رأت أن تكون قريبة من الشباب جداً وان تخصص لهم هذه الندوة البرلمانية، يطرحون فيها ما يتمنونه ويحلمون به، خاصة أن فئة الشباب السعودي فئة مثقفة وواعية ولديها من الثقافات والآراء والمقترحات ما يستحق الرصد والنشر والنقاش. ودعونا نبدأ ندوتنا مع نظرتكم للواقع وما هي الاحتياجات لكم ك "شباب" تمثلون شريحة كبيرة من المجتمع وتتطلعون الى الرقي بوطنكم ومجتمعكم. احمد العجرفي: اشكر جريدة "اليوم" على اختيار عنوان هذه الندوة، وإذا تحدثنا عن الشباب واهتماماتهم لوجدنا أنها كثيرة وعديدة وأهمها على الإطلاق الاهتمام بالشاب في مراحل حياته المختلفة منذ كان طفلاً صغيراً، ثم فتى يافعاً ثم شاباً عاقلاً ثم رجلاً، والاهتمام بالشباب يتم بمعرفة احتياجاتهم وبلورة أفكارهم بطريقة مفيدة لهم ولمجتمعهم واستغلال ما لديهم من أفكار نيّرة، تنطلق منهم بعد تهذيبها وتنقيحها، واعتقد أن الشاب السعودي عنده فرص عديدة للتعبير عن نفسه بأسلوب جيد، ولابد من استغلال هذه الفرص عبر توجيه الشاب وتوعيته ونصحه وإرشاده وهذا دور المجتمع الذي عليه أن يكون لديه برامج لتعزيز فكر الشباب. الفرص الوظيفية عبدالهادي القحطاني: أهم احتياجات الشباب تكمن في توفير الفرص الوظيفية المناسبة له.. فالشاب الخريج الجديد من الجامعة في حاجة إلى وظيفة يثبت فيها ذاته، وأرى أن هناك فجوة بين الشباب وبين المسؤولين، فلماذا لا تكون هناك وزارة خاصة بالشباب فقط تهتم بهم وتوصل أفكارهم واقتراحاتهم الى صانعي القرار. مبارك الدوسري: المتأمل في مرحلة الطفولة يجد انها تمتاز بالاهتمام المبالغ فيه من جانب الجميع خاصة الأدبيين، إلى أن يصل الطفل إلى10 سنوات، يبدأ هذا الاهتمام في التراجع، وهذا خطأ كبير جداً، إذ لابد أن يتواصل الاهتمام بالشاب في جميع مراحل حياته، خاصة المرحلة الثانوية التي يتأثر فيها الشاب بالعديد من الأمور، خاصة أنها فترة مراهقة وصراعات نفسية وتمرّ على الواقع مما يجعله عرضة للكثير من الأخطار والانحرافات. الفئة النخبوية علي الكديسي: في الفترة الأخيرة، استجدّت أشياء جديدة على الساحة الخارجية والدولية، وسبق أن تحدثت عنها في ندوة سابقة نظمتها "اليوم" وشاركت فيها، وفي ندوة هذا الأسبوع المخصصة للشباب، أحب أن أتحدث عن موضوعات تهمّ الشباب وتمسّ احتياجاتهم، فعلى سبيل المثال، إذا نظرنا إلى مجلس الشورى، نجد أن اصغر أعضائه سناً لا يقل عن40 عاماً، مما يشير إلى أن تمثيل الشباب في مجلس الشورى غير موجود، وارى أن مجلس الشورى لابد أن يمثل جميع أطياف المجتمع وليس النخبة فقط، لأن أي مجتمع في العالم لا يقتصر على الفئة النخبوية فقط، وإنما يضمّ فئات ومستويات عدة لابد أن يكون لها صوت في المجالس العامة ومنها مجلس الشورى الموجود بالمملكة وقبل فترة، قرأت تصريحاً لوزير التخطيط يؤكد فيه انه لا يوجد فقر مدقع بالمملكة، وحقيقة استغرب من هذا التصريح المخالف للواقع، إذ توجد اسر فقيرة جداً تعيش فقراً مدقعاً، لا يجدون معه لقمة العيش، وهذا يشير إلى فجوة