حسين الصادق يستقبل من منصبه في المنتخب السعودي    تمديد الدعم الإضافي لمستفيدي «حساب المواطن» حتى نهاية 2025    غربلة في قائمة الاخضر القادمة وانضمام جهاد والسالم والعثمان وابوالشامات    السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي واستعمال أوراق نقدية مقلدة والترويج لها    وزير الاستثمار: 1,238 مستثمرًا دوليًا يحصلون على الإقامة المميزة في المملكة    866 % نمو الامتياز التجاري خلال 3 سنوات.. والسياحة والمطاعم تتصدر الأنشطة    الجامعة العربية بيت العرب ورمز وحدتهم وحريصون على التنسيق الدائم معها    تعطل حركة السفر في بريطانيا مع استمرار تداعيات العاصفة بيرت    مسرحية كبسة وكمونيه .. مواقف كوميدية تعكس العلاقة الطيبة بين السعودية والسودان    بحضور وزير الثقافة.. روائع الأوركسترا السعودية تتألق في طوكيو    وزير الصناعة في رحاب هيئة الصحفيين بمكة المكرمة    NHC تطلق 10 مشاريع عمرانية في وجهة الفرسان شمال شرق الرياض    جبل محجة الاثري في شملي حائل ..أيقونه تاريخية تلفت أنظار سواح العالم .!    أسعار النفط تستقر عند أعلى مستوى في أسبوعين    القيادة تهنئ رئيس جمهورية سورينام بذكرى استقلال بلاده    البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل    مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية تستضيف ختام منافسات الدرفت    أمير الشرقية يفتتح أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية في مركز "إثراء"    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    بركان دوكونو في إندونيسيا يقذف عمود رماد يصل إلى 3000 متر    مذكرة تفاهم بين إمارة القصيم ومحمية تركي بن عبدالله    «التعليم»: السماح بنقل معلمي العقود المكانية داخل نطاق الإدارات    لندن تتصدر حوادث سرقات الهواتف المحمولة عالمياً    16.8 % ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية في الربع الثالث    صفعة لتاريخ عمرو دياب.. معجب في مواجهة الهضبة «من يكسب» ؟    «الإحصاء» قرعت جرس الإنذار: 40 % ارتفاع معدلات السمنة.. و«طبيب أسرة» يحذر    5 فوائد رائعة لشاي الماتشا    «واتساب» يغير طريقة إظهار شريط التفاعلات    ترحيب عربي بقرار المحكمة الجنائية الصادر باعتقال نتنياهو    نهاية الطفرة الصينية !    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    اقتراحات لمرور جدة حول حالات الازدحام الخانقة    أمير نجران: القيادة حريصة على الاهتمام بقطاع التعليم    أمر ملكي بتعيين 125 عضواً بمرتبة مُلازم بالنيابة العامة    السودان.. في زمن النسيان    لبنان.. بين فيليب حبيب وهوكشتاين !    «كل البيعة خربانة»    مشاكل اللاعب السعودي!!    في الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.. الأهلي ضيفًا على العين.. والنصر على الغرافة    أسبوع الحرف اليدوية    مايك تايسون، وشجاعة السعي وراء ما تؤمن بأنه صحيح    ال«ثريد» من جديد    الأهل والأقارب أولاً    اطلعوا على مراحل طباعة المصحف الشريف.. ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة يزورون المواقع التاريخية    أمير المنطقة الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    في الجولة 11 من دوري يلو.. ديربي ساخن في حائل.. والنجمة يواجه الحزم    مصر: انهيار صخري ينهي حياة 5 بمحافظة الوادي الجديد    انطلق بلا قيود    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه.. أمير الرياض يفتتح فعاليات المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة    مسؤولة سويدية تخاف من الموز    السلفية والسلفية المعاصرة    دمتم مترابطين مثل الجسد الواحد    شفاعة ⁧‫أمير الحدود الشمالية‬⁩ تُثمر عن عتق رقبة مواطن من القصاص    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    اكثر من مائة رياضيا يتنافسون في بطولة بادل بجازان    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العنوسة أرقام مخيفة وظاهرة تهدد كيان الأسر وتنخر في نسيج المجتمعات
في ندوة أثارها "التعدد" وأثريت بالحلول

مشكلة أزلية تتفاقم عاماً بعد عام وترتفع نسبتها بأرقام كبيرة ومخيفة وصلت في دراسات حديثة إلى مليون ونصف المليون عانس باسباب غير منطقية ولا يخفى على أحد مردودها السيئ على الفرد والمجتمع لما سببته وتسببه من مشاكل نفسية وأحدثت شرخاً في الأسر وعبئاً يثقل كاهلها، مشكلة كتب عنها الكثير وشغلت لأعوام عديدة المنابر والإعلام بمختلف أوجهه إلا أن الحلول جاءت بسيطة بمجهودات فردية وخجولة وغير مدروسة أحياناً إنها العنوسة وعزوف الشباب عن الزواج آثرنا أن تكون موضوع ندوتنا لهذا الأسبوع بمشاركة اثنتي عشرة شخصية من المهتمين والمهتمات وحرصنا على أن لا تكون ندوة كغيرها من الندوات تطرح المسببات وتبتعد عن الحلول، ولهذا بدأت ندوتنا جريئة وصادقة شارك بها الطرفان وناقشا الأسباب هل هو غلاء المهور وما يقابله من دخل محدود ومتطلبات الحياة الصعبة أم العمل وإصرار الفتيات على العمل والكسب للتحرر من سلطة الرجل وجبروته أم أن المشكلة تكمن في عدم التنازل عن مواصفات فتى الأحلام وما تلتقطه الأطباق أم أنه الانفتاح والسفر أما أنه الإصرار على بناء بيت الزوجية من الألف إلى الياء الأساسيات مروراً بالكماليات وكماليات الكماليات أم أنه ما سمي جشع الآباء وحاجتهم إلى رواتب بناتهم وأبنائهم ووسط هذه المسببات ما الحلول وكيف يمكن تفعيل دور المؤسسات ومكاتب تيسير الزواج الجماعي وحتى تفعيل دور الخاطبة وتشجيع القائمين على هذه المهنة المتعبة المكلفة وهل سيكون التعدد هو الحل الجذري ولماذا عارضته النساء بشدة, حرصنا أن تخرج ندوتنا عن المألوف وتتلمس الحلول القابلة للخروج للواقع يتصدرها الجانب الشرعي ثم المجتمع الذي يشمل الفرد والأسرة فإلى الندوة:
التأصيل الشرعي
في البداية يتحدث الدكتور/ مسفر القحطاني عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل ومستشار في مشروع تيسير الزواج التابع لجمعية البر بالمنطقة الشرقية عن التأصيل الشرعي لحل العنوسة حيث قال يعتبر هذا الموضوع من الموضوعات الملحة والمهمة والتي تشكل ظاهرة اجتماعية إفرازاتها خطيرة على مجتمعنا وبالأخص في الفترات القادمة. وأشار القحطاني إلى المنهجية الشرعية الأصيلة في الحث على الزواج مستشهداً بقول النبي صلى الله عليه وسلم في حثه للشباب على الزواج "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء". مؤكداً أن الفهم الحقيقي لهذا الحديث يثبت أن الزواج هو حل المشكلة وليست هناك حلول أخرى لها وإنما الصوم مجرد مسكن إلى فترة التهيئة لذلك الأمر لأن هناك غريزة لدى الشباب والشابات لا موجه لها إلا ذلك وخاصة بما تحويه من ثمار يافعة نافعة للمجتمع. وأردف القحطاني مستدلاً بقوله صلى الله عليه وسلم في حديث نفيس: "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد" وقوله صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" وهي قضايا يجب أن تكون في اعتبارنا ونحن نتحدث من منطلق شرعي لظاهرة العنوسة فالمؤمن متبع لأوامر ربه طائع لنبيه وسننه إذا توفرت له الأسباب لأن فيه بناء لنفسه وشخصه لا غنى له عن ذلك.
السكن والمودة
وأشار الدكتور القحطاني إلى حاجة الإنسان إلى الزواج مما دلت عليه الآية الكريمة: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" حيث شبه الله سبحانه الزواج بالسكن الذي يحمى الإنسان من حر الشمس والرياح والبرد حتى يستقر في عيشه ويطمئن في حياته. فالزواج ذلك السكن الذي يحقق له ذلك الاطمئنان ويجعل له بالاً هادئاً ونفساً مستقرة مرتاحة ترفعه إلى أن يكون عامل بناء في المجتمع وإلا قادته هذه الغريزة نحو مهاوي الردى واشغلته بأمور قد تكون سبباً في انزلاقه للجرائم وبالتالي انعدام الأمن داخل المجتمع. وأوضح الدكتور مسفر أن الزواج يحقق المودة والرحمة التي يسعى لها كل إنسان من خلال امرأة صالحة تكتنفه ويسعى معها لتكوين الأسرة والتي تعد نواة المجتمع.
تخبطات اجتماعية
وألمح الدكتور القحطاني إلى التجربة المريرة لبعض المجتمعات التي نحت عن الزوج جانباً وما تتخبط فيه من ظواهر اجتماعية خطيرة شاعت فيها الإباحية والفساد والأمراض الخطيرة والتفكك العائلي مما يهدد بقاء تلك المجتمعات وهذا ما أفصح عنه كتاب "موت الغرب" لمؤلفه لباتريك بوكلن مستشار الرئيس الأمريكي واحد الجمهوريين المتعصبين حيث قال أن الغرب سينتهي في عام 2050 وستصبح أمريكا من دول العالم الثالث معللاً ذلك بانعدام مؤسسة الزواج مما حدا ببعض الدول كفرنسا لإعطاء معونات مادية للشخص المقبل على الزواج وأخرى للمولود الأول والثاني رغبة في استمرار الأسر والبناء الحقيقي للمجتمع، لذا كان الزواج حلاً لكثير من مشاكلنا الاجتماعية والنفسية الداخلية بما يستطيعه من تهذيب الإنسان من ناحية خلقه وسلوكه حتى تقوم المجتمعات ويستمر عطاء الإنسان دون توقف.
مقاصد حفظ النسل
وتناول الدكتور عصام الحميدان عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومستشار في مشروع الزواج وأمام وخطيب مسجد جامع المبارك بالجامعيين مقاصد الإسلام الخمسة والتي تركز على حفظ النسل والعرض والتي لا تعنى المحافظة على العرض من الزنا فحسب وليس المقصود النظر إلى الزواج كرغبة جنسية كما هو موجود في مجتمعات أخرى والتي سربت هذا المفهوم إلى عقول المسلمين فأصبح الزواج لإشباع حاجاتهم الجنسية بدون ضوابط حتى نهج عدد من الكنائس في الولايات الأمريكية وهولندا وإنجلترا للعقد على المثليين ويوجد عضو في الكنيست الإسرائيلي متزوج برجل ولديهما ولد بالتبني بينما المنظور القويم للزواج في الإسلام أنه تكوين المجتمع ضمن إشباع الغريزة الموجودة بطرقها الشرعية المثلي وهي الزواج الذي هو سنة الأنبياء عليهم السلام وإذا لم يحدث الزواج ظهرت العنوسة أو انحراف المرء عن جادة الصواب وأشار د. عصام إلى الضوابط القرآنية والتشريعات النبوية والتي تضع القيود على الطلاق وتفكك الأسر وهذه دلالة على حرص الإسلام على الزواج بل أن الإسلام اعتبر أن الكون كله قائم على الزواج وهذا ما بينته الآية الكريمة: " ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون" فالنباتات والحيوانات تبنى حياتها على الزواج الذي يعد أحد مقاصد الشريعة.
تعريف العنوسة والأهمية
وعرف الدكتور الحميدان العنوسة بأنها التأخر في الزواج إلى سن متأخرة إلى حد حصول الفتنة ولا يمكن تحديد سن معينة لأنها تختلف من مجتمع إلى آخر. وعن أهمية الموضوع قال الحميدان ان العنوسة ذات مشاكل اجتماعية وتربوية وأخلاقية وسلوكية ونفسية تطال ذات العانس.
أولوية الاهتمام
وتحدثت الدكتورة أميرة الجعفري عضو مساعد بهيئة التدريس بكلية الآداب بالدمام وعميدة للكلية سابقاًُ موضحة ضرورة بحث قضية العنوسة بجدية أكبر من خلال معرفة أسباب هذا الأمر وما دفع المجتمع وخاصة السعودي إلى بروز هذه الظاهرة والتي تعد مرتبة متأخرة في أولويات العلاج بالرغم من الأرقام المخيفة التي نشرتها الإحصائيات الرسمية في حين أنها تحتل المرتبة الأولى في بعض الدول العربية فأنشأت مراكز خاصة لدراسة القضايا الاجتماعية ومراكز الأبحاث وما عمدت إليه الدول الأوروبية التي أدركت خطأ نهجها فسارعت إلى اكتشاف طرق حديثه للقاء العانسين ظناً منها أنه حل ممكن رغم خطئه الواضح فمن باب أولى أن نسارع إلى ما يمكن السيطرة به على مثل هذه الظاهرة في مجتمع متماسك كالمملكة.
الأسر المستهدفة
وأشارت الدكتورة أميرة إلى ما يراد بالأسرة المسلمة من تغيير وتحول يهدد المجتمع المسلم بأكمله وهو ما يستشعره الجميع بمختلف تخصصاتهم وهي مسؤولية على كافة الجهات الحكومية والأهلية توجب تضافر الجهود لحل الكثير من قضايانا الاجتماعية والتي بدأت تطرأ ولم تعط القدر الكافي من الاهتمام ما يحفزنا على مواجهة قضايانا وفق منظورنا الشرعي بدلاً من انتظار حلول خارجية تمليها علينا قوى أخرى لتفرض ما تراه مناسباً من وجهة نظرها.
إحصائيات العوانس
وداخلت الدكتورة سهير محمد مكي محاضرة في قسم طب الأسرة والمجتمع كلية الطب جامعة الملك فيصل ورئيسة اللجنة الطبية بالندوة العالمية للشباب الإسلامي بتوضيح آخر إحصائية لوزارة التخطيط بالمملكة والتي أفادت بأن عدد العانسات (418، 529،1) عانسا كانت أعلى نسبة في مكة المكرمة ثم الرياض والشرقية والجنوبية مما يعني خطورة القضية وأهمية الموضوع في ظل الرقم المخيف. ودعت د. سهير إلى مناقشة أصحاب الشأن من شباب وشابات حول القضية ومعرفة وجهات النظر والأسباب العائقة لأنهم ذوو العلاقة وأقدر على ترجمة ما يشعرون به.