بين بعض المسؤولين وبين ما هو واقع معاش، ومن هنا ادعو لأن يكون لجميع أطياف المجتمع تمثيل في مجلس الشورى ولا يقتصر الأمر على النخبة. وأحب أن أتطرق إلى موضوع آخر وهو انعدام ثقافة الحوار وتقبّل الرأي الآخر، والثقافة المنتشرة هي إذا لم تكن معي ومؤيداً لرأيي فأنت ضدّي، واعتقد انه جاء الوقت لتغيير هذه الثقافة وتعزيز ثقافة الحوار والاستماع إلى الآخرين واحترام آرائهم ومقترحاتهم وأفكارهم حتى إذا كانت مخالفة لمقترحات وأفكار الآخرين. الحوار الوطني عبدالله الشهري: نعلم أن هناك حواراً وطنياً يرعاه الملك عبدالله بن عبدالعزيز في العديد من مناطق المملكة وهذا الحوار يشارك فيه جميع أطياف المجتمع. علي الكديسي: الحوار الوطني انطلق قبل سنوات عدة واتفق معك انه يضمُّ فئات عدة من المجتمع، الشباب وكبار السن والنساء ولكن حتى هذه اللحظة لم نستمع عن نتائج وتوصيات خاصة بهذا الحوار لمسناها على ارض الواقع، وحديثي عن انعدام ثقافة الحوار اقصد به الحوار بين الطلاب في الجامعات والشارع وفي كل مكان، ولا اعتقد أن حواراً يقام كل عام أو كل عدة أشهر غير كافٍ لتعزيز ثقافة الحوار. غلاء المهور ياسر قابس: أحب أن اعلق على حديث الزميل علي الكديسي الخاص بالحوار والنقاش، الذي اعتقد انه موجود على ارض الواقع في المجتمع السعودي، والدليل على ذلك وجودنا في هذه اللحظة في ندوة اليوم لمناقشة اهتمامات الشباب ومعرفة آرائهم، ووسائل الإعلام في المملكة حريصة على رصد كل آراء الشباب ونقلها إلى المسؤولين. وإذا تحدثنا عن أهم مشكلات الشباب نجد أن في مقدمتها غلاء المهور التي تعطل زواجه سنوات عدة، وفي المرتبة الثانية نجد أن الشباب يجدون صعوبة في تملك منازل، مما يضطرون إلى استئجار منازل بمبالغ ترتفع يوماً بعد آخر، وهاتان المشكلتان لابد لهما من حل اليوم قبل الغد للتخفيف عن كاهل الشباب. صقر الربيعي: الشاب هو جزء مهمّ من نسيج أي مجتمع، فهو طفل اليوم ورجل الغد، واعتقد أن المزيد من الاهتمام به يسفر عن نتائج جيدة، في المجتمع واقصد بالاهتمام بمنح الشباب الثقة الكاملة في إدارة دفة الحياة والعمل على إبعاد الشباب عن الفئة الضالة باحتضانهم ورعايتهم وتلبية احتياجاتهم حتى لا يكونوا عُرضة للانحراف والبعد عن الطريق القويم. ثقافة الحوار ماهر الفقيه: اتفق مع الزميل علي الكديسي بأن المنتديات والحوارات لا تتبعها قرارات نافذة على ارض الواقع، مما يحتاج إلى إيجاد وسائل أو طرق أخرى تعزز ثقافات الحوار والنقاش بين الشباب والمسئولين تشارك جميع الموضوعات وبحسب ما قرأت وعلمت أن 45 بالمائة من سكان المملكة هم من فئة الشباب دون ال21 عاماً وهذا يتطلب منا أن يكون هناك من يتحدث عنهم ويمثلهم في مؤسسات الدولة ومن هنا جاء مطلبي بإيجاد وزارة خاصة بالشباب غير معنية بأمور الرياضة ومن الجميل والرائع أن يشعر الشباب بالتغيير والاهتمام من المسؤولين، وان هناك رغبة في الاستماع لهم ومناقشة مشكلاتهم بكل حرية. الأندية الأدبية عبدالله الشهري: ولكن هناك أندية أدبية مفتوحة للجميع..؟ ماجد الخليفي: هذه الأندية غير قادرة على جذب جميع الشباب إليها باستثناء الفئة المهتمة بالأدب والثقافة، فلا أبالغ إذا أكدت أن هناك شباباً لا يعرفون أين تقع الأندية الأدبية في مناطقهم. عبد الله الشهري: ننتقل إلى محور آخر من ندوتنا وهي طموحات الشباب وأمنياتهم التي يتمنون تحقيقها على أرض الواقع؟ علي الكديسي: أهم الطموحات التي يحلم بها الشباب هي إيجاد وظائف جيدة يستطيعون من خلالها إثبات ذاتهم، وأؤكد أن المملكة ليس بها بطالة حقيقية، لان الشاب يستطيع أن يصنع فرصته بنفسه، ولا ينتظرها أن تأتي حتى باب منزله، لأن البطالة تأتي من تكاسل الشاب وتراجع طموحه وانحسار أحلامه. عبد الهادي القحطاني: من الصعب على أي شاب بعد أن يدرس في الجامعة، ويمضي فيها 4 أو 5 سنوات ولا يجد بعدها وظيفة مناسبة يثبت بها ذاته، ومن هنا لابد من توفير الفرص الوظيفية لجميع الشباب واستثمار طاقاته وحبه ورغبته في العمل وإثبات الذات. الأخلاق والسلوك علي الكديسي: أرجو الاهتمام بالشباب في مراحل حياته بدءا من الابتدائية إلى المرحلة الجامعية وتربيته على الأخلاق الحسنة والسلوك القويم، وأرجو من وسائل الإعلام أن تتبنى وجهات نظر الشباب وتنقلها إلى المسؤول بأسلوب رصين وحكيم. ياسر قابس: تعقيبا على كلام زميلي علي لابد في البداية من تعريف البطالة وهي ليست جلوس الشاب في منزله، وإنما أن يشغل الشاب وظيفة لا تتناسب مع مؤهلاته وشهاداته العلمية، واتفق مع عبد الهادي الذي رأى أن البطالة في إهدار قدرات الشباب وعدم الاستفادة من مؤهلاتهم. وآمل من الجامعات أن تفتح المجال للشباب الدارسين فيها للعمل أيضا، فلا مانع أن يعمل الشاب في الجامعة التي يدرس فيها في مهن مناسبة له توفر له بعض المال، فنحن في بلد فيه خير كثير ، لكن مشكلتنا أننا لا نوظف هذا الخير في إنعاش حياة الشباب وتوفير الوظائف لهم بعد تأهيلهم فنيا ونفسيا. القطاع الخاص صقر الربيعي: التغيير إلى الأفضل يأتي عن طريق النقاش والحوار والانفتاح على الآخر، ومن الصعب علينا ان نؤكد انه لا توجد بطالة، لان البطالة موجودة وسببها هو القطاع الخاص الذي لم يوفر الفرص الوظيفية الكافية للشباب السعودي، والشباب في هذه الأيام تغير تفكيره عن شباب الأمس. فالشاب يتمنى أن يكون وطنه في مقدمة الأمم وهذا أشعر به من الشباب السعودي كافة، ولابد من استثمار طاقات الشباب في هذا الأمر لخدمة الوطن ودفعه للأمام، وما يسعدني أن هناك شبابا مكافحين وراغبين في العمل الجاد، ولابد من المسئولين استثمار هذا الأمر بشكل جيد. عبد الملك الكوهجي: أركز على نقطة مهمة للغاية وهي ضرورة تدريب الشباب في بيئات العمل حتى يكون قادرا على إثبات النفس في الوظيفة التي يتولاها. علي الكديسي: أدعو إلى إيجاد برلمان شبابي مثل الندوة التي نحن بها الآن، على أن يرعى هذا البرلمان مجلس الشورى، ويكون لأعضاء هذا البرلمان صوت مسموع. حرية التعبير مبارك الدوسري: آمل كأي شاب أن يتطور وطني الى الأمام وان