خطورة متوقعة
وعددت الدكتورة مكي الخطورة المتوقعة جراء تكاثر هذا الرقم كالمشاكل النفسية واتخاذ طريق الحرام وهو ما يسير عليه للأسف بعض الشباب والشابات وكذلك تزايد عدد مدمني المخدرات وبالتالي سيكون ذلك دماراً شاملاً للبنة المجتمع وهي الأسرة.
أهداف شيطانية
وأكدت الاخصائية الاجتماعية فوزية الراجح على حدوث الفتنة التي نبهنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يتم الزواج وهي قاعدة كبيرة تقرن الفتنة بالعنوسة قد تكون أسبابها أهدافا شيطانية تقوض دعائم الأسرة بقصد أو بدون قصد. وقد دعا عليه الصلاة والسلام إلى الزواج المبكر كخطوة ذات أبعاد خيرة جمة وأن كانت العنوسة سنا تمتد إلى مرحلة عدم قدرة المرأة على الإنجاب وبذلك ضمن الزواج المبكر حلاً مناسباً رغم ما يعتريه من ظروف اجتماعية واقتصادية ونفسية وأخلاقية قد تتحمل الأسرة عبء هذه الانحرافات إذا تخلفت عن اللحاق بقطار العمر وأخرت الزواج إلى ما بعد مراحل الدراسة مما قد يسوق العانس إلى المخدرات والزنا وبالتالي تتقوض دعائم الأسر ويقل عدد السكان ونحن أمة مسلمة قوية ذات قوة بشرية حث عليها الإسلام الحنيف.
العبء الثقيل
وتصورت الأخصائية الاجتماعية نفلة العنزي من مستشفى الأمل بالدمام العنوسة بأنها وصول الشباب أو الشابات إلى عمر يرفض فيه المجتمع بقاءه بدون زواج رافضة ارتباط العنوسة بالفتنة التي قد تتعرض لها صغيرات السن.
وأشارت نفلة العنزي إلى المخاطر النفسية التي تتعرض لها العانس كالقلق والاكتئاب والذي يؤثر بدوره على النواحي الصحية مثل أمراض القلب والضغط والسكر وكذلك مشاكل اجتماعية تكمن في عدم قدرة الفتاة على التواصل مع الآخرين اما الخجل أو عدم ثقة بالنفس بل حتى أن الأسر قد تصل إلى مرحلة التحسس من كون العانس عبئا وحملا ثقيلا ترغب في التخلص منها مما قد يحدو بالأسر وبها إلى الزواج من أي شخص غير مقتنعة به وبالتالي تتكون علاقة أسرية مبنية على قاعدة هشة لا تستطيع مقاومة وطأة الحياة أما المشاكل الأخرى فقد تؤدي العنوسة إلى المشاكل الجنسية وانتشار الفساد والانحرافات الأخلاقية والمعاكسات الهاتفية والخروج والعلاقات المثلية.
البادية والمدن
وأوضحت الأخصائية نفلة ان المدن تحظى بالنصيب الأكبر مقارنة بغيرها من القرى والهجر بالنسبة لعدد العوانس مرجعة اسباب ذلك الى ارتباط المدن بمتطلبات حياة أكثر تثقل كاهل الشاب الذي لا يقدم على الزواج الا بعد استكمال جميع جوانبه وخاصة السكن بينما قد لا يحمل من في الطرف الآخر سوى تكاليف غرفة النوم نظرا لبساطة الحياة وامكانية تعايش المرأة دون طلب منزل مستقل وهذا يختصر جزءا كبيرا من الوقت والجهد إضافة الى قرب الروابط الاجتماعية والمعرفة الشخصية للبيوت والعوائل مما يسهل عملية التواصل المنقطعة في المدن اذ لم يعد يعرف الجار جاره وانعدمت الزيارات سوى من الأقارب وهذا وبال للحياة المدنية التي قامت عليها كثير من مجتمعاتنا.
قنبلة اجتماعية
ورأى الدكتور مسفر القحطاني أن الإحصائية التي قامت بها وزارة التخطيط قنبلة رميت على المجتمع لأننا نعيش مرحلة توليد الأسباب كلها ضمن إطار توقعي وتخمين وظن إذ لابد من وجود دراسة دقيقة مستمرة لنتمكن من دراسة الأسباب في مستويات علمية تكفل وجود حلول عملية واقعية مبنية على الرقم الصحيح ونحن في دول العالم الثالث بكل صراحة لا نهتم بالدراسات ولا الأرقام والإحصاءات ولهذا حتى تشخيص ظاهرة معينة لابد ان يكون ضمن لجان متخصصة تجدد دراساتها وإحصائياتها وهو نهج دول متقدمة فالسويد مثلا عندها إحصائية لعدد المواليد والوفيات والمرضى والمفقودين كل ثلاث ساعات بينما في دول العالم الثالث تحتاج ثلاث سنوات لهذه الإحصائيات وفي سنغافورة يوجد في كل منطقة آلية خاصة لعمل إحصائيات سريعة مؤكدة فلماذا لا تنسأ مراكز أبحاث ودراسات لدينا بهذا الشكل.
ثغرات المجتمع
وحول نظرة ولي الأمر الى وجود العانس في البيت والقلق المقرون بالحرص على تزويجها قال ولي الامر صالح الزهراني والذي يعمل مديرا لمدرسة الشاطئ الابتدائية بالقطيف اكثر من 30 عاما: أن كثيرا من أولياء الأمور في العصر الحاضر يطالب بنته بزواج بعد المرحلة الجامعية والقليل بعد المرحلة الثانوية مما يوصل الكثير إلى سن متأخرة تصل إلى الأربعين والبعض ينهج ذلك ضمن رؤية قادمة من المغرب وذكر الزهراني أن ولي الأمر يحرص على زواج ابنته وربما يشكل ذلك قلقا يوميا له بعد رؤيتها قد بلغت سن الزواج ويسعى لزواج ابنته بالرجل الصالح إلا أن المجتمع قد يكون به ثغرات تعاكس ما يريده.
الولاية والعضل
وذهب المشرف الاجتماعي بالادارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية عبد الله القحطاني الى خطورة ما يقدم عليه ولي الامر من التعسف في استخدام الولاية وعضل الفتاة على الزواج وهذا ما حذر منه الإسلام ودعا كل مسؤول الى تحمل مسئوليته وخاصة ولي الأمر.
وذكر القحطاني ان من الأسباب التي قد توقع ولي الأمر في العضل رؤيته الضيقة للنواحي الاقتصادية ورغبته في استمرار البنت لديه لسد عجزه واعانته خاصة اذا كانت صاحبة عمل ومرتب مغر يؤثر الاحتفاظ بها وبمرتبها وكذلك نظرته الى الكفاءة واختيار الزوج الكفؤ والذي قد يكون في اغلب وجهات نظر أولياء الأمور صاحب المال والوظيفة العالية وليس الكفؤ الذي حدده الإسلام (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه). والمال يأتي بعد هذه الأمور فالمال يذهب ويبقى الدين والخلق وكم من فقير تزوج أغناه الله من فضله واضاف القحطاني: النظرة القديمة المتوارثة في اعرافنا وتقاليدنا والتي تلزم زواج البنت الكبرى أولا ثم من يليها وهكذا وكذلك الولد الكبير قبل الصغير وهذا يؤدي الى تأخر زواج بناته بدون سبب مقنع ووفق تقليد ما انزل الله به من سلطان بل قد يجر ذلك سببا في تعنيس الجميع.
رؤية ولي الأمر المادية
واستشهد مدير مدرسة ابن خلدون الابتدائية بسيهات مسفر محمد الغامدي بنصيحة تلقاها من أحد رفاقه تؤكد ضرورة اتاحة الفرصة لمن جاءها النصيب حيث إن زميله كان لديه عدد من البنات فجاء الخطاب من كل حدب وصوب الا انه رفض ذلك متعذرا بدراستها فقضى على زهرة شبابها وفاتها قطار الزواج مما أحجم الخطاب عنها وتوجهوا لأختها الصغرى فاضطر الى تفادي خطاه التي دفعت نتيجته البنت الكبرى.
واشار الغامدي الى العيشة المادية البحتة التي يتعرض لها ولي الامر في قطع طرق الزواج على ابنته لاكمال دراستها ربما حرصا في غير محله لإفادتها او طمعا فيما سيأتي من راتبها دون أن يدرك أن بامكانها أن تكمل دراستها في بيت زوجها وهذا ما اكدته التجارب والشواهد المعاشة من نجاح مثل هذه الزيجات مع بقاء البنت في دراستها لذا كان من الضروري خروج ولي الأمر من قفص الاتهام بترك المجال مفتوحا أمام البنت وذلك بالتوجيه والإرشاد وتثقيف الأب بمثل هذه الأمور بطرق علمية مدروسة وحلول جذرية وليس حبرا على ورق.
تدخل القاضي لحل العنوسة
واجاب الدكتور عصام الحميدان عن تساؤل الدكتورة أميرة الجعفري حول الناحية الشرعية في موضوع العضل وذلك ضمن ما عرض عليه من حالات أثناء عملها في قسم التوجيه والإرشاد بكلية البنات بالدمام وطلب بعض الطالبات مساعدتهن على هذه الاشكالية حيث قال الحميدان.
لقد حدد الفقهاء أنه لا يجوز النكاح إلا بولي وشاهدين وهذا الحكم ليس تعقيدا للموضوع بل ضبط له لأنه لا يعقل أن ينتمي رجل لهذه الأسرة دون علم وليها فإذا لم يكن الولي أهلا للولاية تنتقل الولاية منه إلى العم أو الخال أو القاضي الذي لديه الحق في التزويج والطلاق والفسخ لأنه نائب لولي الأمر وامام المسلمين فإذا كان الولي المباشر غير كفؤ فللقاضي الحق.
واستدرك الحميدان أن هذا الحل الشرعي لا يعني فتح الباب للبنات للجوء اليه بل يأتي في مراحل حل أخيرة اذا تضررت وأحست بالخطر بل عليها اللجوء الى الوسائل المثلية والحلول التوافقية.
حلول وقائية
وداخل الدكتور مسفر حول ولاية ولي الأمر قائلا: ان الولاية تكليف وليس تشريفا وفي شروط الولاية التي ذكرها الفقهاء ان تكون هناك أمانة وصلاح وقدرة على ادائها والزواج يقتضي ان يكون ولي الامر امينا وحريصا وقادرا على اختيار الكفء وليس مجرد متفنن في رد الأزواج.
وذكر الدكتور القحطاني قصة مريرة عايشها في اتصال من إحدى الفتيات تخبره بأنها الفتاة الرابعة من بين أخواتها ووالدها لم يتزوج إلا واحدة بحكم العمل والوظيفة والرغبة في الحصول على المال وهي تعيش ظروفا صعبة تخيرها بين أن تتبع ما فعلته أخواتها من قبل لما صرف عنهن الزواج وبدأن الانحراف والخروج من المنزل مع الشباب والعزاب أم ماذا تفعل؟!
ووصف الدكتور القحطاني تصارع الخير ورغبة الحلال مع نيتها الزواج الشرعي لذا كان الحل الانتقام للقاضي ولكن قبل ذلك الى العم والاخ الاكبر والخال مع حسن التصرف والتضافر ضد الاب الذي يعتبر مجرما بحق ابنته ويستحق العقوبة لأن ذلك مسوغ لها إلى الانحراف.
وفي ظل استحالة تقبل مجتمعاتنا ذهاب البنت الى القاضي لتزويجها والتي قد لا تلقى قبولا حتى لدى الزوج او خجلا يمنعها من ذلك علق الدكتور القحطاني بقوله: ان الحل العملي هو وجود هاتف ينتشر بين الناس لحل هذه المشكلة دون أن تذهب البنت إلى القاضي ومن ثم يقوم القاضي باستدعاء ولي الأمر وإخباره ومعرفة موانعه لأن في الدول الأخرى يخرجون في مراكز اجتماعية للبحث والتأكد فلماذا لا يكون لدينا مثل هذه اللجان, يعمل بها العاطلون عن العمل أما وفق نظام تطوعي أو عمل جزئي براتب.
وشدد الدكتور القحطاني على ضرورة تفعيل دور القاضي وجعله من أولوياته رغم أن قضاتنا قد لا ينظرون إلى هذا الأمر مع الأسف وهو صاحب سلطة يأمر الجهات التنفيذية بمتابعة القضية لأننا لا يجب أن نبقى مكتوفي الأيدي حتى تأتي هذه الفتاة بجريمة ولا نفتح المجال لمثل هذه الجرائم وهذه حلول وقائية لابد منها أما كون المجتمع لا يعتاد عليها فالمجتمع يعتاد الآن على ما هو أسوا فلماذا يحجم عن هذه القضية؟!
مراكز الأحياء والعمد
وأضاف المشرف الاجتماعي عبد الله القحطاني إلى أهمية تفعيل دور امام المسجد وقيام مراكز بالأحياء يتولاها أعيان الحي والخيرون منه وبالتالي يكون أكثر قرباً وأكثر قدرة على التأثير ويترأسها العمدة الذي مغيب دوره ويتم حوار ونقاش مع ولي الأمر الذي يوضح له ويبين ما قد يغيب عنه.
حوار منزلي
وداخل ولي الأمر صالح الزهراني لافتاً النظر إلى غياب الحوار الصريح والهادف داخل المنزل وخاصة من قبل البنت مع ولي أمرها والتي تؤثر الاحتفاظ بما في دواخلها عن الأفضاح بسبب عوامل عدة قد تكون شخصية ولي الأمر القاسية أحدها ظناً منه أنها نوع من الرجولة.
رفض القضاء
وأوضحت الأخصائية الاجتماعية نفله العنزي أن الوصول إلى القضاء يفاقم المشكلة ويهز العلاقة بين البنت وأهلها وإن كانت العنوسة لا تقتصر على الأنثى بل هناك عنوسة عند الرجال لأن البنت لا تستطيع الذهاب إلى المحكمة ورفع قضية على والدها وهذا مرفوض في عرف المجتمع السعودي تحديداً.