يكون في مقدمة الأمم، وآمل أيضا أن يكون هناك أسلوب جيد في الحوار والنقاش بين الشباب والمسؤولين في جميع المؤسسات والشركات، وأن يستوعب المسؤول وجهات نظر الشباب ويناقشها قبل الحكم عليها بالصواب أو الخطأ، لان من حق الشاب ان يعبر عن نفسه بشكل يتسم بالحرية والصراحة والشفافية. ماهر الفقيه : هناك من الشباب من يعرف طموحاته ويحدد أهدافه بشكل جيد ويسعى إلى تحقيق ما يتمناه، وقسم آخر لا يعرف ماذا يريد بالضبط ، حيث تراه متخبطا وفوضويا يعيش يومه فقط، وهناك فئة ثالثة تتوسط الفئتين الأولى والثانية، وآمل أن تكون هناك مدرسة تربوية تدرس فيها مناهج متطورة وحديثة، تخرج أجيالا واعية ومثقفة، نطمئن عليها في المستقبل. أحمد العرفجي: طموحاتي أن أصبح معيدا في الكلية وان أذلل الصعوبات التي كنت أجدها عندما كنت طالبا، ومن الجميل حقا أن تتم استشارة الشباب فيما يخصهم ومعرفة وجهة نظرهم خاصة في الموضوعات التي تخصهم. كما آمل أن تكون هناك مجالس للطلاب في الجامعات والمدارس يتداولون فيها الآراء والأفكار والاقتراحات. أما فيما يخص البطالة فليس لدي جديد أضيفه على ما ذكره الزملاء. المجالس الطلابية عبد الهادي القحطاني: آمل أن تكون هناك جهة مسؤولة عن مطالب الشباب وتوصيلها إلى الجهات المسؤولة وتفعيل هذه المطالب خاصة الجيدة منها. ماجد الخليفي: أضم صوتي الى من طالبوا بتفعيل المجالس الطلابية في الجامعات السعودية مع التركيز على الجوانب الشبابية في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والتعليمية. كما آمل أن تكون هناك نقاشات مفتوحة ومتواصلة بين الشباب والمسؤولين سواء في الجامعات أو غيرها من مؤسسات الدولة. كما آمل ان تكون هناك برامج لاستقطاب الشباب في الانتخابات، مثل الانتخابات البلدية، إذ يجب على المرشحين أن تكون لهم برامج انتخابية تهتم بالشباب وتراعي اهتماماتهم حتى يكونوا داعما له عند ترشحه. عبد الملك القهوجي: هناك تطلعات عدة، أهمها إيجاد نخب شبابية صاحبة صوت مسموع، يجب دعمها والوقوف بجانبها في جميع المراحل والاستماع لأفكارها وآرائها، وآمل في المستقبل لأبنائي أن ينخرطوا في تعليم نموذجي يؤهل الشاب من جميع الجوانب النفسية والمهنية والتثقيفية. مهند محروس: شركات القطاع الخاص تميل إلى تعيين الأجانب وتفضلهم على المواطنين، وتقوم هذه الشركات بوضع عقبة أمام الشباب وهي ضرورة الحصول على شهادات خبرة، فمن أين يأتي الشاب الخريج حديثا بشهادة خبرة؟ ومن هنا أطالب بأن تقوم كل شركة بتأسيس مراكز لتدريب الشباب قبل الانخراط في وظائفها. كما أطالبها بأن تكثف برامج خدمة المجتمع بشكل أكثر فاعلية عن ذي قبل، وأدعو الآباء الى أن يمنحوا الفرصة كاملة لأبنائهم في اختيار طريقهم الوظيفي كما يحلو لهم دون تدخل منهم. احتضان الأفكار سعدون السعدون: أطالب باحتضان أفكار الشباب وتبنيها ودعمها وإيصالها إلى بر الأمان، عدم تجاهلها أو الاهتمام بها حتى لا يفقد الشاب الثقة في نفسه. خالد الفقيه: آمل أن تكون هناك وزارة للتطوع تعزز ثقافة التطوع لدى الشباب كافة وتستثمر طاقاتهم لخدمة الوطن ودفعه إلى الأمام. رسائل للمسؤولين عبد الله الشهري: ما الرسائل التي تريد إيصالها للمسئول، وكذلك المجتمع من خلال هذا البرلمان؟ عبد الملك الكوهجي: أحب أن أرسل رسائل قصيرة إلى فئات المجتمع كافة عنوانها الأبرز الاهتمام بالشباب، وهذا الاهتمام يجب أن ينطلق منذ فترة مبكرة من عمر الشباب، وأقصد بها فترة الطفولة التي تحدد ملامح الشخصية في فترة الشباب والرجولة والكهولة أيضا، فتربية الطفل تربية صالحة تساعد على تنشئة الشاب تنشئة جيدة وصالحة. والرسالة الثانية موجهة لأصحاب القرار المعنيين بفئة الشباب وهو لابد من الاهتمام بموضوعات الشباب وأدعوهم إلى استثمار طاقات الشباب وليس استغلالها، بمعنى تطويرهم وتنمية طاقاتهم، والاستفادة منهم في أن يكونوا علماء في المستقبل. كما أدعو المسؤولين إلى أهمية تطوير المرافق والمؤسسات الخاصة بفئة الشباب، وتوزيع اهتماماتها على شباب المملكة كافة. كما أدعوهم الى تدوير المناصب على مسؤولين عدة، لان المسؤول إذا بقي فترة طويلة من الزمن في منصبه يتوقف عطاؤه وتنضب أفكاره، واقترح ألا تزيد المدة على 4 سنوات حسب نوع المنصب. والرسالة الثالثة، وهي للشباب أنفسهم وهي انه لا يجب ان ينتظروا المساعدة من أحد، وان ينطلقوا من تلقاء أنفسهم لإثبات الذات في المجتمع. أما أن ينتظر الشاب أن تأتيه الوظيفة إلى مكانه فهذا خطأ. تدوير المناصب مهند محروس: أحب أن أعلق على ما طالب به زميلي عبد الملك فيما يخص تدوير المناصب، إذ أرى أن تدوير المناصب في المجتمع لا فائدة منه خاصة إذا عرفنا أن المسؤول الجديد لا يضيف جديدا إلى مهام عمله عن المسؤول السابق، وقد رأينا أن هناك مسؤولين يحرصون في بدايات تسلم مسؤولياتهم في مناصبهم على أن يصنعوا شيئا يعلنون به عن أنفسهم ثم سرعان ما ينخرطون في سلسلة من الروتين والملل ويعيدون الكرة من جديد وهكذا. ماهر الفقيه: الجامعات تقوم بدور بسيط في تثقيف الشباب وتوعيتهم وما ينقص الشباب السعودي الوسيلة في توصيل طلباتهم إلى المسؤولين، وإذا وصلت طلباتهم نلاحظ أن هناك عدم استجابة لهذه الطلبات وبالسرعة المطلوبة. وأضم صوتي مع صوت من طالبوا بتعزيز ثقافة الحوار بين الشباب والآباء في وقت مبكر جدا، شريطة أن تكون للشباب شخصيتهم المستقلة، ولا يكونوا تابعين للآباء وهذا خطأ يقع فيه الكبار الذين يعتقدون أن بإمكانهم التحكم التام في أبنائهم ويرسمون لهم الطريق الذي يسيرون فيه. ومن مشكلات الشباب أيضا توفير الفرص الوظيفية التي تساعد الشاب على تكوين الذات. خالد الفقيه: ادعو الى استيعاب تفكير الشباب ومعرفة جوانب هذا التفكير ومحاولة إصلاحه إذا كان به ما يحتاج إلى هذا، لان الشباب مختلفون في ثقافاتهم واهتماماتهم، وهم في حاجة إلى من يفهم ويستمع إليهم ويصلح أفكارهم. الطموح الشخصي عبدالله الشهري: ننتقل إلى المحور الأخير وهو الطموح الشخصي لكم؟ علي الكديسي: أتمنى أن نستفيد من تجارب دول العالم وننقلها إلى بلادنا بعد نجاحها في هذه الدول وتثبت جدواها، وآمل أن أكون ملهما لبعض الأشخاص وآمل أيضا أن أرى جميع الشباب السعودي وقد تقلد ما يستحقه من مناصب. ياسر قابس: أمنيتي أن يصل كلامنا في هذه الندوة إلى المسئولين وولاة الأمر، كما آمل ان يكون الشباب في الجامعات على تواصل مستمر في الكثير من الفعاليات والأنشطة وان نستغل وسائل التقنية الحديثة مثل مواقع التواصل الاجتماعي مثل "الفيس بوك" أو "تويتر" وان نتبادل الثقافات والمعرفة والأفكار ومناقشتها بكل حرية وصراحة وان نعمل جميعا من اجل مصلحة البلاد. صقر الربيعي: أمنياتي تختص بإنشاء برلمان شبابي يرعاه مجلس الشورى أو أي جهة حكومية أخرى، لتوصيل صوت الشباب إلى ولاة الأمر والمسؤولين، وآمل أن تكون هناك جدية في احتضان الشباب ومناقشة اقتراحاتهم وأفكارهم وتبنيها طالما فيها فائدة. مبارك الدوسري: أتمنى في المستقبل ان ينتشر الوعي بين أفراد المجتمع السعودي كافة، وعي ثقافي واقتصادي واجتماعي وهذا الوعي كفيل بإزالة السلبيات من حياتنا ومحاربة أي تقصير وأخيرا أدعو الشباب إلى تبادل الخبرات فيما بينهم مع المحافظة على التواصل والمشاركة في تلاقح الأفكار. الاعتماد على النفس ماهر الفقيه: أحب أن أركز على قضيتين مهمتين للغاية الأولى أهمية أن يكون للشاب هدف سام يسعى إليه ويرغب في تحقيقه وان يعتمد على نفسه في تحقيق هذا الهدف ولا يتكل على الآخرين والثانية ان يكون هناك انتشار لمدرسة "واعي" في جميع مناطق المملكة. احمد العجرفي: آمل أن أغير من نفسي إلى الأفضل ومن المجتمع الذي أعيش فيه ليكون مجتمعا نموذجيا. عبدالهادي القحطاني: ادعو إلى محاكاة أسلوب مدارس الجبيل النموذجية في توعية الشباب وتثقيفهم خاصة أن تجربة هذه المدارس التي أشرفت عليها الهيئة الملكية للجبيل وينبع كانت ناجحة بكل المقاييس.وأدعو الجهات المسؤولة كل فيما يخصه الى تنفيذ مطالب الشباب بعد مناقشتها ودراستها، وهذا كفيل بمنح الثقة في نفوسهم. عبدالملك القهوجي: آمل الاهتمام بالتعليم وتطويره وتحديثه، أو انه يرجع إلى سيرته الأولى من استخدام الأساليب القديمة والتقليدية في تعليم النشء، و أن يكون اختيار أعضاء مجلس الشورى على أساس التوزيع الديموغرافي للمملكة كما نعلم أن نسبة الشباب في المملكة كبيرة وبالتالي سيكون لهم من يمثلهم في مجلس الشورى بما لا يقل عن 40 بالمائة من أعضاء مجلس الشورى من فئة الشباب. الكتاب صديقي مهند محروس: اطمح في تفعيل الجوانب الثقافية ودعم الكتاب ونشره بين صفوف الشباب واحلم أن أجد جيلا سعوديا قارئا، يتخذ من الكتاب صديقا له، لان الكتاب أفضل مصادر الثقافة الحقيقية وبدونه يصبح الإنسان جاهلا. سعدون السعدون: أركز على أهمية وعي الشباب من خلال الدورات التوعوية والمحاضرات التي يجب أن تقام في كل مكان وان تكون جاذبة لفئة الشباب وإذا تحقق هذا الجانب، سيكون لدينا جيل واع ومثقف وقادر على إثبات نفسه والنهوض بمجتمعه إلى آفاق واسعة ورحبة، وعن أمنياتي الشخصية، آمل أن أكون