هاتف إرشادي
وأوجدت العنزي أن الحل البديل والأنسب في وجهة نظرها هو إيجاد رقم هاتفي يمكن أن يقوم بأدوار النصح والإرشاد على أن يتم إعلانه في مختلف وسائل الإعلام لأن القاضي لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال إجراءات ومكاتبات قد تطيل الوضع وتؤجج المشكلة وهي في طور الحل.
مشروع تيسير الزواج
وعرف الدكتور عصام عن مشروع تيسير الزواج الذي يعمل به بأنه مشروع خيري وليست له الصلاحية أو السلطات الكبيرة لأنه ليس جهة رسمية يستطيع الفصل بل يقوم بوساطة خير لإقناع الأطراف. واختلف الدكتور عصام مع الأخصائية نفلة حول إمكانية تدخل القضاء وتحويله إلى شيء عملي من خلال لجان اجتماعية داخل القضاء للاهتمام بهذه الواجبات وتساعد القاضي في أداء عمله.
مراكز الأحياء
ودعا الحميدان إلى إنشاء مراكز داخل الأحياء تهتم بالعمل الاجتماعي وهي ذات بعد عملي أكثر بحيث يمكن أن تحل مشاكل المجتمع والتي بدأت تظهر سواء العنوسة أو غيرها على غرار المراكز التدريبية.
مبادرات ضعيفة
وذكر الدكتور مسفر القحطاني عن تجربة حضرها في مؤتمر مشاريع تيسير الزواج والذي حضره مسؤولون من مجلس الشورى ووكيل وزارة العدل وطرحت هذه القضية وبدئ العمل به في الرياض ولكنه عمل لم يواكب الطموح بحيث ينتشر في جميع مناطق المملكة لأنه قام على مبادرة غيورة من بعض القضاة لمعالجة العنوسة والطلاق لذا كان لابد من المبادرة بالعمل دون الاتكاء على مجهودات أخرى قد تأخذ وقتاً طويلاً يفرز اعدادا تثقل كواهل الراغبين في حل المشكلة.
الإضرار بالفتاة
وأضاف القحطاني أن العضل الذي يعني منع ولي الأمر الكفؤ من الزواج من هذه الفتاة من غير سبب شرعي حتى يفوتها سن الزواج الذي يرغب به وهذا مفهوم شرعي يدل على وجود المشكلة والتي توصل إلى مرحلة الإضرار بالفتاة، لذا فالقضاء له دور هنا ولا يعني أن تذهب المرأة إلى القضاء مباشرة ولكن من خلال عدة آليات بديلة كالأقارب والوسطاء الخيرين, لكن قضية الولاية لا يمكن إسقاطها عن الأب إلى شخص آخر إلا عن طريق القضاء وهذا العضل يختلف عن المنع المؤقت لأن العضل إضرار كبير بهذه الفتاة من غير رغبة منها حينئذ يتدخل القضاء بعدة آليات على الأقل ينشر إعلامياً أن هناك بتا قضائيا لكل رجل يعضل ابنته من الزواج من الكفؤ انه من الممكن أن يعزر من هذه الفعلة لكونها جريمة, وأن كان العضل ليس كل أسباب العنوسة مع الإشارة إلى اغفال بعض القضاة لهذا الدور في محاكمهم.
وزارة الشئون الاجتماعية
ولفتت الدكتورة أميرة الجعفري النظر إلى توجه الدولة الجديد من خلال فصل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية إلى وزارتين وهو توجه جيد يحفز إلى قيام مراكز في الأحياء لها من الصلاحيات والقدرة على دراسة الحالات الاجتماعية في الحي وإذا تطلب الأمر رفعه إلى القاضي تقوم بذلك لأن العملية إذا أوقفت على رجال الأعمال أو المشاريع الربحية لن نحقق حلاً على الأقل في الوقت القريب فالمسؤولية على حد تعبير الجعفري مسؤولية دولة وليست أفرادا.
حلول بعيدة المدى
وأشارت الدكتورة سهير مكي إلى إيجاد حلول ذات نظرة بعيدة المدى تنطلق من الاهتمام بالأجيال الصاعدة والتي تحمل أفكارا وتجارب أخرى وذلك من خلال الابتداء بتربية الأبناء على أفكار ورؤى واضحة قادرة على تغيير المفاهيم الخائطة وتبصيرهم بما يجب سواء من ناحية العضل أو الحقوق الشرعية وأمور تسهيل الزواج وذلك بإسقاط المفاهيم العميقة في المناهج الدراسية بحيث يعرف الناشئ اليوم والذي سيكون فيما بعد مقبلاً على الزواج وربا لأسرة أو الشاب وأم المستقبل بكيفية التعامل الشرعي مع مثل هذه الأمور ويصبح لدينا وعي اجتماعي بتقبل كثير من الرؤى والأفكار وخاصة اللجوء القضاء في مثل هذه المواقف.
اختلال المنظومة الثقافية
ومن أسباب العنوسة قالت الدكتورة أميرة الجعفري: غلاء المهور وتكاليف الزواج والاهتمام بالماديات والنظرة التي اجتاحت المجتمع وخاصة في السنوات الأخيرة التي شهدت تغييراً في البنية الاجتماعية بعد أن توافرت السبل المادية وعم الرخاء وانفتح الفرد على العالم بشكل مختلف سواء عن طريق الاتصالات أو الفضائيات والتي أصبحت تقدم للأسرة كل شيء كأكله ولبسه فتغيرت كثير من الأنماط والمنظومة الثقافية اختلت ولهذا أثر ذلك في عقلية الكبار وهذا الاختلال كذلك وجد في داخل الأسرة وعلاقة الأب بأفراد أسرته وبالتالي اهتز كثير من القيم وخاصة تلك التي يقيم بها الشخص بعد ما كنا نقيم الشخص بدينه وأخلاقه أصبح يقيم بماله ومركزه المادي في المقابل لا ينظر إلى عجز الشباب اليوم في توفير كل متطلبات الفتاة وفي ظل غياب فرص الوظيفة والبطالة مما يجعله يؤخر عملية الإقدام على خطوة الزواج وبالتحديد عندما يعلم برغبة الفتاة في السكن خارج أسرة العريس بما يسمى الأسر الممتدة وهذا للأسف ما أبداه عدد من طالبات الجامعة. ويدخل هذا الوضع في دور الإعلام وتصويره للأسرة والذي يشبه الزواج بدخول القفص حتى وأن كان ذهبياً لأنه يعبر عن المكان الذي سيحبس فيه الشخص بحكم التأبيد إضافة إلى الأفكار الأخرى التي تشجع على قيام علاقات أخرى غير الزواج عبر الفضائيات.
فوارق أسرية
وتناولت الدكتورة سهير مكي الخوف من الفارق المعرفي والتعليمي بين الزوجين ونظرة الشباب إلى الفتاة الجامعية وخاصة الطبيبات اللاتي لا يقبل عليهن الشاب برغبة لما يمتلكنه من تغطرس وتعجرف في وجهة نظر الشاب وخاصة إذا كان ذا مستوى تعليمي أقل مما قد يخوفه من الزواج منها رغبة في التخلص من الدخول في مشاكل ما بعد الزواج حول العمل وترك الوظيفة.
سلبيات الفضائيات
وأشارت الدكتورة مكي إلى السلبيات التي أفرزتها الفضائيات بحيث جعلت الفتاة تحلم بزوج صاحب مواصفات كذا وكذا وهو الآخر له مواصفات أخرى وهذه نظرة سطحية من الطرفين قد تسهم في تأخير الزواج حتى يأتي فارس الأحلام وكذلك ما يمكن أن تنتجه الأسرة نفسها ومشاكلها النفسية والاجتماعية والعائلية على الفتاة تجعل لديها من التخوف والتراجع وعدم اتخاذ قرار الزواج حتى لا ترى ما يحصل في بيت أهلها وتقع في نفس الموقف ودعت مكي إلى نشر الدراسات والأبحاث المفيدة عبر وسائل الإعلام والتي تبين مضار الزواج المتأخر وفوائد الزواج في مراحل العمر الأولى بدلاً من بحث الغث الذي لا يجدي.
الأصيل والنسب
وعددت الأخصائية فوزية الراجح عددا من أسباب العنوسة بدأتها باشتراط ما يسمى الأصيل وصاحب النسب المعروف وهو مدخل شيطاني يوحي بالتكبر ويؤكد وجود الطبقيات رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ابن الحسب والنسب زوج زيد بن حارثة لابنة عمه السيدة زينب وكذلك مسألة السكنى والإيجارات المرتفعة والتي لا يستطيع الشاب الحصول على مأوى في غياب واضح من رجال الأعمال للمساهمة وبناء وحدات سكنية وتأجيرها بمبالغ رمزية دعماً منهم في خدمة أبناء وطنهم أو توضع قوانين صارمة تحدد الإيجارات المرتفعة.
وايضا رفض فكرة الزواج من الأجنبي المسلم وعلى الأنظمة والمجتمع الرافض لهذه الفكرة الخضوع وقبولها فقد ظهرت حالات زواج من مجتمع الخليج فلماذا لا يفتح المجال لكل مسلم.
مراكز جامعية
وحول إسهامات الجهات الجامعية والتي تعتبر مكانا خصبا لتقارب الشباب وإمكانية توافق الكثير عبر قناة رسمية شرعية معترف بها وبدورها قالت أميرة الجعفري أنشأنا في كلية البنات بالدمام إدارة التوجيه والارشاد من ضمن اختصاصها العمل على توجيه الطالبات نفسيا ومحاولة العمل على تفكيرها الذاتي وهو دور حيوي يكمل سلسلة من الحلقات الاخرى.
الزواج على رأس العمل
وأكد مسفر الغامدي ضرورة إيجاد مراكز تكون اكثر فاعلية داخل الجامعات والكليات تحت أي مسمى على أن تعمل على توضيح إيجابيات مجتمعنا وتعزيزها واكتشاف مواطن الخلل وعلاجها واستضافت نماذج من المعلمات اللاتي اكملن تعليمهن ودراستهن في بيوت أزواجهن وبالتالي تبني هذه الفكرة من خلال المشايخ والدعاة والصالحين وأئمة المساجد في كل التجمعات التي توصل الرسالة الهادفة لأن بناتنا ضعن بسبب تعنت الأب والام أو غفلة الفتاة.
المشاكل الزوجية
وشخص المشرف التربوي عبد الله القحطاني عددا من الأسباب المؤدية الى العنوسة كالسفر إلى الخارج واشغال الوقت بما يراه مناسبا فينظر الى الزواج وكأنه قيد يمنعه من ذلك وايضا التبرم الذي تبديه بعض الزوجات او الأزواج أمام الآخرين وخاصة العزاب من الزواج ومشاكل الأبناء والمنزل مما يعطي صورة وانطباعا أوليا وفكرة خاطئة لا تمثل الوجه الحقيقي للحياة الزوجية فالمشاكل قد تكون جزءا من ساعة بينما يهنأ الزوجان بباقي الوقت وكذلك عدم رغبة الشباب في تحمل المسؤولية وحب الحياة بحرية وانطلاق بلا قيود يذهب ويأكل متى يشاء؟!
والبنت تسعى الى مقولة (لا اريد أحدا يتحكم في).
ورأى القحطاني ضرورة تفعيل دور أئمة المساجد الذين يجب عليهم توعية احيائهم وما بها من شباب وشابات ويعملوا على مخاطبة الآباء في تأخير زواج الابناء بشكل مباشر ومستقل ويحاولوا تهيئة الظروف من خلال علاقاتهم بالجميع لتذليل الصعوبات وتفنيذ الأسباب والموانع.
الإفصاح عن العوانس
ويرى الزهراني أن من الأسباب أيضا التباهي في حفلات الزواج والتكاليف الباهظة وكذلك الفتاة أحيانا تطلب من الشاب أكثر مما يستطيع ولهذا تجد أنه لا يستطيع الوفاء بها فيحدث الطلاق ومنه عزوف آخر لفتاة رأت التجربة المريرة ومن الأسباب أيضا التستر على العوانس داخل البيوت وعدم الافصاح عن وجود بنات في سن الزواج, لذا فان مجلس الحي يمكن أن يقوم بهذا العمل .. نحن في مخطط 75 عندنا مجلس للحي وأمام مسجد هو المسؤول عن الجماعة ويتفقدون أحوال الحي من كل النواحي ليس من ناحية العوانس فقط.
ونبه الزهراني إلى الحاجة لفرش المفاهيم الطيبة في الأسرة سواء للشاب أو الشابة فمثلا أنا سألت بنتي عند تزويجها كم يكفيك لتجهزي نفسك ؟ فأخذنا اليسير في زواجها بمعنى هي التي قررت مهرها بنفسها.
الأنظمة والقدوات
وتساءل الدكتور مسفر القحطاني بعد أن شخصنا القضية وتلمس انبعاث هذه الظاهرة التي تعيشها وتوصيف أسبابها هل ممكن أن نوجد حلولا وفق المتغيرات التي نعيشها والظروف الراهنة المعاصرة والتي لا تكون حلولا مثالية بقدر ما تكون حلولا واقعية سهلة التطبيق وأن لها فاعلية مقبولة عند المجتمع!
ورأى القحطاني مثالا على ذلك قضية المهور كان قديما ينظر لها كحل عن طريق الخطب والمحاضرات والتوعية العامة ولكنها لم تجد امام جشع وطمع أولياء الأمور ولكننا الآن نحتاج الى مرحلة أخرى ثانية تكون في جهتين الأولى من قبل السلطة والنظام من خلال تشريعات تكون ملزمة أولياء الأمور وفق مهر معين موافق لكل وقد يكون مطبقا في بعض المناطق ولكن في كثير منها تطبيق اسمى يجب أن يفعل.
والجهة الثانية أن يكون هناك قدوات عملية لأن الناس تحاكي بعضها في القضايا الاجتماعية وتتشبه بعوائل زوجت بناتها بقيمة خيالية والذي ينبغي ان نقلب الهرم ونعكس الصورة بان تكون رموزنا الاجتماعية علماء كانو او تجارا ورجالا يجب أن يتولوا هذه المبادرة بمعنى أن يزوجوا بناتهم أمام الملأ بمهور منخفضة وتكاليف زواج قليلة وشيوخ القبائل يجب يبادروا كذلك وان احتاج الأمر الى تدخل المسؤولين لتفهيمهم هذا الدور وجعلهم قدوة لابناء عشيرتهم لان الناس ترغب في المحاكاة والانشداد الى الطبقات العليا.