مؤثرا في المجتمع و لبنة صالحة في بنائه. ماجد الخليفي: أدعو الشباب ان يكون لهم تأثير ايجابي في مجتمعهم وان يبحثوا عن أفضل السبل وانجحها في تعزيز قدراتهم وكفاءاتهم في سوق العمل، وان يسعوا إلى تغيير واقعهم واستحداث أفكار تفيدهم وتفيد المجتمع، وآمل أن يكون هناك مجلس لشباب الجامعات على مستوى المملكة على أن يكون معتمدا من قبل الدولة وان يكون لهذا المجلس تمثيل في مجلس الشورى. عبدالله الشهري: أخيرا ما أمنياتكم كشباب برلماني؟ • علي الكديسي: أتمنى العمل على إيجاد وظائف للشباب السعودي يكونون بها ذاتهم شريطة أن تتناسب هذه الوظائف مع مؤهلاتهم العلمية. • صقر الربيعي: آمل أن نتغير إلى الأفضل، وهذا التغيير لا يتحقق إلا عبر النقاش والحوار والاستماع إلى الآخر وتقبل رأيه. • مبارك الدوسري: احلم أن أرى وطني في مقدمة الأوطان وان يتطور إلى الأمام ويواكب العصر بالاعتماد على شبابه. • احمد العرفجي: احلم أن أكون معيدا في الجامعة وان أقوم بتذليل العقبات والصعوبات التي اصطدم بها حاليا كطالب. • عبدالملك الكهوجي: يسعدني أن أرى نخبا شبابية صاحبة صوت مسموع وآراء مفيدة وجيدة يحترمها الجميع ويقدرها وتتحول إلى واقع حقيقي. • سعدون السعدون: أتمنى احتضان الشباب والاستماع إليهم ومناقشة أفكارهم ومقترحاتهم وتدارسها، لعل يوجد فيها شيء مفيد. • ياسر قابس: آمل أن يتفاعل المسئولون مع ما طرح في هذه الندوة وتكون في حيز التنفيذ. • مبارك الدوسري: أتمنى انتشار الوعي بين أفراد المجتمع السعودي ومحاربة السلبيات وتعزيز الايجابيات. التوصيات في ختام الندوة البرلمانية ما توصياتكم ؟ • المطالبة بتأسيس مراكز تدريبية للشباب. • دعوة لتأسيس وزارة للتطوع تستهدف اجتذاب الشباب السعودي • محاكاة تجارب الدول الناجحة وتطبيقها في المجتمع السعودي. • استثمار وسائل الاتصال الحديثة لتواصل شباب الجامعات فيما بينهم. • إنشاء برلمان شبابي يدعمه مجلس الشورى. • إعادة النظر في التعليم ووسائله مع تطويره وتحديثه. • إعادة تشكل أعضاء مجلس الشورى على أساس ديموغرافي. • عدم احتكار الوظائف في أشخاص معينين وتوزيعها على أشخاص عدة. • الاهتمام بنشر الكتاب في أوساط الشباب وتوفيره بأرخص الأسعار. • إتاحة الفرصة للشباب بعدم التمديد لكبار الموظفين واحالتهم للتقاعد فورا • تفعيل الدورات والندوات التوعوية والعمل على اجتذاب الشباب إليها. • محاربة غلاء المهور وتوفير السكن للشباب كافة. عبدالله الشهري: في ختام ندوتنا، أتوجه باسمي واسم دار "اليوم" ورئيس التحرير ونوابه إلى جميع ضيوفنا من الشباب الذين لم يبخلوا علينا باقتراحاتهم وأفكارهم لتعزيز مكانة الشباب في المجتمع ولا اشك لحظة واحدة أن هذه الأفكار والمقترحات ستصل الى المسؤولين وولاة الأمر من خلال اليوم، وسيكون لها صدى طيب في المستقبل خاصة أن الكثير منها له فائدة قصوى ومن الممكن تطبيقه على ارض الواقع، ونأمل أن تكون هذه الندوة نواة حقيقية لبرلمان شبابي حقيقي تدعمه الدولة بكل ثقلها وإمكاناتها.