فتاة الغلاف
وحث الدكتور القحطاني المناهج التعليمية في الإسهام في هذا الدور حيث قال: جامعة البترول والمعادن قسم الدراسات الإسلامية قامت بتجربة مفادها إنها وضعت مناهج جديدة تهتم في قضية علاج النظام الأسري تهدف إلى خروج شاب يمكنه اختيار الزوجة المناسبة تختلف عن النظرة الإعلامية التي اشبع فيها كثير من الشباب بما يسمى(فتاة الغلاف) والتي يريدها زوجة الحلم والمستقبل وتجعله اكثر واقعية وكذلك أسس العلاقة الزوجية وتحمل المشكلات التي لابد منها حتى لا تكون هناك ظاهرة أخرى وهي الطلاق والتي أشارت دراسات الى أن (1/3) الزيجات التي تحدث عندنا في المملكة تنتهي بالطلاق وحتى المناهج الدراسية يجب أن تركز على الفتاة كيف تكون أما وربة منزل وكيف تؤدي دورها الحقيقي مع زوجها وكيف تستطيع حل مشكلاتها وكيف لها أن تحتوي عادات وتقاليد وأخطاء ربما تجدها في زوجها وكيف تعالجها بنفسها دون اللجوء إلى والديها او عناصر اخرى.
وطالب القحطاني بتحويل كثير من مسارات رسالات الماجستير وبحوث التخرج والدكتوراة والرسائل العلمية إلى مناقشة هذه الظاهرة وكذلك تجربة مشروع تيسير الزواج الذي يشترط لطالب إعانة زواج حضور دورة تدريبية في فنون الحياة الزوجية وكذلك دورات عامة.
برامج سخيفة
وحمل الدكتور القحطاني البرامج الإعلامية والتي تعتبر اما مهيجة او مفرخا لهذه الغريزة وكذلك الإنترنت وغرف الدردشة مع الفتيات والتي تبنى معها علاقات غالبا ما تنتهي بكارثة وهي في ذاتها كارثة وكذا البرامج السخيفة التي تنشر في المجتمع والتي تهدم الأسرة وتجعل هناك مسوغا عاديا جدا بان تكون هناك علاقة بين الرجل والمرأة.
والقنوات الفضائية استطاعت أن تدمر 90 % من العادات والتقاليد التي استمرت مئات السنين وذات جذور كانت ضاربة في المجتمع لكن مع الإعلام القوى المؤثر ووجود عقليات ضعيفة ووازع ديني هش وتعليم بسيط استطاعت القنوات تغييرها وهذا كله يحكم مبدأ الأسرة بالدعوة الى مساواة الرجل بالمرأة وهو خطأ إعلامي يرى أننا نعيش في مجتمعنا السعودي حالة جمود وتقليد ولابد من الانعتاق الان الذي ليس فيه رؤية واضحة الا الرؤية الإعلامية السائدة (العولمة) التي أصبحت تسبغ كل مجتمعات الأرض.
التعدد والحلول
وفجر الدكتور مسفر القحطاني الندوة عندما بدأ باستعراض الحلول الممكنة لعلاج ظاهرة العنوسة حيث قال:
نحن ما زلنا في مرحلة تلاقي الأفكار، القضية تحتاج الى مؤتمر ودراسة علمية مبنية على معلومات وارقام وبحوث علمية رصينة في مثل هذه الظاهرة الخطيرة وانا أتمنى ان الكليات الموجودة عندنا في المملكة تهتم في هذا الجانب والتي ما زالت في دائرة النسيان.
من الأشياء التي احب أن أؤكدها الآن مسألة التعدد ليس قضية فرض ومشاكلها الاجتماعية سيئة لكن ينبغي ان يكون هناك قبول للمجتمع .. المرأة لماذا لا تهيأ ان تقبل زوجة اخرى لها ؟! انا اذكر مقالا في الواشنطن بوست مترجما عن فتاة اسمها ليندا تعيش في نيويورك تقول انه في أمريكا اكثر من 8 ملايين امرأة .. عددهن اكثر من الرجال .. ونحن عرف ان عدد النساء اكثر وبعض الدراسات تقول انها مكافئة.
أضف الى هذا أن السجون أكثرها رجال تقول ليندا ما هو الحل؟.. هل أبقى عانسا أم ان هناك حلا أن أرضي أن أكون زوجة لرجل متزوج؟! هي تذكر هذا الحل في مجتمع لا يؤمن كلية بمثل هذه القضية وان كانت طائفة المورون في امريكا كلهم يعددون ويتباهون بذلك في وسائل الإعلام.
المجتمع يبنغي ان يتقبل التعدد.. اذا المرأة حدث لها أي شيء او ان الرجل لديه الرغبة لماذا امنعه من التعدد ما دام الشرع حلل له ذلك .. الزوجة تقول له سافر وافعل ما تشاء ولكن لا تأت لي بزوجة أخرى.. هذه كلها مفاهيم خاطئة. وينبغي أن نعرف هل يستطيع الزوج العدل اذا لم يستطع لا يجوز له ان يعدد ولا يمكن ان يحث على هذا (فان خفتم الا تعدلوا فواحدة) هكذا يقول الله جل وعلا. اذا لم تعدل فواحدة هناك جانب عملي في هذه القضية .. لدينا رقم موجود عن العوانس (مليون ونص المليون) لا نستطيع ان نتجاهله أو نقضي عليه لكن لماذا لا يكون هناك مركز لخدمة المجتمع ..أنا اعرف ان في كل كلية مراكز لخدمة المجتمع مقصورة على اشياء هامشية لماذا لا يفعل دور هذه المراكز وتقيم دورات تأهيلية ومتخصصة وصقل للمواهب تنمي معارفهم.
والجمعيات الخيرية أيضا سواء كانت هيئة او ندوة وتستقبل البنات اللي عندهم مشاركات وجمعيات تحفيظ القرآن أيضا لماذا لا يكون لها دور واسع في هذا الأمر تؤهل الفتيات بدلا من أن تجلس في بيتها لماذا لا نؤهلها مرة أخرى او ندفع بها الى سوق العمل او العمل في الجمعيات الخيرية وافتح لها مجالات اكثر حتى يكون وجودها إيجابيا .. لا اجعل الوحدة تفترسها او الأمراض النفسية.. تجربة مرت علي اتصلت على فتاتان حاولتا الانتحار لكن أسعفتا قبل الموت بعد حواري معهما عرفت أنهما تجاوزتا سن الزواج ولم يتقدم لهما احد.. كلتاهما تعيش مرحلة من الإحباط والاكتئاب الشديد يؤدي بهما الى ان تفكرا في الموت والانتحار رغم أنهما تعيشان في مجتمع مسلم واع دينيا ولكن كونهما تصلان الى هذه الدرجة من اليأس هذه هي القضية نحتاج الى دور إيجابي حتى لا يكون وجودهم قنبلة موقوتة داخل المجتمع.
وكذلك اعداد كبيرة من المطلقات ينبغي الا نغفلهن.
النظرة السوداوية
وقال عبد الله القحطاني حول التعدد: التعدد ليس تحدياً للمرأة بل هو حل شرعي وضعه الله تعالى "فإن خفتم الا تعدلوا فواحدة" وهو دليل واضح على إمكانية التعدد إذا توافرت الشروط كالعدالة والقدرة المادية والجسمية ولا يمنع من التعدد سوى النظرة القاصرة السوداوية متشائمة ومن خلال تجارب قاصرة كمن يتزوج ونسى الأولى أو لم يعطها حقوقها وهذه ليست سائدة بل ان التجارب الناجحة لا تعلن وأنا أعرف أحد المشايخ متزوج بأربعة نساء في بيت واحد يجتمعن بعد كل فجر لدرس من الدروس.. والغيرة موجودة في المرأة ولكن لا يجب أن تلغي حلاً شرعياً يمكن أن يساهم في بناء المجتمع وصلاح أفراده.
الخطيئة والذنب
وعلقت الأخصائية نفلة قائلة: أن التعدد حق مشروع لا يمكن أن ننكره للرجل وقد يسهم في علاج العنوسة وغير المتزوجات لكن ما يمكن الإشارة إليه هنا أن الرجال يستغلون هذا الحق المشروع في الزواج بصغيرات في السن بينما يترك العانسات وبذلك لم تحل المشكلة. وأنكرت العنزي التعامل مع العانس على أنها ذنب وخطيئة مقترفة بل علينا مساعدتها لتقبل واقعها وتربى على أنها جزء من المجتمع وإذا لم تعط فرصة تكوين أسرة في الحياة لا يعني ذلك نهاية المطاف بل هناك جوانب كثيرة تساهم فيها وتحقق رغباتها.
الرجل العانس
ودعت الدكتورة سهير مكي إلى تغيير مصطلح عانس لما له من وقع شديد على نفس الفتاة وكذلك معرفة أسباب عزوف الرجال والتي تؤدي إلى عنوسة النساء بطبيعة الحال كإدمان المخدرات والنظرة الى الفتاة المتعلمة والبطالة وقلة الوظائف وعدم القدرة على تحمل المسؤولية والدور السيئ الذي تعطيه وسائل الإعلام للرجل لأنه حر ذكر يحق له أن يفعل ما بدا له ومن معالجة هذه الظواهر مع معرفة إحصائيات دقيقة للعوانس من الرجال والنساء نستطيع الوصول إلى إمكانات حل قابلة للتنفيذ.
أواخر الحلول
واتفقت الدكتورة مكي مع العنزي في عدم كون التعدد حلاً كاملاً لأن كثيرا من حالات التعدد تكون على حساب طلاق المرأة الأولى وبالتالي زوجنا امرأة لنفقد الأخرى والرسول صلى الله عليه وسلم في تعدده لم يكن لحل مشكلة العنوسة بل لأسباب أخرى وهو حل أول يريد الرجال دائماًَ التركيز عليه لحل هذه الظاهرة وهذا غير صحيح بل هو الحل الأخير.
الزوجة الثانية
وقال ولي الأمر صالح الزهراني ان الرجل وولي الأمر يحب دائماً أن يزوج ابنته ثانية أو ثالثة أو رابعة أفضل من بقائها بدون زواج.
نقطة التقاء
وساقت المشاركات عددا من الحجج لدفع التعدد كحل لظاهرة العنوسة وذكرت أن عددا من النماذج المنحرفة في توظيف التعدد وبقي الرأي مفتوحاً دون الوصول إلى نقطة التقاء بين التأييد والرفض.
دور الخاطبات
ومن الحلول المناسبة لمعالجة الظاهرة قالت الدكتورة أميرة الجعفري تفعيل دور الخاطبات حتى في الجامعات وإعطائهن الصبغة الرسمية بعد أن يتم اختيارها بشكل مناسب وبمواصفات دينية واجتماعية عالية وكذلك أن يعالج الإعلام القضايا الأسرية وخاصة الزواج بشكل أكثر عقلانية بدلاً من الحياة الرومانسية العالية أو المشاكل المستمرة وجور الحماة ووطأة الزوجة القاسية.
مكاتب التوافق
ورأى الزهراني أن دور الخاطبة في العلاج ضئيل لأنها من طرف واحد لا تستطيع أن تعرف جميع الأطراف وكثير من زيجاتهن تنتهي بالطلاق لأنه توافق لحظى وأشار الزهراني إلى تطوير مفهوم الخاطبة عبر مؤسسات ومشروعات تيسير الزواج بمسمى "مكتب لتوفيق الزواج".
المسيار والعرفي
ونفت الدكتورة أميرة الجعفري الحلول البديلة للتعدد كالمسيار وغيرها لأنها مشكلة تدخل المجتمع في أنفاق مظلمة وتفتح عليه ويلات أخرى بالرغم من أن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يتركون الجهاد للعودة إلى منازلهم كما اباح لهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذلك فكيف يمكن أن نتغافل وجود الرجل في بيته ونعطيه ما يسمي زواج المسيار والذي يفقد روح الأسرة.
جزء من مشكلة
وداخل صالح الزهراني معترضاً حول نفي هذا الحل الشرعي الذي قد يحقق مصالح لبعض العانسات فليس من العدل والإنصاف حجبه عنهم لأن العانس جزء من مشكلة طويلة من النساء غير المتزوجات كالمطلقات والأرامل.
ضوابط شرعية
وذهب المشرف التربوي عبد الله القحطاني إلى أن المسيار حل من مجموعة حلول للعنوسة وفق الضوابط الشرعية والتأصيل الذي وضعه العلماء وليس ترك الأمر على عنانه.
طاقات ضائعة
ورأى مسفر الغامدي أهمية الاستفادة من وقت العوانس وصرف طاقاتهم بما يعود عليهم بالفائدة بدلاً من تركهن فريسة سهلة للفراغ أو غيره كفتح مجال التدريب لهن أو العمل الجزئي أو الدورات التدريبية كالخياطة والحضانة والمعاهد المتخصصة.
توصيات الندوة
@ إعداد دراسات علمية وبحث المشكلة من مختلف الجوانب واعداد خطط استراتيجية بعيدة المدى وتحديث الاحصائيات بشكل مستمر.
@ إنشاء مراكز داخل الأحياء لحل مشاكل العزوف عن الزواج وتتبع لوزارة العمل.
@ توجيه قناة اجتماعية للتصدي لمن يحارب الزواج ويقلل من شأنه
@ تفعيل مكاتب تيسير الزواج والقضاء والإعلام وائمة المساجد.
@ التشجيع على الزواج الجماعي وتفعيل دور رجال الأعمال والموسرين للتبرع لمثل هذه الزويجات الجماعية وتقديم هدايا من أثاث وغيرها لهم.
@ تفعيل دور الخاطبة بتنظيم العملية واخذ تصاريح خاصة لهن وتحديد أجورهن والسماح لهن بزيارة الجامعات والمدارس النسوية والعمل بسرية تامة.
@ إدخال مفاهيم الزواج وحقوق الفتاة على والدها وزوجها وتبيين أهمية الزواج في المناهج الدراسية.
@ تشجيع الفتاة على قبول التعدد وتوعيتها بالتنازل عن الأحلام الوردية.
@ فتح مجال الحوار بين الأب وبناته ومناقشته مشاكل الأسر والتدخل من أئمة المساجد وعمد الأحياء لإقناع الآباء بتزويج بناتهم.
@ تحجيم سلطة ولي الأمر العاضل عن طريق القضاء.
@ قيام مبادرات من كبار الشخصيات الاجتماعية.
@ تطبيق تنظيمات ملزمة للحد من المهور والتكاليف غير المبررة.
المشاركون في الندوة خلال حواراتهم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.